هكذا تُدار المهرة من قبل بقايا عفاش وعناصر إخونجية متحوثة .. !
سمانيوز / استطلاع / عبدالله قردع
المهرة بوابة الجنوب الشرقية رغم المسافات الطويلة التي تبعدها عن الأنظار، إلا أنها تظل حاضرة تسكن قلوب ووجدان الجنوبيين.
أبناؤها رجال أبطال ميامين لا تزال بصماتهم وبصمات أسلافهم البطولية خالدة يشهد عليها التاريخ منذ الغزو البرتغالي وما قبله وما بعده لاينكرها غير حاقد وجاحد، وأبسط دليل على ذلك ما ذكر في كتاب تاريخ حوادث السنين للمؤرخ أحمد عبدالله شنبل حيث ذكر في كتابه استرداد رجال المهرة لجزيرة سقطرى من البرتغاليين في عام 913 هجري الموافق 1508م. حيث كانت سقطرى محل أنظار الطامعين على مر السنين كما ذكرت مصادر تاريخية أنه في العام 1834م حاولت بريطانيا اقتحامها أو المساومة عليها فكان رد السلطان عامر بن سعد بن طوعري بن عفرار مزلزلاً حيث قال : لن اتخلى عنها طالما بقيت السماء فوقي ولن تأخذوا منها شبراً واحداً طالما أمكن لواحد من المهرة أن يقذف رمحاً،(لله درك يا رجل) مواقف ثابتة كالجبال الراسيات لاتزعزعها عواصف ولا مغريات.
واليوم يتداول الشارع إشاعات لا أحد يعلم مدى صحتها من أن المهرة باتت متنفسا للحوثي ومرتعا و مأوى للإخوان وللقيادات اليمنية العفاشية الهاربة من ديارها من صنعاء اليمن، وإن الإعلام اليمني بكافة أشكاله بات مهيمنا عليها وأن ارضها باتت مستباحة قابلة للبيع والشراء من قبل النازحين اليمنيين وغيرهم من أصحاب رؤوس المال المشبوهة، وأن منافذها باتت متنفسا لتهريب الأسلحة والمخدرات للحوثي، وأن إعلامها المحلي غائب يغض في سبات عميق.
وللخوض في ما سبق ولمعرفة الحقيقة عن كثب، التقت صحيفة«سمانيوز» عدداً من القيادات والناشطين من أبناء محافظة المهرة وخرجت بالاستطلاع ادناه :
لاتزال المهرة تحت هيمنة قوى صيف 1994م :
كانت البداية مع القيادي بانتقالي محافظة المهرة الأستاذ خالد طه سعيد الذي قال : لاتزال المهرة تحت هيمنة قوى صيف 1994م تسيطر على قرار سلطاتها وهي من تدير أمنها، فهذه القوى تجمعهم مصالح مشتركة مبنية على استمرار هيمنتهم على هرم قيادة السلطة ولو بقيادات وشخصيات من أبناء المحافظة تحمل نفس التوجه والقناعة أو تنتمي للاحزاب اليمنية ( المؤتمر – الإصلاح ) وهذه الأحزاب تهادنها واضح المعالم ليس في المهرة فقط بل في كل مناطق تواجدها، ولا ننسى أن المهرة تمتلك أطول شريط ساحلي بات مصدرا لعمليات تهريب السلاح والممنوعات التي يسعى العالم أجمع لإيقافها.
عصابات يمنية تدير عمليات بيع وشراء الأراضي بالمهرة :
وتابع الأستاذ خالد حديثه بالقول : أما بالنسبة للاستيطان وتمليك الأراضي هناك عصابة منظمة من أبناء الشمال وهم من يتلاعب ويخطط وهم من يسيطر على تلك المكاتب المعنية فالأراضي وتمليكها والمخططات كلها تتم عبر تلك العصابة ولا يوجد أي أمل بإيقاف عبث الأراضي إلا إذا تم تحرير المحافظة من قبضة قوى صيف 94م، فالأراضي في المهرة تُباع بمبالغ كبيرة جداً والزبائن أغلبهم من النازحين وبعض تجار العربية اليمنية وتباع الأرضية الواحد كمعدل متوسط 700 ألف ريال سعودي وأحيانا يصل مليونا سعوديا أراض في (خبوت) أماكن خالية لا يوجد بها أي بنيان ولا أسواق ولا أي مظاهر للحياة ماغير أهداف سياسية بحتة لضرب التركيبة السكانية، أما عن الاستيطان في المهرة فهو منظم ويتم عبر جهات ممولة له حيث توفر للنازحين المواصلات ومصاريف السفر إلى محافظة المهرة ويتم توفير السكن وملحقاته تمهيداً لتوطينهم في المهرة، كما يسعون جاهدين للحصول على شهادة ميلاد مهرية وبطاقة شخصية مهرية وجواز سفر إصدار المهرة، ونؤكد عبر منبركم إن أبناء المهرة يرفضون كل تلك الإجراءات ويطالبون بإخراج النازحين وإيقاف العبث بأراضي المحافظة وتسليم مقاليد الإدارات لأبنائها.
هيمنة القوى اليمنية على هرم سلطات المهرة يحرفها عن المسار الجنوبي :
واستطرد الأستاد خالد قائلاً : إن هيمنة القوى اليمنية على هرم السلطة بالمحافظة يعد بحد ذاته حرفاً لها عن المسار الجنوبي رغم أن أبناء المهرة يرفضون ذلك وفي كافة الفعاليات الجماهيرية يؤكدون الثبات على المشروع الجنوبي التحرري ونطالب بتحرك سياسي مساند لإرجاع المهرة إلى الحضن الجنوبي، فالصوت التحرري له حضور كبير ويشهد عليه العالم والمجلس الانتقالي الجنوبي في المهرة يقارع تلك القوى بكل ما أوتي من قوة، ولا ننسى الفعاليات الثورية المطالبة بخروج قوات المحتل من المهرة والاحتشاد الجماهيري الكبير
في كافة مديريات المحافظة ومراكزها التنظيمية كون المجلس الانتقالي يمتلك حاضنة شعبية كبيرة وله حضور فاعل وقوي.
بوابة الجنوب الشرقية تُدار من قبل عناصر إخونجية متحوثة :
من جهته الناشط الإعلامي الجنوبي هزاع عامر سعيد السليمي المهري يقول :
المهرة بوابة الجنوب الشرقية، هل باتت منفذا للحوثي ومرتعا للاخوان؟ بالفعل منفذ شحن يُدار من قبل جماعة الإخوان المتخادمة مع الحوثي وتستميت على مناصبها وعلى تواجدها في المنفذ كونها باتت شريانا رئيسيا لتهريب الأسلحة والمخدرات للحوثي وتعمل جاهدة ضد الجنوب وضد قضيته المشروعة، وأما بالنسبة للاستيطان وتمليك الأراضي وتهريب السلاح وهيمنة إعلامية يمنية، وإلى أين تُساق المهرة وما حقيقة مايجري وما موقف أبنائها؟ للأسف الشديد حقيقة ما تشهده المهرة من تغيير ديموغرافي يدعو إلى تنظيم حملات توعوية للمواطنيين المهريين بخطورة مايحدث، حيث تم شراء أراض شاسعة تمتد إلى عشرات الكيلومترات من قبل أبناء المناطق الشمالية في مديرية شحن التابعة للمنفذ بهدف إحداث تغيير ديموغرافي لصالح أبناء اليمن، والمشكلة أن العملية تُدار بتواطؤ البعض من أبناء المحافظة، وهناك موجة نزوح يمنية جماعية رهيبة تجري في محافظة المهرة تهدد بإحداث تغيير التركيبة السكانية للمحافظة تجري تحت مبررات واهية وبأن المهرة هي اليمن الكبير أو وطنهم الكبير.
حضور الإعلام المعادي أقوى من المهري :
وتابع الأستاذ هزاع حديثه قائلاً: يتمتع الإعلام المعادي المتمثل في قناة المهرية التابعة لجماعة الإخوان وغيرها بحضور أقوى من الإعلام الجنوبي الذي يعاني ركودا وتهميشا، رغم أن الحاضنة الشعبية جنوبية تحررية طاردة للثقافة وللمحتل اليمني ولكنها مغيبة في ظل غياب وضعف الإعلام الجنوبي بالمحافظة، فالمهرة جنوبية الهوى والهوية ولا يمكن إخراجها عن المسار الجنوبي التحرري، فالمجتمع المهري واع يدرك حجم الخطط التي تُحاك ضده وضد قضيته الجنوبية المشروعة ولن ينالوا منه شيئاً، ولن تنصاع للمد اليمني إطلاقاً والنصر حليفنا بإذن الله.
حوادث تنشط بين الحين والآخر :
الناشط السياسي شوقي صالح عبدالله شملان من أبناء محافظة المهرة قال : منذ 8 سنوات والمهرة لم تكن بأكملها مرتعا ومنفذا للتهريب ولكن تحصل بين الحين والآخر حوادث تهريب أسلحة وغيرها عبر المنافذ والشريط الساحلي والسبب يعود لأن مساحة المهرة شاسعة ويصعب السيطرة عليها في ظل غياب الدولة، ولا ننكر وجود عملاء للحوثي والإخونجية بالمحافظة تنشط بين الحين والآخر، كما يعود سبب الهيمنة الإعلامية والإدارية والسياسية اليمنية على المحافظة إلى وجود الكثير من مخلفات عفاش والإخوان في كل إدارات المحافظة وفي السلك التعليمي في أغلب المدارس خصوصاً في عاصمة المحافظة الغيضة.
وأردف قائلاً : تحتاج المهرة إلى دعم أكبر إعلامي وسياسي من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي ومن كل من يحمل لواء القضية الجنوبية فكل أبناء المهرة مع القضية الجنوبية ومع محيطهم ونسيجهم الجنوبي وإنما ينقصنا الدعم الكثير لتحريك المياه الراكدة، كما أن المحافظة بحاجة إلى إعادة هيكلة من القاعدة إلى القمة وكذا تجنيد قوات خاصة من أبناء المهرة تتبع القوات الجنوبية مثيل النخبة الحضرمية وغيرها، وتحريك ملف اتفاق الرياض وإخراج القوات الشمالية من المهرة وإحلال القوات المهرية بدلا عنها.
مخلفات النظام السابق تسيطر على المهرة :
وكان الناشط السياسي والقيادي بانتقالي محافظة المهرة الأستاذ مجاهد آل عفرار مسك ختام استطلاعنا حيث قال : لقد سعت مخلفات النظام السابق إلى إبقاء محافظة المهرة تحت سيطرتها الأمنية والعسكرية والتحكم بالمنافذ الحدودية والسواحل وفتحت الأبواب أمام التهريب بشتى أنواعه، وتم من خلالها تعزيز ودعم مليشيا الحوثي، حيث أن عمليات الاستيطان وتمليك الأراضي والهيمنة الإعلامية اليمنية سببه كان تمكين القيادات اليمنية من أبناء شمال اليمن وسيطرتهم على جميع مفاصل الأجهزة الأمنية والعسكرية والمرافق الحكومية بالمحافظة، وتسير الأمور باتجاه إحداث تغيير في التركيبة السكانية لأبناء محافظة المهرة بإحلال وتوطين أبناء اليمن الشمالي بأوساطنا، واعتقد أن هناك دعما إقليميا لتلك الخطوات السلبية، ولكن محافظة المهرة عصية وستبقى اشراقة الجنوب الأصيلة ومتنفسا لكل أبنائه، كونها حاضنة جماهيرية للمسار التحرري السائر على خطى القضية الجنوبية المشروعة، ولقد نظم الأهالي مسيرات جماهيرية احتجاجية متتالية تطالب برحيل القوات الشمالية من المحافظة وكذا تمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم الإدارية المدنية والأمنية والعسكرية بأنفسهم، ولقد اتبثت المهرة أنها جنوبية من خلال الحراك المجتمعي الكبير المؤيد لقضية شعب الجنوب التحررية التي يحييها وينظمها المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الجنوبية برئاسة القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي حيث يحظى الانتقالي الجنوبي بمحافظة المهرة بشعبية كبيرة حيث شهدت ولاتزال تشهد المحافظة الكثير من فعاليات فك الارتباط في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة وكل المديريات وإن غداً لناظره قريب.