المناضل الكبير عوض ثابت جحاف.. تاريخ ناصع بالمواقف والنشاطات ، وظلم فاضح في المرتب والمستحقات
سمانيوز/حوار/أحمد مهدي سالم
هناك شخصيات جنوبية لها بصمات واضحة وملموسة أيام التشطير ..صالت وجالت في مجالات عمل وأنشطة كثيرة ، وسجلت حضورها الجميل ، وعطاءها الفاعل ، وكانت مع القيادة ، وفي قلب القيادة تساهم في صنع القرار ، وتترجمه إلى أفعال وأعمال ..
وكذلك كان لهم جهد ملموس ، ونشاط إيجابي بعد تحقيق الوحدة ، وكذا في ثورة الحراك السلمي الجنوبي ضد نظام الهيمنة الشمالية لكن الظلم طالهم ، والإنصاف ضل طريقه عنهم..وصاروا في دوائر التهميش والقهر والنسيان رغم طول سنوات فترات العمل والخدمة والعطاء التي اقتربت من الخمسين..من بين هؤلاء يبرز اسم المناضل الجنوبي عوض ثابت عوض جحاف ، الذي كان من بين أفضل الكوادر الجنوبية نشاطًا ، وفاعلية ً ، وقوة حضور وتأثير في المشهد السياسي والاجتماعي وقتها..في اثناء التشطير ، او بعد الوحدة ، ثم مع حركة واحتجاجات الحراك الثورية..حتى انتهت بتمكين قوي للمجلس الانتقالي في الجنوب كطليعة سياسية واعية تتصدر المشهد ، وتعبِّر عن آمال وطموحات الجنوبيين في استعادة الدولة .
نتركه يتحدث عن بداياته.. بداياته مع النضال من فترة باكرة ، يقول :
– تحملت مسؤولية الأسرة من أول الستينيات ، وكنت أعمل مزارعًا ، وراعي أغنام..في زمن الجوع والفقر والفتن في يافع..وتحركت أنا والدي ، وانا حافي القدمين من يافع إلى عدن مشيرًا على الأقدام 1961 ، واشتركنا في المظاهرات في كريتر التي كانت تندد بسياسة وظلم الإنجليز ، ويعدها سجنونا أنا والوالد في سجن جعار المركزي من قبل المدعو ابن عدين قائد أمن خنفر في تلك الفترة .
ويواصل المناضل القدير عوض جحاف سرد بعض من الذكريات :
– التحقت في عام 1964 بجيش التحرير والحرس الشعبي والقوات الشعبية والمليشيا الشعبية ، وكُلِّفت بعدة مسؤوليات..تحملت مسؤولية مشرف مشاريع في يهر معربان : مشاريع مدارس وطرقات ووحدات صحية وتأسيس النوادي والمراكز الثقافية ، وكذلك تحملت مسؤولية منظمات جماهيرية واللجان الشعبية ولجان الدفاع الشعبي والمنظمات الحزبية القاعدية مع المساهمة في حل قضايا المواطنين في معربان يهر ثم التحقت بدورة عسكرية بمدرسة سلاح مدفعية ج.م.د.ش عام 1974 ، وفي عام 1975 تم تكليفي بالذهاب إلى المهرة ..مساندة لجبهة التحرير العمانية على رأس قوة عسكرية في 1974..
ثم تحملت مسؤولية مسؤول سياسي لكتيبة المليشيا الشعبية ثم قائد كتيبة المليشيا التي تحركت على رأس قوة إلى باب المندب..النابية والسقية ورأس العارة في عام 1978..وكذلك في العام نفسه 78 التحقت بالمدرسة الحزبية كدارس ، وتخرجت بامتياز في 78 وفي 79 كُلِّفت سكرتيرًا للدائرة الثقافية بسكرتارية الحزب في مركز يهر ، وفيما بعد عُيَّنت سكرتيرًا ثانيًا للجنة منظمة الحزب ، مركز يهر ثم مسؤولية الداعي السياسي والثقافي بإنزال المحاضرات لأعضاء المركز يهر ناهيك عن إسهامي الفاعل في الحلقات الثقافية الحزبية ، وبعدها..عضو لجنة منظمة الحزب الاشتراكي ، مديرية يافع أعوام 79و81.
ويضيف من محطات حديث الذكريات :
– رُشِّحت للدراسة في الاتحاد السوفيتي عام 1982، تخصص علوم سياسية واجتماعية ، وتخرجت بامتياز عام 1985 ثم كُلِّفت رئيسًا للجنة الانضباط للأحزاب الاشتراكية والديمقراطية في المعهد العالي للعلوم الاجتماعية التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي..
وهناك شاركت في الاحتفالات في الكرملين ..الساحة الحمراء..بمناسبة أعياد ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى خلال ثلاثة أعوام من الدراسة ..شاركت فيها بنشاطات مختلفة في فترة الدراسة .
قلت له : طيب يا أستاذ عوض .. ماذا بعد..بعد فترة الدراسة وعودتك ؟
– بعد أحداث 13 يناير كنت جريحًا ، ثم نُقلنا أنا وزميلي الفقيد حسين عوض عبدالقوي اليزيدي بقرار من المكتب السياسي من منظمة الحرب في يافع إلى منظمة الحزب بأبين في مارس 86..وتحملت مسؤولية رئيس قسم أجهزة الدولة والمنظمات الجماهيرية بسكرتارية الحزب بأبين ، ورئيس فريق المحاضرين ، وكنت أنزل المحاضرات إلى كوادر وموظفي المكتب التنفيذي م/أبين ، ومنظمة الحزب ، وأجهزة الدولة والمنظمات الجماهيرية ومركز أبحاث الكود ومزارع الدولة والمديريات : زنجبار ، خنفر، رصد ، لودر، مودية ، رصد ،مكيراس ، والمحفد والمؤسسات العسكرية ..أكثر من ( 32 ) محاضرة ساهمت في تطبيع الأوضاع ، وتهدئة النفوس بعد 13 يناير .
عُيَّنت مديرًا عامًا للمعهد العالي للعلوم الاجتماعية ، وعضوًا في المجلس العلمي لجامعة عدن ، والمعهد العالي في عدن ،.واُنتخبت عضوًا في منظمة الحزب بأبين.. وشاركت بعدد من المقالات والمداخلات في الصحف والمجلات..طبعًا كنت من مؤسسي جامعة عدن ، وشاركت في مختلف أنشطتها..وعضو مجلس رئاسة مجلس السلم والتضامن والصداقة مع الشعوب من عام 1987 إلى 1994 ..ومؤسس ورئيس مجلس السلم والصداقة مع الشعوب بأبين من عام 1988 إلى 1994 ، وقد ضم المجلس وجاهات ومثقفين ورؤساء المنظمات الجماهيرية والإبداعية بالمحافظة ، وسكرتير الحريات العامة وحقوق الإنسان.
كما شاركت في المؤتمرات الحزبية للتنظيم السياسي والحزب الاشتراكي م/أبين 94 ، ونُقلت إلى جامعة عدن في 93 ، وبعد الحرب المشؤومة 94 تم تعييني بدرجتي مديرعام في ديوان جامعة عدن .. لكني ( خليك في البيت )..
ثم تمت ترقيتي إلى درجة وكيل وزارة عام 2000 لكنه استحقاق دون ترتيب وضعي لعملي أسوةً بزملائي..شطب اسمي من كشف الأجور والمرتبات ، وحُرمت من استراتيجية الأجور والمرتبات عام 2005 ، وظُلمت من هيكل الأجور والمرتبات ، و لم يتم نقلي إلى الدرجة المقابلة نائب وزير ،..كما حُرمت من من العلاوات والبدلات المتنوعة والأقدمية..
وتمت إحالتي إلى المعاش قسرًا مع تقرير شهادة وفاة عوض ثابت جحاف للمعاشات للملف الشخصي من قبل رئاسة الجامعة في عهدي راصع وراوح مع أذنابهم من الجنوبيين..عام 2004 ..الظلم والاستبعاد معي منذ حرب 94 ..حتى الآن حقوقي المكتسبة مفقودة مع المتخلفات للراتب والعلاوات وقد تم حل جزئي في 2019 بتسوية المرتب إلى ( 170000 )
بينما زملائي يتسلمون ( 600000 ) ، وبدلات وعلاوات وسكن و..هذا الذين هم داخل اليمن أما زملائي في الخارج يتسلمون شهريًّا عشرة ألف سعودي.
وبعد كلام الاستاذ عوض جحاف عن المظالم الكثيرة التي تعرض لها يستمر في حديث الذكريات الذئاب يخلو من وخزات ألم وحسرة قائلًا :
– تصور خدماتي 59 عامًا ، وحائز على شهادة الماجستير ، و قد نلت شهاظات تقديرية عديدة منها :
– شهادة جيش التحرير مع الميدالية .
– شهادة من المعهد العالي للعلوم الاجتماعية .
– شهادة تقديرية من جامعة عدن .
– شهادة تقديرية من القيادة الوطنية المليشيات الشعبية .
– شهادة تقديرية من اللجنة المركزية لاتحاد الشباب .
– شهادة تقديرية من مجلس السلم..وشهادات أخرى كثيرة لا يتسع الحيز لذكرها ، وفي هذا تأكيد على فاعلية نشاطي ، وتعدد جوانب مشاركتي الاجتماعية والسياسية.
ثم سألته عن جهوده ودوره في الحراك السلمي الجنوبي فأجاب :
– شاركت فيه منذ عام 1994 بنشاطات متعددة كالكتابة و حضور المسيرات والاعتصامات في عدن وأبين ، وسُجنت عام 2000 في سجن جعار المركزي مع زملائي ال 16 ، القائمة الرمادية ، ثم سجنوني في زنجبار بالنجدة والأمن المركزي على خلفية بلاغ كيدي كاذب بأني شتمت الرئيس علي عبدالله صالح قدمه ضدي اثنان من المرتزقة .
شاركت أنا وأولادي بالحراك السلمي ماديًّا ومعنويًّا في مختلف نشاطاته ..في الساحات ابتداءً من الوقوف أو الوقفة أمام مقر محافظ عدن عام 1997 ، وساحة العروض بخورمكسر وردفان وأبين..
وقد تابعنا فاعلي خير من الخارج لتقديم الدعم المالي لنشاطات وفعاليات الحراك ..وبدورهم قدموا الإمكانيات الكثيرة ، وأوصلناها إلى اللجان في العاصمة عدن بالإضافة إلى الدعم بالمال لأسر الشهداء بالمحافظات في 2007 ، وعندنا الإثباتات كافة موثقة.
كما تم الدعم من أخي وأولادنا بتقديم سيارة لاندكروزر للإسعاف في الضالع مع الدعم المالي في عام 2019 .
وبعد توقف لحظات فيها تنهُّد وتحسُّر وشعور بغبن قال في خاتمة الكلام :
– بعد هذه المعاناة الطويلة المنزوعة على جبال ووديان وسهول ج.ي.د.ش .. من المهرة إلى باب المندب ..ألا أستحق الإنصاف في مرتبي ومستحقاتي و وضعي ومكاني..؟!
ويفترض علي القيادات التي وُجدت اليوم أن تقوم بتكريم أنا وغيري من المناضلين المستحقين التفاتةً وإنصافًا .
وندعو الحكومة لسرعة دفع حقوقنا ومستحقاتنا المكتسبة ل 28 عامًا مع فارق الراتب وفارق الدرجة والعلاوات والبدلات..
ملفي الشخصي فيه ظلم قاهر علي ،جرى استبعادي من الوظيفة العامة وهيكل الأجور ، وتمت إحالتي إلى المعاش .
ملفي يضم ( 51 ) صفحة قدمته للجنة المشكلة من القضاة ، والخاص بتظلمات المبعدين من وظائفهم قسرًا بعد الحرب الظالمة 94 ..اللجنة التي شكلها الرئيس عبدربه منصور هادي .. جميع المستندات والصور والوثائق موجودة من 1964 حتى الآن .
تعليقنا ..الظلم ظلمات يوم القيامة..والمناضل الكبير عوض ثابت جحاف تعرض لظلم كبير ، وأولى بالجهات المسؤولة في الجامعة ووزارتي التعليم العالي والخدمة المدنية والحكومة أن تنصفه ، وتزيل عنه مظالمه بما يليق من الاستحقاق والتعويض .