استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

أطفال الجنوب بين واقع الحروب المدمرة ، والحماية من استقطابات التنظيمات الإرهابية.. !

سمانيوز-شقائق /استطلاع / حنان فضل

الخطر مازال يحدق بأطفال الجنوب ، بل قريب منهم وهذا يجعل الحرص على الاهتمام بهم بشكل مستمر حتى لا يكونوا لقمة سهلة للعدو المتربص فالحروب المدمرة تقضي على براءتهم وطفولتهم وبعدما تنتهي هذه الحروب يأتي التطرف الإرهابي لتكون ضربة قاضية على أحلامهم البريئة من خلال إدخال أفكار خاطئة ، لهذا على الأسر والمدارس والمساجد التركيز على هذا الموضوع عبر التوعية والإرشاد ليس الأطفال فقط ، بل الشباب يعتبرون ذلك فريسة سهلة للآفة(التطرف الإرهابي).

طرق للوقاية من المخاطر : 

قالت الدكتورة رجاء سعيد صالح الكازمي(جامعة عدن) : 

هناك عدة طرق للوقاية من المخاطر أولاً نشر التوعية أي الوعي الكافي الذي يدرك من خلاله صاحبه بمخاطر التنظيمات الإرهابية سيمعنهم بالتأكيد من هؤلاء.

ويقصد بالوعي أولاً وعي الوالدين ، فعدم فهمها لهذا الأمر سيؤدي إلى استقلال هؤلاء للأطفال من قبل التنظيمات  الإرهابية ، وكذلك تجار البشر فيسهل استغلالهم. ثانياً : وضع قوانين أكثر تشديدا وتنفيذها بتنفيذ أفعال لها وذلك بوضع السياسيات من أجل التغيير الاجتماعي على المدى الطويل، ويتطلب هذا التغيير أن يكون على مستوى سياسة العلاقات مع أصحاب المصالح ألا وهم وسائل إعلام والمواطنون والأسر والمشرعون وأعضاء المجتمع  المدني.         

 وثالثاً : إرسال الأطفال جميعاً إلى المدارس وهذا يعزز من عملية انتمائهم للتعليم والبعد عن الخطر الذي يريهم الطريق الصحيح، ويعرفهم الحماية والتوعية من هذه التنظيمات الإرهابية وتشريع القوانين الذي تردع الشباب من الاندماج فيها وعدم الانضمام لها من خلال نشر الوعي عن طريق التواصل الاجتماعي والإعلام وإشغال هؤلاء الشباب من خلال إدماجهم بالمجتمع وتوفير فرص العمل لهم وسعيهم وراء لقمة العيش ، ولهذا يجب على الحكومة توفير فرص العمل للشباب من خلال فتح المؤسسات الحكومية والمصانع وغيرها من القطاعات الحكومية لإشغالهم.

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته : 

فيما تقول المهندسة بشرى عباس استشارية في مجال السدود والقنوات في مكتب الزراعة عدن :

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. استهل كلامي هذا بالحديث الشريف للرسول عليه الصلاة والسلام بتحديد المسؤولية عن الجيل الجديد لرب الأسرة وأئمة المساجد في التوجيه والإرشاد. وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ويضع المسؤولية تحت طائلة كل مرؤوس في صلاح المجتمع والعمل.

 تهنا وتاهت الأجيال في ظل الصراعات السياسية الأخيرة وفقدنا البوصلة أن هناك أجيالا جديدة وصاعدة سوف تستغل من قبل ضعاف النفوس وفاقدي الضمير في توجيه الشباب جهة الصراع الذي لا ناقة لهم بها ولا جمل ، وتحت تأثير الكثير من المغريات لمآرب في أنفسهم لزعزعة الأمن والنظام وتوجيه الصراع بعيداً لاستغلال الوضع وإبقاء مراكز الثروة تحت سيطرة جهات نافذة أخذها الطمع في الاستئثار بالثروة وإشغال الشباب والعامة في أمور تافهة ليصفى الجو في السيطرة على مقدرات الجنوب وثرواته.

 الزواج لا يعني ارتباط رجل بامرأة وإنما يعني تكوين الأسرة تكوينا صحيحاً لتكون النواة للمجتمع ومتى صلح حال الأسرة صلح المجتمع ككل، ومتى تضع حال الأسرة فقد المجتمع أهم ركن من أركانه، ونحن مجتمع مسلم له ارتباطات وكيانات متى حافظنا عليها حافظنا على تماسكنا وصلاح وطننا.

 إصلاح التعليم بعد تدهوره في الآونة الأخيرة نقطه لابد من التركيز عليها ((إذا أردت إسقاط أمه من خلال إسقاط نظام التعليم)).

ولا ننسى دور المساجد في التوجيه والإرشاد ومستويات أئمة المساجد وتأهيلهم في فن الخطابة والإقناع وفهم القرآن الكريم وتفسيره والحديث والسنة النبوية ، فهما لا خلط فيه يكون مسار توجيه صحيح لكافة الفئات في تقوى الله في الأعمال والتعاملات بين الناس ونبذ العنف والطائفية ، وأهم من ذلك ((أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)) وعدم استغلال الدين في التوجيه السياسي للشباب وحرفهم عن مجتمعهم ودينهم.

يفقد الكثير من الأهالي أبناءهم بسبب عدم الفهم والإدراك للتطرف ودعوى الشباب للجهاد بسبب قلة الوعي لمعنى الجهاد وإهدار الروح التي حرمها الله إلا في الحق. التوهان بمعنى الحق والجهاد تتحمل مسؤوليته المدرسة والاسرة وأئمة المساجد لتبيان معناه السامي والنبيل والذي أبى المولى أن تزهق إلا بطريق الحق والخير ونصرة الإسلام وإعلاء كلمة الله، وليس من أجل المال واستغلال الحاجة والفاقة لبعض الأسر واستدراج قليلي الوعي في أعمال تخريبية وإصدار الأحكام والتكفير من قبل أفراد لا تربطهم صلة ولا وازع ضمير إلا غايات شخصية ومنافع يستنفعون بها لا غير.

 أقول للمعلم عندما تذهب للمدرسة أنسى هموم الدنيا عند دخولك الفصل واعرف أن كل كلمة تقولها سيكون لها الأثر في النشئ الجديد وكذلك رب الأسرة وإن ضاقت بك الحياة لا مؤثرات للحياة تعكس سلباً على أفراد أسرتك وأنت القدوة الحسنة.

 وكذلك أئمة المساجد لابد أن يتحلوا بالضمير الحي في اختيار مواضيع صلاح الأمة وصلاح المجتمع وأن لاينحازوا إلى أي جهة إلا إذا كانت في صلاح الأمة والمجتمع ، فكل شخص لن يحاسب بما أملاه عليه الغير وكل إنسان سيحاسب بشكل فردي. لأن الآيات كثيرة التي تبين المسؤولية الشخصية. ((ولا تزر وازرة وزر أخرى) . ((وكل نفس بما كسبت رهينة)) عملك هو واجهتك تجاه ضميرك وتجاه الله والمجتمع.

توقف المدارس عن العمل سببا للتطرف : 

وترى الأستاذة نادرة مصطفى حنبلة،نائب مدير إدارة المرأة والطفل لانتقالي عدن :

توقف المدارس عن العمل أول خدمة تقدمها الحكومة للاستقطاب اللا محمود ، فمع الحرب التي تشن على الجنوب بكل أشكالها من ضمنها الدفع نحو استقطاب الأطفال للممارسات التي لاتفيد.

 حيت يتربص الأعداء أطفالنا بعمر الزهور بأنواع مختلفة من المخدرات وبوسائل ذكية  متعددة  

كثير من الأطفال صاروا في كف الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ، لأن دور المدرسة غائبا بحكم الإضرابات مستغلين حاجة المدرس ومعاناته الشديدة لهرولة أبنائنا إلى الشارع المفتوح والذي لايرحموا عليه لابد أن تقوم الأسرة بواجبها الممنوح لها من الله أن تقف وبصرامة نحو هذه الحروب المدمرة وذلك عن طريق احتواء أبنائهم ومراقبة تصرفاتهم والمجتمع ليس غائبا عن ذلك الاستمرار في توعية الآباء عن طريق استخدام منابر المساجد والنزول إلى الأحياء والمدارس كنخبة مختارة لتوعية الأبناء والأسر من خطورة المرحلة الراهنة وتوعيتهم عن الممارسات التي تنتهجها المنظمات الإرهابية في تدمير المجتمع من خلال تدمير أطفالنا.

وضع أسس للتوعية خطط وجداول نزول للمدارس، الجلوس مع الآباء في المدارس والأحياء أو المساجد لإرشاد الآباء  في حالة التربية منذ الصغر وكيفية التعامل معه منذ الصغر وأثناء الضرر ،لايغفل عن الأمهات من خلال استدعائهن المدارس وتوعيتهن بما يحاك لهذا الوطن من تدبير حقير وخطير يوجه لمجتمعنا ، حتى لاتقوم قائمة لوطن كلنا ننشده.

منذ الوحدة المشؤومة : 

وتحدثت الدكتورة رنا السروي رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد عام نساء الجنوب في مديرية المنصورة :

منذ الوحدة وسلطة صنعاء تمارس التدمير على الإنسان وعلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الجنوب ، وكل أشكال التدمير والتهميش بل وحتى على مستوى الوظيفة العامة المدنية والعسكرية وفي حرب 1994 جاءت نتائجها لتطال حتى الأسر الجنوبية من خلال الدفع بالموظفين إلى التقاعد أو عمالة مسرحة قسرا إلى جانب اخوتهم العسكريين حيث بلغوا 150 ألف مسرح ، وكما وصل الحقد بهم على احتكار الوظيفة واقتصارها على الشماليين وحلفائهم في الجنوب ، كما مارسوا تدمير التعليم بطريقة ممنهجة انعكست على الأسر والأطفال حيث أن الحرب يتمت الأطفال ورملت النساء كل هذه الظروف أوجدت أجيالا مجهلة، كما أن تأخير المرتبات وانقطاعها لأشهر عن بعض الفئات المسرحة من السلكين العسكري والمدني تحت حكم المنتصر في الحرب لذلك هذا الأجيال تلقفتها القاعدة ومشتقاتها من التنظيمات الإرهابية مثل داعش وأنصار الشريعة خصوصا في بعض محافظات الجنوب وبدعم من سلطة الاحتلال اليمني التي أرادت إقناع العالم بأن الجنوب بؤرة للإرهاب وحاضنة إرهابية. 

كل هذا الفقر والعوز لشريحة من الأطفال والشباب التي أسرته عجزت عن تلبية مطالبه ، بل حتى عجزت بعض الأسر عن تدبير لقمة العيش والكساء وتجهيز الأبناء للمدارس وكان هناك قصور في أداء المدارس ، حيث يتم تفريغ العديد من المعلمين للعمل خارج البلاد أو داخل البلد لمكان آخر غير المدرسة.

وبذلك يكون قصور في أداء العملية التعليمية للأجيال وقصور في التوعية، حيث أن المعلم يجب أن يكون على مسافة قريبة من طلابه ويكتشف أمورا قد تكون مغمورة ولكن نتيجة القصور والأداء وانعكاس الظروف والعوز والفقر على المعلم وتراكم عدد الحصص على المعلم المتواجد فوق العمل ، لم يعد كما كان يلامس هموم الطالب ويوعيه وينصحه ويبذل جهدا لتثقيفه وتوعيته، كما أن بعض المساجد خصوصا المساجد التي في قبضة الإخوان المسلمين التي كانت تقوم بدور استقطاب بعض الفئات من الأطفال والشباب لخلق التطرف في الجنوب بل وتقوم بإرسالهم إلى مناطق الصراع في العراق وأفغانستان وسوريا والبوسنة، كما أن ظروف بعض الأسر الجنوبية المجهلة بما يدور حول أبنائهم ساعدوا في التحاق أبنائهم بهذه التنظيمات تحت ستار الجهاد في سبيل الله.

الدور التوعوي في الجنوب ضعيف : 

 تقول الأستاذة ثريا سالم مجمل النسري،ناشطة مجتمعية :

لقد تعرض الجنوب لأبشع احتلال همجي متخلف أثر ذلك على وحدة النسيج الاجتماعي في الجنوب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كان هذا الاحتلال سببا في تأزيم الحياة المعيشية وتدني مستوى الدخل للفرد  والجانب المهم  أثر هذا الاحتلال في الجانب الاجتماعي والأخلاقي ، كذلك كانت سياسة الاحتلال هي تدمير المنظومة التعليمية والتجهيل لأطفال الجنوب وبسبب الإهمال وعدم إلزامية التعليم  إلى الصف التاسع أقل شيء خرجت الأطفال في سن مبكر للبحث عن عمل من أجل توفير لقمة العيش لأسرهم ولسد احتياجاتهم الخاصة، هنا وقع أطفال الجنوب في الاستقطاب الإرهابي وهذه من سياسة سلطة 7/7،

الدور التوعوي في المدارس والمساجد الجنوبية والإرشاد لحماية الأطفال والشباب ضعيفة جدا لأن الفساد الأخلاقي في كل مفاصل الدولة الجنوبية ، وهذا لن ينتهي إلا بوجود دولة قوية تسمى دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ، هنا الجميع يهتم بهذه الفئات العمرية ويحافظ عليها من الانحرافات السلوكية.

إن الشباب والأطفال الجنوبيين يتعرضون لجميع الأعمال الإرهابية ومنها انتشار ظاهرة المخدرات بأنواعها المختلفة،لأن غياب الدولة الجنوبية وإن وجدت هي دولة هشة لاتهتم بالإنسان الجنوبي ولا بالرقابة على المدارس الحكومية والخاصة، وما الذي يدور فيها. والأهم في ذلك لابد من إنشاء ملاعب رياضية وترفيهية للشباب والشابات يشرف عليها المجلس الانتقالي بكل حرص وأمانة.

وأضافت الأستاذة فوزية محمد بكير : 

يمثل دور التعليم سوى من الأسر 

أو المدارس أو المساجد الجنوبية في عدة نقاط :

1- توفير الحماية الجسدية والنفسية والاجتماعية والمعرفية والتي يمكن أن تنقذ حياة الشعوب وتحافظ على استدامتها سواءً سواء.

2- التخفيف من الآثار النفسية الناجمة عن الصراعات والكوارث من خلال ما يمنحه من النظامية والاستقرار والهيكلية والأمل من أجل المستقبل.

3- إنقاذ حياة الشعوب من خلال تأمين الحماية الجسدية ضد الأخطار والاستغلال في سياق الأزمات والحرب على الجنوب فعندما ينشأ الطفل في بيئة تعليمية آمنة ، فمن غير المرجح أن يكون عرضه للاستغلال الجنسي أو الاقتصادي أو المخاطر الأخرى مثل تجنيد الأطفال أو انضمامهم إلى جماعات قتالية

 أو الجريمة المنظمة.

4- تأمين المعلومات المنقذة للحياة لتمتين مهارات البقاء الحيوية وآليات التأقلم مع البيئة المحيطة.

5- توفير الحماية المعرفية عن طريق دعم التنمية الفكرية عبر تعليم القراءة والكتابة والحساب والمهارات الدراسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى