استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

«سمانيوز» تستطلع آراء الشارع في الجنوب حول: «الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي» طبيعة التحالفات الراهنة وآفاق المستقبل الغامض.. !

سمانيوز / استطلاع / عبدالله قردع

في ظل اللغط الحاصل على الساحة الجنوبية الناجم عن بعض التفسيرات المحتملة الخاطئة لبعض السلوك والتصرفات أو التصريحات الصادرة من هنا أو هناك وما رافقها من بث الشائعات المغرضة التي يشنها الإعلام اليمني المعادي الهادفة إلى شحن وتأزيم الشارع الجنوبي لتفخيخه ضد بعض دول التحالف العربي لإحداث شرخ وتصدع في العلاقة الأخوية القائمة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وأخوانه في دول التحالف العربي، وفي سياق ليس ببعيد بعثت الأستاذة ميرفت السلامي عضو الهيئة الاقتصادية والخدمية للمجلس الانتقالي الجنوبي نائب مدير عام الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات لشؤون الإيرادات فرع العاصمة عدن رسائل عبر منشور صحفي لها طمانة للداخل الجنوبي وأخرى شديدة اللهجة إلى جهات أخرى قائلة : إن في صمتنا حكمة لا يقرأها إلا من عصرته الحياة ، ونحن بحاجة إلى الهدوء والاتزان لتكون قراراتنا صائبة وسهامنا قنابل موقوتة متى ما استدعت الضرورة لا نستعجل ولا نتسرع لأن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة وتابعت قائلة : ثقوا أن القرارات التي تصنعها الكرامة صائبة وإن أوجعت أو كانت مرفوضة في وقتها لكنها في صالحنا في المستقبل القريب، وختمت بالقول :

إن قيادتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي تعمل بصمت داخلي وخارجي وفرض القضية الجنوبية بقوة ، لذا علينا أن نكون على قدر كبير من المسؤولية لنتمكن من استعادة دولتنا الجنوبية.

وللاستيضاح أكثر حول طبيعة (ماضي وحاضر) ومستقبل علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي بالأشقاء في دول التحالف العربي التقت صحيفة «سمانيوز» عددا من الكوادر الجنوبية وخرجت بالتالي :

علاقة شراكة في كثير من الأهداف التي فرضتها الحرب :

يقول الأستاذ هشام الجاروني : العلاقة القائمة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي هي علاقة شراكة في كثير من الأهداف التي فرضتها الحرب ضد الحوثة علاقة شابها الكثير من التجاذب والتقارب وفق التقاء المصالح وابتعادها لاننكر أن للتحالف دوراً كبيرا فيما وصل إليه الجنوبيون اليوم بالمساندة في تحرير أرضهم من مليشيات الحوثي عفاشية ، لكنها تعارضت كثيراً مع تواجد قوات الشرعية في الجنوب فالتحالف يرى أن مشروعيته تعتمد على دعم الشرعية أولاً والتوافق مع الجنوبيين، ثانيا وهي قدمت دعم الشرعية كمطلب أساسي في علاقتها مع كل الأطراف.

وتابع الأستاذ الجاروني قائلا :

كما أن مساق العلاقة يسير في اتجاهين طرف داعم للجنوبيين وطرف داعم للشرعية ضمن تقاسم الأدوار للتحالف في اليمن ولا اعتقد أن هناك نقاط خلاف كبيرة بين السعودية والإمارات حول ذلك الدور لكل منهما وعلى الانتقالي الاستفادة قدر المستطاع من هذه التوجهات وتسخير كل طاقاته لتثبيت مطالبه وفق اتفاق الرياض وفق مطالب شعب الجنوب في استعادة دولته ، وقال : علينا أن نوجد مصالح مشتركة مع الطرفين وتأكيد الشراكة وأن لاننجر إلى صدام مع التحالف تكون فاتورته مكلفة ، البعض من أصحاب الأفكار الشعبوية الفوضوية لا يقدر عواقب الأمور ، فيذهب إلى الشطط الغير مبرر ولا موضوعي علينا بدلا من البحث عن أشكال الصدام أن نبحث عن ماهي المصالح المشتركة التي تثبت أقدامنا مع التحالف ، وممكن أن نغير بها قناعات الساسة في هذه الدول نحو القضية الجنوبية.

فتور نسبي ببعض العلاقات :

وأضاف الأستاذ الجاروني قائلا : للأسف العلاقة مع الشقيقة الكبرى تمر بحالة فتور نسبي ، لكنها ليست بذلك السوء وممكن أن تتعدل وفق ظروف الموقف خياراتنا كمجلس انتقالي واضحة ، ممكن أن نقدم تنازلات وقد تكون مؤلمة لكن الانتقالي واضح في مسألة الثوابت أو الحفاظ على الثروة ، لن تكون هناك تنازلات كبيرة ثوابتنا خط أحمر من الممكن أن ندخل فيها بمواجهة مع التحالف والعالم بأسره هم يعلمون بذلك ، كما أنهم لايفرضون أي مطالب تمس خيار التحرير والاستقلال ، بل مطالب أخرى في محاولة لإرضاء الأطراف اليمنية للقبول بوقف الحرب الذي اعتبرته السعودية مطلبا أساسيا للخروج من المستنقع اليمني بعد خذلانها من الأطراف اليمنية وتلقيها ضربات موجعة من جماعة الحوثي في عمق أراضيها. وختم قائلا : العلاقة تحكمها المصالح المشتركة وهذا ما يجب البناء عليه مستقبلا وأن نفكر بشكل موضوعي يجنبنا الانزلاق في مغامرات سياسية مكلفة سيهرب منها ويتوارى المنادين بالمواجهة من أول طلقة.

علاقه أخوية مصيرية :

فيما يقول الأستاذ ناصر عاطف الكازمي :

علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي بالتحالف العربي علاقه أخوية مصيرية وجذورها راسخة أساسها الدفاع عن الأمن القومي العربي والخليجي وستظل استراتيجية قوية لمواجهة أي مخاطر تحاك ضد المنطقة العربية في الحاضر أو المستقبل. وأردف عاطف قائلاً :

لقد اختلط الدم الجنوبي بدم الأشقاء في دول التحالف العربي وبوحدة الدم والمصير ، تم تطهير الجنوب وإفشال المشروع الشيعي الإيراني بالمنطقة، وأنا على يقين أن العلاقة الأخوية سوف تستمر وتتطور وتتوسع لتصبح علاقة تحالف استراتيجي متين طويل الأمد بجميع النواحي الأمنية والعسكرية والاقتصادية والمستقبل يبشر بخير للجميع.

تحالف الضرورة للدفاع عن العقيدة والأرض :

وأما الأستاذ فيصل النجار يقول :

من المؤكد أن العلاقة التي تربط المجلس الانتقالي الجنوبي بالتحالف العربي علاقة عروبة قوية وهي تحالف الضرورة للدفاع عن العقيدة والأرض وعن أمن المنطقة. وأردف : عندما قرر التحالف الوصول إلى عدن كان يظن أنه سيعتمد على جيش الشرعية التي جاء لعودتها إلى صنعاء ، ولكنه تفاجأ بشباب عارية صدورهم من أبناء عدن واكتشف أن هناك المقاومة الجنوبية والقليل من القادة العسكريين الجنوبيين وقرأ في عيون المقاتل الجنوبي الوفاء والصدق والإخلاص وكانت دولة الإمارات هي المسؤولة عن الملف الميداني بعدن ، فقررت إنشاء علاقة أخوية وسلحت المقاومة وانتصرت لها وبها حتى تحررت أغلب مناطق الجنوب خلال وقت قياسي ، ولأن المقاومة الجنوبية تقاتل وهي تحمل في صدرها مشروعا جنوبيا وطنيا نشأت علاقة صادقة أساسها تبادل الوفاء بالوفاء ، ووصل الأخ عيدروس الزُبيدي كرمز وطني إلى المشهد العسكري والسياسي وتم تفويضه من قبل الجماهير لينتصر لملف القضية ويقود السفينة الجنوبية إلى بر الأمان،

وسارت مياه كثيرة في مجرى الأحداث بعد إشهار الانتقالي، واليوم تواجه علاقة الانتقالي بالتحالف صعوبات خاصة بعد فرض الشراكة عليه مع الحكومة والمجلس الرئاسي لغرض تقييده وتحميله مسؤولية مشتركة أمام شعبه الذي يعاني عذاب حرب الخدمات ومواجهة الحوثي في الأكثر نشاطا باتجاه الجنوب.

لم يعد حميميا مثل السابق :

وتابع الأستاذ فيصل حديثه قائلاً : كما أن التحالف لم يعد ذلك الحميم الوفي بالماضي خاصة عندما بدأت الحرب تتجه نحو التفاوض ، ولأن الانتقالي صاحب مشروع وطني هو الاستقلال أصبح التحالف يمارس ضده ضغوطات سياسية غير معلنة، وحاول التحالف ممثلا بالشقيقة الكبرى تفريخ كيان سياسي مواز للانتقالي كأوراق ضغط ضده عندما لم يقبل تمرير بعض مقترحات الحلول بالتسوية على حساب ثروات الجنوب أو القضية السياسية، وكان التحالف قاسيا على الانتقالي، ولكن المخطط انكسر وفشل في حضرموت بعد نجاح مؤتمر الحوار ثم اللقاء التشاوري للجمعية الوطنية. وأضاف؛

اليوم الحذر هو السائد في العلاقة المتبادلة بين الطرفين، ويحاول والانتقالي قدر الإمكان ضبط النفس والحفاظ على شعرة معاوية في بعض المواقف التي تشكل خطراً على مستقبل القضية، وبالحكمة والمرونة مازال الانتقالي يتحلى بروح رياضية ويواصل التزامه بالشراكة والعلاقة الاخوية مع التحالف ، ولكنني أنظر إلى مستقبل العلاقة بخوف لأن الأطراف الأخرى سيتفقوا على صيغة سلام ويوافق التحالف بذلك ، ولكن ماذا عن الطرف الجنوبي بالمعادلة مستحيل أن يقبل الدخول ضمن الشرعية ويقبل بحلول التسوية السياسية بما تسمى اليمن الواحد ، وأتوقع أن يواجه الانتقالي عقبات كبيرة عليه أن يتجاوزها بوحدة وطنية كاملة وترتيب القوة العسكرية الجنوبية وتعزيز التصالح والتسامح والبحث عن داعم خارجي وتغليب الحكمة دائماً ولكن عند الضرورات تباح المحظورات.

عالم اليوم قائم على المصالح :

وكان الأستاذ القدير محمد عبدالله الموس مسك ختام استطلاعنا حيث قال :

علاقة الجنوب ككل وليس المجلس الانتقالي الجنوبي فقط علاقتنا بالتحالف هي علاقة مصيرية تحكمها الجغرافيا والمصالح المترابطة هذه العلاقة ليست مرتبطة بزمن ووقت محدد بل دائمة ومستمرة ما دامت الأرض وما عليها، وعالم اليوم قائم على المصالح وهذه المصالح لا تتم إلا في ظل الاستقرار ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق الاستقرار وعلاقته بالآخرين غير مستقرة، ليس الجوار فحسب ولكن كل المصالح مع القريب والبعيد، ونرى هناك بعض الشطط القريب من حد الجنون عندما يحاول البعض أن يعكس تباينات رؤيتنا كجنوبيين على العلاقة بالتحالف كأن يسيء طرف جنوبي للإمارات بسبب تباينه مع الانتقالي أو يسيئ البعض الآخر للمملكة العربية السعودية مدعياً قربه من المجلس الانتقالي الجنوبي ، هذا مع أن أي من الشقيقتين لا تنظران للجنوب إلا ككيان واحد بغض النظر عن أي تباينات تظهر هنا وهناك،

فعالم اليوم قائم على المصالح ولأي منا كجنوبيين أن ينظر شماله ويمنه ليرى حجم ما هو قادم مما يخدم المصالح الكبيرة ، وتأثيره علينا ويغادر مربع المناكفات إلى مستوى الوطن أرضا وإنسانا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى