استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

في العيد العالمي للعمال.. من يعيد للعامل الجنوبي هيبته وقيمته ..؟

سمانيوز / استطلاع / حنان فضل

يحتفل عمال العالم في الأول من مايو كل عام بعيد العمال العالمي ، بحيث تقام احتفالات سنوية في الدول تكريماً لجهوده المبذولة وهو يوم عطلة رسمية لأهميته المتميزة. ولكن هنا العامل يكدح ويقاتل من أجل سد جوع أسرته والبحث عن الراتب الذي أصبح في رفوف الانتظار ،العامل في وطني يعاني ومهمش ، فمن يعيد بسمته وقيمته ليكون للعيد طعم آخر يحس فيه ، الأول من مايو أصبح بمثابة أطلال يعيشها العامل في وضع صعب ومرحلة أصعب.

عيد العمال .. الماضي والحاضر :

قال الأستاذ هشام عبده سعيد الصوفي عضو المجلس التنسيقي لمنظمات المجتمع المدني، رئيس الجمعية الوطنية المدنيين الجنوبيين :

عيد العمال بين الماضي والحاضر

الأول من مايو من كل عام يحتفل العمال بعيدهم بطرق مختلفة للتعبير عن فرحتهم بعيد العمال والهدف الأساسي من عيد العمال هو تخصيص يوم في السنة للاحتفال بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية التي يتم تحقيقها من قبل فئة العمال في المجتمع ، وكنا في السابق في عهد ما قبل الوحدة نحتفل بهذا اليوم بطرق مختلفة بتكريم أبرز العمال والعاملات من مختلف المرافق والوزارات وهيئات التدريس بشكل فردي من قبل مؤسسة أو وزارة أو من خلال حفل عام ممزوج بالفرح والأغاني . كان عيد بالفعل نشعر فيه بقيمتنا كموظفين وعمال مع احتفاظنا بشخصياتنا وكرامتنا.

ولقد تبدل الحال بعد الوحدة مع اليمن فطغت فيه العنصرية والقبلية وصار العامل في الدرك الأسفل واختفت الطبقة العاملة بعد تدمير وبيع كل مؤسسات الجنوب بعد حرب 1994م واحتلال القبيلة بمختلف تكويناتها العسكرية والحزبية والسياسة ، وضاعت الطبقة العاملة لتظهر طبقة أخرى هي طبقة أو فصائل شتى لايدركون شيئا عن تاريخ وأهمية ودور الطبقة العاملة بعد تشريدها تحت مسمى عمالة فائضة من الكوادر والموظفين والعمال ، فتلاشى دور النقابات العمالية ودور الاتحاد العام للنقابات ، ليصبح مجرد اسم غير فعال وذو اتجاه سياسي واحد ، فأصبح الموظف والعامل وشريحة المتقاعدين المدنيين الجنوبيين الذين كانت لهم أدوار عظيمة في عهد ماقبل الوحدة ليصيروا في عهد الوحدة، وبعد حرب مارس 2015م مجرد زوائد من هنا وبعد هذه الحالة التي وصل فيها الموظف والعامل الباحث عن تحسين معيشته وضعه الاقتصادي والمعيشي ، وكذا المتقاعد المدني وعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بعد حرب مارس وجب على الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب لعب دوره الحقيقي والفعال في فرض شروط تحسين وضعية الموظف والعامل ، وهناك أساليب كثيرة يمكن اتباعها حتى تحقيق حياة أفضل للعامل والموظف ونحن كجمعية عامة للمتقاعدين المدنيين الجنوبيين نعمل وفقاً لإمكانياتنا على تحقيق وتثبيت حقوقنا ، فعلينا أن نكون يدا واحدة لتحقيق مطالبنا جميعا ، فأي نتائج تتحقق للعامل ستنعكس بشكل تلقائي على المتقاعد وكذا العكس.

فأجمل التهاني لجميع العمال والموظفين في عيدهم من آبائهم واخوانهم المتقاعدين المدنيين الجنوبيين المنضويين في الجمعية العامة للمتقاعدين المدنيين الجنوبيين.

كان له انطباع وميزة خاصة :

تقول الناشطة المجتمعية الأستاذة ثريا سالم مجمل حسن النسري : الأول من مايو كان يسمى عيد العمال ، وكان له انطباع وميزة خاصة والعمال والفلاحون والموظفون يعملون ثمان ساعات في العمل ويؤدون عملهم بكل إخلاص ما في استثناء رئيس إدارة وموظف يهتمون بالعمل وعدم تأخير معاملات المواطنين ، ونهاية كل يوم يتم مطابقة العمل وإغلاق السجلات كل في مجال اختصاصه واليوم الثاني فتح صفحات جديدة وكانت رقابة على العمل ، ونهاية كل شهر مراجعة العمل مع نزول الجهاز المركزي للفحص على العمل والصرف والإيراد ، وكذلك المالية متابعة باستمرار ، وكانت الحياة المعيشية بسيطة ومتساوية ، المسؤول والعامل البسيط لاتوجد فوارق ولا تمييز عنصري ، وكأننا أسرة عمل متماسكة ومتفاهمة من أجل المصلحة العامة ويوم عيد العمال تكون مسيرات فرحا بهذا اليوم .

أما الوضع الراهن فيه الفوارق والتمييز العنصري بين فئات الشعب عامة مع الأزمة الاقتصادية ، وعدم إعطاء الموظفين في القطاع المدني بمافيهم المتقاعدين حقوقا متساوية ولم تتوفر لهم الخدمات الضرورية والأساسية ولا الرقابة وحماية المستهلك من جشع التجار ، هذا ونحن في ظل اللادولة ، نعيش في ظل عصابات إجرامية تنهش في أجسام الفقراء تتلذذ بالمعاناة اليومية للشعب الجنوبي عامة ، وتتاجر بقوت يومهم تحول رواتبهم إلى بنوك تجارية متى ما تريد تصرفه بعد متابعة باستمرار يبذلها الموظف والمتقاعد للحصول على راتبه والذي هو حق مكتسب عدم المساس فيه ، رسالتي لإعادة الحقوق للعمال والموظفين والمتقاعدين.

ومن هنا أطالب بتحسين الوضع المعيشي وتسوية المرتبات للجميع ويكون الحد الأدنى للأجور والمرتبات بما يساوي خمسمائة ريال سعودي شهرياً. وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والماء والكهرباء والأمن والأمان والاستقرار والسكينة والطمأنينة. كما يجب توفير وظائف عامة للشباب والشابات بالذات الخريجين من الجامعات والمعاهد الصحية .

فيما تقول الأستاذة إلهام رجب مدير مدرسة متقاعدة،رئيس اللجنة التنظيمية لاتحاد العام لنساء الجنوب عدن :

الأول من مايو هو يعتبر عيد لكل العمال ويحتفل به العالم أجمع من حيث التكريم وإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، وإذا توقفنا قليلاً الآن لنرى حال العامل والموظف في كل المرافق ، فلن ترى في وجهه غير البؤس والشقاء لما وصلنا إليه ، فالعامل أصبح لايستطيع توفير العيش الكريم لا له ولا لأفراد أسرته الغلاء الفاحش في السلع الاستهلاكية والراتب هو هو لا يتجاوز عند البعض 30 ألف والبعض 80 ألف يذوب تأمين رز وزيت لقد أرهقنا في حياتنا ، وارتبطت حياة الفرد ومعيشته بارتفاع العملة حيث صارت كل حياتنا مرتبطة بالريال السعودي والدولار وارتفاعه، طبعا مافيش هبوط ،حياة الموظف والعامل صارت منهكة ومتعبة وصرنا لا نفكر إلا بيومنا كيف أوفر لقمة العيش لأولادنا ، لانستطيع ادخار شيء عايشين على البركة مأساة ومعاناة متى يعاد حقوق العمال في رفع مستوى دخلهم الشهري وصرف العلاوات كاملة دون نقصان أو تحايل.

وأما لويزا اللوزي ناشطة سياسية ورئيس اتحاد الحرفيين الجنوبيين محافظة لحج تقول :

بعد هذه الوحدة المميتة التي أنهكت المواطن اليوم أصبح العامل منتهك الحقوق بل أبسط حقوقه بسبب انهيار الخدمات والمعيشة وانتهاك مؤسسات الدولة والقضاء على البنية التحتية ، ويأتي العيد اليوم لا يمتلك العامل ثمن لقمة عيشه.

يختلف العيد في وطننا :

وتحدث الكاتب الصحفي الدكتور وليد الماس عن الأول من مايو قائلاً : لقد تم الاتفاق على جعل الأول من مايو (آيار) عيدا للاحتفاء بالعمال ، تكريما لهم وتقديرا لجهودهم، بعد نضال شاق خاضه العمال مع أرباب العمل، تمخض عنه الاعتراف بحقوق العمال، وتحديد ساعات العمل اليومية، وظهور النقابات العمالية المدافعة عن حقوق العامل. وفي معظم بلدان العالم يجري الاحتفال بعيد العمال، حيث يصبح هذا اليوم إجازة رسمية، ويجري تكريم للعمال القدامى والمبرزين بما يستحقون نظير جهودهم، إلا أن الأمر مختلف كليا عندما يتعلق الأمر بوضعنا في هذا البلد الذي تمزقه الحروب، حيث يمر العمال في بلدنا بأسوأ حالاتهم بؤساً وعناء ومشقة ، فقد انهارت الحياة المعيشية للعامل، وتدنى مستوى دخله بشكل مخيف، وغابت القوانين المنظمة للعمل والعمال، فصار بعض العمال يعملون في ظروف بالغة السوء، ولساعات طويلة، ويتغاضون أجوراً متدنية، كما انحرفت النقابات العمالية عن مهامها الأساسية ، إذ يجري إنشاؤها وتكوينها بصور تفتقر للموضوعية ، مما أضعف قدرتها وفاعليتها ، وباتت عاجزة عن تلبية حقوق العامل ، أو الاكتراث لهمومه ومعاناته.

تمر علينا هذه المناسبة الهامة وبلدنا يمر في أسوأ أزمة اقتصادية وإنسانية منذ الاستقلال المجيد قبل خمسين عاما، نظرا للصراع الراهن، والحرب مع الحوثيين، وماجرته من نتائج وتداعيات سياسية واقتصادية، وظهور مكونات مختلفة تتسابق للهيمنة على موارد البلد ، والحصول على تمثيل أكبر في الحكومة ، في محاصصة سياسية هي الأول من نوعها ، متخلية عن واجباتها والتزاماتها تجاه السكان، مما فاقم من المعاناة في حياة المواطن اليومية، وأرهق كاهله، متسببا في ترك الكثير من العمال لأعمالهم، والتحاقهم في أعمال هامشية للتحسين من مستويات دخلهم ومواجهة متطلبات الحياة المعيشية. ونتمنى أن تدرك القوى السياسية المختلفة لمسؤولياتها وواجباتها الوطنية والإنسانية تجاه شعبها، وتبتعد بأكبر قدر عن التجاذبات السياسية غير المفيدة.

كابوس على كل عامل :

فيما عبر الأستاذ التربوي فيدل عبدالله محمد البشيري عن عيد العمال بالقول :

في بلادي عيد العمال الأول من مايو أصبح كابوسا على كل عامل. في بلادي عيد العمال أصبح من الماضي.

في بلادي فقط أمسى العمال في طي النسيان، تعود هذه الذكرى كل عام ويحتفل بها العالم تكريما للعمال ، وعرفانا بدورهم العظيم في تدوير عجلة التنمية للبلدان في سبيل نهضتها ورقيها.

ماعدا عمال الجنوب باتوا ضحايا الحروب وتجارها الذين أكلوا الأخضر واليابس ، ومارسوا أبشع صور الفساد ، والتهموا حقوق الطبقات العاملة وأحرموهم من أبسط مقومات العيش الكريم لهم ولأسرهم . فعن أي عيد للعمال نتحدث؟ وعمال بلادنا بلا رواتب ، بلا علاوات ، بلا بدلات، بلا امتيازات ، اضطهاد وتنكيل وتعذيب بحق العاملين في أغلب القطاعات ، ونحاول عبثاً الحصول على نتائج ومخرجات لجهود عمال أنهكهم الوضع ، وجحود حكومات البلد. يموت العامل هنا كما يموت البعير. نحن بحاجة ماسة إلى صحوة ضمير وإرادة حقيقية لتصحيح الخلل البنيوي الحكومي أولاً.

وثانيا إعادة الاعتبار لعمال بلادنا إذا أردنا تطور ونهوض البلاد والحفاظ على مكاسبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى