الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

مبادرات غير منصفة شيطنت الجنوبيين .. تثبيت سلطة الحوثي المتمرد على (صنعاء) وشرعية يمنية مشردة على (عدن)

سمانيوز / تقرير

يرى جنوبيون أن مبادرات ومساعي الحل للأزمة (اليمنية _الجنوبية) غير منصفة وغير منطقية وغير محايدة بل منحازة إلى طرف على حساب الآخر .ولن يكتب لها النجاح لتعارضها مع الوضع القائم على الأرض خصوصًا في الجنوب في ظل تصاعد أصوات الجنوبيين المطالبين باستعادة دولتهم الجنوبية. إذ أن تلك المبادرات لم تستوعب هذه الحقيقة بل تجاهلتها وغضت الطرف عنها الأمر الذي قد يثير غضب الجنوبيين.

باختصار مبادرات لتثبيت سلطة المتمرد الحوثي على صنعاء. والشرعية اليمنية على العاصمة عدن وتهميش وشيطنة الانتقالي الجنوبي رغم أن الأخير هو الشريك المنتصر صاحب الأرض والثروة الحليف الوفي للتحالف العربي.

ويرى ناشطون أن الشرعية اليمنية تعمل من داخل عاصمة الجنوب عدن ضد الجنوبيين.

مستعدة لتقديم تنازلات والقبول بأية حلول شرط أن تبقى اليمن موحدة ، ترمي من خلف ذلك إلى إطالة أمدها في الجنوب ولضمان عدم انسلاخ الجنوب عن الجسد اليمني. شرعية لاتمتلك شيئا على أرض الواقع باستثناء الاعتراف الإقليمي والدولي بشرعية رموزها المهاجرة في الداخل والخارج.

وخلال الأشهر الأخيرة برزت بوادر تدمّر داخل أوساط المجلس الانتقالي من سياسات مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه رشاد العليمي ، سيما إن الأخير يعمل على ترسيخ أقدام القوى المناهضة للمشروع الجنوبي القائم على استعادة الدولة الجنوبية وإهمال المهمة الأساسية في استعادة مناطق شمال اليمن من أيدي جماعة الحوثي، والتوجّه بدلا من ذلك نحو إبرام سلام مع جماعة الحوثي وفقا لترتيبات وصفها مقرّبون من المجلس بأنها غامضة وتفتقر للتفاصيل بشأن مصير القضية الجنوبية وطريقة حلّها.

وسيط منحاز إلى طرف على حساب آخر :

وأشار ناشطون جنوبيون إلى أن بعض الأطراف الإقليميّة الراعية لعملية السلام اليمنية لم تعد وسيطًا محايدًا ، بل منحازا إلى طرف على حساب آخر. وبصريح العبارة معادية للانتقالي الجنوبي ولمشروع شعب الجنوب في استعادة دولته.

أطراف تمارس شتى الضغوط على المجلس الانتقالي الجنوبي لإجباره على التوقيع على خارطة الطريق الملغمة والقبول بعملية سلام متفق عليها مسبقاً بين الشرعية اليمنية والحوثيين والسعودية تعيد الجنوب إلى باب اليمن.

ولأن الانتقالي يرفض التوقيع دون ضمانات أو التزام واضح بحل القضية الجنوبية ومشاركة الجنوب كطرف في أي عملية سياسية وتفاوضية لجأت أطراف إلى التحايل من خلال إلغاء تشكيل فريق التفاوض المفترض الذي تشترك فيه كل أطراف الأزمة بما في ذلك الانتقالي الجنوبي من خلال التزام رشاد العليمي للمبعوث الدولي بالتوقيع نيابةً عن كل الأطراف السياسية الأخرى بما في ذلك الانتقالي باعتباره رئيس الدولة. ولكن مع وصول المبعوث الأممي إلى العاصمة عدن أبلغه الرئيس عيدروس الزُبيدي بصريح العبارة لسنا طرف في أي عملية سياسية لا تعترف بالجنوب ، ولسنا معنيين بالتوقيع والعليمي لايملك أي حق للتوقيع باسم المجلس الرئاسي ، وهذا مخالف لاتفاق نقل السلطة. ويرى مراقبون أن أطرافاً تسعى لنقل صورة مغايرة للعالم مفادها أن الانتقالي الجنوبي طرف معرقل لعملية السلام. وأنه يتعين على قيادة المجلس الانتقالي نقل الصورة الحقيقية للإقليم والعالم.

ترويج إعلامي لجس النبض ومدى ردة فعل الجنوبيين :

إلى ذلك نشر الزميل الأستاذ صلاح السقلدي مقالاً يتساءل فيه حول بنود الاتفاق مع الحوثيين والترويج الإعلامي المصاحب ، قال فيه : تحدثت إحدى القنوات العربية لأول مرة عن اتفاق وشيك مع الحوثيين، من أهم بنوده بحسب القناة : صرف مرتبات الموظفين في عموم اليمن وفقا لكشوفات العام 2014، توسیع وجهات الرحلات من مطار صنعاء إلى دول جديدة كقطر والأردن وماليزيا والهند بالإضافة إلى مصر والأردن وتنفيذ هذه البنود سيتم قبل إعلان تمديد الهدنة رسميا لستة أشهر.

وأشار السقلدي إلى أن تلك الوسيلة الإعلامية تتبع بعض الدول الراعية للمبادرة

حيث يحرص صانع القرار عادة على تسريب ما يريده من مواقف ومسودات اتفاقيات حساسة ومثيرة للجدل كالاتفاق الذي يتم هندسته خلسة مع الحوثيين والذي يرفضه الانتقالي ، وبالذات بما يتعلق بصرف المرتبات من ثروات الجنوب وذلك لجس نبض ردود الفعل.

إعلان الإدارة الذاتية للجنوب هو الحل :

من جهته يرى القيادي بانتقالي محافظة أبين الأستاذ عوض علي صائل أن إعلان الإدارة الذاتية للجنوب هو الحل، وقال : لن يلتفت إلينا أحد ولن يعيرونا أي اهتمام إلا بفرض أمر واقع على الأرض بالقوة، عند ذلك سيعترفون بقضيتنا وبمشروع استعادة الدولة الجنوبية ، وسيتم الإفراج عن الخدمات الأساسية للشعب الجنوبي من كهرباء ومياه وانتظام الرواتب وتخفيض الأسعار وهبوط قيمة العملات الأجنبيّة.

وتابع الاستاذ صائل قائلاً : كما يستوجب خروج مسيرات مكثفة في كافة محافظات الجنوب لتأييد قرار إعلان الإدارة الذاتية وعبركم أناشد قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان الإدارة الذاتية عاجلاً وأشد على سواعد أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية لحماية المكتسبات الجنوبية ومساندة خيار شعب الجنوب.

لقد استخدم الأعداء ملف الخدمات والرواتب كسلاح ووسائل قمع لتركيع الجنوبيين لإجبارهم على التنازل عن قضيتهم السياسية ولثنيهم عن مشروع استعادة الدولة الجنوبية. ولايوجد امامنا أي مخرج إلا بإعلان الإدارة الذاتية للجنوب.

القضية لم تعد شأنا يمنيا أو جنوبيا :

وكان الاستاذ محمد عبدالله الموس مسك ختام تقريرنا حيث قال :

الحقيقة أن وصف الحالة في الجنوب واليمن وردت في سياق السؤال أي الاعتراف بالانقلابي اليمني وشيطنة الشريك الجنوبي. لكن لكي ندرك الواقع فإننا بحاجة إلى أن نسمي الأشياء بمسمياتها بوضوح، فالحال هو أن القضية لم تعد شأنا يمنيا وجنوبيا، فهناك أطراف كثيرة دخلت في المشكلة والحل، وعندما تكثر الأطراف تتعقد الحلول.

وتابع الأستاذ الموس قائلاً :

تأثير مصالح العالم رأيناها في منع القوات من دخول الحديدة في بداية الحرب، ورأيناها مؤخراً في تعطيل التوافق الذي كان جاهزا للتوقيع بوساطة عمانية ودعم من المملكة ومن المبعوث الأممي ، وهذا يبين بوضوح أن الحل ليس جنوبيا ولا يمنيا ولا إقليميا خالصا، بل أن اعتراض الملاحة البحرية رسخ هذه الحقيقة.

وقال : الشرعية اليمنية هي حاجة ضرورية لعدم الاعتراف بشرعية الحوثي ويراها البعض أنها مجرد ورقة ضاغطة على الحوثي لا أكثر هذا على الرغم من أن كل الأطراف تتواصل مع سلطة الحوثي بأشكال كثيرة من مفاوضات وحوارات مباشرة وغير مباشرة.

هذا يجرنا إلى التذكير بنصيحة من قادة سياسيين جنوبيين حين اقترحوا علينا أن نستثمر وجود الشرعية واعتماد عدن كعاصمة مؤقتة بالعمل على إحياء مؤسسات الجنوب ، وتثبيت مكاتب الوزارات في العاصمة الجنوبية عدن لكي تستقطب أكبر عدد من الكادر الجنوبي ليكونوا نواة لدولة الجنوب عندما تحين ساعة الصفر لكن بعضنا رأى في ذلك تثبيتا للاحتلال.

ومع كل ما مر من صور الضيم والمعاناة ، فأن الشراكة في الشرعية هي وسيلة وليست غاية، فبالإضافة إلى إحياء مؤسسات الجنوب من خلال هذه الشراكة فمن الضروري أيضاً كبح تغول ثقافة الفساد وتفعيل دور النيابة والقضاء كسلطتين فوق كل السلطات لإعادة الاعتبار لسلطة القانون والأهم من ذلك معالجة الآثار الكارثية لتدني مستوى معيشة الناس، ورفع مستوى الخدمات، وبدون القيام بذلك فلا معنى ولا قيمة للشراكة في الحكومة وتصبح مجرد حكومة (نصف لي ونصف لك) ومالك وما للناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى