الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

قرار شعب الجنوب في وحدة الشؤم.. « فك الارتباط » واقع الأرض والاستقلال المؤجل ..!

سمانيوز / تقرير / حنان فضل

ذكرى فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية، لم تعد ذكرى عادية أو عابرة ، بل أصبحت ذكرى لا بدّ منها فالحادي والعشرين من مايو ذكرى فك الارتباط التي باتت أمرا واقعيا مفروضا بشهادة أبناء الجنوب، وأن الوحدة مع اليمن لم يعد لها وجود، الواقع يشهد بتضحيات أبناء الجنوب العربي من أجل استعادة وطنهم بكل مؤسساته وإعادة بناء ما تم تهميشه وتدميره،فمنذ اكتشاف ما تحمله الوحدة المشؤومة في جوفها من حقد وخبث وسيطرة على الأراضي الجنوبية ، تمت المحاولة لإنهاء هذه الوحدة والعودة ما قبل ١٩٩٠م،وكانت المطالبة في فك الارتباط ليس من فراغ ، بل بعد كشف الوجه الآخر للوحدة المشؤومة وما أراده الهالك عفاش.

وعندما أراد الجنوبيون استعادة أرضهم، تم استخدام أساليب الإبادة عبر الاغتيالات وإعلان الحرب على جميع أبناء شعبنا الجنوبي وتحليل دمائهم وإلى يومنا هذا وهذه الفتوى لم ينساها أحد.

إذاً كل هذه المؤامرات على شعب الجنوب والآلام التي ألمت به فعلاً ، هل تتوقع أن يكون هناك وحدة كما يعتقد البعض ، لا .. ليس هناك وجود لها على أرض الواقع انتهت بل دفنت منذ 1994م.

حيث يعتبر الـ21 من مايو 1990م هو يوم إعلان فك الارتباط، حيث أعلن الرئيس علي سالم البيض فشل الوحدة بين الجنوب والشمال وفك ارتباط دولتنا عن الجمهورية العربية اليمنية.

تمسكنا بفك الارتباط :

تقول الدكتورة سهير علي أحمد رئيس هيئة المرأة المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي:

إن ذكرى فك الارتباط قرار يمثل إرادة شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته بعد فشل مشروع الوحدة بإعلان الحرب واجتياح الجنوب، وبهذه المناسبة نعلن تمسكنا بفك الارتباط واستعادة دولتنا. ونجدد تفويضنا لكم سيادة الرئيس لتمثيل قضية شعب الجنوب والمضي بها حتى تحقيق تطلعات شعب الجنوب واستعادة الدولة على كامل ترابها الوطني حتى ال21 من مايو من العام 1990م.

بداية ثورة أرعبت المحتل اليمني :

فيما يقول عنتر الحيدري عضو مجلس العموم عضو مجلس المستشارين الجنوبي:

فك الارتباط كانت بداية ثورة أرعبت المحتل اليمني ، تهل علينا الذكرى ال30 لفك الارتباط مع العربية اليمنية ، وهذا الإعلان لم يأت بالصدفة أو تحصيل حاصل إنما أتى بعد أن ذاق شعب الجنوب مرارة العيش والتنكيل الذي مارسته قوى الشر والظلام ضد أبناء شعب الجنوب بعد مرور 4 سنوات على إعلان الوحدة اليمنية سيئة الصيت، حيث عمل ساسة العربية اليمنية على نكث العهود والاتفاقات ولم تلتزم باتفاقيات الوحدة ولا على وثيقة العهد والاتفاق بل عملوا على تصفية أبناء قيادات وكوادر الجنوب منذ الوهلة الأولى لقيام هذه الوحدة سيئة الصيت.

لذلك كانت ذكرى إعلان فك الارتباط مع هذا الشريك المنقلب على الوحدة هي بمثابة انطلاق الحركات التحررية الجنوبية والتي توجت بالنضال السلمي التحرري الجنوبي ومن ثم الوصل إلى الكفاح المسلح الذي انطلق من مارس 2015م وحتى يومنا هذا. وعليه يعتبر ال21 من مايو 1994م يوم إعلان فك الارتباط هو أول الطريق للثورة الجنوبية المباركة ضد طغاة العصر الحديث مصاصي دماء وثروات أبناء الجنوب العربي ، وإنها لثورة حتى النصر المؤزر واستعادة وبناء دولة الجنوب العربي على حدودها ما قبل العام 1990م، فالجنوب لكل أبنائه ننتصر أو نموت.

نهاية الوحدة الظلامية :

وتحدث العميد نصر أحمد فضل مستشار مدير أمن عدن :

الذكرى الثلاثين لإعلان فك الارتباط، كم كان ذلك اليوم الذي أعلن فيه عن نهاية ماسمي بالوحدة عظيماً بالإعلان عن فك الارتباط ، ورغم الدماء النازفة بفعل الحرب الظالمة التي شنها نظام صنعاء اليمني البغيض ،

وكل القوى الظلامية والقبلية المتحالفة معه على الجنوب العربي الأرض والإنسان واجتياح الجنوب ، وقتل وتشريد واعتقال الكثير من أبنائه وحكم الجنوب العربي بنظام احتلال ، وقبل ذلك الاجتياح الغاشم بأيام ومن وسط الدماء كان الإعلان الذي أعاد الروح للجسد الجنوبي ومثل إعلانه تضميداً للجراح النازفة، لكن همجية الاحتلال اليمني لم تتركه يرى النور لكنه لم يستطيع إطفائه بعقول وقلوب أبناء الجنوب العربي الجريح ، بل ظل نوره متوقدا بدماء كل أحرار الجنوب من أقصاه إلى أقصاه وأخذ نوره يتجلى رويداً رويداً ، ويرسم ملامح طريق الخلاص من عنجهية وهمجية أسوأ احتلال عرفه التاريخ ، وبهذا النور تخلق الوعي الوطني الثائر متخذاً أشكالاً متعددة ومسميات مختلفة مضمونا وهدفا واحدا هو التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي المستقلة ذات سيادة بحدودها المعترف بها دوليا قبل يوم النكبة في ال٢٢ من مايو ١٩٩٠م وكانت تلك الأشكال والمسميات تمثل إرهاصات لانطلاق ثورة شعب الجنوب العربي التحررية الثانية ، تلك الإرهاصات التي تلقفها مسرحو الجيش والأمن الجنوبي بعد حرب ٩٤م لتهيئة أنفسهم ومعهم كل شرائح المجتمع الجنوبي.

حيث كان انطلاق بركان الجنوب العربي الثائر في 2007/7/7م الحراك الجنوبي الذي مثّل تأكيدا حياً لذلك الإعلان ورفع شعار التحرير والاستقلال وطرد جحافل الاحتلال اليمني وعندها شعر نظام الاحتلال والقوى الظلامية المتحالفة معه بأن وهمهم بإطفاء نور إعلان فك الارتباط في ال٢١ من مايو ٩٤م ماهو إلا وهم في عقولهم ، وعملوا على تكريس إجرامهم وحقدهم بقمع شعب الجنوب والزج بالكثير منهم بالسجون محاولين إخماد نار الحراك الجنوبي ، لكنهم عجزوا عن ذلك وازداد الحراك الجنوبي توسعاً ونشاطاً وتعمقا بعقول الجنوبيين ثقافة الهوية الوطنية الجنوبية مؤكدا تحقيق ذلك الإعلان الذي إضاءه بإعلانه سماء الجنوب في ال٢١ من مايو ١٩٩٤م ، ولم يتوقف نور ذلك الإعلان ولهب البركان الجنوبي الثائر، بل أصبح هدفه واضحا بكل مسامع صناع القرار بالإقليم والعالم ، وأيقن به نظام الاحتلال اليمني ذاته رغم محاولاته اليائسة لتعطيل وصوله لتحقيق هدف شعب الجنوب العربي باستعادة وطنه وهويته ، وبناء دولته الذي أصبح اليوم شعب الجنوب العربي متمسكا بأرضه ويملك قيادة سياسية تمثل قضيته ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ولديه من القوة التي تمكنه من تحقيق ذلك.

أما الأستاذة نادرة حنبلة رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر اتحاد نساء الجنوب فرع العاصمة عدن تقول :

تلاحقت الأحداث لتكشف لنا خيانة من اتفقنا على الوحدة معهم اغتيالات أكثر من سياسي مخضرم جنوبي وعسكريين، خسرنا الكثير خلال توقيع ساستنا على الوحدة المشؤومة ، ولأننا شعب تربى على الوطنية وحب الآخر واحترام الآخرين والعيش بسلام كنا نأمل أن نستمر بوحدة تضامنية تقول للآخرين إننا نستطيع أن نتوحد لكن الممارسات وحجم التآمر جعل القيادة تعلن فك الارتباط من جانب واحد في تلك الفترة ، بعضنا استاء نظراً للوطنية التي يتمتع بها الشعب الجنوبي وآخرين كانوا مع فك الارتباط مع إدراكنا لحجم المؤامرة التي أحاطت بالجنوب ، وتقييد سياساته بل واغتيالات نالت من الكثير منهم.

الحديث ذات شجون ، ولن يكتمل لكنها الحقيقة الثابتة أن فك الارتباط كان لحظة تاريخية ، ونتمنى أن تستمر حتى عودة وطننا الغائب والحاضر في قلوبنا (الجنوب).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى