استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

بلدة الخيرات الزراعية.. «ميفع» معالم أثرية فريدة وعادات وتقاليد تليدة

سمانيوز / استطلاع / صبري باداكي

منطقة ميفع أو الأرض الطيبة أحدى مناطق مديرية بروم ميفع بمحافظة حضرموت، تقع جنوب غرب عاصمة محافظة حضرموت مدينة المكلا، يحدها من الجنوب البحر العربي ومن الشمال مديرية حجر ومن الشرق منطقة غيضة البهيش وضواحيها ومن الغرب منطقة بئر علي بمحافظة شبوة’ تبلغ مساحتها نحو (909،2 كم)

ويبلغ عدد سكانها أكثر من 25 ألف نسمة حسب إحصائيات عام 2021م.

تتميز منطقة ميفع بساحلها الزراعي الخصيب وهي عبارة عن دلتا حجر الزراعي، وتقدر مساحتها الزراعية بحوالي [3030،21] هكتار وهي مساحة قليلة مستخدمة لمجموع الأراضي الزراعية الموجودة في ميفع، وتمتاز بشبكة رئ حديثة تغطي أغلب مساحتها الزراعية بالرئ’ وتعتمد الشبكة على عدد اثنين من السدود التحويلية الموجودة في المنطقة ( سد باتيس وسد باحفيظ) وتشتهر بزراعة محاصيل الحبحب’ الشمام’ القطن’ السمسم والدخن وعدد من المحاصيل الأخرى، ويشتغل أغلب سكان المنطقة بالزراعة كما يوجد في المنطقة نشاط اقتصادي آخر وهو العمل في صيد الأسماك حيث يوجد في هذه المنطقة شاطئ يقدر طوله حوالي [35 كيلو ] وهو غني بالأسماك ويطل على البحر العربي والمحيط الهندي حيث يعمل في هذا المجال 30٪ من سكان هذه المنطقة، ويتضاعف الرقم يوم بعد يوم بسبب التراجع الملحوظ في عمل الزراعة التي أصبحت اليوم باهظة الكلفة.

في هذا الاستطلاع

نتجول في ربوع هذه المنطقة التي تشهد في كل عام تزايد في كثافة السكان التي تمتلك ذخيرة من التاريخ العريق في ماضي لها بالزمن الجميل و الذهبي ” زمن الاجداد” الذي أطلق عليها في ذلك الزمن “الأرض الطيبة” لما يتمتع به سكانها من أخلاق حميدة، وجانب من العادات والتقاليد والالعاب الشعبية التي تعد موروث للتسلية وترويح للنفوس’ وكذا أراضيها الزراعية الخضراء الفاخرة بإنتاج المحاصيل الزراعية وأشهرها القمح والسمسم والحبحب.

تاريخ ميفع والتسمية:

سميت ميفع بهذا الأسم نسبة إلى حاكم ميناء قنا التاريخي الذي يطلق عليه “سميفع أو s ميفع” وهو كاتب الخط المسند الموجود حالياً في منطقة حصن الغراب في بئر علي بشبوة وهو من قام ببناء سد ميفع التاريخي التي لا تزال بعض اطلاله موجودة إلى يومنا هذا بين الشقن’ حيث كانت هذه المنطقة تعد في ذلك العهد منطقة بستانية لحكام ميناء قنا الذي أشتهر بالتجارة قبل الميلاد وفي الحقبة من التاريخ أنشئت منطقة ميفع في منطقة تدعي خليل، وثم أنشئت على اعقاب هذه المنطقة طلحة وقد تحدث عن هذه المدن الدكتور المرحوم / محمد عبدالله عبد القادر بلفقية في أحدى كتبه التاريخية من هذه المنطقة.

المعالم الأثرية..

ميناء رجيمة:

ويقع شرق منطقة السفال بحوالي أربعة كيلو متر وهو عبارة عن ساحل بحري مفتوح وواسع تلتف حوله رمال الشاطئ التي تتلالأ مع حرارة الشمس وتبدو أمامك كأنها حبات لؤلؤ منثورة على طبق من حرير فضلاً عن طبيعة المكان الاخاذة الساحرة التي تبهر الناظر وتشغف قلوب الزائرين وقد شكل ساحل رجيمة نقطة إلتقاء للصيادين أهالي المنطقة وغيرهما من البحارة العرب.

حصن العر أو القلعة الشامخة:

ويقع في قرية الحيلة بميفع وتحديدًا في حضن الجبل المطل على القرية الذي سمي فيما بعد بجبل العر نسبة إلى الحصن الاسطوري الذي بني في عهد السلطنة القعيطية ليشكل أحد أهم القلاع العسكرية الحصينة التي كانت تحمي الحدود الغربية للسلطنة.

سد الندح:

هو سد الندح أو كما يسميه البعض بسد باحفيظ ويقع السد في قرية ردفان، وتحديدًا في القرية المحصورة بين جبل الشقنة الأول وجبل ردفان وقد شيد في عام 1965م في عهد الاستعمار البريطاني بإيجاز من حكومة السلطنة القعيطية حينها التي قامت بهذه الاصلاحات في القطاع الزراعي لرفد السلطنة القعيطية بالمنتجات الزراعية من ميفع التي تزرع فيها عدد من المحاصيل النقدية كالقطن والسمسم و التبغ والنبخ والحبوب بأنواعها.

سد ميفع القديم:

مازال صامدًا يقاوم عوامل التعرية والكوارث الطبيعية، وأبان الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني اتخذه الثوار نقطة مراقبة لتهريب السلاح لطلائع التحرير في حجر.

قرية الحسي الشهيرة:

نظرًا لما تتمتع به قرية الحسي التاريخية من موقع استراتيجي هام على ساحل بحر العرب وقربها من مصب وادي حجر حيث تختلط المياه العذبة مع المياه المالحة، وتشكل مراعي الأسماك مما جعلها تمثل أحد أهم المصائد البحرية على مستوى العالم، وهو ما جعل البحارة يأتون إليها من مختلف البلدان العربية لا سيما العمانيين الذين كانوا يجوبون بسفنهم سواحل القرية الذين كانوا يعرفون عند السكان بالصوريين نسبة إلى منطقة صور في ساحل عمان الذي كانوا يأتون للاصطياد في ذلك الوقت’ ونظرا لاخلالهم بالقوانين والالتزامات المتعارف عليها في الاصطياد لدى أهالي القرية مما اثار موجة سخط واسعة تجاههم ادت لمنعهم من الاصطياد.

معامل الملح التقليدية:

توجد هناك معامل الملح التقليدية في إنتاج الملح “العيق” بالقرب من قرية الحسي وهي عبارة عن حفر صغيرة يصل عمقها إلى متر وارتفاعها متر ونصف ويتم ملؤها بالماء ثم يترك لمدة قد تصل إلى اربعين يومًا ثم يتم استخراج الملح ويعبأ في أكياس ثم يترك لمدة عشرة أيام تحت أشعة الشمس، وبعد ذلك يتم نقله إلى السوق للبيع ويصدر إلى مناطق حجر والمكلا ومناطق الساحل الشرقي الحضرمي وشبوة ومازال ليومنا هذا ويقدر عمر هذه المعامل بحوالي ثلاثمائة عام وتعتمد بعض الأسر عليها كمصدر دخل لمعيشتهما وقد توارثها الأبناء عن الاجداد.

حصن الرشيدية:

يعد أحد القلاع المنيعة التي لعبت دورًا كبير في فترات سابقة من التاريخ ويقع هذا الحصن على تله جبلية يبلغ ارتفاعها حوالي 70 متر وعرضها 30 متر على الضفة الغربية لوادي حجر على مقربة من سد ميفع القديم الذي يعود بناءه إلى فترة حكم الملك الحميري اليزني ” سميفع أشوع “.

قرية الحسير:

تعد من أهم المناطق التاريخية بميفع، وتقع في الجهة الجنوبية لقرية ردفان وسط الأراضي الزراعية على الطريق المؤدي إلى قرية الحسي الساحلية وكانت تسكنها عدد من الأسر والعشائر المترابطين اجتماعيًا وكانوا يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية المواشي.

العادات والتقاليد والالعاب الشعبية:

تمتاز ميفع بعدد من العادات والتقاليد والالعاب الشعبية والموروث الشعبي القديم ومن أهم هذه الالعاب الشعبية التي تمارس بميفع لعبة الهبيش والمكبارة والمسيرة والحضبة التي كانت تمارس قديمًا الا أنها اختفت بعضها في وقتنا الحاضر.

وفي جانب العادات والتقاليد’ عادة الجبر وهي عادة كانت تمارس في الأعياد عندما يلتقي فيها الأقارب ويتبادلون الحديث في المجالس العيدية ويتتاولون فيها الطعام الذي يأتون به من كل بيت وهي عادة حميدة ومازالت تمارس إلى يومنا هذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى