الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

فيما جماعة الحوثي مستمرة في اعتداءاتها البرية والبحرية.. المبعوث الأممي والتغريد «بعيدا» خارج سرب القضية الجنوبية ..!

سمانيوز / تقرير

في الوقت الذي يواصل فيه المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس غرونبيرغ حشد الجهود الإقليميّة والدولية للدفع صوب إنهاء الصراع في اليمن، تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية حشد مقاتليها على خطوط التماس مع الجنوب ، وتستمر في إطلاق المقذوفات على منازل المواطنين بالقرى والمدن الحدوديّة ، كما تواصل إطلاق صواريخها وزوارقها المفخخة على السفن التجارية المارة بالبحر الأحمر والعربي وخليج عدن. كان آخرها اعتراف وتفاخر الجماعة بإغراق سفينة تورتور اليونانية يوم ال12 من يونيو 2024م في البحر الأحمر قبالة سواحل مدينة الحديدة اليمنية، كما اعترف متحدثها الرسمي محمد عبد السلام في حديث متلفز أن جماعته أفشلت اتفاق السلام المعروف بخارطة الطريق وأوقفت المباحثات مع المملكة العربية السعودية.

وقال إن جماعته أفشلت عملية السلام في اليمن عبر شنها عمليات عسكرية ضد خطوط الشحن في البحر الأحمر.

وأوضح أن الاتفاق مع السعودية جُمّد منذ بدء عملية طوفان الأقصى.

حيث يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى اليمن السيد هانس غرونبيرغ حشد ما سماه الثقل الإقليمي والدولي لعقد ما وصفه مراقبون للشأن اليمني لقاء الحسم بشأن خارطة الطريق إلى السلام في اليمن التي أفضت إليها المفاوضات بين السعودية ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي الانقلابية وتبنتها الأمم المتحدة نهاية ديسمبر 2023م.

غرونبيرغ يعول على الشرعية والحوثي ويتجاهل الانتقالي :

عقد غرونبيرغ اجتماعات مكثفة في الرياض والعاصمة عدن وصنعاء اليمنية لمناقشة مقترحات ملموسة لحل الأزمة الاقتصادية في اليمن ، وقدم رسالة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي مهدي المشاط يدعوهما إلى حوار مباشر لإحراز تقدم عملي لجهود ومساعي السلام.

جاء هذا في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في اليمن الخميس (ال13 من يونيو 2024م)، والتي عبر فيها عن إحباطه من تأثير الوضع الإقليمي وقلقه من الخطاب والتدابير التصعيدية من قبل الأطراف ومخاوفه من (العودة إلى المربع الأول) وما سماه العقلية الصفرية، محذرا من مغبة الاستمرار في التصعيد بالقطاع المصرفي.

وفي ذات الوقت أبدى السيد غرونبيرغ تفاؤله ببعض التطورات الإيجابية مثل فتح الطرقات وقال مخاطبا مجلس الأمن الدولي : لازلت مصمما على العمل من أجل جمع الأطراف للقاء دون شروط مسبقة لمناقشة الاقتصاد وإطلاق سراح المحتجزين على خلفية النزاع وفتح مزيد من الطرق وصولا إلى الانتهاء من وضع خارطة الطريق للسلام.

كما دعا المعنيين الإقليميين والدوليين لوضع ثقلهم وراء عقد محادثات مباشرة بين الأطراف تلبية للدعوة التي وجهها للعليمي والمشاط لحوار برعاية أممية.

في المقابل تباينت ردود الأفعال وأصداء دعوة المبعوث الأممي غرونبيرغ إلى حوار مباشر بين الرئيس العليمي والقيادي الحوثي المشاط ورأى سياسيون إلى أنها تساوي بين الطرفين وتمحو الفوارق بين الشرعية والانقلاب بينما ذهب آخرون إلى أنها تعبر عن موقف الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن باعتبار المبعوث انعكاسا لها.

فيما يرى جنوبيون من العاصمة عدن أن تحركات المبعوث الأممي لن يكتب لها النجاح طالما أنه يضع القضية الجنوبية (ملحق) في سلة الشرعية اليمنية معتبرا إياها قضية غير مؤثرة وقابلة للتاجيل والترحيل، وطالما أنه يتجاهل المجلس الانتقالي الجنوبي المسيطر على الأرض في الجنوب وطالما أنه لايرى أمامه غير قضية الشرعية اليمنية وقضية الحوثيين ، الأمر الذي سيدفع لامحالة إلى شيطنة الجنوبيين سيما أنهم أصحاب القضية الأكبر (القضية الجنوبية) التي يراها مراقبون مفتاحا لجميع الحلول وبدونها لن يتحقق أي سلام بالمنطقة.

إيران فخخت السلام اليمني :

إلى ذلك اعدّت صحيفة العرب اللندنية تقرير السبت ال22 من يونيو 2024م تحت عنوان (هل فخخت إيران السلام اليمني قبيل انطلاقه بشكل فعلي). قالت فيه :

تضمّنت تصريحات لمسؤول كبير في جماعة الحوثي اعترافا ضمنيا بمسؤولية جماعته عن وقف مسار السلام في اليمن ، حين كان على وشك الدخول في مرحلة حاسمة لم يكن مستبعدا أن تفضي إلى إخراج البلد من حالة الحرب نظرا لجدية الأطراف المنخرطة في جهود إطلاق ذلك المسار وفي مقدّمتها المملكة العربية السعودية.

وبحسب الصحيفة ربط الناطق الرسمي باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي محمّد عبدالسلام تعليق التوقيع على اتفاق بشأن خارطة الطريق كان جاهزا ومتوافقا عليه مع المملكة باندلاع الحرب بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل ، وفتح جماعته جبهة حرب جديدة باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر تحت يافطة دعم حماس وقطاع غزّة.

ووفق الصحيفة يعلم المتابعون للشأن اليمني يقينا أنّ جماعة الحوثي المرتبطة عضويا بإيران وتتلقى دعمها بالسلاح والخبرة العسكرية لم تكن لتقدم على قرار خطير باستهداف حركة الملاحة الدولية دون تنسيق كامل مع طهران وتلقي الضوء الأخضر منها.

ودفعت هذه المسألة محلّلين سياسيين إلى اعتبار تصريحات عبدالسلام بمثابة إحالة على دور إيراني مباشر في تفخيخ جهود السلام في اليمن، وذلك في مواصلة لسياسة طهران القائمة على استدامة التوتّر في البلد لمنع السعودية من التخلّص من عبء الحرب هناك وتجنّب تبعاتها على أمنها واقتصادها.

إيران لاترغب بالمصالحة مع السعودية :

وبحسب الصحيفة فإنّ ذلك يأتي معاكسا تماما للمصالحة التي تمّت بين طهران والرياض ، والتي يبدو أنّها لا تزال إلى حدّ الآن من دون نتائج عملية على استقرار المنطقة بسبب عدم تخلّي إيران عن سياساتها المثيرة للقلاقل والتوتّرات وعدم استعدادها للتراجع عن دعم أذرعها في اليمن والعراق ولبنان والتي تستخدمها كأدوات تنفيذية لتلك السياسات.

ويدرك الإيرانيون مدى حاجة السعودية إلى بسط الهدوء والاستقرار من حولها بما في ذلك في اليمن ، حيث لم تخف المملكة رغبتها الشديدة في إنجاز سلام مع الحوثيين مبدية في سبيل ذلك قدرا كبيرا من المرونة لم تكن متوقعة في سنوات سابقة ووصلت حدّ القبول بالتحاور المباشر معهم بحسب الصحيفة، وهو ما كانت ترفضه من قبل بشكل قاطع على أساس أنها ليست طرفا في الأزمة اليمنية وأنّ تدخّلها العسكري هناك هو على سبيل تقديم الدعم للسلطات المعترف بها دوليا وكردّة فعل على التهديدات الحوثية لأمنها.

وتريد الرياض بمحاولتها إنهاء الحرب في اليمن وكذلك بموجة المصالحات التي أطلقتها وشملت التصالح مع العديد من الأطراف الإقليمية بدءاً بقطر ومروراً بتركيا ووصولاً إلى إيران تحقيق استقرار فريد في الإقليم، ليشكّل أرضية لإنجاز مشروعها التنموي الضخم المعروف برؤية 2030 ويتضمن إنجاز مشاريع بعشرات المليارات من الدولارات.

وتدرك الرياض أنّ مشاريعها المليارية سواء كانت في طور الإنجاز أو اكتملت ودخلت طور الإنتاج لن تكون آمنة في مرمى صواريخ الحوثيين التي زودتهم بها إيران وجرّب السعوديون مدى خطورتها على الأقل لدى توجيهها سنة 2019 لمنشآت شركة آرامكو العملاقة التي تمثّل رئة الاقتصاد السعودي.

وبحسب الصحيفة قال عبدالسلام إن اتفاق جماعته مع السعودية كان جاهزا ، وتم الاتفاق على نص خارطة الطريق ولم يبق إلا الإعلان عن ذلك بشكل رسمي، قبل أن يتمّ تجميد الاتفاق بعد اندلاع الحرب في غزّة وبدء الجماعة هجماتها على السفن التجارية التي تقول إنّ لها علاقة بإسرائيل.

وأوضح رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين أنه كان من ضمن بنود الاتفاق في مرحلته الأولى وقف إطلاق النار ورفع القيود عن الموانئ وصرف المرتبات وإجراءات اقتصادية لتحسين الوضع الاقتصادي والإفراج عن الأسرى.

وشرح في تصريحات تلفزيونية أن جماعته توصلت إلى اتفاق مكتوب وضمن مراحل على خارطة طريق للحل وافقت عليها السعودية ونُقلت إلى الأمم المتحدة، لكنها جُمِّدت بسبب مشاركة الجماعة في إسناد غزة، مستدركا بأنّ تجميد الخارطة لا يعني إلغاءها.

وكانت هجمات الحوثي على خطوط الملاحة الدولية تصعيداً خطراً استوجب ردّ فعل عسكرياً أمريكياً بريطانياً زاد في تعقيد الأوضاع وأضعف آمال التوصّل إلى سلام في اليمن.

وحذّر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في وقت سابق من تداعيات حرب غزة وهجمات الحوثيين على السفن التجارية على جهود السلام في اليمن.

ودعا في إفادة له أمام مجلس الأمن الدولي إلى عدم جعل حل الصراع في اليمن مشروطا بحل القضايا الأخرى، قائلا : إن إهمال العملية السياسية في اليمن وتركها في غرفة الانتظار يمكن أن تكون لهما عواقب كارثية ليس فقط على البلاد، ولكن على المنطقة ككل.

ختامًا ..

كل ذلك في كفة والقضية الجنوبية وحدها في كفة.

إن تجاهل القضية الجنوبية لن يفيد عملية السلام ، ولن يكتب لجهود المبعوث الأممي أي نجاح وسيظل السلام بعيد المنال مادامت القضية الجنوبية وحاملها الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي مستبعدين عن أي سلام ندي يمني جنوبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى