استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

الحوثي يقتل الوحدة.. هل يتحمل الجنوب المسؤولية؟

سمانيوز / استطلاع

توحد الجنوب في العام 1990 مع الجمهورية العربية اليمنية التي كان نظامها حينه جمهوريا وانتماءها عربيا ومذهبها سُنيا ، وحدث ما حدث في العام 1994 مروراً بثورات الحراك السلمي الجنوبي 2007م ثم الغزو اليمني الثاني للجنوب حوثي عفاشي في العام 2015م. ثم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي 2017م في المقابل وفي نفس العام استفردت مليشيات الحوثي بالحكم في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية عقب اغتيالها حليفها المخلوع علي عبد الله صالح في 4 ديسمبر 2017م.

باشرت مليشيات الحوثي الإرهابية بتغيير المناهج التعليمية جعلتها نسخة متماشية عقائديا مع المذهب الشيعي (الإيراني) التي تبنته وفرضته بالقوة على كل من يقع تحت سيطرتها ، وفجرت مساجد ومعاهد أهل السُّنة. وتدريجيا غيرت النظام الجمهوري إلى نظام سلالي لايتجاوز عتبة دار ال البيت الحوثيين وبات الانتماء الباطن الغير معلن لليمن (فارسيا) معاد للعرب .

ويرى مراقبون أن جماعة الحوثي فكت ارتباطها عن مواثيق الوحدة اليمنية ومحت كل ما يتعلق بالوحدة مع الجنوبيين، ووضعت عراقيل وعقبات أمام عودة الوحدة اليمنية. ولن تنفع جميع الحلول حتى في حال انضمام المجلس الانتقالي الجنوبي إلى صفوف الوحدويين لن يجدي ذلك نفعاً. والمستغرب أن تسمع أصواتاً تتهم المجلس الانتقالي الجنوبي بأنه بات عقبة أمام عودة الوحدة اليمنية. ماذا فعل ليصبح عائقًا أمام عودة الوحدة اليمنية؟ هل فرض أمرا واقعا بالقوة؟ هل طرد اليمنيين؟ هل طبع عملة نقدية جديدة؟ هل اعتدى على الأشقاء في صنعاء؟ وغيرها من الخطوات التي أقدمت عليها صنعاء. فيما يرى مراقبون أن انضمام الانتقالي إلى صفوف الوحدويين لن يعيد للوحدة اليمنية الحياة عقب أن مسح الحوثي جميع اسسها ومعالمها. مطالبين الوحدويين إنهاء انقلاب الحوثي واستعادة المذهب السُّني واستعادة النظام الجمهوري الذي توحد معه الجنوبيون عند إذن يمكنهم الحديث عن الوحدة اليمنية. والأقرب من ذلك كله أن المساعي الإقليميّة والأممية تدفع بالجنوبيين للعودة إلى حظيرة الوحدة اليمنية (باب اليمن)، مساع تتغنى باليمن الموحد غير مبالية وغير مستوعبة المستجدات الحاصلة على الأرض، والأدهى من كل ذلك أن أطرافا إقليمية تتهم الانتقالي الجنوبي بعرقلة مساعي العودة إلى باب اليمن. هل هو غبى سياسي أم مخطط له سوابق تاريخية؟

إلى ذلك قال نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع إكس في وقت سابق إن إجبار الجنوب على الوحدة مع الشمال تفريط بحقوق أهل السُّنة في الجنوب، إذا سقطوا في قبضة اليمن الشيعية، التي ترى احتفالاتها بعاشوراء. فهذا يعني تسليم كل اليمن لإيران، خلونا نكون صادقين ونحط النقاط على الحروف.

وفي تغريدة أخرى قال خلفان : من مساوى الشماليين أنهم يقولون للعرب لا تتدخلوا في الشأن اليمني. وفي المقابل يسمحون لإيران التدخل في شأنهم عجيبين!.

مورس ضد الجنوب جريمة ضد الإنسانية :

تحدث إلينا الاستاذ هشام الجاروني ضمن الاستطلاع الذي أعدّته سمانيوز قائلاً : اسأل أي جنوبي عن رأيه في الوحدة ستجد تطابق في الإجابات عند كل الجنوبيين من باب المندب إلى المهرة، للأسف ما مورس ضد الجنوب جريمة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان ثلاثين سنة من الإقصاء والتهميش وحرمان من الوظيفة العامة واغتصاب حقوق ونهب دولة وتكفير لشعب كامل وتزوير في التاريخ ومسخ هوية كل ذلك وأكثر ، ويأتي من يقول الانتقالي معرقل للوحدة. عن أي وحدة يتحدثون. وأردف الأستاذ الجاروني في حديث مقتضب قائلاً : الناس قرفت من شعارات الموت المصبوب على الجنوبيين نهبوا إرثنا التاريخي والثقافي والفني ونشروا ثقافة الثأر وحرضوا الأخ على أخيه نشروا كل موبقاتهم بيننا عن أي وحدة يتحدثون؟ انظر إليهم يختلفون يتقاتلون يشتمون بعضهم بعضاً ، ولكن يتفقون على الجنوب! عن أي وحدة يتحدثون؟ وحدتهم هم من قتلها ودفنها وسط طين كما يقول الشاعر :

من يبيع أهله لمصلحة لايستحق أن يكون جنوبيا.

وأضاف الجاروني قائلاً : للأسف نسمع بعض الجنوبيين وهم يدافعون عن وحدة الفيد والنهب والقتل والتكفير أي سقوط أبشع من ذلك هؤلاء للأسف بلا كرامة ولا نخوة ولا وطنية من يبيع أهله لمصلحة لايستحق أن يكون جنوبيا. الانتقالي جاء ليعبر عن إرادة شعب هتف ضد الوحدة من قبل أن يأتي الانتقالي وهو حامل سياسي ومظلة للجميع ومن يظن أن رفض الوحدة مرهون ببقاء الانتقالي فهو غبي وسطحي. الانتقالي جاء كضرورة مرحلة فرضتها ظروف موضوعية فأصبح حقيقة واقعة. هجومهم على الانتقالي راجع للمقولة التي تقول إن أردت هدم قضية عادلة اهدم حامل تلك القضية لذلك هم لايتحدثون عن عدالة قضيتنا ، هم فقط يهاجمون حامل تلك القضية العادلة والبعض للأسف ينخرط في تلك الحملة أما عن جهل وأما لغرض في نفسه ، وأما ليقول أنا موجود يريد أن يكون جزء من المشهد.

وختم الأستاذ الجاروني قائلاً :

الانتقالي سيبقى حاملا سياسيا حقيقيا للقضية الجنوبية رغم أخطاء البعض هنا أو هناك سيبقى حاملها الأمين وإذا تخلى عنها يوما ما سيلفظه شعب الجنوب الذي لايقبل التفريط باستقلاله الناجز الكامل لكل تراب الجنوب.

اغتيال الوحدة :

من جهته الشيخ ملهم ناجي حسين قال : أعمى البصر والبصيرة من لايعلم من الذي قتل الوحدة اليمنية. عليه الذهاب إلى صنعاء ليرى بأم عينيه في أي فلك يسبح الأشقاء اليمنيون. يسبحون في الفلك الفارسي الشيعي بعيداً عن الانتماء العربي وعن مذهبنا السُّني، استعادوا مملكتهم المتوكلية بعيداً عن النظام الجمهوري وغرسوا في عقول أبنائهم ثقافة الكراهية المعادية للجنوب وللعرب.

وأضاف الشيخ ملهم : هم من قتل الوحدة بثقافة الكراهية المذهبية وبالسلاح والنار وعمدوا ذلك بالدم في العام 1994 و 2015م ليأتي بعد ذلك من يقول إن المجلس الانتقالي معرقل عودة الوحدة اليمنية . عن أي وحدة يتحدثون عن سفك الدماء وعن سرقة ثروات الجنوب.

وتابع الشيخ ملهم قائلاً :

كل أبناء الجنوب يعرفون من الذي قتل الوحدة وكيف قضوا عليها بإعلانهم الحرب على الجنوب وحولوها إلى احتلال فيد وغنيمة وضم وإلحاق ، لذلك لايمكن أن يكون الانتقالي عاملا مساعدا في عودة الظلم والاحتلال مجدداً لأن الانتقالي أتى كوريث لمرحلة نضالية وثورية تحررية طويلة ، قدم خلالها شعب الجنوب آلاف الشهداء والجرحى ولايمكن أن يساوم أو يفرّط في دماء الشهداء أو في شبر واحد من أرض الجنوب.

وختم الشيخ ملهم قائلاً : الوحدة قتلها الأشقاء اليمنيون ودفنوها إلى الأبد ولن تعود لها الحياة إطلاقا وسوف تطير مساعيهم أدراج الرياح.

الانتقالي حامل مشروع الأمة :

المحلل السياسي الأستاذ محمد الجفري قال : الانتقالي يحمل مشروع أمة لا مع الوحدة ولا ضدها . الانتقالي مفوض من شعب الجنوب لحمل القضية الجنوبية والسير بها وفق أُطر سياسية سليمة تضمن نجاحه في تحقيق مشروع الجنوبيين الكبير المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بحسب حدودها الدولية ماقبل العام 1990م، أما بالنسبة لمشروع الوحدة اليمنية قد تم رفضه شعبيا ومات في الجنوب ولايمكن له العودة إلى الحياة تحت أي ظرف كان طالما انسلخت صنعاء اليمنية عن انتمائها العربي وارتمت في الحضن الفارسي وتخلت عن هويتها الإسلامية السُّنية وعن نظامها الجمهوري.

وختم الأستاذ الجفري : ليس العيب في الانتقالي ولا في الوحدة ولكن في الأشقاء اليمنيين الذين حولوا الوحدة إلى غنيمة وفيد وسرقة لثروات الجنوب.

الوحدة اليمنية ماتت لدى الجنوبين منذُ حرب 94 :

وكان الأستاذ عوض علي صائل مسك ختام استطلاعنا حيث قال :

الوحدة اليمنية ماتت لدى الجنوبيين منذُ حرب 94 وتحولت إلى وحدة الضم والإلحاق وحدة الفيد ، وظل الجنوبيون لعقدين من الزمن يرزحون تحت ظلم وطغيان الديكتاتورية العفاشية التي سلبت الحق الجنوبي وقتلت الآلاف من الكوادر الجنوبية وسرحت الآلاف من القيادات والأفراد العسكريين والمدنيين، واستباحت الدم الجنوبي وتعمقت الجروح وزاد الألم واشتعلت الثورة الجنوبية وتحركت المياه الراكدة ضد الظلم والطغيان وتوسعت الحركة الثورية المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط.

وأضاف الأستاذ عوض قائلاً : لقد شق الحراك الجنوبي طريقه متحدياً دبابات ومدرعات الاحتلال اليمني ، ودارت الأيام في ميادين الصراع لدحر الظلم وإحلال السلام والرفاهية والتقدم والحرية للشعب الجنوبي. وتكللت نضالات شعبنا الجنوبي بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل وموحد لجميع المكونات الجنوبية المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط وظل ولازال الانتقالي حامي حمى المطالب الجنوبية

وما انضمامه إلى الشراكة مع سلطة الشرعية اليمنية في الوقت الراهن إلا لمواجهة المد الفارسي في المنطقة وكان حليفا صادقا مع الدول العربية المشرفة على الملف اليمني. دخل المجلس الانتقالي في هذه الشراكة باعتباره ممثلا للقضية الجنوبية وشعب الجنوب وليس ممثلا لعودة الوحدة المشوومة. واستطاع من خلال الشراكة وبدعم إماراتي أخوي بنى جيشا جنوبيا وقوات مسلحة وأمنا جنوبيا واستعاد عددا كبيرا من المؤسسات وعمل على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية. واستطاع إيصال ملف القضية الجنوبية إلى كل المحافل الدولية ، واصبحت حقيقة واضحة رغم التعتيم الإعلامي الذي مارسه أعداء الجنوب لطمسها على المستوى الإقليمي والدولي.

وختم الأستاذ عوض حديثه قائلاً : أصبح اليوم من غير الممكن إيجاد وإحلال أي صيغة للسلام في اليمن والجنوب إلا بتحديد مصير القضية الجنوبية ، بات يدرك ذلك كل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول العربية والإقليم بأن مفتاح السلام هو في حل الدولتين شمالاً وجنوباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى