استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

إهمال حكومي متعمد.. «أسلاك كهرباء متهالكة وانعدام المياه» معاناة تكدر حياة السكان في «عريش» خورمكسر

سمانيوز / استطلاع / محمود انيس

تعتبر منطقة العريش وضواحيها الواقعة شرق خور مكسر، هي المنظر والواجهة السياحية للمديرية والتي أصبحت تعيش حالة من الإهمال والتقاعس من الجهات المختصة في السلطة المحلية بالمديرية ومؤسسة الكهرباء بالعاصمة عدن.

حيث تفتقد منطقة العريش وضواحيها إلى العديد من الخدمات كالمياه والصحة وضعف وتردي التيار الكهربائي نتيجة الأسلاك الكهربائية المتهالكة ، والتي باتت تشكل خطراً كبيراً على أبناء هذه المناطق، خاصة الأطفال وكبار السن. إذ أن الأسلاك الكهربائية تتساقط نتيجة لانتهاء صلاحيتها، ويأتي هذا نتيجة إهمال مؤسسة الكهرباء بالعاصمة عدن لعدم صيانة تلك الأسلاك الكهربائية المتهالكة لتجنب المخاطر التي تضر الأهالي في تلك المناطق.

وكانت منطقة العريش قد شهدت حدوث حالات وفاة من الأطفال وكبار السن نتيجة سقوط الأسلاك الكهربائية من الأعمدة الكهربائية المتهالكة إلى الأرض. كما يعاني أهالي منطقة العريش من صعوبة وصول المياه إلى منازلهم منذ حرب 2015م والتي كانت الضربة القاضية بالنسبة لأهالي تلك المناطق. ويستخدم أهالي منطقة العريش مياه الآبار التقليدية التي لا تصلح مياهها للشرب أو حتى للغسيل وهذا سبب كاف بأن يكون أهالي المنطقة معرضين للإصابة بأمراض مختلفة بسبب مياه الآبار التقليدية.

صحيفة سمانيوز سلطت الضوء على هذه الأزمة والمشكلة من باب إيصال معاناة المواطنين.

قدمنا احتياجاتنا ورفعنا معاناتنا ولا حياة لمن تنادي :

يقول الأخ يسلم العنبوري رئيس اللجان المجتمعية في منطقة العريش في خورمكسر الذي قال : بالنسبة للوايرات والأسلاك الكهربائية وكيبلات الضغط العالي في منطقة العريش بشكل عام حالتها لاتسر عدو ولا حبيب، لأنها متهالكة وانتهى عمرها الافتراضي ، وهذا مايودي لانقطاعها وتساقطها بسبب تهالكها.

وأضاف العنبوري قائلاً : بالسابق كانت مؤسسة الكهرباء تقوم بالنزول للمنطقة ويقوموا بالصيانة وتدبيل بعض الكيبلات والوايرات التي تحتاج لذلك وكانت هناك صيانة عامة، إلا أنه بالفترة الأخيرة للأسف توقفوا عن العمل والنزول لأسباب غير معروفة.

وأضاف العنبوري : ناشدنا السلطة المحلية بالمديرية ومؤسسة الكهرباء للقيام بواجبهم واستبدال الوايرات والكيبلات المتهالكة وللأسف لم يعيرونا أي اهتمام وكأن الأمر لا يعنيهم .

وأوضح الأخ يسلم العنبوري بأن هناك حالات وفاة تسببت بها هذه الوايرات والكيبلات التي تسقط على الأرض ويتضرر منها الأهالي والناس.

حيث قال بأنه بعد عيد الأضحى المبارك سقط واير وناشدنا مؤسسة الكهرباء وتأخروا على إصلاح ذلك وكأن الأمر عادي.حيث فقدنا طفلين نتيجة تهالك وتساقط الوايرات وكيبلات الضغط العالي.

وأردف العنبوري بالقول : قبل عام توفي رجل كبير في السن والسبب أن هناك وايرا كهربائيا كان قد سقط على الأرض وأثناء ذهابه لأداء صلاة الفجر لقي حتفه عند دعسه الواير وتوفي على الفور.

وفي سؤالنا للأخ يسلم العنبوري على مشكلة المياه بالمنطقة قال : نحن في العريش ونواحيها نعاني ونشكوا من انعدام وشحة المياه في المنطقة خاصة منذ حرب 2015م حتى هذه اللحطة. وقبل مايقارب شهرين جاء لنا بمشروع للمياه تبع المشروع الإنمائي للتنمية ،وتعد تكلفة المشروع 185ألف دولار ، حيث نشكوا من ضخ المياه للمنطقة وجاء المشروع بالمولدات الكهربائية من جهة المطار ومضخات للمياه، وعملوا شبكة مياه في بعض الأماكن على أساس أن يتم ضخ الماء لأهالي العريش وضواحيها. وفي الأخير تفاجأنا بأنه قد تم تغير مسار الضخ إلى مناطق أخرى في خور مكسر من جانب ، ومن جانب آخر لجهة الفنادق في خور مكسر ، بينما نحن بالمنطقة لم يصل إلينا الماء والذي كان المفروض أن يستفيد منه المواطن ، وعلى ذلك ذهبنا إلى السلطة المحلية بالمديرية لمعرفة سبب ماحدث وقدمنا رسالة رسمية بذلك.

وقدم رئيس اللجان المجتمعية بالعريش في مديرية خور مكسر يسلم العنبوري شكوى إلى رئاسة اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن ومدير عام خور مكسر الأخ عواس الزهري والذي قال في الرسالة : إننا في منطقة العريش وحي القياديين والنصر والصولبان قد فرحنا بقدوم المشروع التنفيذي الذي جاء من منظمة البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وهو تركيب مولد كهربائي ومضخات مياه للمساعدة على إيصال الحياة إلى بيوت المواطنين الذين لم يصل لهم الماء منذ فترة طويلة وكنتم انتم بذرة الأمل لأبناء المنطقة. لكن تفاجأنا بعد تسليم المشروع لغير المناطق المذكورة.

والمياه لم تصل إلى الأهالي. فنرجو منكم مخاطبة مؤسسة الحياة والصرف الصحي لمعرفة الأسباب التي حالت دون أن تصل المياه إلى منازل المواطنين.

فيما تحدث الإعلامي الجنوبي حمدي العمودي رئيس تحرير موقع«كريترنيوز» قائلاً : إن أهالي منطقة العريش وضواحيها مازالوا في عهد الجاهلية، لا خدمات ولا كهرباء مثل البشر، ولا مياه، وكأن أبناء هذه المناطق لا يتبعون مديرية خور مكسر.

وانتقد الإعلامي العمودي تقاعس السلطة المحلية بالمديرية ومؤسسة الكهرباء بالعاصمة عدن في قيامهما بدورهما ومسؤوليتهما تجاه الأهالي في تلك المناطق التي أصبحت مرمية في مكب القمامة.

وأشار العمودي إلى أن معاناة أهالي منطقة العريش وضواحيها مع الكهرباء والماء مستمرة ، وأن قوة التيار الكهربائي مترد نتيجة لانتهاء صلاحية الأسلاك الكهربائية وعدم قدرتها على تحمل قوة التيار الكهربائي والتي أصبحت تشكل خطراً كبيراً على أبناء هذه المناطق خاصة الأطفال وكبار السن الذين لا يميزون مابين الضرر والنفع.

وأكد العمودي بأن منطقة العريش وغازي علوان قد شهدت قبل أشهر وفاة طفلين وكبير سن نتيجة سقوط الأسلاك الكهربائية على حافة الطرقات والأزقة، مؤكداً بأن السلطة المحلية بالمديرية ومؤسسة الكهرباء بالعاصمة عدن هما من يتحملان المسؤولية لعدم قيامهما بدورهما ومسؤوليتهما تجاه الأهالي في تلك المناطق.

واختتم العمودي حديثه بالقول : أطالب الجهات المختصة في السلطة المحلية بالمديرية ومؤسسة الكهرباء بالعاصمة عدن بأن تقوم بالنزول إلى أحياء منطقة العريش وضواحيها لتفقد الأسلاك الكهربائية التي تهدد حياة الناس بشكل عام.

فيما قال المواطن حسين الباخشي : نتمنى أن يصل صوتنا للجهات المعنية والمختصة، وهي السلطة المحلية بالمديرية وموسسة الكهرباء بعدن، فنحن ياعزيزي قد بحت أصواتنا وهلكت أقدامنا ونحن نطالب هذه الجهات بالقيام بواجبها وإنقاذ مايمكن إنقاذه فيما يتعلق بموضوع الأسلاك والكيبلات المتهالكة في العريش، فقد أصبحت تهدد حياتنا وهل معقول بأن حياتنا رخيصة لدى المعنيين إلى هذا الحد. أما فيما يتعلق بمشكلة المياه فحدّث ولا حرج ، فنحن نعاني من انعدام المياه منذ سنوات وسط تجاهل السلطة المحلية وموسسة المياه، نسمع على مشاريع وغيرها من الأمور ، ولكن لم نستفد منها نهائيا، ولهذا توجهنا لحفر الآبار التي تغطي شيئا من مشكلتنا وليس باستطاعتنا شراء بوز ماء في ظل ارتفاع الأسعار.

وأما الإعلامي عادل الحنشي : يعيش أبناء حي العريش بمديرية خور مكسر وضعا خدميا مترديا ، وتكاد أن تكون كل الخدمات معدومة فيها، في الوقت التي يشكل فيه حي العريش أكثر من نصف المديرية من حيث المساحة وعدد السكان ، حدّث ولاحرج في كل نواحي الخدمات والبنية التحتية، لامشروع مياه ولامدراس عدا مدرسة واحدة تعمل على فترتين صباحية ومسائية، ويتواجد في الفصل الدراسي الواحد أكثر من مائة تلميذ وتلميذة، أما فيما يخص الكهرباء هناك شبكة متهالكة ومحولات لم تعد تتحمل أحمال التيار الكهربائي في ظل الانفجار والتوسع السكاني التي تشهده المدينة التي اصبحت تمتد من جولة المجاري شمالاً حتى مطار عدن جنوباً ومن ساحل أبين شرقاً وصولاً إلى جولة سوزوكي بمديرية الشيخ عثمان غرباً. شوراع مظلمة ليس هناك إنارات للشوارع بالطاقة الشمسية. لايوجد في المدينة مشروع صرف صحي لتصريف مياه المجاري والتي أصبحت البيارات هي الحل الأمثل لأغلب سكان حي العريش، تكدس القمامة في الشوراع الرئيسية والحوافي، وأخيرا كان آخر الخدمات المتوفرة هي الاتصالات والانترنت ، لكن أبت وزارة الاتصالات والمؤسسة اليمنية الحوثية للاتصالات إلا أن تقطع تلك الخدمات منذُ أكثر من شهر، حيث قامت بتفكيك البرج الرئيسي في وسط المدينة المغذي لخدمات الاتصالات الموبيل وعدن نت وبيانات الانترنت بحجة أن البرج آيل للسقوط وسيتم استبداله ، وحتى كتابة هذه السطور مر أكثر من شهر وحي العريش يعيش في حصار مطبق من الاتصالات والانترنت. كل هذا التهميش والإهمال والحصار التي تعيشه مدينة العريش يحدث في ظل صمت مطبق للسلطة المحلية بالمديرية واللجان المجتمعية، وعقال الحارات، الكل في سبات عميق ولاحياة لمن تنادي. إلى متى سوف يستمر الحال كما هو عليه.

من العصر الحجري إلى عصر الديناصورات :

يقول الكاتب الجنوبي علي محمد العميسي الكازمي وهو أحد ساكني منطقة غازي علوان بالعريش : إن ما تعانيه المناطق النائية في بعض مناطق خورمكسر التي تراجعت فيها الخدمات بشكل كبير، حيث يحصل لهذه المناطق إبعادا متعمدا خارج إطار خطط السلطة المحلية، ومناطق العريش والصولبان والنصر وغازي علوان والتي أصبحت مناطق خارج خطط عمل السلطة المحلية، فهناك أسوأ شبكات خطوط للكهرباء مع توسع المنطقة ، وعدم اعتماد إدخال شبكات تنظيم الكهرباء وعدم إجبار المواطن على مد له خطوط كهرباء من وحدات جوار قريبة له ، ولا تنسى شبكات الاتصالات التي تعد أسوأ خدمة يحصل عليها المواطن، إضافة أن هناك مخيمات النازحين في المنطقة. ولهذا يتوجب العمل على إضاءة المناطق عبر أعمدة الطاقة الشمسية وهذا سوف يساعد على ضبط الأمن ومحاربة أي أطماع للسرقة كون المنطقة تعيش ظلاما دامسا تروق لإضعاف النفوس أن تجعل من هذه المناطق مادة خصبة لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى