عقب أن أصبحت قياداتها أهدافا عسكرية مشروعة.. هل ترضخ مليشيا الحوثي لمشروع السلام الجديد أم تواصل صلفها ..؟
سمانيوز / استطلاع
عقب استهداف زعيم حزب الله حسن نصر الله ، أصيبت مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن بالذعر، اختفت قياداتها داخل الكهوف مثل الفئران.
وأشارت مجلة أمريكية إلى احتمال أن تقدم واشنطن على استهداف قيادة مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن على ضوء النجاح الذي حققته إسرائيل ضد قيادة حزب الله في لبنان.
ورجح تحليل لمجلة long war journal الأمريكية أن يكون تحديد قادة الحوثيين في اليمن وتقييم الخيارات المتاحة للتحرك ضدهم استراتيجية قابلة للتطبيق بالنسبة للولايات المتحدة وشركائها في المرحلة القادمة. وتشير توقعات المحللين إلى أن مليشيات الحوثي قد تستبق أي هجوم ضدها بالرضوخ والدخول في عملية سلام دون اشتراطات مسبقة.
قواعد اللعبة قابلة للتغيير في أي لحظة :
تحدث إلينا الأستاذ مقبل محمد القميشي ضمن استطلاع أجرته صحيفة «سمانيوز» بهذا الخصوص قائلاً : الوضع يتغير بين لحظة وأخرى على الأرض من كل النواحي وأستراتيجية إسرائيل لا حدود لها حسب مانرى ونسمع.
ويرى الأستاذ مقبل أن إسرائيل تعتبر حربها الحالية حياة أو موت وتعتبرها مسألة وجود أيضاً ، وبأنها حصلت على ضوء أخضر أمريكي وأوروبي لاستمرار تلك الحرب، ولا أعتقد أن هناك مجالا للسلام في المنطقة في الوقت الحاضر خاصة بين إسرائيل وإيران وأذرعها رغم كل الشكوك التي تحيط بما يحدث بين إيران وإسرائيل على مر التاريخ ، ولكن السياسة مثل مناخ الطقس ممكن تتغير بين لحظة وأخرى عندما تكون قوة الردع العسكرية متوزانة.
وتوقع الأستاذ مقبل قبول الحوثي بالسلام إن كان ضاق عليه الخناق من ناحية عسكرية فقط ، ولكنه لن يقبل بسهولة إلا عندما يتأكد أن نهايته قد اقتربت عسكرياً، ولا أعتقد أن إسرائيل ستستهدف قادة كبارا حوثيين إلا إذا تطور الموقف بين إيران وإسرائيل عسكرياً أكثر وأكثر.
وبالنسبة للسلام بين اليمنيين يرى الأستاذ مقبل أن الأمر ليس بأيديهم فلا قرار للحوثي إلا بإيران ولا قرار للشرعية إلا بالتحالف العربي بقيادة السعودية، وذلك مهما كانت الضغوط العسكرية الخارجية من التحالف بقيادة أمريكا أو حتى إسرائيل ، فإن الأمور ستبقى على حالها مناوشات في كل الاتجاهات ولا علاقة أيضاً للسلام اليمني باستهداف رموز الحوثي من قبل إسرائيل حتى وإن رفض الحوثي السلام،
إلا إذا كان هذا السلام يعني إسرائيل ومتعلق بقضية البحر الأحمر فتلك مسالة أخرى مع العلم بانه لولا دعم أمريكا لإسرائيل لما حصل هذا الدمار للعرب ولما قتل وتشرد أطفال ونساء غزة.
تخلي إيران عن أذرعها أحدث تغييرا جذريا في المنطقة :
القيادي بانتقالي أبين الأستاذ عوض علي صائل أدلى بدلوه متحدثاً لسمانيوز قائلاً :
في اعتقادي أن مرحلة التسع سنوات الماضية هي فترة كافية لمليشيات الحوثي في صنعاء أن تمتثل للحل السلمي الدولي والإقليمي، لأن الحرب خلال تلك السنوات لم تكن مجدية لإرساء حكم المنتصر بالقوة، وبالتالي اليوم أصبحت الحلول مفروضة دولياً على مليشيات الحوثي تزامناً مع المتغيرات السياسية والعسكرية بمنطقة الشرق الأوسط.
ويرى الأستاذ عوض أن تخلي إيران عن أذرعها في المنطقة العربية وعلى رأسها حزب الله يعتبر أولى خطوات المتغيرات السياسية في المنطقة ومليشيات الحوثي هي جزء من هذه المتغيرات، وفي رأيي أن المرحلة الحالية لم يعد فيها خيار الحديث عن مشاورات سلام مع مليشيات الحوثي لأن خيار المشاورات للسلام أصبح من الماضي. حتى وإن تمت مشاورات سلام مع مليشيات الحوثي فهي مشاورات مرتبطة بالحل الذي أتى به المجتمع الدولي ولم تتمكن مليشيات الحوثي من فرض أي شروط كما كانت في الماضي. اليوم سقطت كل الاشتراطات وأصبحت المشاورات إذا حدثت هي مجرد صبغة للحل الذي فرضته المرحلة والمتغيرات الدولية. وتوقع الأستاذ عوض أن المرحلة القادمة مليئة بالمفاجآت لإحداث تغييرات سياسية كبيرة في المنطقة برمتها، ولاشك أن مخطط ما يدور في الكواليس لإنهاء الحرب في غزة واتفاقات سرية لما بعد الحرب متزامناً مع فرض الحلول في منطقة الشرق الأوسط ، وربما أن الخارطة السياسية القادمة تتواكب مع رغبات أطراف وتفرض على رغبات أطراف أخرى. وفي الأخير ستأتي كل التوقعات لما يخطط لها الكبار ويتبعه الصغار وفقاً والمصالح الدولية.
لا حلول ممكنة دام العصمة بيد إيران :
من جهته يرى القيادي بانتقالي العاصمة عدن الاستاذ فيصل النجار في حديثه لسمانيوز أن لاحلول ممكنة بيد مليشيات الحوثي دام العصمة بيد إيران. وتابع قائلاً : إيران هي العدو الأول للعرب وللإسلام والمسلمين، وما الحوثي إلا أداة من أدواتها بالمنطقة ولن يرضخ إلا لتعليماتها، ولنا معه تجارب مشهودة بالحوار مع الشرعية والإقليم والعالم أمثلة حية.
وتابع قائلاً : يستمد الحوثي قوته من إيران ولايملك قرار الحرب أو السلام وحتى بنك الأهداف والبيانات وقواعد الاشتباك ليس له قرار فيها بل خبراء إيران، أدوات إيران متعددة المهام وتتداخل وتسند مهام بعضها البعض تحت مسمى محور الممانعة، إيران تجيّر مشاكل المنطقة لمواجهة حارس الازدهار الاقتصادي، مع أن الحوثي ليس له قضية مباشرة مع الدول التي يمر اقتصادها في مياهنا الإقليمية، إيران تحلم أن تسقط العواصم العربية واحدة تلو الأخرى إلى صفها وكان لسرعة إعلانها صنعاء العاصمة الرابعة مجرد طعم لبقية العواصم المهزوزة، فعن أي حلول ممكنة بيد الحوثي والعصمة بيد إيران منذ اغتصابه لصنعاء والسلطة عشر سنوات لايملك قرار إعلان دولته ونظام حكمه فماذا يعني؟
وأكد الأستاذ فيصل أن العد التنازلي لأذرع إيران بالمنطقة العربية قد بدأ، وقال : الحوثي محلياً لم يواجه مقاومة وطنية صادقة، ولولا اعتبارات لأمريكا لتداخل المصالح الكبرى بالمنطقة ، لكان الحوثي في خبر كان من أول صاروخ أطلقه على أول سفينة تجارية بالبحر الأحمر، ونقرأ أن الملعب يتمدد وقد تغيرت معه خطط اللعب وقريباً سنشاهد سقوط الحوثي.
كل يوم نبتعد خطوة عن إمكانية تحقيق السلام :
وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ هشام الجاروني مسك ختام استطلاعنا حيث قال متحدثاً لسمانيوز :
عملية السلام معقدة جدا في ظل تداخل مصالح دول متعددة الاتجاهات في المشكلة اليمنية.
ويرى الجاروني أننا نبتعد كل يوم خطوة عن إمكانية تحقيق السلام بالحوار أو المفاوضات بدون العودة للمواجهات الشاملة في كل الجبهات ، وأن الحوثي يثبت يوما بعد يوم بأنه لايريد إلا سلاما مفصلا على مقاس أطماعه وأهدافه ذات المرجعية التاريخية المستمدة من سلطة الإمامة ذات المرجعية الدينية (الشيعية).
وقال : ما وصلنا إليه اليوم يعود إلى مواقف سابقة تبنتها الإدارة الأمريكية التي أرادت استمرار الحرب في البلد في محاولة لإضعاف وتوريط الجميع في حرب عبثية منهكة تدمر ماتبقى من أثر للحياة في البلد وهاهي تنخرط دون أن تشعر في تلك الحرب.
وبنبرة تفاؤل يرى الجاروني أن فرص السلام تظل قائمة وممكنة إذا صدقت نوايا المجتمع الدولي ودول التحالف في تحقيق السلام الحقيقي والواقعي وعدم القفز على الأزمات وفق لغة المصالح.
واستطرد الجاروني قائلاً :
محاولة تمديد فترة الحرب سيضر المنطقة كاملة ، ولن يكون هناك سلام في ظل هذا التخبط في السياسة الدولية هناك أطراف معرقلة الكل يعرفها وبعضها حليف للتحالف الدولي ومدعومة منه وهناك أطراف متمردة تريد تغيير موازين القوة في باب المندب لاتريد أطراف دولية خروجها من المعادلة لأهداف أخرى مثل ماحدث في اتفاق استكهولم وميناء الحديدة وهاهم اليوم يدفعون ثمن فعلهم هذا.
وفي سياق ليس ببعيد قال الجاروني : قدم الجنوب رؤيته للحل وطالبنا باستعادة دولتنا وقدمنا مايثبت بأننا دعاة سلام ولن نكون إلا مع توجهات المجتمع الدولي لتحقيق سلام عادل للمنطقة ككل.
وختم قائلاً : فرص السلام تتضاءل ، ولكنها ليست معدومة وعلى المجتمع الدولي أن يكون جاداً في ذلك ، وأن يقدم يد العون لمن أوفى بوعوده لتحقيق السلام وحقق نجاحات في محاربة الإرهاب.