الجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

لماذا وصف النقيب ما يحدث في حضرموت بأنه أخطر من مشروع عفاش؟

النقيب يتهم قوى خارجية بتأجيج الانقسام في حضرموت ويدعو العقلاء للدفاع عن وحدة المحافظة

سمانيوز/هشام صويلح

أطلق الدكتور عيدروس النقيب، الكاتب والقيادي الجنوبي، تحذيرًا شديد اللهجة من محاولات تقسيم حضرموت، معتبرًا أن المخطط الجاري اليوم يتجاوز في خطورته مشروع رئيس الاحتلال اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي كان يهدف لتقسيم المحافظة إداريًا في أواخر التسعينيات.

وفي مقاله الموسوم “لمصلحة من تقسيم حضرموت؟”، استعرض النقيب جذور الصراع وأهداف الأطراف التي تقف خلف ما وصفه بـ“محاولة صناعة معسكرين متخاصمين وربما متواجهين داخل حضرموت”، مؤكدًا:
“ما يجري اليوم هو أخطر من مشروع عفاش الذي كان يهدف إلى تقسيم المحافظة إدارياً، على أمل أن ينجح بعد ذلك في صناعة الانقسام الاجتماعي والوطني بين أبناء حضرموت.”

وأضاف: “منذ الأمس كنت قد أشرت إلى أن محاولة تقسيم حضرموت كانت قد بدأت بعد اشتعال المواجهة الوطنية، عقب ما عرف بحادثة ‘اغتصاب المكلا’ في العام 1997م… لكنها تحطمت على صخرة الرفض الوطني لأبناء حضرموت ومعهم كل أبناء الجنوب.”

ووصف النقيب الحملة الأخيرة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي بأنها عدائية وغير مبررة، لا سيما أنها جاءت في أعقاب زيارة اللواء عيدروس الزبيدي للمكلا، مؤكدًا أن خطاب الزبيدي لم يتضمن أي إساءة لأبناء حضرموت:
“أراد اللواء عيدروس أن يمتدح حضرموت بالإشارة إلى أن قرارات تاريخية ستتخذ من داخل حضرموت، وهو يعلم أن حضرموت هي الفيصل في كل القضايا والتحديات على الساحة الجنوبية، وكما قلت: لا جنوب بدون حضرموت ولا حضرموت بدون الجنوب.”

وعن الحملة التي طالت الشيخ بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، قال النقيب:
“لم يكن من الحكمة تلك الحملة التي تعرض لها الشيخ بن حبريش… والتي وصلت إلى فصله من قيادة الحلف، وهو خطوة قصوى كان يمكن تجنبها ومعالجة أي خلافات داخل قيادة الحلف، انطلاقاً من الحرص على وحدة الصف الحضرمي.”

وأبدى الدكتور النقيب رفضه لخطاب الكراهية والتجييش، داعيًا إلى الحوار وصناعة القواسم المشتركة، ومؤكدًا أن التصعيد لا يخدم أي طرف، بل يُبقي حضرموت تحت الهيمنة الخارجية:
“ثقافة المواجهة والتصعيد لا تخدم هذا الطرف ولا ذاك… فمصلحة حضرموت والجنوب هي فوق كل اعتبار، وأي مصالح فئوية أو حزبية أو شخصية ينبغي استبعادها نهائياً من أجندة النضال الجنوبي.”

وتحدث الدكتور النقيب عن محاولات لإظهار المطالب الانفصالية بأدوات لا تمت لحضرموت بصلة، موضحًا:
“تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لمجموعة من العسكريين من جنود المنطقة العسكرية الأولى من أبناء محافظات الشمال وهم يرفعون لافتات يطالبون من خلالها بانفصال حضرموت عن الجنوب، وكانت حالات مشابهة قد جرت منذ نحو سنتين عندما نظمت قيادة المنطقة العسكرية الأولى احتفالية إعلان الدولة الحضرمية، وقدمت فيها رقصات لأبناء عمران والمحويت وذمار، ولم تقدم فيها أية رقصة أو أغنية حضرمية.”

كما أشار إلى متابعة تحركات أخرى على منصة (X) تستهدف الساحل الحضرمي، قائلاً:
“كنت أتابع إحدى المساحات على منصة (X) يطالب المتحدثون فيها بتحرير ساحل حضرموت من النخبة الحضرمية والسلطة المحلية، ولم يتردد معظم المتحدثين عن المطالبة باستبقاء قوات المنطقة العسكرية الأولى في الوادي والصحراء وبقية مناطق انتشارها، بل والمطالبة بتحركها باتجاه الساحل لتحريره من أهله.”

وأكد النقيب أن هذه التحركات لا تخدم إلا القوى الساعية لتوسيع الشرخ الوطني، محذرًا من أهدافها الحقيقية:
“من لديه أي مقدار صغير من الفطنة سيدرك أن مشجعي الانقسام والتصعيد لا يخدمون مصلحة حضرموت… وإنما هدفهم هو توسيع الشرخ الوطني بين أبناء حضرموت، وكل هذا من أجل إبقاء حضرموت وأهلها وممكناتها ومقدراتها تحت الهيمنة والتسلط الغريبين.”

ووجه النقيب نداءً صريحًا ومباشرًا لأبناء حضرموت، جاء فيه:
“يا أبناء حضرموت استعيدوا عقولكم!”

“أبناء حضرموت ليسوا قُصَّراً حتى يساقون كالقطعان إلى متارس المواجهة الحمقاء، التي لا تخدم إلا أعداء حضرموت. فاستعيدوا عقولكم أيها العقلاء، واستثمروا طاقاتكم وسمعتكم في الدفاع عن وحدة حضرموت ومكانتها وسمعتها وثرواتها المنهوبة وقرارها المصادر.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى