الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

24 أبريل ينتصر مجددًا: حضرموت تكتب بيان الانتماء الجنوبي

سمانيوز/خاص

في ذكرى 24 أبريل، لم تكن المكلا على موعد مع فعالية احتفائية فحسب، بل مع لحظة كاشفة لإرادة حضرمية قررت أن تتجاوز مرحلة الالتباس السياسي وتضع حداً لكل محاولات الاختطاف والتمثيل الزائف. إنها لحظة قال عنها الكاتب والمحلل السياسي صالح علي الدويل إنها لحظة “نكون أو لا نكون”، مشيرًا إلى أن الفعالية تحولت إلى استفتاء شعبي وسياسي ألجم كل حملات التشويش وأربك غرف التزييف الموجهة ضد الجنوب.

أراد خصوم الجنوب أن يزرعوا الشك، فاختلقوا شائعات وهواجس أمنية وصلت حد “التسريبات” عن هجمات محتملة على المنصة، وذهبوا إلى حد تزوير بيانات باسم المجلس الانتقالي يدّعون فيها إلغاء الفعالية. لكن الرد لم يكن عبر بيان مضاد، بل جاء على الأرض مباشرة: حشود جماهيرية ملأت الساحة، ورسخت انتماء حضرموت لمشروعها الجنوبي، رافعة في الوقت نفسه لاءاتها الكبرى: لا للاحتلال اليمني، لا للإرهاب، لا لتزوير الإرادة.

يرى الدويل أن الاحتفال هذا العام حمل أبعادًا تتجاوز الإحياء الرمزي، فقد جاء كرد مباشر على محاولات مستميتة لخلق “خيم تمثيل زائف” يتم تمويلها وتسويقها إعلاميًا وإلكترونيًا، لكنها تفتقر للامتداد الشعبي الحقيقي. يقول بلهجة قاطعة: “كل خيمة تجد الرعاية والمال ويصنعون لها ذباباً إلكترونياً لتضخيمها، إلا جنوبية حضرموت، فإن ضجيج ذبابهم يصل عنان السماء!!”.

الرسالة التي بعثتها حضرموت عبر هذا الاستحقاق الجماهيري لم تكن صاخبة، بل جاءت بهدوء حضاري مدروس. اختارت أن تقدّم خطابًا موحدًا لا يمزّق نسيجها الاجتماعي، بل يحفظه ضمن إطار مشروع جنوبي واضح المعالم. وكما يؤكد الدويل: “نحن حضرموت، لمحافظتنا حقوق لن نساوم عليها، ولنا قضيتنا الجنوبية لن نساوم عليها”.

ما أرادت حضرموت قوله باختصار، هو أن التمثيل لا يُنتزع بادعاء أو صخب أو تسويق إعلامي، بل يُنتزع بالموقف، وبالحضور، وبالقدرة على خلق الزخم الشعبي. وقد أكدت ذلك فعليًا حين احتشدت بكافة مكوناتها وشرائحها المجتمعية، رافعة شعار الانتماء الجنوبي، ومجسدة القناعة بأن أي مشروع آخر لا يعيش فيها إلا “بحبل من الناس”.

التحليل الذي يقدّمه الدويل يضعنا أمام واقع حضرمي يعيد تعريف أولوياته، ويتجه بثبات نحو تثبيت موقعه في الخريطة الجنوبية، لا كملحق ولا كحالة استثنائية، بل كمحرّك رئيسي في مشروع الاستقلال. ويشير إلى أن هذا الحضور الجماهيري ليس لحظة عاطفية، بل انعكاس لوعي سياسي يرى بوضوح من يستهدفه، وبأي أدوات، وبأية شعارات مخاتلة.

في زمن تتكاثر فيه المحاولات لتزييف المشهد الحضرمي، تأتي فعالية 24 أبريل كتعبير مباشر عن خيار لا يقبل التأويل: حضرموت جنوبية الهوى والهوية، وتدرك تمامًا أن من حرر ساحلها من الإرهاب، هو ذاته من يحرر قرارها من التبعية، ويرسم معالم مستقبلها بشراكة جنوبية حقيقية، لا بمشاريع تدّعي الرعاية الخارجية وتفتقر للشرعية الشعبية.

وعبّرت حضرموت عن ارادتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى