الجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

وقفة نسائية حاشدة في زنجبار تطالب بالخدمات وكبح التدهور المعيشي

حرائر أبين يؤكدن التمسك بالسلمية ويهددن بالتصعيد لرفع المعاناة

سمانيوز/أبين/خاص

شهدت مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، صباح اليوم السبت، وقفة احتجاجية نسائية حاشدة، نظمتها منظمات المجتمع المدني، للمطالبة بتحسين الخدمات العامة ووقف الجبايات غير القانونية، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية واستمرار غياب الرقابة الحكومية الفاعلة.

ورفعت المشاركات في الوقفة، التي لاقت تفاعلًا شعبيًا واسعًا، أعلام دولة الجنوب ولافتات تندد بالواقع المعيشي المتردي، مرددات شعارات تطالب برفع المعاناة عن كاهل المواطنين وتفعيل دور الجهات المعنية. وشددن على أن الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والرعاية الصحية تشهد انهيارًا شبه كامل، بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية وتفشي البطالة.

وفي كلمات ألقيت خلال الفعالية، أكدت منظمات المجتمع المدني على ضرورة الاستجابة السريعة للمطالب الشعبية، ووقف الاستحداثات المالية والجبايات التي تثقل كاهل المواطنين، سواء على مستوى الأفراد أو التجار، ما يفاقم من حالة السخط الشعبي تجاه الأداء الحكومي.

كما طالبت الكلمات الجهات العليا، وفي مقدمتها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال تصدير النفط، وتشغيل الموانئ، وكبح جماح انهيار العملة المحلية، ما من شأنه التخفيف من أزمة الأسعار التي أصبحت تهدد الأمن المعيشي للأسر الفقيرة.

وفي هذا السياق، طالبت حرائر أبين برفع الأجور، وصرف المرتبات المتأخرة، وتفعيل الأجهزة الرقابية لضبط الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، والذي أسهم في اختلال بنية الإدارة العامة، وتكريس معاناة المواطن بدلاً من خدمته.

وأكدت المشاركات التزامهن التام بالسلمية في التعبير عن مطالبهن، محذرات من أن صبر المواطن بدأ ينفد، وأن أي استمرار في تجاهل تلك المطالب قد يدفع باتجاه تصعيد شعبي واسع النطاق، لا سيما في ظل تفاقم الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

بيان حرائر أبين: مطالب واضحة وتحذير من التهميش

وعلى هامش الوقفة، أصدرت “حرائر أبين” بيانًا رسميًا، أكدن فيه أن الوقفة تمثل بداية لتحرك مدني نسوي واسع، يطالب بحقوق مشروعة تتعلق بتحسين مستوى الخدمات، وتوفير بيئة آمنة تحفظ كرامة المرأة وحقوقها.

وجاء في البيان أن “قضيتنا ليست نسوية بحتة، بل هي قضية وطنية جوهرها الكرامة والعدالة، وأن نساء أبين لسن متفرجات على مسرح الأحداث، بل شريكات فاعلات في التغيير وصنع القرار”.

وتضمن البيان جملة من المطالب أبرزها:

توفير الخدمات العامة في مجالات الصحة، التعليم، الكهرباء، المياه، وضمان صرف المرتبات بانتظام.

تحسين المعيشة عبر خلق فرص اقتصادية عادلة وبرامج تمكين حقيقية للنساء.

كبح انهيار العملة وضبط الأسعار لحماية القدرة الشرائية للمواطن.

تمكين المرأة سياسيًا واقتصاديًا ومجتمعيًا، ورفض التهميش والإقصاء.

كما دعا البيان إلى دعم الحراك السلمي ورفض السياسات التي تستهدف طمس هوية أبين وتاريخها، مؤكدًا أن حرائر أبين ماضيات في مسارهن النضالي حتى تحقيق العدالة الاجتماعية واستعادة الدور الحقيقي للمرأة الجنوبية.

رسائل احتجاجية بأبعاد متعددة

ترى مراقبات أن الوقفة النسائية تمثل تحركًا غير تقليدي يحمل أبعادًا سياسية واجتماعية، خاصة مع مشاركة طيف واسع من الناشطات الحقوقيات والفاعلات في منظمات المجتمع المدني، ما يعكس تنامي دور المرأة في الفعل الاحتجاجي كقوة ضاغطة في سياق الأزمة المستمرة.

وتؤكد الوقفة أن أصوات نساء الجنوب، وتحديدًا في محافظة أبين، لم تعد تقبل التهميش، بل أصبحت رافعة وطنية تطالب بحقوق جماعية تخص المجتمع ككل، وأن تعبيرهن السلمي المنظم يشكل منعطفًا هامًا في مسار الحراك الشعبي المدني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى