وفد حوثي يزور منزل شيخ قبلي في لودر للتفاوض على فتح طريق ثرة

سمانيوز/خاص
وصل وفد من مليشيات الحوثي، يطلق على نفسه اسم “الرايات البيضاء للسلام”، إلى مدينة لودر بمحافظة أبين، أمس الخميس، حيث عقد اجتماعًا في منزل الشيخ القبلي محمد علي القفيش، للتفاوض بشأن فتح طريق ثرة الرابط بين محافظتي أبين والبيضاء، متجاوزًا بذلك المسار الرسمي المتمثل بالسلطات الحكومية والأمنية المعنية.
وقد فتح هذا اللقاء أبواب التساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذه الخطوة، في ظل حساسية المنطقة، وسوابق المليشيات الحوثية في استخدام التحركات المدنية لتحقيق مكاسب سياسية أو أمنية.
الصحفي فضل مبارك علّق على هذه الزيارة، منتقدًا محافظ المحافظة ومدير الأمن ورئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في المحافظة، بقوله:
“اضبطوا سوقكم يا أبوبكر حسين، وأبو مشعل الكازمي، وسمير الحييد.. قالوا إن وفودًا رسمية ومدنية وصلت من صنعاء إلى لودر للاتفاق على فتح طريق ثرة، لكنهم ضلّوا الطريق وتوجهوا نحو منازل بعض المشايخ بدلًا من الجهات الحكومية الرسمية.”
وأضاف: “نحن مع فتح الطرق، لكن يجب أن يتم ذلك وفق اتفاقات رسمية تضمن سلامة الجميع وتحت إشراف السلطات المختصة، لا عبر تفاهمات فردية أو غير معلنة.”
ويُعد طريق ثرة من الطرق الحيوية، لكن إغلاقه منذ تسع سنوات بسبب المعارك وتقدم الحوثيين في البيضاء، جعله أحد الملفات المعقدة أمنيًا وإنسانيًا، خصوصًا مع محاولات المليشيات استخدام ملف الطرقات لأهداف سياسية وعسكرية.
وتأتي هذه التحركات الحوثية في وقت ما تزال فيه الذاكرة الأمنية لمحافظة أبين تحتفظ بتفاصيل خلية حوثية تم ضبطها قبل ثلاث سنوات في منطقة الكمع بمديرية الوضيع، على بُعد 30 كيلومترًا فقط من مدينة لودر.
وبحسب تقارير أمنية حينها، فقد أسفرت عملية مداهمة للخلية عن اشتباكات بين أفرادها وقوات الأمن، قُتل خلالها أحد عناصر الخلية، وتم إلقاء القبض على سبعة آخرين. وعثرت الأجهزة الأمنية على شعارات لجماعة الحوثي، وملازم دينية، وصواعق متفجرة، وصور قتلى حوثيين في الموقع الذي ضُبطت فيه الخلية.
وكانت أجهزة الأمن في أبين قد نفذت حملة أخرى قبل أسابيع من تلك الحادثة، ألقت خلالها القبض على أحد أبرز المطلوبين العاملين لصالح الحوثيين، وهو المدعو (ف ـ م ـ ح ـ ع)، الذي شغل سابقًا موقع قائد نقطة أمنية للحوثيين في البيضاء، قبل أن يُعيَّن لاحقًا من قِبل الجماعة مديرًا عامًا لمديرية الوضيع.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول حقيقة نوايا مليشيات الحوثي من استخدام شعارات السلام والدعوات لفتح الطرق، وسط سوابق استخباراتية وعسكرية تؤكد محاولاتها اختراق المناطق الجنوبية بطرق غير مباشرة.
في المقابل، يترقّب الشارع في أبين موقفًا واضحًا من السلطة المحلية والقوات الأمنية تجاه هذه الزيارة، خاصةً مع التخوّف من أن تتحول التحركات الحوثية إلى بوابة لزرع نفوذ استخباراتي أو اجتماعي في مناطق تتسم بحساسية أمنية عالية.