ورشة في سباح لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الجنوبي
الانتقالي ينظم فعالية ثقافية تناقش مخاطر طمس الهوية وتدعو لحماية المعالم الأثرية

سمانيوز/أبين
نظّم قسم الإعلام والثقافة في الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية سباح، محافظة أبين، اليوم الأحد، ورشة عمل توعوية حملت عنوان: “كيفية الحفاظ على الآثار الجنوبية والموروث الثقافي والمعالم التاريخية”، بمشاركة عدد من النشطاء والمثقفين والمهتمين بالتراث.
وفي افتتاح الورشة، ألقى نائب رئيس الهيئة التنفيذية، الأستاذ عوض قاسم المولعي، كلمة أكد فيها أن الجنوب يمتلك إرثًا تاريخيًا ومعالم أثرية تمثل هوية حضارية عريقة، لكنها تعرّضت منذ عام 1994م لسلسلة من محاولات الطمس والتخريب، نفذتها جهات مدفوعة بأجندات سياسية هدفت إلى طمس الهوية الجنوبية وطمس رموزها الثقافية.
وأشار المولعي إلى أن حماية المعالم التاريخية ليست فقط مسؤولية الدولة، بل واجب مجتمعي يُفترض أن يضطلع به كل أبناء الجنوب بمختلف فئاتهم، داعيًا إلى المزيد من المبادرات المجتمعية في هذا الاتجاه.
من جهته، قدّم رئيس قسم الإعلام والثقافة، عبدالله كليب العماري، ورقة عمل موسعة، تطرّق فيها إلى أبرز الآليات الواجب اتباعها للحفاظ على الآثار والموروث الثقافي، مشددًا على ضرورة تعزيز ثقافة الوعي المجتمعي بشأن أهمية هذا الإرث، بوصفه أحد الأعمدة الأساسية للهوية الجنوبية ورافدًا مهمًا للوعي الوطني.
كما تناولت الورقة أهمية استثمار الإعلام بمختلف وسائله، خاصة الرقمية منها، للترويج للتراث الجنوبي والتعريف به، بما يسهم في خلق حاضنة شعبية واعية بأهمية الحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية.
وشهدت الورشة مداخلات متعددة من المشاركين، ركزت على تحديات الحفاظ على التراث في ظل الإهمال والعبث المستمر، وتضمنت مقترحات عملية لتعزيز دور المجتمع المحلي، بما في ذلك تشكيل فرق شبابية للتوثيق، وإطلاق حملات إعلامية دورية، والتنسيق مع المنظمات الثقافية والدولية ذات العلاقة.
وأكد المشاركون أن الحفاظ على المعالم الأثرية مسؤولية وطنية تستوجب تظافر الجهود بين المواطنين والجهات الرسمية والمجتمعية، مشددين على ضرورة اعتماد خطط واضحة لترميم هذه المعالم وتوثيقها، بما يحول دون اندثارها أو تشويهها.
تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى استنهاض الوعي الثقافي وتعزيز الهوية الجنوبية، في ظل محاولات متكررة لإلغاء معالم الوجود التاريخي للجنوب، وتأكيدًا على أن حماية التراث ليست ترفًا، بل ضرورة وطنية تمس جوهر القضية الجنوبية ومستقبلها.