منعت جرائم كانت على وشك الوقوع في العاصمة عدن.. ضربات أمنية استباقية تنجح في الإطاحة بخلايا استخباراتية حوثي إخوانية

سمانيوز/ تقرير/خاص
على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة، نجحت الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن في الوصول إلى خلايا حوثي إخوانية، وتفكيكها وإحباط مخططها الإجرامي، كانت منغمسة في قلب الحكومة اليمنية بقصر معاشيق، تدير الفساد والفوضى، وتبعث رسائل وإحداثيات استخباراتية إلى قيادات الحوثي في صنعاء وصعدة، عن المواقع الحساسة وعن تحركات القيادات الجنوبية تمهيداً لتصفيتها.
وبحسب الاعترافات، مهدت قيادات إخوانية لتلك الخلايا الحوثية ومكنتها من مواقع حساسة برئاسة الوزراء بالعاصمة عدن بمقرها في قصر معاشيق. وخلال فيديو موثق نشرته الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن، ظهر خلاله أحد العناصر المحسوبة على الحكومة اليمنية، موظف برئاسة الوزراء بدائرة المعلومات ودعم القرار بالإدارة العامة للمعلومات، وهو يروي تفاصيل تنقله بكل أريحية بين منطقة حزيز بالعاصمة اليمنية صنعاء ومعاشيق بالعاصمة الجنوبية عدن.
وبحسب مصدر عملياتي مطلع، أسفرت العملية الأمنية عن القبض على المدعو (ح.م.م.أ)، أحد كوادر الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، بعد ثبوت تورطه في أنشطة استخباراتية لصالح جهاز أمن المليشيات الحوثية.
وأوضح المصدر أن التحريات كشفت قيام المتهم برصد تحركات رئيس الوزراء السابق وعدد من المسؤولين الجنوبيين، تمهيداً لاستهدافهم، بالإضافة إلى تسريب معلومات حساسة عن موظفي الأمانة العامة ووثائق حكومية سرية للحوثيين.
كما أكدت التحقيقات تنسيق المتهم المباشر مع قيادات حوثية في صنعاء، من بينها قائد القوات الخاصة التابعة للمليشيات، حيث كان يزور العاصمة اليمنية بشكل دوري لتلقي التعليمات والأموال مقابل أعماله التخريبية.
وصرح العميد جلال الربيعي، قائد قوات الحزام الأمني بعدن، بأن هذه العملية تمثل ضربة موجعة لمخططات الحوثي، وعلامة على يقظة الأجهزة الأمنية.
وأضاف: “تؤكد هذه العملية النوعية جاهزيتنا الدائمة لإفشال أي مخطط إرهابي، مهما بلغت درجة تعقيده، ولن نسمح بتهديد أمن عدن أو الجنوب”.
وشدد الربيعي على مواصلة ملاحقة الخلايا النائمة المرتبطة بالمليشيات، معتبراً هذا الإنجاز تعزيزاً لأمن واستقرار المحافظة، ودليلاً على كفاءة الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب.
الإطاحة بخلية حوثية بدار سعد بالعاصمة عدن:
في السياق، أطاحت شرطة دار سعد، منتصف يونيو 2025م، بخلية حوثية متخصصة، كانت مكلفة برصد تحركات القيادات العسكرية والأمنية ووحدات قواتنا المسلحة الجنوبية.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لإدارة أمن عدن، يوم الإثنين 16 يونيو 2025، أشار مدير شرطة دار سعد العقيد مصلح الذرحاني، إلى أن هذه العملية جاءت بعد متابعة دقيقة ومعلومات استخباراتية، أسفرت عن رصد وتحديد أفراد الخلية والإيقاع بهم، لافتا أن التحقيقات الأولية أدت إلى اعتراف أفراد الخلية بتلقيهم دورات قتالية مكثفة في معسكرات تابعة لمليشيات الحوثي.
وأضاف الذرحاني أن أفراد الخلية أقروا بتكليفهم بمهمة النزول إلى عدن، بهدف مراقبة ورصد تحركات القيادات العسكرية الجنوبية، ورفع تقارير دورية ومفصلة حول تحركات القوات الجنوبية وتمركزاتها.
وتقدم الذرحاني بجزيل الشكر والتقدير إلى ضباط وصف ضباط وجنود شرطة دار سعد، نظير يقظتهم الأمنية وحرصهم على حماية الأمن والاستقرار في العاصمة عدن، وكذلك الشكر إلى المتعاونين مع رجال الامن لتجنيب عاصمتنا ووطننا خطر المليشيات الإرهابية، التي تسعى لإقلاق السكينة وارتكاب أبشع الجرائم في بلادنا.
وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الأجهزة الأمنية في عدن، لتعزيز الأمن والاستقرار وحماية المدينة من أي تهديدات تستهدفها.
وتضاف هذه النجاحات إلى سجل إنجازات الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن التي حققتها خلال الأعوام الماضية، حيث أطاحت بعنصر استخباراتي حوثي خطير يدعى عبده محمد البعداني..
وكانت قوات الحزام الأمني في عدن، نشرت العام الماضي اعترافات البعداني، المتورط في رصد حركة الطيران في مطار عدن الدولي، وإرسال إحداثياتها إلى قيادات المليشيا في صنعاء.
وأقر البعداني، الذي كان يعمل ضابط شرطة في ذمار، بأنه كُلّف بمراقبة المطار ورصد الموظفين في وزارة الداخلية، وإرسال كشوفات الترقيات إلى قيادة الحوثيين، بالإضافة إلى تسهيل معاملات استلام مرتبات الجنود والضباط وتحويلها عبر شركات الصرافة.
خلال التحقيقات، كشف البعداني أنه وضع كاميرا مراقبة في نافذة منزله المطل على المطار، والتي كانت ترسل الإحداثيات إلى مكتب أبو علي الحاكم في صنعاء. وأوضح أن الكاميرا والمبالغ المالية سُلّمت له من قبل عناصر الأمن السياسي التابع للحوثيين في لقاء جرى في تعز.
بالاضافة إلى الإطاحة بعناصر إخوانية تتبع الإرهابي أمجد خالد، كانت تخطط للقيام بعمليات اغتيال وتصفية لبعض القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية.
أسبوع التوعية المجتمعية بخطر المخدرات وإحصائيات أمنية بالأرقام:
إلى ذلك، أطلقت إدارة مكافحة المخدرات في العاصمة عدن، يوم الأحد الماضي 22 يونيو 2025م، فعاليات أسبوع التوعية المجتمعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
تأتي الفعالية تحت شعار: “عدن آمنة.. بلا مخدرات”، برعاية من محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس، ومدير عام شرطة العاصمة اللواء الركن مطهر الشعيبي،، وبمشاركة الهيئة العليا للأدوية.
وقال اللواء مطهر الشعيبي، مدير أمن العاصمة عدن، إن المدينة تخوض معركة حقيقية ضد آفة المخدرات، التي وصفها بالدخيلة والخطيرة على المجتمع، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الأمنية والتوعوية لمواجهة الظاهرة المدمرة للمجتمع.
ودعا إلى شراكة مجتمعية، عبر تنسيق مع وسائل الإعلام والنشطاء ومنظمات المجتمع المدني، برفع الوعي بخطورة المخدرات، والتصدي لمروجيها ومهربيها.. مؤكدًا أن العمل الأمني لمكافحة المخدرات متواصل بعزم لحماية الأجيال.
من جانبه، كشف المقدم مياس الجعدني، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في قوات الحزام الأمني، أبرز إنجازات الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية، حيث جاءت الإحصائيات على النحو التالي:
إدارة مكافحة المخدرات بأمن عدن:
ـ ضبط 28,168 جرامًا من الحشيش.
ـ ضبط 987 جرامًا من الهيروين.
ـ ضبط 5,000 جرام من الشبو.
ـ ضبط أكثر من 87,168 حبة مخدرة.
ـ القبض على 161 متهمًا في قضايا مختلفة.
إدارة مكافحة المخدرات – قوات الحزام الأمني:
ـ ضبط 4,488 كجم من الحشيش.
ـ ضبط 56 كجم من الهيروين.
ـ ضبط 105 كجم من الشبو.
ـ ضبط أكثر من 551,000 حبة مخدرة.
ـ القبض على 1,682 متهمًا.
ـ تسجيل 832 قضية مرتبطة بالخدرات.
توعّد مروجي المخدرات.. ماذا قال العميد الربيعي؟
وتمكّنت قوات الحزام الأمني، يوم الثلاثاء الماضي، من إحباط عملية إدخال كمية كبيرة من الحبوب المخدرة نوع “برجبالين” إلى العاصمة عدن، في عملية نوعية تُعد من أكبر الضبطيات خلال الفترة الأخيرة، في إطار الجهود المستمرة لمكافحة تهريب وترويج المواد المخدرة.
وأكد العميد جلال الربيعي، أركان قوات الحزام الأمني، قائد القوات في العاصمة عدن، أن العملية جاءت عقب تنسيق مشترك مع أحد ضباط وحدة حماية الأراضي، حيث جرى رصد مركبة مشبوهة وتعقّبها من قبل قوات الطوارئ التابعة للقطاع السادس إلى أطراف مديرية دار سعد، حتى تم ضبطها.
وقال العميد الربيعي، “إن أمن العاصمة عدن خط أحمر، ولن نتهاون مع أي محاولة تستهدف إفساد المجتمع أو النيل من أمن المدينة واستقرارها، فخطر المخدرات لا يقل فتكاً عن الحروب والإرهاب”، مؤكداً أن العملية تأتي في إطار سلسلة من الجهود المتواصلة التي تبذلها قوات الحزام الأمني في التصدي لعمليات تهريب وترويج المواد المخدرة.
وأوضح أن التحقيقات الأولية كشفت عن أن الشحنة تم تهريبها عبر البحر والسواحل، ضمن محاولات إجرامية تستهدف أمن العاصمة عدن واستقرار الجنوب، مشيراً إلى أنه تم تحديد هوية المتورط الرئيسي، ويجري حالياً العمل على ملاحقته لضبطه وتقديمه للعدالة.
وأشار العميد الربيعي إلى أن الكمية المضبوطة جاءت على النحو التالي:
نوع المادة: برجبالين
عدد الكراتين: 12 كرتون
عدد الباكتات: 4,308 باكت
عدد الشرائط: 43,086 شريط
إجمالي الحبوب: 646,290 حبة
التركيز: 300 ملغ
كما دعا العميد الربيعي شرفاء عدن وأولياء الأمور بضرورة مراقبة أبنائهم، ومساندة الأجهزة الأمنية من خلال الإبلاغ عن أي مشبوهين، مطالباً بتكاتف جهود المجتمع، بما في ذلك أئمة وخطباء المساجد، والمدارس ومنظمات المجتمع المدني، واللجان المجتمعية ووسائل الإعلام، وكل الفئات الاجتماعية، لتسخير جهودهم وأقلامهم لحملة التوعية ضد المخدرات، وتعزيز الوعي المجتمعي، ومواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد سلامة المجتمع وتماسكه.
ختاماً..
تطوير وتحديث الأدوات والعقول الاستخباراتية للعدو، وتغيير أساليبه الإجرامية وماهية مكان وزمان تواجده، يصعب مهمة الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن، وفي كل مرة يرتفع سقف المواجهة والتحديات مقارنة مع الإمكانيات المتواضعة للأجهزة الأمنية الجنوبية.
تسلل عناصر استخباراتية في ظل المنافذ المفتوحة أمام النزوح اليمني القادم إلى الجنوب، وأخرى مهمتها تنفيذ اغتيالات أو زرع عبوات أو الانغماس بوسط الاحتجاجات، إلى جانب تهريب أسلحة ومخدرات عبر المنافذ البرية والبحرية.. كل ذلك يتطلب مضاعفة الجهود، ويشير إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية الجنوبية كبيرة، تتطلب مساندة مجتمعية ودعماً استخباراتياً ولوجستياً من الأشقاء في دول التحالف العربي، لاسيما والمخاطر مشتركة.