الجنوب العربيتقارير

دورة تدريبية في العاصمة عدن تعزز الخطاب السياسي الرقمي الجنوبي

نشطاء وإعلاميون يتلقّون مهارات مواجهة التضليل وصناعة محتوى مؤثر يخدم قضية الجنوب

سمانيوز/ تقرير: أوسان مطهر

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تمكين الكوادر الجنوبية في المجال الإعلامي، وتعزيز أدواتهم في مجابهة الحملات المضللة، أطلقت هيئة التدريب والتأهيل في المجلس الانتقالي الجنوبي دورة تدريبية نوعية بعنوان “كتابة المحتوى السياسي الرقمي لمنصات التواصل الاجتماعي”، احتضنتها العاصمة عدن على مدى خمسة أيام متواصلة، وسط تفاعل كبير من نخبة من إعلاميي ونشطاء المجلس الانتقالي الجنوبي.
تأتي هذه الدورة كاستجابة مباشرة للتحديات التي يواجهها الإعلام الجنوبي في ظل سيل من الشائعات والتضليل الممنهج الذي يستهدف قضية الجنوب ورموزها، حيث بات الإعلام الرقمي ساحة رئيسية للصراع السياسي، الأمر الذي يستدعى تأهيلاً علمياً ومهنياً لمجابهة هذا الواقع.

-محتوى الدورة وأهدافها

أدار الدورة الأكاديمي والإعلامي الدكتور عبدالله الحو، رئيس القطاع الإعلامي والسياسي بهيئة التدريب والتاهيل في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يتمتع بخبرة طويلة وأسلوب تدريسي وتدريبي تفاعلي يحفز المتدربين على التحليل والنقد وإنتاج الأفكار. ركزت الدورة على عدة محاور أبرزها: كيفية كتابة المحتوى السياسي الرقمي باحتراف، وبناء خطاب إعلامي متزن يجمع بين المصداقية والجاذبية، وتقنيات مواجهة الحملات الإعلامية المضادة، وإنتاج الرسائل السياسية الموجهة للداخل والخارج بلغة عصرية، والتدريب العملي على تحليل مضامين الحملات الرقمية المعادية وكيفية مجابهتها.

-وعي جديد ومهارات حديثة

خلال الاستطلاع الصحفي الذي أجريناه على هامش الدورة، عبّر المشاركون عن انطباعات إيجابية، مؤكدين أن هذه الدورة مثّلت نقلة نوعية في معرفتهم بأساليب الإعلام الرقمي، ومهارات إدارة المحتوى السياسي على منصات التواصل الاجتماعي.

-نقلة نوعية حقيقية

الأستاذ عبدالله حسين محمد، رئيس القسم السياسي في انتقالي المنصورة، يقول:
“هذه أول تجربة لي في حضور دورة تدريبية متخصصة في صناعة المحتوى السياسي الرقمي، وقد كانت نقلة نوعية حقيقية في مساري الفكري والمهني. الدورة لم تقدم لنا معلومات سطحية، بل دخلت بنا إلى عمق معركة الوعي التي نعيشها اليوم في ظل سيل من الأكاذيب والإشاعات التي تستهدف قضية الجنوب. تعلمت كيف أفرّق بين المعلومات المغلوطة والمحتوى الموثوق، وكيف أُسهم في بناء خطاب رقمي مسؤول يخدم قضية وطني. كانت الدورة بمثابة مرآة كشفت لنا أين نقف وأين يجب أن نكون، وأشعر اليوم أنني مؤهل بدرجة أكبر لأكون جزءًا من مشروع وطني إعلامي يواجه التضليل بالحقيقة، والعشوائية بالاحتراف.”

-استفدت كثيرا

وتتحدث الأستاذة هلين علي إيمانو، إحدى المشاركات في الدورة قائلة: “استفدت كثيرا من المعارف والمهارات التي تلقيتها على مدى ايام الدورة. وتبينت لى الكثير من الامور التي كنت اجهلها، فأني لم أكن أتصوّر حجم الفجوة المعرفية التي نعيشها في فهم آليات إنتاج المحتوى السياسي المؤثر والصادق. الدورة سلّطت الضوء على الأخطاء الشائعة التي نقع فيها عند تناولنا لقضايانا، وعلّمتنا كيف يمكن تحويل السوشيال ميديا إلى أدوات تحرر ووعي. أشعر اليوم أن لدي القدرة على التعبير ِعن الموقف الجنوبي بلغة عصرية مسؤولة، وبأسلوب يجعل الرسالة تصل إلى الداخل والخارج دون أن تفقد جوهرها أو مصداقيتها. أشكر القائمين على هذا البرنامج التدريبي وعلى هذا الجهد النوعي.”

-دورة متميزة بكل المقاييس

بدوره الأستاذ جمال سالم محمد باهرمز، عضو الجمعية الوطنية، يضيف: “الدورة جاءت في الوقت المناسب تمامًا، وأعتقد أنها واحدة من أكثر المبادرات الإعلامية تأثيرًا التي شهدناها خلال الفترة الأخيرة. الدكتور عبدالله الحو قدم محتوى معرفي متماسك، ساعدنا على فهم أهمية الخطاب الإعلامي المدروس في مواجهة الحملات التضليلية. خرجنا من الدورة بمهارات حقيقية في صناعة المحتوى السياسي الرقمي، وفهمنا أن الإعلام لم يعد مجرد نقل للمعلومة، بل هو ساحة نضال موازية. تعلمنا كيف نصيغ روايتنا الوطنية بطريقة جذابة وذات مصداقية عالية. نحن بحاجة إلى تعميم هذه التجربة لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الكوادر الجنوبية، لأنها تحصّنهم فكريًا وتمنحهم أدوات حديثة للدفاع عن وطنهم.”

-مواجهة الحروب النفسية والإعلامية

فيما الإعلامي صابر عبد الهادي، من دائرة الإعلام – الأمانة العامة للمجلس الانتقالي، يقول: “لا أبالغ إن قلت إن هذه الدورة كانت بمثابة إعادة تأهيل ذهنية لنا كإعلاميين جنوبيين. محتواها الثري وعناصرها التطبيقية ساعدتنا على رؤية الإعلام السياسي الرقمي من زاوية استراتيجية. تعلمنا كيف ننتج محتوى نوعي يخدم قضية الجنوب ولا يقع في فخ الخطاب الانفعالي أو العشوائي. لقد عززت الدورة قدراتنا المهنية وجعلتنا أكثر جاهزية لمواجهة الحروب النفسية والإعلامية التي تشن ضد الجنوب ليل نهار. نحتاج أن تتكرر هذه الدورة وتُعمم على كل دوائر الإعلام في محافظات الجنوب.”

-الدورة بمثابة الدرع الإعلامي

ويردف العميد فيصل النجار، عضو الجمعية الوطنية: قائلاً “في هذا الوقت الحساس الذي يواجه فيه الجنوب مؤامرات متشابكة ومتصاعدة، جاءت هذه الدورة لتكون بمثابة الدرع الإعلامي والمعرفي الذي نحتاجه جميعًا. ما تعلمناه في هذه الأيام القليلة يفوق التوقعات، فقد أتاح لنا التدريب فرصة لإعادة تقييم أدائنا الإعلامي والتواصل مع الجمهور. تمكّنا من تحليل المضامين التي تستهدف شعبنا، وتعلمنا كيف نرد عليها بأسلوب علمي وفاعل. الإعلام الرقمي لم يعد ترفًا بل أداة معركة حقيقية، ومن لا يجيد استخدامه سيتحول إلى متلقٍ عاجز أمام طوفان التضليل. أشكر المجلس الانتقالي على هذه المبادرة الرائدة وأدعو إلى مواصلة تنظيم مثل هذه الدورات.”

-القدرة على التأثير في الرأي العام

ويتحدث الأستاذ عهد صالح علي، عضو المجلس الاستشاري: قائلا “الدكتور عبدالله الحو، نجح في تقديم محتوى تدريبي عميق بأسلوب سلس ومحبب. كانت الدورة فرصة استثنائية لفهم التحولات الكبرى في مجال الإعلام السياسي، ولتطوير قدرتنا على إنتاج محتوى رقمي يحاكي الواقع ويؤثر في المتلقي. لاحظت خلال الدورة أننا بدأنا نعيد التفكير في صياغة رسالتنا الإعلامية ومضاميننا السياسية، بما يجعلها أكثر اتساقًا مع تطلعات الشارع الجنوبي، وأكثر قدرة على كسب التأييد الشعبي. الدورة كانت ممتازة من كافة النواحي، وأشكر هيئة التدريب والتأهيل بالمجلس الانتقالي على هذا الاستثمار العظيم في كوادره.”

-ديناميكيات الخطاب السياسي الرقمي

بدوره الأستاذ إياد عماد أحمد، مقرر لجنة الإعلام في الجمعية الوطنية يقول: “الدورة التدريبية أتاحت لنا فهماً معمقاً للدور السياسي المحوري الذي بات يلعبه الإعلام الرقمي. لم نعد نتحدث فقط عن أخبار وتقارير، بل عن خطاب رقمي متكامل قادر على التأثير في الرأي العام وصناعة القرار السياسي. تعلمنا خلال الدورة كيف نحلل الحملات الإعلامية المعادية، وكيف نقرأ ما بين السطور، وكيف نصوغ محتوى يُعبّر عن الجنوب وقضيته بلغة تُخاطب مختلف الفئات. الدورة جمعت بين الجانب النظري والتطبيقي بشكل رائع، وقد خرجنا منها ونحن نحمل أدوات حقيقية للعمل الميداني الفعّال في معركة الوعي والبقاء.”

-الوعي: السلاح الأقوى

شكلت هذه الدورة التدريبية تأكيدًا جديدًا على أن المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن المعارك الأخرى، وأن الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة التضليل والتشويه. لقد تمكّن المشاركون من تطوير أدواتهم، للانطلاق نحو فهم جديد لدورهم في بناء مشروع إعلامي جنوبي متكامل وفاعل.

-كلمة شكر للمجلس الانتقالي الجنوبي

يتوجه جميع المشاركين في هذه الدورة بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى هيئة التدريب والتاهيل بالمجلس الانتقالي الجنوبي على حرصها على تمكين كوادر المجلس، واهتمامها ببناء قدراتهم لمجابهة التحديات الفكرية والإعلامية. لقد أثبتت هذه الدورة النوعية أن المجلس الانتقالي لا يكتفي بالدفاع عن الجنوب عسكريًا وسياسيًا، بل يستثمر أيضًا في أهم أدوات العصر: الوعي والعقل والفضاء الرقمي.

ونأمل أن تستمر مثل هذه الدورات، وأن يتم توسيع نطاقها لتصل إلى كافة محافظات الجنوب، وأن تتحول إلى نشاطات تدريبية مستدامة تُخرّج إعلاميين قادرين على خوض معركة الكلمة بمهنية ووعي وثقة، ليظل الجنوب قويًا بوعيه، شامخًا بخطابه، ومتسلحًا بأبنائه المدركين لأهمية دورهم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى