عقب تدميره من قبل المحتل اليمني… «جيش الجنوب في ذكراه الـ 54» هل يستطيع الانتقالي إعادته إلى سابق عهده ومجده؟

سمانيوز / استطلاع/خاص
القوات المسلحة الجنوبية هي خط الدفاع الأول عن حدود وسيادة الدولة الجنوبية من أي عدوان خارجي، والحامي لمنجزات ومكتسبات الداخل.
تأسس أول جيش نظامي جنوبي بعد الاستقلال من المحتل البريطاني، في الأول من سبتمبر من العام 1971م. وكان يتألف من وحدات برية وبحرية وقوات جوية.
تكون من 40 لواء مشاة، و80 ألف ضابط وجندي. امتلك ترسانة أسلحة حديثة ذات تنظيم حديث بني على أسس علمية متطورة. وكان يضم كليتين عسكريتين و 12 مدرسة عسكرية متخصصة.
كما ضم 18 دائرة تابعة للأركان العامة بمختلف أنواعها.
كان ولايزال جيش الجنوب يمتلك أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة (قاعدة العند الجوية)، رغم عبث المحتل اليمني بها خلال الأعوام 1994م و 2015م، إلا أنها لا تزال صامدة.
كان ولا يزال يمتلك العديد من المطارات العسكرية موزعة على عدد من محافظات الجنوب، بالإضافة إلى ورش الصيانة المتخصصة والمستودعات والمخازن العملاقة.
تتشكل القوات البرية للجيش الجنوبي من ثلاثة عشر لواء مشاة، وستة ألوية مشاة وميكانيكية، وخمسة ألوية دبابات، ولواءين مدفعية، ولواء إنزال جوي واحد، بالإضافة إلى ثلاثة ألوية صواريخ.
وتتألف قواته البحرية من: اللواء الأول بحرية، اللواء الرابع بحرية، اللواء السادس صواريخ بحرية، لواء انزال بحري، لواء دفاع ساحلي، لواء بحري احتياط القيادة العليا، لواء بحري مراقبة واتصال.
بينما قواته الجوية تتألف من: اللواء 15 قاذف مقاتل سيخوي 22، واللواء التاسع مقاتل اعتراضي ميج 21، واللواء العاشر طيران عمودي مي 8 ومي 7، ولواء النقل الجوي طائرات انتيوف، 5 طائرات ميج، و 29 مقاتلة قاذفة اعتراضية، اللواء 26 رادار، دائرة الإمداد والضمان، التحليقات عدد اثنين ألوية، لواء صواريخ (دفينا)، لواء 28 صواريخ كافدرات، لواء فيصل رشيد، كتائب ضمان التحليقات وإمداد ملحقة بألوية الطيران وحدات تكنيكية..
خمس قواعد طيران: عدن، لحج، شبوة، حضرموت، قنية الطيران، وغيرها من التجهيزات الحديثة التي كان يتمتع بها جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، منذ تأسيسه في العام 1971م حتى تدميره من قبل تحالف قوى صنعاء العسكرية والقبلية والإخونجية، وأذرعها من تنظيمات الإرهاب والعرب الأفغان العائدين من أفغانستان في العام 1994م.
الجيش الجنوبي رمز للقوة والانضباط والتضحية:
المحلل السياسي والعسكري العقيد سالم أحمد المرشدي، عضو مجلس المستشارين الجنوبي بمحافظة حضرموت، تحدث لـ«سمانيوز» ضمن استطلاع أجرته الصحيفة، حول قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على إعادة جيش الجنوب إلى سابق عهده ومجده، قائلاً: مثّل الجيش الجنوبي على مدى عقود رمزاً للقوة والانضباط والتضحية، ودوّن في سجلات التاريخ ملاحم بطولية لا تُنسى.
ولكن مع التحولات التي شهدها الجنوب عقب وحدة العام 1990م، تعرضت المؤسسات العسكرية الجنوبية للتفكيك والاستهداف الممنهج من قبل المحتل اليمني.
وتابع العقيد المرشدي قائلاً: اليوم، ومع مرور أربعة وخمسين عاماً على تأسيسه، يبرز سؤال محوري يتداوله الشارع الجنوبي ألا وهو: هل ينجح المجلس الانتقالي الجنوبي في إعادة جيش الجنوب إلى سابق عهده المشرق؟
مضيفاً أن المجلس الانتقالي، ومنذ تأسيسه، وضع قضية إعادة بناء الجيش الجنوبي في مقدمة أولوياته، باعتباره الضمان الحقيقي لحماية المشروع الوطني الجنوبي. وقد شهدت السنوات الماضية خطوات عملية في هذا الاتجاه، تمثلت في إعادة تنظيم الوحدات العسكرية، وفتح معسكرات التدريب، وتطوير منظومة الانضباط والجاهزية القتالية، إلى جانب الاهتمام بالجانب المعنوي والوطني للمقاتلين.
واستطرد المرشدي قائلاً: لكن التحديات ما زالت كبيرة، فإعادة بناء جيش عصري قوي تحتاج إلى: تأهيل الكوادر البشرية عبر برامج تدريبية متخصصة. توفير الإمكانيات المادية واللوجستية من تسليح وتجهيزات عسكرية. تثبيت العقيدة الوطنية القائمة على الولاء للجنوب وقضيته العادلة. بناء مؤسسات عسكرية احترافية بعيدة عن المحسوبية والانقسامات.
العقيد المرشدي يرى أن نجاح مهمة إعادة جيش الجنوب إلى سابق عهده ومجده لا يقتصر على المجلس الانتقالي وحده، بل يحتاج إلى التفاف شعبي واسع ودعم مجتمعي متواصل، فالجيوش لا تُبنى فقط بالعتاد، وإنما بالإرادة والإيمان بعدالة القضية.
مضيفاً: مهما كانت الصعوبات، تبقى الذكرى الـ54 للقوات المسلحة الجنوبية فرصة للتأمل واستلهام الدروس، وتجديد العهد على مواصلة النضال حتى يعود للجنوب جيشه الوطني القوي، درعاً للأرض وحارساً للسيادة، كما كان في الماضي المشرق.
المجد والخلود للشهداء، والتحية لكل جندي جنوبي يرابط دفاعاً عن كرامة وطنه.
نستطيع استعادته وعبره نستعيد دولة الجنوب:
الدكتور محسن قائد قال: نعم يستطيع الانتقالي إعادة جيش الجنوب إلى سابق عهده ومجده، وعبره نستطيع استعادة دولتنا الجنوبية.
وتابع قائلاً: رغم أن الانتقالي لايزال حتى اللحظة تحت عباءة الوحدة المشؤومة والشرعية غير الشرعية، إلا أنه نجح في بناء قوات أمنية وعسكرية نظامية، نجحت في مقارعة التنظيمات الإرهابية وحماية الحدود من أي عدوان حوثي، رغم شح الإمكانيات وضعف الدعم الخارجي.
وأضاف: خلال فترة وجيزة، أصبحت القوات الجنوبية شريكاً دولياً فاعلاً في الحرب على الإرهاب، بكافة أشكاله.. وكان يتعين على المجتمع الإقليمي والدولي دعم القوات الجنوبية ورفدها بمنظومة صواريخ وطائرات حربية ومسيرة، وكل ما من شأنه أن يضع حداً للتهديدات الحوثية البرية والبحرية والجوية، ويعطي الجنوبيين الحق في تصدير النفط والغاز دون خوف من تهديدات الحوثي.
سيعود إلى سابق عهده ومجده وأفضل:
ويرى القيادي بانتقالي محافظة أبين، الأستاذ عوض علي صائل، أن الجيش الجنوبي سيعود إلى سابق عهده ومجده، بل وأفضل، رغم الحروب متعددة الأوجه – الداخلية والخارجية – التي تسعى للقضاء على المجلس الانتقالي الجنوبي، ولإفشال المشروع التحرري الذي يتبناه في استعادة الدولة الجنوبية
وتابع قائلاً: مع هذا، فالانتقالي ماضٍ في مشروعه وبناء مؤسساته المدنية والعسكرية، واستطاع الصمود أمام كل التحديات، وتجاوز كل العقبات التي تعترض طريقه، واستطاع بناء جيش جنوبي بقدرات عالية رغم الإمكانيات المتواضعة.
وأردف صائل قائلاً: استطاعت القوات المسلحة الجنوبية، خلال فترة وجيزة، تطهير الجنوب من عناصر الإرهاب ودك معسكراتهم، وحماية الحدود من أي عدوان حوثي، ومنع تقدمه شبراً واحداً.
كما أعاد بناء الكلية الحربية التي من خلالها تم تخريج 59 دفعة من حملة الشهادات الجامعية، وكذلك معهد القادة والأركان، وتخرج من كلية زايد العسكرية الآلاف من أبناء الجنوب، بالتعاون المشترك مع دولة الإمارات العربية الشقيقة.
إلى جانب تنظيم الدورات التدريبية، وجهود الانتقالي المتواصلة في إعادة جيش الجنوب إلى سابق عهده ومجده بل وأفضل.
وفي ختام حديثه، جدد صائل التأكيد على أن الانتقالي ماضٍ في بناء وتشييد كافة المؤسسات المدنية والعسكرية، غير مبالٍ بما يحيكه الأعداء.
الجنوب وقواته المسلحة رقم صعب:
الناشط الإعلامي الأستاذ ياسر محمد السعيدي قال: لاشك أن المجلس الانتقالي، برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي – القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، يسعى جاهداً للارتقاء بالجيش الجنوبي وإعادته إلى سابق أمجاده العظيمة، وسيحقق ذلك بإذن الله. حيث عمل على فتح الكليات العسكرية والمعاهد الأكاديمية، ونظم الدورات التدريبية لتطوير مهارات وأداء أفراد الجيش الجنوبي بمختلف تشكيلاته، وغرس في نفوسهم الولاء المطلق للجنوب ليصبحوا صمام أمان الجنوب.
وتابع قائلاً: إن الذكري الـ 54 لتأسيس الجيش الجنوبي ليست مجرد احتفال عابر، بل استحضار لحقبة زمنية بكل تفاصيلها، كان فيها الجنوب وقواته المسلحة رقمًا صعباً في جزيرة العرب، يحسب له الأعداء ألف حساب.
ومن خلالكم، أدعو القيادة الجنوبية، ممثلة بالرئيس الزبيدي، إلى الاستفادة من بقايا ذلك الجيش العظيم.
الانتقالي يسعى لاستعادة مجد القوات المسلحة الجنوبية وهيبتها:
وكان العميد ركن محمد ناصر شوبه، مسك ختام استطلاعنا، قائلاً: لا شك أن المجلس الانتقالي يسعى بكل جهد لاستعادة مجد وهيبة القوات المسلحة الجنوبية، التي وللأسف الشديد تعرضت لتدمير ممنهج عقب وحدة العام 1990م المشؤومة، وحرب صيف 1994م، تم تدمير البنية العسكرية الجنوبية بالكامل وتسريح كافة العسكريين الحنوبيين، وإقصاء قادتها وكوادرها، بل وتعرض الكثير من كوادر الجنوب العسكرية للتصفية.
وتابع شوبه قائلاً: ركز المجلس الانتقالي، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي – القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، وحشد كل إمكانياته وجهوده لصالح التأسيس لجيش جنوبي قوي، مبني على أسس حديثة ومنظمة تواكب المرحلة الجديدة في التطوير والتدريب والتأهيل، والبناء النوعي الحديث والمتطور وبأحدث أنواع الأسلحة والعتاد.. ولقد قطع مشواراً كبيراً لأجل تحقيق ذلك.
وختم شوبه قائلاً: الجيش الجنوبي هو الدرع الواقي المدافع عن سيادة الوطن وسلامة أراضيه ومنجزاته، كما عهدناه في الفترات الماضية، حيث كان يضرب به المثل من بين أفضل الجيوش في جزيرة العرب.. ونتمنى أن يعود إلى سابق عهده وأفضل.