في ظل حالة اللا حرب واللا سلم.. «الحوثي وإسرائيل» وسر الزوبعة والأجندات الخفية ..!

سمانيوز / استطلاع
يرى مراقبون أن المؤسسات القابعة تحت قبضة عناصر الحوثي لم تعد مُلكاً للشعب اليمني الشقيق حتى تتباكى عليها الشرعية اليمنية مثل ما حصل من قصف ميناء الحديدة ، بل ملكا خاصا بـ آل البيت الحوثية ومصدرا لتمويل حربها على الشعب اليمني وعلى الجوار العربي ، ولحصار وقصف موانئ الجنوب ولتعطيل خطوط الملاحة الدولية. ويرى محللون عرب أن الزوبعة التي افتعلها الحوثي ضد إسرائيل وتشدقه بقصف العمق الإسرائيلي (تل أبيب) بطائرة مسيرة ، إنما هو خدمة دعائية ومسرحية هزلية لإظهار وتضخيم جماعة الحوثي وإعطائها أكبر من حجمها ، ومدخل لشرعنة أي أعمال عسكرية تنوي الجماعة تنفيذها ضد الجوار العربي خصوصًا السعودية سيما أن زعيمها الإرهابي عبد الملك الحوثي أطلق مطلع الشهر الجاري يوليو 2024م تهديدات مباشرة للسعودية توعد بقصف منشآتها ومطاراتها وموانئها. ومع كل صفعة يتلقاها الحوثي يصوب سهامه صوب الأشقاء في المملكة العربية السعودية بهدف ابتزازها واستنزاف مواردها.
تساؤل وشكوك حول الضربة الحوثية لـ تل ابيب :
الاستاذ عوض محمد صائل تحدث لصحيفة «سمانيوز» ضمن استطلاع أجرته الصحيفة قائلاً : هناك تساؤل مشروع عن الضربة الحوثية لـ تل أبيب، كيف وصلت الطائرة الحوثية إلى الهدف داخل إسرائيل في ظل وجود نظام دفاع جوي متطور واستعداد قتالي سيما إسرائيل في وضعية حرب؟ بينما لم تصل أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ إيرانية إلى أهدافها في إسرائيل ، وتم التصدي لها وتدميرها؟ ألم يوحي ذلك بأن رسالة متفق عليها كانت موجهة إلى المملكة العربية السعودية مفادها أن جماعة الحوثي أكبر وأقوى مما تتوقعون. مع علمنا أن الضربات التي يتبناها الحوثي ضد المملكة وإسرائيل تنطلق من العراق ، وقد تم توجيه تهديد من مليشيات العراق بعد التهديد الحوثي للمملكة على إثره هدد الأمير محمد بن سلمان رئيس وزراء العراق بقطع العلاقات. وتابع الأستاذ صائل حديثه قائلاً : تجري تلك الزوبعة لإجبار السعودية على الموافقة على ضمان مصالح اقتصادية للحوثيين تضمنها خارطة الحل السياسي قبل احتمال وصول ترامب إلى البيت الأبيض الذي تتوقع منه إيران عودة العقوبات عليها وعندها لن تستطيع الوفاء بتمويل الحركة الحوثية ، بالإضافة إلى أن إسرائيل تضغط على السعودية للموافقة على التطبيع، وقال؛ السعودية تحاول شراء الوقت بانتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وإيران تصعد ودخول إسرائيل على خط التصعيد يضيق الخناق على المملكة التي أصبحت خياراتها في نجاح صفقة سلمية مع الحوثي تلبي شروطه الاقتصادية فاشلة نتيجة اصطدامها بواقع مغاير في الجنوب سياسيا وعسكريا يصعب تجاوزه. كما يصعب المراهنة والاعتماد على المناورة وعامل الوقت.
ويبقى التهديد الحوثي قائما ضد المملكة العربية السعودية ، ولكن تنفيذه من عدمه يدخل ضمن خيوط اللعبة الإيرانية الدولية، وملفات إيران المتشعبة المتعددة.
وختم الأستاذ صائل حديثه قائلاً : هناك رد سعودي قوي واستراتيجي على كل ما يحاك لتطويق المملكة وابتزازها ولكنه يتطلب جرأة سياسية، تتلخص في مساعدة الجنوبيين على استعادة دولتهم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
بقاء الحوثيين في صنعاء معناه بقاء ورقة الصراع الدولي :
من جهته المحلل السياسي الأستاذ محمد الجفري يرى أن بقاء الحوثيين في صنعاء معناه بقاء ورقة الصراع الدولي الإيرانية وقال :
بقاء الحوثيين في صنعاء تحت أي مسمى هو إبقاء ورقة الصراع الدولي في المنطقة وإبقاء المنطقة رهينة حروب وصراعات مطولة.
وتابع : ورقة الحوثي هي الورقة الإيرانية التي تساوم بها في المشهد الإقليمي العربي ، وباتت جماعة الحوثي عصا إيران ضد الجوار العربي خصوصًا السعودية للاستمرار في مسيرة الابتزاز والاستفزاز. وقال الأستاذ الجفري : اعتقد أن الحاصل بين الحوثي وإسرائيل مجرد مسرحية متفق عليها تم إعداد فصولها وأهدافها مسبقاً سوف تنعكس سلباً على حياة ومصالح ومعيشة عشرين مليون يمني يرزحون تحت سلطة تلك المليشيات التي لاتبالي بحياة ومصالح شعبها.
علامات استفهام :
من جهته الأستاذ علي العميسي الكازمي قال :
ما يحدث من تجاذبات سياسية في المنطقة يضع العديد من علامات الاستفهام لاسيما تصاعد سقف أجندة مليشيات الحوثي التي تحكم قبضتها على الجمهورية العربية اليمنية. أضف إلى ذلك طاولة الحلول التي تسعى لها مسقط وسعيها ليكون الحوثي الطرف الأقوى بعد استبعاد القوى الحقيقية على الأرض الممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي واستبداله بشرعية هشة يقودها العليمي، التي أراها مجرد (دمية) أتت لخدمة الحوثي وإعطائه أكبر من حجمه والاستجابة لمطالبه مهما كان سقفها.
وقال الأستاذ العميسي : كل هذا يحدث من أجل طمس القضية الجنوبية ، وركنها في زاوية ثانوية بعيداً عن الحلول التي سارت جميعها في صالح الحوثي. ومؤخراً قامت هذا المليشيات باستهداف تل أبيب بطائرة مسيرة والمستغرب أن الطائرة نجحت في اختراق رادارات العدو الإسرائيلي ووصلت إلى منطقة محصنة بالقرب من السفارة الأمريكية فيما مئات المسيرات والصواريخ الإيرانية التي أطلقت قبل بضعة أشهر على إسرائيل تم إسقاطها خارج وداخل حدود إسرائيل(الأراضي الفلسطينية المحتلة) وتدميرها بالكامل قبل أن تصل إلى أهدافها، مشيرا إلى أن الموضوع يحمل شكوكا وتساؤلات. وأن الهدف منه صناعة بعبع اسمه الحوثي يهدد دول الخليج العربي ، وكان الرد الإسرائيلي الذي تم في الحديدة إنما لإعطاء هذه المليشيات المزيد من التعاطف الشعبي باسم القومية العربية، رغم أن ما يقوم به الحوثي يصب في صالح القومية الفارسية ومشروعها الانتقامي ضد العرب والمسلمين السُّنة.
تباهٍ إعلامي ومحاولة فرد عضلات :
وكان الأستاذ هشام الجاروني مسك ختام استطلاعنا الذي قال :
يأتي اعتراف الحوثي بضرب تل أبيب في سياق التباهي الإعلامي ومحاولة فرد عضلات، لانقول أن اعترافه بهذه الصورة عبثي بالعكس هذا يخدم آيديولوجية الجماعة التي تعتمد على الترويج لعدائها لأمريكا وإسرائيل ، ذلك العداء الذي يختفي خلفه العداء (للمحيط العربي).
وتابع الجاروني قائلاً : للأسف جماعة الحوثي يسوقون لفكرة العداء للعرب بالعداء لأمريكا وإسرائيل، لانستطيع أن نهون من ضربة الحوثي لإسرائيل ، ولكنهم لايقومون بذلك عن موقف وتوجه وطني وإسلامي ، بل من منظور إيديولوجي وهذا ماتجلى بإعلان تحميل دول الجوار مسؤولية أي رد يتعرض له ، وهنا مربط الفرس فكل توجه عدائي ستقوم به أمريكا أو إسرائيل يجب أن يدفع ثمنه المحيط العربي ، وتجلى ذلك من هجومه يوم السبت وتحشيده على محافظة شبوة باتجاه بيحان هكذا هم يوجهون بوصلة عدوانهم على محيطهم العربي مع كل مرة يشتد فيها الضغط عليهم وهذه المرة مع قصف ميناء الحديدة سيكررون نفس السيناريو ، وسيكون ردهم صوب المحيط العربي وليس إسرائيل أو أمريكا.
وقال الجاروني :
الموقف الحوثي كان سيكون مقبولاً في الشارع العربي لو كان خالصا من أجل غزة والقضية الفلسطينية ، لكنه يستهدف الترويج للآيدلوجية الحوثية التي لن تكون في يوما ما لصالح العرب والمسلمين ، وبقدر رفض الشارع العربي للتطبيع مع الصهاينة بقدر ما تملأ الشكوك مسيرة الحوثيين في اليمن، توجههم مريب ومشحون بالعداء ضد ماهو عربي.
وختم الجاروني قائلاً : نتمنى من الله أن يجنب كل البلاد العربية من حقد الحوثي وتجبّر الامريكان والصهاينة.
ونتمنى للشعب اليمني الشقيق السلامة ، لأن ماتقوم به جماعة الحوثيين اليوم مغامرة غير محسوبة العواقب سيدفع ثمنها الشعب اليمني الشقيق.