الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

النازحون اليمنيون في الجنوب.. شرٌ مؤجل مدّثرٌ خلف الخيام الإنسانية وآخر استخباراتي متنقل بين صنعاء وعدن

سمانيوز / تقرير/خاص

خلال عطلة عيد الأضحى المبارك تنفست العاصمة عدن الصعداء، نفضت عن جسدها المنهك مخلفات النازحين والعمالة اليمنية الوافدة غير النظامية، عقب عودة أغلبهم إلى ديارهم باليمن الشقيق التي يدّعون أنهم خرجوا منها قسراً بسبب بطش وظلم مليشيات الحوثي، مع أن الواقع ينفي تلك المزاعم، دليل ذلك عودتهم الطوعية أثناء المناسبات والأعياد الدينية إلى ديارهم بمناطق سيطرة الحوثيين.

اغتسلت العاصمة عدن، شوارعها وجولاتها وحاراتها، وتطهرت مساجدها، ظهرت للعيان في أبهى وأجمل صورة، نقية نظيفة خالية – بحسب تأكيد الأهالي وبعض الكتاب الجنوبيين – من المتسولين والباعة المتجولين والفرشات غير النظامية المعيقة لحركة الناس. مناظر صافية تكسوها الطمأنينة والهدوء والسكينة، بعيداً عن الزحام والضوضاء، لحظات افتقدها الجنوبيون، عادت الذاكرة إلى ماضي الزمن الجميل.

الإعلامي الأستاذ خالد شوبه وصف، في منشور إعلامي، العاصمة عدن كيف كانت وكيف أصبحت خلال 10 أيام من عودة النازحين اليمنيين إلى ديارهم باليمن الشقيق لقضاء إجازة أيام عيد الأضحى، قائلاً: عدن العروس الفاتنة التي أحببتها، ولطالما كتبت في حبها وعن عشقي الجنوني لها، رأيتها خلال الأيام العشرة الماضية (يقصد خلال أيام عيد الأضحى المنصرم) أكثر جمالاً وعفة وهدوءاً، كما لم أرَ مفاتنها العظيمة هذه من قبل.
عدن التي أعرفها، شاهدتها في أسبوع ونيف تتنفس الصعداء، فَرِحة مبتسمة، بلا نازحين ولا متسولين من ذوي العاهات، بلا أطفال شوارع، ولا نساء يفترشن أرصفة الجولات، ولا مجانين أو مشردين عراة.
اختفت منها عربات الحمير، وحاملو شوالات جمع الخردة والعلب المعدنية والقناني الفارغة، الذين كانوا يجوبون بشوالاتهم حواريها وأزقتها وجلاليها، يتناوبون المرور أمام بوابات منازلها الآمنة، صباحاً ومساءً، دون حسيب أو رقيب.

وتابع قائلاً: شعرت بهدوئها الآسر وهي تتجمل طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، بلا زحام الباصات، ولا ضجيج دراجات “الموتورات” الفوضوية، ولا عشوائية بسطات الباعة المفرشين المفترشين شوارعها وحواريها وممرات المشاة.
10 أيام، قلّ توجس عدن، واستبدلت هاجس الخوف أمناً، هدأت واطمأنت واستقر أمنها وسكينة أهلها، فلا جرائم ولا سرقات ولا حوادث ولا مضايقات.

وختم شوبه منشوره قائلاً: 10 أيام كانت كفيلة بأن تعيدني عقوداً أربعة للوراء، وتأخذني إلى ذكريات الزمن الجميل، التي كانت فيها عدن جوهرة، أهلها وناسها ومحبيها وكل من زارها وأخلص لها، بلا فوضى ولا أحقاد ولا عبث ولا عابثين ولا ولا ولا.

عودة النازحين عودة المظاهر الخادشة لجمال العاصمة عدن:

لا يوجد سبب منطقي لعودة النازحين اليمنيين إلى العاصمة عدن، لعدة أسباب أهمها: أن مدينة عدن تعاني هشاشة البنية التحتية وتدني خدمات الكهرباء والماء، وتعطيل العملية التعليمية والصحية المتدنية، الى جانب الأزمة الاقتصادية التي أوصلت 90% من سكان العاصمة عدن إلى حافة المجاعة.

مدينة تعرضت لغزو وتدمير ممنهج من قبل أولئك الذين يريدون النزوح إليها، أصبحت غير مؤهلة من جميع النواحي، الخدمية والاقتصادية والأمنية وحتى السياسية، لاستقبال كل تلك الحشود اليمنية، حقائق لا تخفى على الدكتور رشاد العليمي وحاشيته.

وتُصرّ القوى اليمنية، سواءً الحوثية أو العفاشية إخوانية، في شرعية الرئاسي والحكومة، على استمرار توافد ذلك النزوح، وتوزيعه بطريقة عشوائية على المدن الرئيسية، واحتلال مرافق ومدارس ومتنفسات، وإقامة مخيمات بداخلها بدلاً من إقامة مخيمات نظامية على الحدود أو خارج المدن على اقل تقدير.

وأكد ساسة وناشطون جنوبيون أن ذلك الإصرار اليمني ينبع من إرادة سياسية، ونظرة استيطانية بعيدة المدى، استخدمت خلالها القوى اليمنية النازحين سلاحاً في عدة اتجاهات: ضغط على الانتقالي الجنوبي سياسياً واجتماعياً، ضغط اقتصادي وخدمي، تشكيل ملاذات آمنة لعناصر الإرهاب اليمني والجواسيس، تهميش التركيبة السكانية وضرب النسيج الاجتماعي مستقبلاً، وكذا الاستحواذ على المساعدات الإنسانية الداخلية والخارجية، حتى بات وضع النازحين اليمنيين في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب أفضل من وضع الجنوبيين.

بالإضافة إلى أن عودة النازحين معناه عودة المظاهرة السيئة الخادشة لجمال المدينة، وكذا عودة الجريمة المنظمة والمنفردة، وتبقى قضية خطف فتاتين بمنطقة الشعب بالعاصمة عدن، العام الماضي من قبل نازحيين يمنيين، كافية لتحريك الرأي العام وإصدار قرار بإخراجهم جميعاً من المدن الجنوبية، ولكن ذلك لم يحدث. ناهيك عن تورط الكثير منهم في أعمال تهريب أسلحة ومخدرات وخطف أطفال وسرقة وغيره.

شر مؤجل مدّثر خلف الخيام الإنسانية:

ولإخفاء نوايا النازحين والجهات التي تقف خلفهم، إخوانية عفاشية، ممن وظفت وجودها في السلطة ونفوذها لصالح تمرير الأجندة الاستيطانية الخبيثة، ولكسب تعاطف الداخل والخارج، ضرب أولئك البشر على الوتر الإنساني عبر البوابة الإنسانية، يخادعون الداخل والخارج، يمررون أجندات لا إنسانية سياسية خبيثة، عقب فشل المحاولات العسكرية والأمنية لاجتياح الجنوب.

سياسة توطين النازحين في الجنوب تهديد أمني وتغيير ديموغرافي للتركيبة السكانية، سياسة أخطر من سياسة الاحتلال، شر مؤجل مدثر خلف الخيام الإنسانية، بانتظار ساعة الصفر.

وكان الأستاذ محمد مثنى عبيد الشعيبي، قد خط منشوراً إعلامياً، في وقت سابق، قال فيه: خطورة النازحين ليست أمنية فقط، بل هناك مخطط خبيث يهدف إلى تمكين النازحين من كل الوظائف لدى المنظمات، بالذات المنظمات الأجنبية، 90% من الدعم الدولي يذهب مباشرة إلى جيوب النازحين. حتى على مستوى وظائف القطاع العام، اليوم يعاد توطين اليمنيين ومنحهم الأولوية.. بعد 2015 اعتقدنا حينها أن بارقة الأمل لاحت في الأفق ليتمكن الخريج الجنوبي من الحصول على حقه من الوظائف وفرص العمل، ولكن للأسف اليوم يعاد سيناريو ما قبل 2015 وبطريقة مستفزه للغاية، كل هذا يحدث بينما أبناء المناطق المضيفة لهم يعانون الفقر والعوز والمجاعة.
تكمن الخطورة أيضاً عبر تأسيس منظمات وجمعيات محلية، تدار مباشرة من قبل النازحين أنفسهم، وبكل محافظة جنوبية استوطنوا فيها.

ويرى الشعيبي أن هنالك مخططاً خبيثاً يهدف بشكل مباشر إلى تغيير ديموغرافية الجنوب ويستهدف هويته وانتمائه ومكانته، وإقصاء واضح وصريح لكوادره من أي استحقاق محلي أو أجنبي.

وتساءل الشعيبي قائلاً: هل يعقل أن النازح اليوم في المحافظات الجنوبية، لا سيما في عدن وحضرموت، يدفع إيجار السكن بالدولار والريال السعودي، والكهرباء لا تنقطع عنده بالخالص، والسبب دخله المرتفع وتسخير له كل الدعم الخارجي والداخلي، الأمر الذي مكنه من تشغيل مولدات خاصة للكهرباء، بينما صاحب الأرض يعاني كل صنوف العذاب والتنكيل والجوع والحصار بكل مقدرات الحياة الكريمة.

نازح استخباراتي متنقل بين صنعاء وعدن:

نازح أصبح موظفاً يدير موقعاً سيادياً في الجنوب، يتحرك بكل أريحية بين صنعاء وعدن. لا يزال اتفاف الوحدة اليمنية الذي عمده علي عفاش بدماء الجنوبيين عالقاً في ذهنه، ومستعد للتضحية في سبيل ترسيخه وديمومته إلى الأبد ولو على حساب تشريد وإخراج الجنوبيين من ديارهم. خير دليل على ذلك موظف رئاسة الوزراء الجاسوس لصالح جماعة الحوثي، أتى إلى عدن نازحاً مسكيناً يبحث عن راتبه فأصبح مع الوقت جاسوساً كبيراً، وأمثاله كثير.
ختاماً..
قال أحد الناشطين ساخراً: حال نشوب حرب بين دولتين، ينزح المواطنون الذين على الحدود إلى داخل وطنهم أو إلى دولة أخرى مجاورة. هذا طبيعي يحدث في كل العالم إلا في الجنوب حين نتقاتل نحن والشماليين، فبدلاً من نزوحهم إلى داخل بلدهم الشمال أو إلى بلد مجاور نجدهم ينزحون إلى أرضنا، رغم أنهم أعداؤنا، ونفسح لهم المجال للسكن والعمل والتحرك بحرية، وصولاً إلى التجسس علينا، وزرع العبوات الناسفة، وتهريب أسلحة ومخدرات، والعمل لصالح العدو، وبناء مستوطنات…الخ. ومع هذا لا نزال ساكتين صابرين عليهم.. هل هذا حماقة أو سذاجة أو عدم نضوج أو ماذا نسميه؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى