استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

في استطلاع أجرته «سمانيوز»… «مستنقعات مياه الأمطار» ومخاوف من تفشي الأمراض والأوبئة..!

سمانيوز / استطلاع/خاص

لساعات محدودة، وعلى مدار 3 أيام متتالية، شهدت أغلب مديريات العاصمة عدن أواخر الشهر الجاري، أغسطس 2025م، أمطاراً وسيولًا غير مسبوقة، خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة بالمدينة الجريحة، التي تعاني أزمات اقتصادية وخدمية مستوطنة، وهشاشة البنية التحتية، وعبث بمخططاتها السكنية.
سيول أتت من الجبال المحيطة بمدينة عدن، وأخرى تدفقت من محافظة لحج المجاورة. بلغ منسوب الأمطار التراكمي في عدد من مديريات العاصمة عدن 90 ملم، وذلك وفقًا لما ذكرته بعض وسائل الإعلام المحلية.

خسائر مادية كبيرة:

تسببت السيول في انهيار بعض المباني، وغمرت أحياء بأكملها، وجرفت العديد من السيارات، وقطعت الطرقات في أغلب مديريات العاصمة عدن. وأظهرت مقاطع فيديو للسيول بمنطقة الحسوة وهي تجرف سيارة تقل 7 أشخاص، تم إنقاذ ثلاثة منهم، فيما لا يزال مصير الأربعة الآخرين مجهولاً حتى اللحظة، وسط استمرار عمليات البحث من قبل فرق الإنقاذ والأهالي.
ونزحت مئات الأسر بعد غرق منازلها. فيما أعلن محافظ العاصمة عدن، الأستاذ أحمد لملس، مديرية البريقة منطقة منكوبة.

اجتاحت السيول الجارفة أحياء مناطق الحسوة وبئر أحمد وصلاح الدين وصيرة والمعلا والشيخ عثمان، حولت شوارعها الرئيسية إلى بحيرات مغلقة، فيما اضطر السكان إلى استخدام وسائل بديلة للتنقل بعد تعطل المركبات وجرف بعضها مع تيار السيول.
وكان المتضرر المباشر الأكبر هي المنازل المبنية وسط مجاري السيول في الحسوة وبئر أحمد والمعلا وكريتر، ما دفع الكثير من الأسر للنزوح نحو المدارس والمرافق القريبة.

وكانت السلطة المحلية بالعاصمة عدن قد دعت، في وقت سابق، المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجاري السيول حفاظاً على سلامتهم.
وبصورة عاجلة أصدر محافظ عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، توجيهات لأجهزة الدفاع المدني وصندوقي النظافة والصرف الصحي، للتحرك الفوري للتعامل مع الموقف بتصريف المياه، ورفع المخلفات لتسهيل حركة المرور، وتعزيز جاهزية فرق الطوارئ للتدخل السريع، وتعزيز التنسيق بين الجهات الخدمية لضمان استجابة فعّالة والحد من الأضرار.

كما نفّذ المحافظ لملس جولة تفقدية لعدد من أحياء العاصمة عدن، اطلع خلالها على حجم الأضرار البشرية والمادية، واستمع إلى شكاوى الأهالي، ووجه بفتح المدارس لإيواء المتضررين من السيول في الحسوة وإنماء وبئر أحمد.

«سمانيوز» استطلعت أوضاع المواطنين، وخرجت بالحصيلة أدناه:

تكاتف الأهالي خفف من هول الكارثة:

المواطن محمد المنصب قال: كان الحدث كبيراً، ولكن تكاتف الأهالي خفف من هول الكارثة. شارك الجميع بكل ما يستطيع لتقديم المساعدة في إجلاء العالقين وإخراج المركبات التي جرفتها السيول. شاهدنا تكاتف الأهالي، لم تمنعهم غزارة الأمطار وارتفاع منسوب المياه في بعض الشوارع من تقديم المساعدة ومد يد العون للمتضررين.
وختم قائلاً: شعب إنساني حضاري راقٍ، لم تفت في عضده الأزمات، ولأجله ترفع القبعات.

ضرورة تعويض الأسر المنكوبة ومعالجة التبعات النفسية:

المواطن أحمد فريد قال: يعاني المواطن الجنوبي أوضاعاً اقتصادية صعبة، شبه مستوطنة في كل بيت منذ سنين، وازداد وضعه سوءاً بسبب تداعيات المنخفض الجوي والسيول غير المتوقعة، التي لم نشهدها منذ عقود، خصوصًا بمناطق الحسوة وبئر أحمد والبريقة.
وأردف قائلاً: أنا لا أبرئ المواطن، فهو يتحمل جزءاً من المسؤولية. فكيف لإنسان عاقل لديه سمع وبصر أن يبني وسط مجرى السيل (وسط وادي)، مبانٍ سكنية وتجارية وورش وغيرها، هذا غير منطقي. مع ذلك تظل السلطة هي المسؤول الأول والأخير عن توجيه وترتيب أوضاع المواطن وحماية أسرته وممتلكاته. ونطالبهم بضرورة تعويض الأسر المنكوبة، ومعالجة التبعات النفسية والاجتماعية المتوقعة قبل أن تتأزم.
وختم قائلاً: المطلوب حالياً هو معالجة الأضرار، ثم البحث في الأسباب ومعالجتها جذرياً لا بالطريقة الترقيعية المعهودة.

الحسوة منطقة منكوبة:

الحاج علوي الشبحي قال: منذ ثمانينيات القرن الماضي لم تشهد منطقة الحسوة سيولاً كالتي شهدتها مؤخراً، ووصلت لأول مرة منذ عقود إلى البحر.
وتابع قائلاً: بفعل البناء العشوائي وسط مجاري السيول أصبحت الحسوة منطقة منكوبة، حيث غرقت أحياء بأكملها، وتكبد الأهالي خسائر مادية كبيرة. ورغم أن الاهالي يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية نتيجة اللامبالاة والبناء وسط مجرى السيول، إلا أنه يتعين على السلطة المحلية، التي ظلت ساكتة خلال العقود الماضية، إيجاد حلول جذرية لمنع تكرار هذه المشاهد المأساوية.

إمكانيات لا ترقى إلى حجم الكارثة:

المواطن وهيب أمين قال: رغم الجهود المبذولة من قبل السلطة المحلية والانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن، إلا أنها لا ترقى إلى حجم الكارثة، في ظل شح الإمكانيات اللوجستية وفي ظل الأزمات المستوطنة وهشاشة البنية التحتية بالعاصمة عدن، وافتقارها إلى أبسط الوسائل والأجهزة الحديثة للتعامل مع هكذا مواقف، كالمروحيات والطائرات المسيرة لإنقاذ العالقين، وكذا لآليات حديثة لشفط وتصريف المياه، بالإضافة إلى إعادة النظر في التخطيط العمراني لبعض الأحياء بالعاصمة عدن، حيث لا توجد بيئات صحية وسكنية آمنة أو محصنة من العوامل البيئية الخطرة.

العشوائيات تركة فساد المحتل اليمني يظل خطرها قائماً:

المواطن صالح المردعي قال: لعب البناء العشوائي في الأماكن المخصصة لتصريف مياه الأمطار بالعاصمة عدن، دوراً كبيراً في حدوث كوارث السيول والأمطار، وكانت البداية عقب العام 1994م باحتلال بطون الجبال بالمعلا والتواهي وكريتر، والعبث بالمخطط العمراني، وإغلاق مجاري السيول بمناطق الحسوة وبئر أحمد والبريقة وغيرها.

وتابع قائلاً: أعتقد أنه مخطط سياسي حاكته سلطة الاحتلال اليمني لتدمير مدينة عدن. تم إلغاء مخطط عدن الكبرى الذي وضعته بريطانيا في ستينات القرن الماضي.
واستهجن قائلاً: أيضاً وللأسف الشديد، قامت جهات بصرف وتوزيع الأراضي بطريقة غير قانونية، وتم البناء بمجاري السيول. ارتكبت جريمة في حق أبناء عدن، وها نحن اليوم نجني ثمار ذاك العبث.
وختم قائلاً: الأمطار والسيول بالعاصمة عدن كشفت حجم تركة الفساد والعبث اليمني الذي لم يستثنِ شيئاً، وبسببه أصبحت عدن مدينة منكوبة.

مخاوف من تفشي الأمراض والأوبئة:

لم يخفِ المواطن أصيل عبد الله مخاوفه من انتشار الأمراض والأوبئة، عقب تداول ناشطين أخباراً مفادها: اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، إلى جانب انتشار البعوض بالمياه الراكدة، ومكوث بعض الأسر التي عجزت عن العودة إلى منازلها بأماكن غير صحية.

وأضاف: أطالب بإعلان عدن مدينة منكوبة، وتوجيه نداء عاجل للجهات الدولية والمنظمات الإنسانية، إلى سرعة تقديم الدعم الفوري لمواجهة تداعيات الكارثة واحتواء الوضع قبل حدوث التبعات السلبية، لاسيما بعض الأسر فقدت كل ممتلكاتها من مأوى وغذاء وملابس ومستلزمات أساسية، وأصبحت عرضة لكل الاحتمالات السلبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى