تقرير أممي: إثيوبيا تطارد جنوداً أمميين من تيغراي خارج البلاد

سمانيوز / متابعات
كشف تقرير داخلي للأمم المتحدة، أن الحكومة الإثيوبية تعتقل عناصر من عرقية الـ”تيغراي” أثناء خدمتهم في المهمات الأممية والإفريقية لحفظ السلام خارج البلاد، وترحلهم قسراً إلى أديس أبابا، وسط قلق من المنظمة الأممية بتعرضهم للتعذيب أو حتى الإعدام.
ويأتي التحذير الأممي، بحسب مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، بمثابة مؤشر على توجه رئيس الوزراء الإثيوبي الفائز بجائزة نوبل للسلام آبي أحمد لتوسيع نطاق الصراع بين القوات الفيدرالية وقوات إقليم تيغراي خارج حدود البلاد.
ووفقاً للمجلة، فقد أظهر التقرير الأممي، أنه في 11 نوفمبر الجاري جرَّد جنودٌ إثيوبيون ضابطاً رفيعاً من إقليم تيغراي يخدم في جنوب السودان من سلاحه، واقتادوه إلى العاصمة جوبا، حيث نُقِل جواً عبر طائرة تابعة للخطوط الإثيوبية إلى أديس أبابا.
ثم بعد 10 أيام، احتجزت الفرقة الإثيوبية في قوات الأمم المتحدة المتمركزة بجوبا 3 ضباط آخرين من الإقليم، وأرغمتهم على العودة عبر الخطوط الإثيوبية إلى أديس أبابا، ولا يعلم حتى الآن موقعهم.
انتهاك للقانون الدولي
وأكد مسؤول في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS) إعادة 3 جنود إثيوبيين إلى بلادهم السبت الماضي بدون علم البعثة، مشيراً إلى أن شعبة حقوق الإنسان في البعثة تعمل على متابعة الوضع.
وقال المسؤول الأممي “إذا كانت هناك أي حوادث يتم فيها التمييز ضد الجنود الأمميين وانتهاك حقوقهم بسبب انتمائهم العرقي، فإن هذا قد يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان بموجب القانون الدولي”.
وأضاف: “ونتيجة لذلك، فإن شعبة حقوق الإنسان في البعثة تنسق حالياً مع القيادة الإثيوبية لقوات حفظ السلام في جنوب السودان، وطلبت وصولاً حراً لأي جندي قد يكون، لسبب ما، أرغم على العودة إلى الوطن، ومن ثم يحتاج إلى الحماية”.
ملاحقة عبر القارة
وقالت “فورين بوليسي”، إن العملية التي تشنها الحكومة الإثيوبية امتدت لتطال عدداً من الدول الإفريقية حيث ينتشر الجنود الإثيوبيون التابعون لقوات حفظ السلام، بما في ذلك منطقة آبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، والصومال حيث يعمل آلاف الجنود الإثيوبيين على مساعدة الحكومة في محاربة “حركة الشباب”.
ونقلت “المجلة” عن مصادر دبلوماسية، أن 40 جندياً من إقليم تيغراي يتمركزون في بعثة الاتحاد الإفريقي بالصومال تم استدعاؤهم إلى إثيوبيا.
ولفتت المجلة إلى أن الملحق العسكري في البعثة الإثيوبية لدى الأمم المتحدة بنيويورك الذي يشرف على قوات حفظ السلام، تم فصله من عمله بعد أشهر فقط من تسلمه لمهامه، وهو ما عجَّل بحسب مصادر دبلوماسية، “العملية التطهيرية” كما وصفوها، ضد الجنود من إقليم تيغراي المشاركين في البعثات الأممية لحفظ السلام.
ويخشى مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، من أن يصبح الجنود من عرقية الـ”تيغراي” المشاركين في قوات حفظ السلام (القبعات الزرقاء) عرضة للاضطهاد لدى عودتهم إلى إثيوبيا.
استهداف عرقي
ويأتي استهداف الجنود من إقليم الـ”تيغراي”، وسط مخاوف متزايدة من تحول الحملة العسكرية للحكومة الإثيوبية ضد الإقليم إلى حملة “تطهير عرقي”، خصوصاً في ظل الفظائع المسجلة من الجانبين.
وأصدرت “منظمة العفو الدولية” تقريراً تحدثت فيه عن “مذبحة” ارتكبت بحق عدد كبير من المدنيين في شمالي إثيوبيا في وقت مبكر هذا الشهر، وتتهم مجموعات موالية لقوات تيغراي بالوقوف وراءها، فيما قال لاجئون فروا من الصراع إنه تم استهدافهم فقط لأنهم من عرقية الـ”تيغراي”.
وتأتي أنباء استهداف العناصر الأممية من تيغراي، في وقت تحضر فيه إثيوبيا لهجوم عسكري على عاصمة الإقليم مدينة ميكيلي.
واشتعل الصراع في وقت مبكر هذا الشهر بين القوات الفيدرالية وقوات إقليم تيغراي في البلد المنقسم عرقياً، بعد اتهامات الحكومة الفيدرالية لـ”الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيغراي” باستهداف قوات حكومية، وهو ما عدته تجاوزاً للخط الأحمر.