السلايدر الرئيسيتقارير

هيكلة عسكرية ودبلوماسبة واسعة ..  هل بدأ الجنوبيين مرحلة بناء الدولة؟ 

سمانيوز / تقارير

أعدَّ المجلس الانتقالي الجنوبي، العدة لانطلاق مرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي، بما يرسخ حضور القضية الجنوبية ويمنحها أبعادًا أكثر قوة، فيما يخص آليات التواصل مع المجتمع الدولي.

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ، أصدر العديد من القرارات المهمة التي شملت تعيين مستشارين للإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي، ستكون مهامهم التواصل مع المجتمع الدولي بما يقدم صورة حقيقية وواقعية لمسار القضية الجنوبية.

وعلى الجانب العسكري ابدى الرئيس الزُبيدي اهتماما فاعلاً بإعادة هيكلة القوات الأمنية والعسكرية في الجنوب، ودائما ما يؤكد على أهمية أن تقوم بأدوارها لحفظ أمن واستقرار العاصمة عدن والجنوب عامة، ويشدد على تكثيف التعاون بين الجهود العسكرية والأمنية دفاعًا عن أرض الجنوب ومكتسباته ومواكبة كل التحركات السياسية التي يقوم بها المجلس.

– هيكلة دبلوماسية ودماء جديدة..

اتجه المجلس الانتقالي نحو تقوية أواصر التواصل الدبلوماسي مع المنظمات الفاعلة والقوى الدولية الكبرى، وتجلّى ذلك بكل وضوح في تعيين الدكتور أحمد علي عاطف مستشارًا للإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة.

كما تضمنت قرارات الرئيس الزُبيدي تعيين مستشارين وممثلين عن “خارجية الانتقالي” لدى الاتحادين الأوروبي والإفريقي وروسيا وفرنسا وكندا والكويت وإثيوبيا.

يشير هذا التوجه الدبلوماسي المهم من قِبل المجلس الانتقالي، إلى أن القيادة الجنوبية تولي اهتمامًا كبيرًا في المرحلة المقبلة بتحسين وتقوية العمل الدبلوماسي على الصعيدين الإقليمي والدولي، ليشمل حضور الانتقالي دورًا فاعلا وقويا لدى الدول والمنظمات التي بإمكانها لعب دور فاعل ومؤثر على المستويين الإقليمي والدولي.

تعيين مستشارين وممثلين للإدارة الخارجية للمجلس الانتقالي في الكثير من الدول يعني أن تطلعات الجنوبيين ومساعيهم العادلة نحو استعادة دولتهم ستكون حاضرة في أي اجتماعات تعقد خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يردع جانبًا من مؤامرة الشرعية الإخوانية التي سعت إلى تهميش القضية الجنوبية بشكل كامل عملا على عرقلة قدراتها على تحقيق المزيد من المكتسبات على الأصعدة كافة.

لفت أنظار العالم نحو الجنوب وشعبه..

في الوقت نفسه، فإن هذه الخطوة الدبلوماسية تساهم بشكل جاد في نقل صورة حقيقية عن المعاناة التي يعيشها الجنوبيون من جرّاء سياسات الإهمال المتعمدة التي تنفذها الشرعية لتركيع وإخضاع الجنوبيين، ومن ثم عرقلة تحركاتهم نحو تحقيق وإنجاز حلم استعادة الدولة وفك الارتباط.

كما أن هذه الجهود الدبلوماسية يمكن أن تساهم في وقف الاعتداءات التي ترتكبها المليشيات الإخوانية ضد الجنوبيين والتي تُنفَّذ بدوافع كراهية وطائفية ومناطقية، ويكون السبيل لوقف هذه الاعتداءات محاسبة قيادات وعناصر الشرعية التي تمارس هذه الجرائم، سواء تحريضًا أو تنفيذًا.

مكسب آخر تحققه هذه الجهود الدبلوماسية يتمثل في إطلاع المجتمع الدولي على البطولات العظيمة التي تسطرها القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة الإرهاب، لا سيّما أن كافة المناطق التي تطهرت من المليشيات الحوثية يعود الفضل في ذلك للقوات المسلحة الجنوبية، وبالتالي ليس من المقبول أن تحاول الشرعية السطو على هذه المكاسب عبر إدعاءات أنها تتصدى للمليشيات الحوثية الإرهابية.

الرسالة التي يجب أن يبعثها مستشارو وممثلو “خارجية الانتقالي”، مفادها أن الصمت على انتشار الإرهاب على هذا النحو أمر لا يستهدف الجنوب لكن المنطقة بأكملها، حيث تظل معرضة للخطر الشديد، ما يعني أن مصالح الغرب نفسها ربما تقع في دائرة الاستهداف من قِبل هذه التنظيمات.

محور أمني آخر يمكن العمل عليه دبلوماسيًّا، يتمثل في الدور المشبوه الذي تلعبه مليشيا الشرعية الإخوانية في إغراق الجنوب بالتنظيمات الإرهابية، وبالأخص تنظيم القاعدة الذي عاود نشاطه مثلا في محافظة أبين بمؤامرة تحشيد إخوانية.

–  هيكلة عسكرية وأمنية .. صمّام أمان

يتعامل الانتقالي مع القوات الأمنية والعسكرية باعتبارهما جناحي حماية الجنوب وقضيته، ودائما ما يدعو إلى العمل بين كافة الأجهزة بروح الفريق الواحد لتحقيق نجاحات أمنية تعزز الاستقرار في أنحاء الجنوب، ويظهر واضحاً أن هناك خطط تأمين متطورة يسعى الرئيس الزُبيدي لتطبيقها تقوم على الشراكة بين القادة الأمنيين والعسكريين لسد أي ثغرات قد تنفذ منها المليشيات الإخوانية الإرهابية أو مليشيا الحوثي الإرهابية.

اتخذ الاجتماع الدوري للقادة العسكريين والأمنيين برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي، بعض القرارات الرامية إلى تعزيز الانضباط والجاهزية، وتفعيل أعمال القيادة والسيطرة، وتطرقت هذه القرارات إلى الترتيبات الجارية وصولًا إلى استكمال بناء القوات المسلحة والأمن الجنوبي على أسس وطنية وعملية وعلمية ومهنية، يتشرف بها شعب الجنوب على الدوام.

يدرك المجلس الانتقالي أن بوادر التصعيد العسكري هي الأقرب في الجنوب لأن الشرعية الإخوانية غير جادة في الوصول إلى توافق حول استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض وتستمر في تحشيد عناصرها الإرهابية من محافظات الشمال إلى شبوة وأبين وحضرموت، وفي المقابل فإن المليشيات الحوثية تحاول بشتى الطرق اختراق الجنوب عبر جبهة الضالع لتتهرب من أي مفاوضات حالية للسلام وفرض مكاسب سياسية إليها حال اضطرت للجلوس مرغمة على طاولة المباحثات.

وتصاعدت حدة الاشتباكات مع المليشيا المدعومة من إيران، على جبهة الضالع خلال الأيام الماضية، وهاجمت القوات المسلحة الجنوبية، تجمعات لمليشيات الحوثية الإرهابية في جبهة ثره، بقصف مدفعي مكثف.

تؤكد القرارات الأمنية والعسكرية التي المتواترة خلال الأسابيع الماضية من جانب المجلس الانتقالي أن هناك رغبة في أن يحافظ الانتقالي على المكتسبات التي حققها على الأرض والتي بمقضتاها أضحى ممثلاً شرعياً عن شعب الجنوب ومشاركاً في حكومة المناصفة المنبثقة عن اتفاق الرياض.

– رسائل للداخل والخارج..

يتعامل المجتمع الدولي مع القوة المسلحة باعتبارها قاعدة أساسية لأي حل سياسي وتنبي الأطراف الإقليمية الوسيطة تحركاتها السياسية على حسب قوة كل طرف على الأرض، وبالتالي فإن الرئيس الزُبيدي يستهدف بالأساس ضمان استمرار القوات المسلحة الجنوبية رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه بعد أن حققت انتصارات سابقة على كلاً من الحوثي ومليشيات الإخوان الإرهابية.

إلى جانب اطلاع الانتقالي بمهامه نحو إعادة هيكلة القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية الجنوبية فإنه يقوم بالتوازي مع ذلك على حركة تعديلات واسعة في مناصب وحداته المحلية بالمحافظات والمديريات المختلفة، وذلك ليتماشى التطور العسكري والأمني مع التحديث الإداري باعتبار أن المناصب الإدارية سيكون عليها العبء الأكبر للتعامل مع حروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى