المسحراتي تاريخ وذكريات ترتسم في مخيلة أبناء عدن.

سمانيوز / تقرير / خديجة الكاف
منذُ قديم الأزل في شهر رمضان المبارك كان يجوب شوارعها المسحراتي، معلناً وقت السحور لساكنيها ماهو سبب فقدان المظاهر الجميلة التي كانت تظهر في شهر رمضان بهذه المدينة التي تختلف عن باقي المدن، بثقافتها وحضارتها وموروثها الديني.
فالمسحراتي جزء من تاريخ عدن، وهو كان منتشر في كل حوافيها وأزقتها، ويلف شوارعها ليعلم الناس بميعاد السحور.
إن مدينة عدن احتوت أجيالاً مختلفة الثقافات ، والأديان في سمفونية لا يمكن وصفها ، حيث عاشت استقرار، وتجارة واستثمار، سبقت به كل الدول المجاورة ، حيث كان لشهر رمضان مع مسحراتي عدن حياة خاصة كمدينة إسلامية رائعة ، وكان المسحراتي يقوم بالتجوال في شوارع المدينة ، وعبر شوارعها الضيقة ، لإيقاظ الناس في ساعات الفجر الأولى ، إذ كان لرمضان نكهة خاصة، وطعم آخر وليالي ساحرة في هذه المدينة. ويعتبر المسحراتي جزء أصيلاً من ثقافة وتاريخ عدن، لأنها مدينة تاريخية تحاكي كل الأزمان ، فمن بساطة المدينة وأبنائها ، إلى بساطة الحياة ، كان للمسحراتي في رمضان نكهة خاصة في هذه المدينة الرائعة بكل المقاييس، حيث عاشت مدينة عدن ، المدينة الكمسمولية ، كما يحب الكثير تسميتها، وكان للمسحراتي خلال شهر رمضان نكهة خاصة لكنها اندثرت وهو تاريخ يندثر لكون مدينة عدن تاريخية تحاكي كل الأزمان فمن بساطة المدينة وأبنائها ، إلى بساطة الحياة وهي ذكريات ترتسم في مخيلة أبناء المدينة ،الذي نتمنى أن يعود مرة أخرى ، لتعود عدن كمدينة إسلامية عريقة رونقها وجمالها ،وكأن رمضان فيها لم يأتي حين انتزعت منها حضارتها السابقةوفقدت الأصوات الرمضانية الجميلة وتحولت لياليها الرمضانية إلى ليالٍ مخيفة وهادئة.
لقد أصبحت العاصمةعدن تفتقد بعض الرموز الروحانية الرمضانية، بما فيها المسحراتي وذلك بتغير موازينها الرمضانية، وتفتقد أهم الرموز الرمضانية، وذلك لوقوع أهاليها في أزمات خدمية متعددة، وأهمها ارتفاع الأسعار وغياب الخدمات الإنسانية، كالكهرباء والمياه وغيرها، بشكل شبه كامل ومع ذلك زادت فيها الآلام والمآسي.
وقد تحدثتُ مع الحجة فاطمة عبده الاي قالت ياابنتي تسأليني عن الزمن الجميل، المسحراتي جزء من تاريخ عدن، وهو كان منتشر في كل حوافي عدن وأزقتها ويلف شوارعها ليعلم الناس بميعاد السحور وهو شخص طيب يطوف محبة في جيرانه وأهله مع مجموعة من الأطفال يزفونه مع دق الطبول .
مشيرة إلى أن هناك أسر ليس لديها سحور؟ وسؤالك حول المسحراتي قد أبهرني كثيراً وأدهشني وجعل الدموع تتساقط من عيناي كالمطر ، كلما أفكر في عمق المشكلة نتفاجى بظاهرة أكبر وعوائق أكبر، وتدهور معيشي وبيئي في مدينة عدن، وكثرة الآلام التي تلم بعضها، وجروح فوق بعضها، ومشكلات تتناثر من كل ناحية، فقدت المسحراتي وفقدت كل ماكان فيها جميلاً وعظيما في شهر رمضان المبارك.
وأصبحت مدينة عدن كقرية الحاصل فيها تمثيل أفلام ومسلسلات متعددة كونها غائبة عن حضارتها السابقة وأصبح الوضع مأساوي للغاية.
