معركة إفقار شعب الجنوب وأبعادها الآنية والمستقبلية على الأجيال والدولة ككل!.

سمانيوز /متابعات /شقائق / تقرير
إن استمرار الحرب الاقتصادية المفتعلة الدائر رحاها منذ ما يقارب 4 أعوام ضد الجنوبيين ومارافقها من تفشي الفقر بأوساط الأسر التي بات أغلبها عاجزة عن توفير الحد الأدنى من متطلبات الطفل الضرورية كانت سبباً رئيسياً في توسيع ظاهرة تسرب الأطفال والشباب من مراحل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي،
حيث لعب الفقر دوراً في إصابة أبناء الأسر الفقيرة بعقد نفسية واجتماعية أجبرت الكثير منهم على ترك المدرسة باكراً أو عدم الذهاب إليها منذ البداية نظراً لنظرة أقرانه إليه التي تنتقص من كرامته ومن شخصيته فملابسه قد تكون قديمة أو رديئة وحقيبته رديئة أو قديمة ، وكذا حذائه قد يكون مقطعا أو قديما وكراسته ناقصة ، وينقصه الكثير من مستلزمات الدراسة إلى جانب افتقاره للمصروف اليومي ، وغيرها من المنغصات التي تجعله محل سخرية أو شفقة أقرانه ما يؤثر على نفسيته ، ويدفعه إلى ترك المدرسة والالتحاق بسوق العمل ليحصل على المال.
تحذير :
حذّر معلمون وإعلاميون جنوبيون من أن استمرار الحرب الاقتصادية وانهيار المنظومة التعليمية قد يؤثر بل يهدد حاضر الأطفال كون البديل هو الجهل، كما أصبحت الأمية تهدد مستقبل الدولة الجنوبية ، وقد تصبح عبئا عليها لاحقاً في ظل التزايد المستمر في أعداد المتسربين عن التعليم نتيجة الفقر من ناحية والمصيبة الأخرى نتيجة توقف العملية التعليمية وانهيارها التدريجي ما سيؤدي إلى حرمان الطبقات الفقيرة والمتوسطة من التعليم الأمر الذي سيؤدي إلى مضاعفة أعداد المتسربين الذي سينجم عنه مضاعفة الجهل في الحاضر ومضاعفة الأمية في المستقبل،
وبحسب مراقبين ينتظر حاضر ومستقبل الدولة الجنوبية المنشودة تحديات كثيرة البعض منها تراكمي موروث منذ حقبة الاحتلال اليمني والبعض منها ناتج عن سياسات قذرة اتبعتها بعض الدول الشقيقة في الجنوب أقذر من سياسة المحتل اليمني، ويقال إن إفقار وتجويع الشعوب هي أحد أسرار السيطرة عليه.
20 سنة إفقار وسياسة تجهيل يتمخض عنها وضع اجتماعي كارثي :
منذ العام 2011 م حتى اللحظة انعكست الفوضى الحاصلة في اليمن على الجنوب التي لاتزال بحسب الاتفاقات المشؤومة القديمة والجديدة والمفتعلة مقيدة ضمن إطار الوطن الواحد والأزمة الواحدة وكانت الأزمة آنفة الذكر سبباً في تسلل بعض الدول الإقليمية المتربصة التي لم تفوت الفرصة ، فانقض البعض منها على الشمال (اليمن) والبعض منها على الجنوب وباتت الأوضاع كارثية في اليمن والجنوب.
لقد مرت قرابة 12 عاماً على اندلاع الأزمة وأصبح الطفل الذي عمره 10 سنوات شابا عمره 22 وسنة وإذا ما أجرينا مسحا ودراسة على هؤلاء الشباب آنفي الذكر لوجدنا أن أكثر من 60% منهم أميون تسهل عملية السيطرة والتحكم فيهم (منقادين) سواء بالمال أو بالشحن السلبي عبر غسل الأدمغة ، ومع استمرار هكذا وضع هش يصبح مستقبل الأجيال والدولة سواء في اليمن أو الجنوب على المحك إن لم يكن كارثيا محسوما مسبقاً في ظل تفشي سياسة الإفقار والتجهيل وثقافة القتل والحشيش والحبوب والأفلام الإباحية والترويج لها في ظل وجود الحاجة إلى المال.
وعليه فإن للفقر أبعادا سلبية كثيرة وكل بعد ينجم عنه وضع كارثي أكبر في ظل الأوضاع السياسية الإقليمية والدولية التي لا ترحم.
إفقار الشعوب لاستعبادها :
لا توجد شعوب فقيرة على الأرض ، ولكن الحاصل هو إفقار الشعوب لتركيعها ، ثم استعبادها فعلى سبيل المثال شعب الجنوب لم ولن يكن يوماً بإذن الله فقيراً حيث ربنا رزقه من الطيبات والثروات البرية والبحرية والجوية ما يجعله في غنى عن سؤال الناس ، ولكن بفعل السياسات القذرة سواء الموروثة عن المحتل اليمني أو الإقليمية الراهنة الممارسة الخارجية التي أوصلت الألف الريال سعودي إلى قرابة 400 ألف ريال يمني، ثم افتعال حرب خدماتية خانقة لإفقار وتجويع الأسرة والشعب ولإفقار الدولة ، والزج بها في أتون ديون داخلية وخارجية يصعب سدادها في 100 عام ، وكان من أهم مخرجات إفقار شعب الجنوب هو توقف المعلم عن التدريس وعدم قدرة الأسرة على تعليم أطفالها ، فأصبح انهيار منظومة العملية التعليمية وشيكاً إن لم يكن مكتمل الأركان.
إفقار الشعوب مفتاح الشر :
إن إفقار الشعب مفتاحاً للشر بكل أبعاده الجهل والأمية والتخلف والعبودية والحرمان من التعليم ومن الحياة الكريمة ، ومن الخدمات، والاستغلال السلبي صوب الانحراف والرذيلة، فالإفقار يدفع الناس للبحث عن المال ، فالحاجة إلى المال تدفع بالبعض ليصبح أداة رخيصة للقتل أو للدعارة أو مهرب مخدرات وغيره ،
كما أن إفقار الأسرة يمنعها من تعليم أولادها وبناتها ، وباختصار شديد ، فإن سياسة إفقار الشعوب هي أخطر وأقذر السياسات على الأرض ، وليست ببعيدة من القتل الجماعي بالسلاح النووي،
والحاصل على أرض الجنوب هو ممارسة سياسة إفقار تحمل أبعاد خبيثة الغرض منها تحقيق أهداف آنية وأخرى استراتيجية يتوجب التركيز عليها أهمها إيقاف العملية التعليمية واتساع الهوة بين المدرسة والأسرة على طريق انهيارها التدريجي.
ختاماً .. يتوجب على المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض الشعبي والسياسي الوحيد من قبل شعب الجنوب التصدي بحزم وبقوة لمعركة الإفقار والتجويع الحاصلة الممارسة ضد شعب الجنوب وعليه استخدام كل الوسائل المتاحة لمنع استمرارها.