تقاريرقضايا عامة

المرأة على طرفي نقيض .. من ينقذها؟

سمانيوز-شقائق/تقرير / فتحية علي

المرأة جوهرة ثمينة تتزين بها الكرة الأرضية ، ولكن كثير من الناس يجهلون قيمتها فهي الأم والزوجة والأخت والابنة هي النصف الآخر الذي لايكتمل ولا يتم المجتمع إلا به، هي نصف المجتمع الحنونة الرقيقة المدرسة التي على يديها تتربى الأجيال ، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
وعلى اختلاف طبائع الرجال هناك صورة لامرأة لا يستطيع الرجل أن ينساها بل يراها دائما متجسدة في جميع شؤون حياته المكملة لوجوده فهي المرأة المنتمية، الصبورة، الذكية، الأنثى، هي التي تنتمي إلى واقع الرجل تشاركه كل لحظة ، وتشعر بكل تفاصيل حياته هي الصبورة التي صبرت وتحملت ووقفت إلى جانب الرجل في السراء والضراء دون كلل أو ملل أو منة أو أذية ، ولم تتركه يكابد مشاق الحياة لوحده بل تظل ملاصقة له، كذلك هي المرأة الذكية القادرة على التكيف مع طبيعة وعقلية شريك الحياة وتعلم كيف ومتى تجعل زوجها يظهر ويبرز ويتقدم للأمام تسانده وتدعم الثقة في نفسه وتعزز شخصيته وبحسب المقولة المشهورة خلف كل رجل عظيم امرأة ، وهي أيضاً الأنثى العفوية الحنونة الضعيفة التي تشعر الرجل برجولته وقوته ، هي التي يشعر الرجل أن حياته معها كتاب مفتوح يبادلها فيه الصراحة والوضوح والبراءة ومشاعر الحنان الفياضة التي تغمر الرجل في بحر من الحنان والعطف والأمان يشعر معها وكأنها ليست الزوجة والحبيبة فقط، بل هي الأم أحيانا، فالرجل في حقيقته طفل كبير ، ولكن مع فارق المتطلبات. كما أنها المرأة المعطاءة والمضحية القوية الضعيفة هي المرأة التي تترك أثراً لا ينسى لدى الرجل فهو يشعر بوجودها وبأنها حاضرة دائماً تمده بكل ما تملك وكل ما تستطيع دون أن تعايره أو تنتقص من قيمته. المرأة كائن جميل بها أصبح الكون جميلا.

لماذا العنف ضد المرأة؟

إذا لم تعجبك فعليك تركها فقد لاتناسبك وتناسب غيرك كذلك الحال يطبق على الرجل لا داعي لاستخدام العنف لفرض الذات ، لا داعي لاستخدام العنف ضد المرأة والعكس صحيح ،
تتعرض المرأة للعنف.
في عدة مواطن في الحرب والسلم أحياناً في البيت وتارة في الشارع وتارة في العمل وأحيانا بوسائل النقل والسبب أنها مخلوق ضعيف وغالباً مانجد الجاني من أرذل البشر ولأسباب أتفه منه.
كما أن المرأة هي المخلوق الأكثر عرضة للعنف في أوقات الحرب، تتجرع مرارة النزوح والتنقل من منطقة إلى أخرى وتتضاعف المعاناة والمسؤولية في حال فقدانها زوجها أو من يعيل الأسرة ، وللعنف ضد المرأة أكثر من صورة ، وفي عدة أماكن فقد تتعرض مثلاً للاختطاف، وبحسب معلمة تعمل بأحد المدارس في العاصمة عدن قالت أثناء عودتي من الشيخ عثمان إلى منطقة الرباط كنت راكبة في سيارة أجرة فوكسي وللمصادفة أن جميع الركاب نزلوا ولم يتبق غيري وعند وصول السيارة إلى المكان الذي اقطن فيه طلبت من السائق أن يتوقف لكي انزل ، ولكنه رفض وقال لي انتي معي محاولا اختطافي ما اضطرني إلى القفز من السيارة ما أدى إلى إصابتي بكدمات وجروح في عدة أماكن من جسدي نقلني بعض فاعلي الخير إلى مستشفى الصداقة لتلقي العلاج واتصلت بزوجي واخواني الذين حضروا لاحقًا وابلغنا الشرطة واعطيتهم مواصفات السائق والسيارة ولايزال البحث جاريا . كما تتعرض بعض النساء أو البنات لسرقة الحقائب او للابتزاز والعنف والتنمر الإلكتروني وهو الشائع والأكثر خطورة. إلى جانب العنف ضد المرأة والتحرش بها في الجامعة أو بمرفق العمل أو من قبل أرباب العمل أو حرمانها من الميراث . كل هذا وغيره سببه النظرة المجتمعية الدونية للمرأة والتقليل من شأنها المستمد من ثقافة خاطئة . كل ذلك جعلها عرضة أيضاً للتهميش إدارياً وسياسيا ، فأصبحت شبه مستبعدة من المناصب الإدارية ومن مواقع صنع القرار بأغلب البلدان العربية بما فيها دولة الجنوب العربي.

المرأة بين طرفي نقيض :

ختامًا .. في المقابل وخصوصاً في المجتمعات الغربية المنفتحة تسير الأمور عكس أو نقيض الحاصل في المجتمعات العربية تمامًا لاسيما وأن المجتمعات الغربية تنظر للمرأة على أنها سلعة يجب استثمارها وأن لا يقتصر دورها على الأمومة في البيت ، بل يتعداه وإلا فإنها تشكل عبئا على المجتمع والدولة ويطالبها بل يتم إرغامها هناك على الخروج وأن تصبح رافدا إنتاجيا اقتصاديا وتحولت إلى سلعة تجارية استثمرها الساسة وأرباب العمل لإدرار المال لو على حساب عفتها وحشمتها وأنوثتها والتنصل عن دينها.
وتكاد المرأة تعيش بين نقيضين أحدهما منفتح ظالم جردها من كل شيء واستخدمها سلعة بذريعة الحرية التي يراها البعض مجرد سفور وإن الحرية المقصوده في المجتمعات الغربية هي حرية استمتاع الذكور بالمرأة عقب تجريدها من دينها وعفتها ، وآخر منغلق ظالم أقصاها واستحوذ على أغلب حقوقها،
وبين هذا وذاك تظل الشريعة الإسلامية وتعاليمها السمحاء هي الحل الوسط وهي من تصون للمرأة دينها وحقوقها وكرامتها وعفتها وشرفها وهي المنقذ لها من الذئاب البشرية التي تفتعل المبررات والحجج للنيل منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى