تقاريرقضايا عامة

«الزوجة وأهل الزوج» سوء فهم ورواسب خاطئة متوارثة، كيف نتخطاها ؟

سمانيوز-شقائق/ تقرير

تعيش المجتمعات العربية والإسلامية خاصة الأسرة ( الأزواج) حالة من سوء التفاهم المتبادل والرواسب الخاطئة المتوارثة، حيث للزوجات الناشئات مع أهل الزوج صولات وجولات وقصص أغلبها سلبية تراجيدية ناجمة عن سوء تفاهم متبادل وعن رواسب عائلية خاطئة متوارثة نسوق إليكم عينات منها :
تزوج أحدهم بفتاة جميلة وعقب الزواج بعامين بدأت تبرز إلى السطح خلافات وسوء تفاهم بين الزوجة وأم الزوج وتفاقمت مع الوقت . وذات يوم قالت الزوجة لزوجها أنا لايمكن أعيش مع أمك في بيت واحد. حاول الزوج إقناع زوجته مرارًا وتكرارًا بالعدول والصبر والتأقلم والبحث عن الجوانب الإيجابية ، ولكن دون فائدة. قال لزوجته ما الذي يرضيك قالت أبغاك تحط أمك (الأرملة) في دار المسنين هناك سوف تجد عناية واهتمام أفضل . جلس الزوج مع أمه وأقنعها بالذهاب إلى دار المسنين لتمضي ما تبقى من حياتها هناك وبالفعل وضعها في دار المسنين ، وعقب سنه رزق بمولود اسماه خالد. كان الزوج يزور أمه في دار المسنين بين الحين والآخر إلى أن توفاها الأجل. ماتت أمه وفي المقابل كبر خالد وبلغ عمره 25 عامًا قالت أم خالد لأبو خالد نريد نزوج ولدنا خالد وافق الأب وذهبت أم خالد تبحث لولدها عن زوجة نجحت في العثور على الفتاة المطلوبة وزوجا ولدهما خالد وعقب الزواج ب 3 سنوات مات أبو خالد .
بدأت المشاكل بين زوجة خالد وأمه وحاول خالد أن يهدي الوضع ويقنع الطرفين بالتأقلم والصبر والبحث عن الإيجابيات والتسامح والمحبة ، ولكن زوجة خالد ظلت مصرة ودائماً تتضجر من أم خالد وفي نهاية المطاف قالت لزوجها خالد إنها لاتستطيع العيش في البيت وأن عليه الاختيار بينها وبين أمه، قال خالد لزوجته ما الحل الذي ترينه مناسبا قالت له أقنع أمك بالعيش في دار المسنين هناك ستجد عناية واهتمام وراحة بال ، اقنع خالد أمه وبينما كان في طريقة لنقل أمه من البيت إلى دار المسنين صادف بعض أقاربه الذين شتموه وأهانوه على صنيعه وقالوا له أنت ولد عاق الوالدين، قالت أمه اتروكوه إنه ابني وهو ليس عاق بل أنه رجل طيب وأن هذا الصنيع الذي يفعله هو من صنع يدي لقد تعاملت مع أم زوجي بنفس المعاملة وهذا جزاء صنيعي في الماضي. وبالفعل تم وضعها في دار المسنين إلى أن توفاها الأجل، والجزاء من جنس العمل.

التفاهم والابتسامة وحسن المعاملة والكلمة الطيبة :

يقولون إن الكلمة الطيبة تكسر العظم الصليب. والابتسامة في وجه أخوك المسلم (صدقة) بحسب ما ورد عن نبي الرحمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. كما أن الابتسامة تجعل جميع عضلات الجسم تسترخي بحسب ما أثبت العلم الحديث.
وعلى الزوجة أن تستبشر خيرا في أهل زوجها وأن تنظر إليهم نظرة حب ومودة لا نظرة عداوة أو نفور ، وفي المقابل فإن الزوجة أمانة في عنق الزوج عليه صيانتها وحفظ كرامتها وبذل قصارى جهده لإسعادها وتعويضها عن حب وحنان وعطف أمها وأبوها وأخوانها وأخواتها.
وعلى الزوجة أن تعلم أن جانباً كبيراً من عوامل نجاح حياتها الزوجية يتوقف على حسن العلاقة بينها وبين أهل زوجها. عليها أن تشعر زوجها أنها أضافت جديداً إلى حياته بدلاً من الإحساس بأنها تحاول القضاء على صلته الوثيقة بأهله.
على الزوجة أن تتعامل مع الواقع المستجد بوعي وحكمة ،
فأهل الزوج يرون أن الزوجة قد تخطف الابن منهم. سيما وأن للإعلام من خلال مسلسلاته وأفلامه دوراً في ترسيخ هذه الفكرة خاصة عند الأمهات وأخوات الزوج من خلال تصوير زوجة الابن بصورة المرأة المتسلّطة أو الغريبة التي ستخطف منهم فلذة كبدهم، تسلب روحه ولبّه وفكره وعقله وعطفه وكل شيء فيه.
لذلك على الزوجة أن تكون واعية واقعية مدركة متأقلمة
وعند حدوث أي مشكلة بين الزوجة وأهل زوجها،
ينبغي عليها أن تحاول جاهدة أن لا تنتقل هذه المشكلة بينها وبين زوجها ولتحاول قدر المستطاع محاصرة المشكلة في أضيق نطاق، كما يتوجب عليها في جميع الأحوال بناء جسور من الود والمحبة بينها وبين أسرة زوجها. وأن لاتتحول إلى جاسوس يترقب زلاتهم وينقل أسرارهم والتقليل من شأنهم أمام أهلها .

الزوجة المتأقلمة المرحة سعيدة تسعد الآخرين :

غالباً ما يستبشر أهل الزوج خيراً في زوجة ابنهم ويرونها وجه خير وبركة دخل وهل عليهم ، لذا يتوجب عليها أن تكون عند حسن ظنهم ، زوجة متأقلمة مرحة سعيدة تسعد الآخرين. لاسيما والرجل غالبا يميل إلى المرأة المرحة التي تتمتع بحس الدعابة وتقبل مزاحه، وتضحك من قلبها له، التي لديها القدرة على التخفيف من لحظات التوتر بخفة دمها وتنسيه متاعبه ويمضي برفقتها أوقاتًا جميلة، المرأة التي تجعل جو المنزل والاسرة سعيداً ودافئًا، وتتجاوز المشكلات وتتغاضى عنها، وفي المقابل يكره الرجل المرأة النكدية الكئيبة ويهرب منها .

عموماً العلم في الصغر كالنقش في الحجر حيث تلعب الاسرة دورا كبيرا في تنشئة الفتاة بين السلب والإيجاب فبعض الأسر تقلل من قيمة الزوج في نظر زوجته ، وينعكس ذلك سلبا على علاقته بزوجته وعلى حياته الزوجية ككل والعكس صحيح . ولتكن وصية امرأة جاهلية لبنتها ليلة زفافها دستور حياة حيث قالت أمامة بنت الحارث لبنتها في ليلة زفافها : أي بنية! احفظي عني عشراً تكون لك حرزاً : الصحبة بالقناعة، وحسن المعاشرة بالسمع والطاعة، والتعهد لموضع عينه، ولموضع أنفه، فلا يشم منك إلا أطيب ريح ولا تقع عينه على قبيح، والكحل من أطيب الطيب، والماء أحسن الحسن، ولا تفشي له سره، ولا تعصي له أمره، فإن أفشت سره أوغرت صدره، وإن لم تطعي أمره لم تأمني غدره، والتعهد لوقت طعامه والهدوء عند منامه ؛ فإن حرارة الجوع ملهبة وإن تنغيص النوم مغضبة.
ثم قالت لها : قومي على حفظه وحفظ أبنائه، واحفظي له ماله.
ثم تقول : كوني له أرضاً يكن لك سماءً، كوني له مهاداً يكن لك عماداً، كوني له أمة يكن لك عبداً، لا تلتصقي به فيكرهك، ولا تبتعدي عنه فينساك، لا يشم منك إلا طيباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى