السلايدر الرئيسيتقارير

نساء قياديات وأمهات لـ«شقائق»: طلابنا ينحتون الصخر لأداء امتحاناتهم في ظل أوضاع صعبة

سمانيوز-شقائق/ استطلاع/ خديجة الكاف

يتوجه أبناؤنا طلاب الثانوية العامة إلى المراكز الامتحانية، في ظل ظروف صعبة تمر بها العاصمة عدن، من انقطاعات للكهرباء وازدياد درجات الحرارة إلى أعلى مستوى، وفي ظل حاجة الطلاب لتوافر الظروف الملائمة التي تجعلهم في حالة تركيز تام قبل خوض الامتحانات.

وهنا كان الأحرى من وزارة التربية التنسيق مع وزارة الكهرباء لعدم قطع الكهرباء على المراكز أثناء سير امتحانات الثانوية العامة، وقطع الاتصالات خلال وقت الامتحان بعد إشعار مشتركي الاتصالات، للقضاء على ظاهرة الغش المتطورة، واستدعاء مدراء ووكلاء المدارس والمشهود لهم بالانضباط والحزم لرئاسة المراكز الامتحانية، بالإضافة إلى تواجد الإخصائيين الاجتماعيين ومعلمي علم النفس والإرشاد التربوي للإشراف داخل مراكز الامتحانات، والسماح بدخول الطلاب للجان بدءًا من الساعة الثامنة والربع صباحاً بعد تنفيذ آليات تفتيش الدخول، مع التنبيه بعدم التفتيش مرة أخرى أثناء انعقاد الامتحان.

ومن أجل تسليط الضوء على وضع المدارس خلال فترة الامتحانات، وازدياد ساعات انقطاع الكهرباء وتأثير ذلك على أداء الامتحانات، وكيف تتم عملية المذاكرة في المنازل، وإيجاد آلية ضبط سير العملية الامتحانية من أجل الحد من ظاهرة الغش أثناء أداء الامتحانات، التقينا عدداً من النساء القياديات والأمهات اللاتي يسعين إلى خلق جيل متعلم متسلح بالعلم والمعرفة الصحيحة.. وإليكم التفاصيل:

طلاب الثانوية عليهم استغلال الأماكن المضيئة:

تقول الأستاذة آسيا محمد نجيب، وهي وكيلة فنية وناشطة : ماراثون الامتحانات جاء هذا العام وسط موجة حر شديدة تعرضت لها البلاد، وانعكست على انقطاعات الكهرباء بعد زيادة عدد الساعات والتي وصلت إلى 10 ساعات، في ظل حاجة الطلاب لتوافر الظروف الملائمة التي تجعلهم في حالة تركيز تام قبل خوض الامتحانات، ولكن هذا ليس بجديد.

وتضيف قائلة: هنا يتوجب على الأسرة والطالب إيجاد حلول مبدئية، تمكنه من استغلال وقت عودة الكهرباء، وعدم الاعتماد على موضوع تسهيل أداء الامتحان في المركز الامتحاني (الغش، والتساهل).
وعلى الأسرة تحديد الفترة التي تنقطع فيها الكهرباء في المنزل يوميًا، وضبط وإدارة وقت أبنائهم طلاب الثانوية العامة في ضوء تلك الفترة، وتدريبهم على الاستيقاظ مبكراً من النوم لبدء المذاكرة، وحثهم على استغلال الأماكن المضيئة في المنزل أثناء فترات انقطاع الكهرباء، مثل السطح أو غرفة يدخلها ضوء الشمس، وتقليل تضييع الوقت في فترات ما قبل وما بعد انقطاع الكهرباء.

وتواصل تقول : بالإضافة إلى محاولة ضبط مواعيد دروس أبنائهم الطلاب الخارجية مع فترة انقطاع الكهرباء قدر الإمكان، أو على الأقل قيامهم ببعض الأمور الخارجية المطلوبة منهم أثناء تلك الفترة، واستغلال الفترة التي تنقطع فيها الكهرباء في النوم في حالة الفشل التام في استغلالها في التحصيل، لاستعادة نشاطه وتركيزه في ضوء استيقاظه مبكرًا..
مشيرةً إلى أن هناك بعض الاختلالات في سير العملية الامتحانية، وللأسف تنامي ظاهرة الغش والتطبيع الجماعي معها صار موضوعاً غير مستهجن ( لا جديد)، ويطالب به الجميع. كما يحظى الطالب بتعاطف الأسرة في ظل الوضع المعيشي والخدماتي التي تمر به البلاد، في حين يعتبر المراقب الملتزم متهما، وتساهم بعض الأسر في استفحال هذه الظاهرة بتوفير كل الوسائل التكنولوجية لتسهيل المهمة.

وتواصل حديثها قائلةً : يساهم بعض المراقبين في عملية الغش، من خلال تساهلهم أثناء المراقبة إما استهتارا بالمسؤولية أو طمعا أو خوفا، في ظل غياب الأمان في محيطهم.

وتضع آسيا بعض المقترحات لآلية انضباط سير العملية الامتحانية، التي لابد أن يتبعها المعلمون، كما تضع بعض طرق الحد من ظاهرة الغش أثناء أداء الامتحانات، وهي الآتي :
• تأجيل عقد امتحانات الثانوية العامة إلى شهر أكتوبر، ( 3 أشهر من انعقادها الفعلي)، حتى يتسنى إكمال المناهج الدراسية، والابتعاد عن موجة الصيف وانقطاعات الكهرباء، أو جعلها خلال الفترة المسائية.
• عقد اتفاقات مع مدارس أهلية بعقد امتحانات الثانوية العامة في فصولها، وذلك مقابل إعفاء من رسوم الطلاب التي يتم دفعها سنوياً، أو استئجار الصالات الرياضية والقاعات المغلقة.
• التنسيق مع وزارة الكهرباء بعدم قطع التيار على المراكز الامتحانية أثناء سير امتحانات الثانوية العامة، وقطع الاتصالات خلال وقت الامتحان بعد إشعار مشتركي الاتصالات للتقليل من ظاهرة الغش المتطورة.
• استدعاء مدراء ووكلاء المدارس والمشهود لهم بالانضباط والحزم لرئاسة مركز الامتحان، وتواجد الإخصائيين الاجتماعيين ومعلمي علم النفس والإرشاد التربوي داخل مراكز الامتحانات للإشراف على العملية الامتحانية، والسماح بدخول الطلاب للجان بدءًا من الساعة الثامنة والربع صباحاً بعد تنفيذ آليات تفتيش الدخول مع التنبيه بعدم التفتيش مرة أخرى أثناء انعقاد الامتحان.

مؤكدةً على أهمية تدريب رؤساء اللجان على آليات دخول الطلاب، وإعداد التقارير اليومية بما يحدث في اللجنة لعمل تقرير نهائي من رؤساء اللجان والمراقبين الأوائل وتقييم أدائهم، وتوافر كتيبات المفاهيم في اللجان وتطابقها مع أعداد الطلاب، وضرورة التنبيه على الطلاب بعدم الكتابة على كتيب المفاهيم وعدم إتلافه وتسليمه للمراقبين بعد انتهاء الامتحان يوميًا، موضحة أنه لن يتم منح إخلاء طرف لرؤساء اللجان إلا إذا كانت أعداد الكتيبات كاملة.

وتواصل قائلة: زمن ذلك أيضاً التشديد على التأكد من دخول الطلاب إلى اللجان بدون أي أجهزة إلكترونية (موبايل – سماعات – ساعات سمارت – كمبيوتر محمول)، وعدم دخول المراقبين أيضاً بالهاتف المحمول، والتأكد من قيام الطالب بتسجيل بياناته على ورقة الإجابة وورقة الأسئلة بصورة صحيحة، ومراجعة المراقبين والتوقيع عليها بصحة البيانات.

وشد وحزم الأمور على الطلاب:

فيما تقول الأستاذة مروى كمال حميد، وهي باحثة وناشطة ومثقفة مجتمعية و HR لدى مؤسسة بصمة حياة للأعمال الإنسانيّة: إن وضع المدارس للأسف أصبح من سيئ إلى أسوأ، في ظل الظروف التي نعانيها من تدهور في الكهرباء لما يسببه من انعكاسات كبيرة على حال الطلاب، وينعكس ذلك على مستواهم التعليمي وقدرتهم على الحفظ والاستيعاب، برغم وجود البدائل لبعض الأسر والتي هي كذلك لا تعطي التشبع الدائم بالكهرباء وإنما بشكل محدود.

وتشير إلى أن الآلية لا تكون حالياً مجدية في ظل سير الامتحانات، بل لابد أن تكون هناك خطة دائمة من قبل فترة الامتحانات في أيام الدراسة اليومية، وهي أن يعطي المعلمون جهودهم من شرح وتعليم الطلاب، وأن يضربوا بيد من حديد من حيث الحضور والغياب بالذات لمراحل الوزاري، وألاّ يكون التركيز فقط على مراحل الثانوية التي يصيبها الانفلات والتسيب.

وتؤكد أنه يجب على المعلمين أن يقوموا بالمتابعة والتشديد على الطلاب، وتبليغ الأهالي بالانفلات والغياب، وأن يعمل الأهالي مع المعلمين في شد وحزم الأمور على الطلاب، ويعتبر هذا الإجراء لمصلحتهم وألاّ يكون فقط على سير العملية الامتحانية، وأن تكون على عملية سير السنة الدراسية النهائية لمرحلة الثانوية وبقية المراحل الدراسية.

موضحةً أنه يجب على المعلمين إعطاء طلاب الثانوية العامة كل ما يتطلب في سير العملية الدراسية، وكل المعلومات التي يحتاجون إليها والتي تسهم في زيادة العلم والمعرفة، وأن يقوموا بوضع حدود ونصوص وآليات تمنع اللامبالاة في وضع العقاب اللازم للحد من هذه الظاهرة، وذلك بمساعدة الأهالي من خلال نصح أبنائهم الطلاب على عدم الغش وعدم الإهمال.

وتضيف قائلة: أصبحت الأمور أسوأ، حيث أصبح الأهالي هم من يساهمون في انتشار ظاهرة الغش في أوساط أبنائهم طلاب الثانوية العامة، وذلك من خلال مساعدتهم بطرق متعددة مثل إعطاؤهم الجوالات والمبالغ المالية. للأسف بعض الأهالي يسمحون لأبنائهم بحمل السلاح والتوجه به إلى مقرات الامتحانات الوزارية، من أجل التخويف والترهيب إذا تطلب الأمر ذلك.

تسيس العملية التعليمية:

أما الأستاذة سارة السبع، وهي إعلامية ومخرجة بصحيفة 14 أكتوبر، فتقول: امتحانات الثانوية العامة تعتبر مصيرية للطلاب لأنها مرحلة انتقالية، والنتيجة النهائية تفرق بدخول الجامعة المراد الالتحاق بها.

وتواصل قائلة: لكن للأسف وضع البلاد المتوتر والظروف المحيطة بالطلاب ثؤثر على مستوى تعليمهم وذلك لأسباب عدة منها: انقطاعات الكهرباء المستمر ولساعات طويلة، كما قامت بعض المدارس بالإضراب بسبب ضآلة رواتب المعلمين وشعورهم بالاستياء من وضعهم وعدم تقدير جهودهم، حيث ما زالت رواتبهم قليلة مقابل عملهم، مما يجعل البعض منهم يقصر في عمله، وكل ذلك له تأثير سلبي على الطلاب ومستواهم في الدراسة.

وتقول السبع : أشعر أن هناك مؤامرة على أبنائنا الطلاب من خلال تسييس العملية التعليمية، بهدف تجهيل الجيل القادم، حيث أصبحت ظاهرة الغش مباحة وكأنها رحمة للطلاب، بينما هي في الحقيقة تشجيع على الجهل والعقل الفاضي، ما يجعل الجيل القادم جيلاً فاشلاً لا يقدر أن يساعد بلده ولا ينجح بمجالات العمل.
وأتمنى من كل أهالي الطلاب أن يولوا تعليم أولادهم الاهتمام الكبير، وحثهم على الاجتهاد والمثابرة في دراستهم.

تكاثف جهود المخلصين وعدم انهيار العملية التعليمية:

وتقول المهندسة إيمان شيخان، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي: مازال وضعنا في العاصمة عدن غير مستقر في كافة النواحي، وخصوصا الخدمات وعدم توفرها، والتي تؤثر سلباً على أعمال ومهام كثيرة في وطننا الجنوب، وفي مجالات عدة صحية وتربوية واجتماعية ومن هذه النافذة.

وتواصل قائلة : انقطاعات الكهرباء المتكررة يعاني منها بشكل أكبر أبناؤنا طلاب التعليم العام أو طلاب التعليم الجامعي، حيث يقاسون ظروفاً صعبة أولها زيادة درجة الحرارة وعدم توفر الكهرباء بالشكل المطلوب، مما يزيد من معاناتهم سواء أثناء تأدية الامتحان أو أثناء المراجعة ليلاً، حيث يصعب على الطالب التحضير للامتحان بشكل جيد، ويكون أداؤه غير موفق في أغلب الأحيان.

مشيرةً إلى أن الإعداد التام للامتحانات في المدارس يتم من قبل الجهة المشرفة على الامتحانات بشكل منظم، ولكن بعض المدارس يتم فيها الغش، ويكون بعض المعلمين للأسف متورطين في تسريب الأسئلة، مع أنّي مع مسألة مراعاة وتفهم الوضع الذي فيه الطلاب، وأشجع على تقديم التسهيلات والمساعدة لهم، ولكن الغش بشكل فاضح والاعتماد عليه هذا خطأ فادح وكبير، سوف ينتج لنا أجيالاً مستواهم التعليمي متدنٍ وضعيف.

مؤكدةً أن المستوى العام توجد فيه اختلالات طالما المعلم مازال فاقداً لبعض حقوقه، والمدارس مزدحمة بالنازحين وبسبب الازدحام بعض طلاب أبناء الجنوب في البيوت، وبعض المدارس غير مرممة ولا مؤهلة، ومع هذه الأمور تسير إلى الأفضل بتكاثف جهود المخلصين الخيرين الذين يهمهم بدرجة رئيسية عدم انهيار العملية التعليمية مهما كانت الظروف ومهما كانت التحديات.

ثقافة الفشل وإفشال:

وتقول الأستاذة رباب مهيوب، طالبة ماجستير : في الواقع أصبحت عملية المذاكرة هي امتحان بحد ذاته، فقد ألقت ثقافة الفشل بظلالها على الشريحة الأكبر من الممتحنين، فأضحى اقتطاع وقت مناسب للمذاكرة من رابع المستحيلات، فالطالب المثابر الطموح يواجه المستحيل لتحقيق أحلامه في الفهم والحصول على شهادة تؤهله لكلية مناسبة.

وتواصل قائلة : والطالب جزء من أسرة يحتاج الأكل قبل التعلم، لذا (فهو أو هي) الجميع بات يعمل ولو بأعمال بسيطة لتوفير مصاريفه الشخصية وأيضا العائلية.

وتشير إلى أن معظم الطلاب والطالبات لديهم وقت قصير للمذاكرة، سواء عند وجود الكهرباء الحكومية أو من خلال البطارية أو ألواح الطاقة وغيرها، ولكن الطموح يذلل المستحيل.

وتوضح أن الأصل في المدرسة أن تكون “مثلت”، من المبنى والطالب والمعلم، فالمدرسة بلا كهرباء والطالب يمتحن وهو يعرق ويحاول ألاّ يبلل الورق الامتحانية، وهو مضطرب النفس من التوتر ونقص النوم والخوف من الامتحان، والمراقب الذي هو مدرس بلا راتب ويشعر بأنه يعمل دون فائدة، ويحاول الاستفادة من الوضع بأخذ أموال من الطلاب.

وتقول “هنا يبرز الاختلال المتكرر في كل عام، في طريقة سير العملية الامتحانية بسبب استمرار التردي في الأوضاع الاقتصادية لأبناء البلد والمعلم على وجه الخصوص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى