تقارير

رواتب ضئيلة ومعاناة لا نهاية لها .. متقاعدو الجنوب جرح لم يندمل..!

سمانيوز / تقرير / محمود انيس

الموظف المتقاعد في جميع دول العالم، أي الموظف الذي استكمل خدمة عمله في أي مرفق حكومي كان، ومن الطبيعي أن يتم إحالته للتقاعد وبعدها يحدد له معاش تقاعدي حسب فترة الخدمة والمؤهل والدرجة الوظيفية الذي كان يعمل بها.

ولكن في الجنوب، هناك الآلاف من المتقاعدين المدنيين والعسكريين والذين تم تسريحهم من وظائفهم تحت مبرر عمالة فائضة وغيرها من المبررات الواهية.ولكن وضع متقاعدي الجنوب يختلف عن وضع متقاعدي كل العالم بكل ما تعنيه الكلمة.

فالمتقاعد في الجنوب يعاني معاناة لا نهاية لها وأبرز المعاناة التي يعانيها، تدني راتبه التقاعدي، بالإضافة إلى انهيار العملة المحلية منذ سنوات،إضافة إلى ذلك تأخير ومماطلة صرف المرتبات وحرمانهم من الزيادات والتسوية.

وفي نفس السياق، شكى متقاعدون مدنيون وعسكريون من تأخر صرف مرتباتهم، مشيرين إلى المعاناة التي يواجهونها لاستلام مستحقاتهم بسبب نفاد الأموال في مكاتب البريد بمديريات العاصمة عدن.

وأوضح عدد من أقارب المتقاعدين بأنهم يتكبدون عناء التعب وخسارة المواصلات بسبب العراقيل التي يضعها أمامهم العاملون بمكاتب البريد، لاستلام مرتبات التقاعد الخاصة بذويهم المتوفيين أو المرضى.

واستغرب المتقاعدون بقولهم : على الرغم من المرتب الضئيل الذي لا يساوي شيئًا أمام ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانهيار العملة إلا أننا حرمنا من هذا المرتب”.

وأفاد المتقاعدون أنهم يستلمون نحو 30 ألف ريال، أي ما يقابل قرابة 21 دولاراً، كمعاش تقاعدي لا يكفي لتوفير أبسط مقومات الحياة لأسرهم.

تجاهل وغياب دور الدولة والمعنيين :

يقول فرج عبدربه متقاعد : نواجه صعوبات كبيرة ومعاناة ووضع لا يسر عدو ولاحبيب ، وكل هذا والمسؤولون في سبات تام.وأنا متقاعد بدرجة مدير وعندي مؤهل، وراتبي التقاعدي 87 الف، ودرجتي الوظيفية ومؤهلي دبلوم يوازي بكلاريوس، راتبي هذا قبل ثلاث أربع سنوات كان يادوب يكفي ويغطي ما تحتاج اسرتي من مواد أساسية إلى جانب الأدوية وربك يدبر الباقي .

وأضاف العم فرج قائلاً : أنا متقاعد منذ مايقارب عشر سنوات إلا أننا لم تشملنا أي زيادة أو تسوية تذكر لمرتباتنا من قبل الحكومة أو الخدمة المدنية بالرغم من الحديث عن ذلك. وقد أصبح راتبي أقل من 100 دولار بالمقابل أصبح كل شيء مرتفع ثلاثة أضعاف السابق فما الحال بنظرك ياعزيزي مع هكذا وضع.

ويقول الصحفي العدني منير مصطفى : المعاملة التي يتعرض لها المتقاعدون في مدينة عدن أثناء صرف رواتبهم الشهرية لم تعط هؤلاء الاحترام والتقدير نظير عملهم. وهناك عدد كبير من كبار السن وهم يتكدسون أمام مكاتب الصرافة، وهذا هو حال المتقاعدين في عدن، يضطرون للوقوف في طوابير طويلة أمام مكاتب الصرافة لاستلام رواتبهم الشهرية، وكأنهم يتسولون وليسوا مواطنين قدموا حياتهم لخدمة وطنهم”.

وأشار مصطفى إلى أن هؤلاء المتقاعدون عملوا لسنوات طويلة في مختلف المؤسسات الحكومية، وتعرضوا لأمراض مزمنة بسبب تقدم العمر، إلا أنهم لا يجدون من يقدر جهودهم، ويحافظ على كرامتهم.

وتساءل مصطفى : أليس من حق هؤلاء المتقاعدين أن يحصلوا على معاشاتهم بكل كرامة وراحة؟ أليس من واجب الجهات المسؤولة أن توفر لهم بيئة مناسبة لصرف رواتبهم؟”.

ودعا مصطفى الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين أوضاع المتقاعدين، وتوفير آليات أفضل لصرف رواتبهم ، بما يحفظ كرامتهم ويراعي ظروفهم الصحية.

فيما قال مهيب درحان : أين دور الحكومة والدولة من معاناة المتقاعدين ألا يكفي معاناة نعيش بها منذ سنوات وسط عجز وتقاعس الحكومة عن أداء مهامهم، فبعد زيادة الوضع سوء واستياء ظلت ولا تزال الدولة والحكومة في سبات عميق ، فمعظم المتقاعدين رواتبهم تكاد لاتتجازو 50 ألفا أي ما يعادل في الوقت الحالي 100ريال سعودي بينما أصبح الكيس الرز الخمسة كيلو يصل سعره لربع الراتب فهل يعقل هذا؟.

وبحسب ما توصلنا له فإن هناك زيادات تحصل عليها عدد من المتقاعدين وبالمقابل قد تم حرمان عدد كبير من تلك الزيادة، جاء هذا بعد تصريح رئيس جمعية المتقاعدين والذي اكد من خلاله بأن هناك متقاعدين قد تم حرمانهم من الزيادات.مستنكرا حول ماتحصل عليه عدد من المتقاعدين على زيادة 300٪ بينما الأغلبية الكبرى جرى حرمانهم منها.

هناك مصادر خاصة في وزارة التأمينات كشفت بأنه من المتوقع أن تجري زيادة في معاشات المتقاعدين بعد أن جرى تسليم الدفاتر الجديدة للمتقاعدين ، وأن هناك جهودا تبذل للبدء والعمل على مراجعة ملفات ومعاشات المتقاعدين

ختاماً ..

تعرض الكادر الجنوبي في كل مؤسسات ومرافق الدولة إلى الإقصاء والتهميش والإبعاد القسري بعد أن دخل شعب الجنوب مع الجمهورية العربية اليمنية بوحدة غير متكافئة ومتكاملة، والتي نتج عنها احتلال يمني بغيض قضى على كل المرافق والبنى التحتية والمؤسسات الجنوبية، تعمد تدميرها وتسريح كل الموظفين الجنوبيين من وظائفهم.

وعبر صحيفة «سمانيوز» قدم العديد من متقاعدي الجنوب مناشدة إلى حكومة المناصفة وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إنصافهم بعد أن اُغلقت الأبواب أمامهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى