دار العجزة في العاصمة عدن .. “معاناة سنين” من يستجيب لها؟
سمانيوز / تقرير / حنان فضل
بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة تحولت الاحتياجات التي كان يوفرها المواطن إلى أماني يتمناها أن تعود من جديد ، بل أضعفت كاهل المواطن البسيط مما جعله في خط الفقر والمجاعة ليس هذا فقط بل تأتي الخدمات ومشكلاتها ضمن قائمة المفقودات،تذهب سنة وتأتي سنة والحال لم يتغير بل يزداد سوءاً، وهذا بسبب تقاعس الحكومة وهروبها من الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن وكأنه في أدراج اللامبالاة.
وبينما نحن ننظر بأم أعيننا ما يعانيه المواطن هناك فئة مستضعفة لا حول لها ولاقوة ،تنتظر ايادي العون والمساعدة والالتفات إلى حالتهم الصعبة، فمنهم من لاقى الحرمان والظلم من قبل أهله وأبنائه ومنهم من أتعبت كاهله الحياة وعدم الحصول على احتياجاته. هؤلاء هم كبار السن الفئة العمرية التي تحتاج إلى رعاية كاملة بعيداً عن الوضع التي تمر به البلاد، لماذا لا يتم تسليط الضوء عليهم؟ لماذا نأخذ الأبرز ونترك من الذين يحتاجون إلى المساعدة فعلاً.
هذه المرة أخذنا الجانب الإنساني أكثر في تقريرنا عن معاناة دار رعاية العجزة والمسنين في العاصمة عدن، الركن المظلم الذي لا يراه إلا القليل من الأشخاص والدعم ليس بالشكل الكافي واحتياجاتهم تزداد يوماً بعد يوم، لأنهم كبار في السن ووصولهم لمرحلة العجز ولا يريدون من الحياة هذه إلا حقهم في الرعاية والاهتمام بعد رحلتهم المعاصرة في توفير لقمة العيش لأسرهم، والآن هم ينتظرون دور الحكومة والجهات المعنية والأيادي البيضاء التي تحب الخير بأن تقف معهم ولو بدعم ينعش دارهم بشكل أفضل.
الميزانية لا تكفي :
يقول مدير دار العجزة والمسنين الأستاذ علي عيدروس : نحن في دار العجزة والمسنين نواجه صعوبات ومعاناة يعانيها أبسط الناس ، لأن الميزانية لا تكفي، حيث تعادل عندما كان الدولار منخفضا (٩٠٠)وهذه أقوى مشكلة لأنها تسببت لنا في انخفاض بعض الأغذية (الوجبات) وتوقيف بعضها وعلى رأسها توقيف الكافتيريا التي فيها العصائر الطبيعية والآيسكريم وأشياء أخرى والفواكه ، هذه كلها توقفت بسبب ارتفاع الأسعار وميزانية ضئيلة لا تتناسب مع ارتفاع الصرف حالياً.
وعن الأدوية والرعاية الطبية قال مدير الدار : بسبب ارتفاع الصرف أدى إلى ارتفاع أسعار الأدوية بمبالغ باهظة نشتريها شهرياً مثل ما نشتري المواد الغذائية، كما هو معلوم أن كبار السن يعانون من أمراض مزمنة (القلب _الضغط _السكر وغيرها من الأمراض) ويحتاجون إلى رعاية طبية.
مديونية المستشفيات أرهقت كاهل الدار :
وواصل مدير دار العجزة والمسنين حديثه قائلاً : الأمر الآخر مديونية المستشفيات 20/8/2024 أرهقتنا وبلغت إجمالي 94 مليون وأكثر، حيث مستشفى النقيب وصل 24 مليون والنور 68 مليون وأكثر وهذا أثقل كاهلنا، حيث أن أصحاب المستشفيات تنقص مبالغهم بسبب ارتفاع الأسعار ولهذا يطالبونا، وهذا طبعاً حق من حقوقهم ونحن نشكرهم على صبرهم علينا ولكن مازالوا يطالبونا بتسديد المديونية.
بالإضافة إلى ذلك كثرت عدد ساعات الانطفاءات للتيار الكهربائي ، ونحن عندنا منظومة ولكن ما تغطي الدهر كامل، نحن نشتغل بها مع المولد، ولدينا اثنان من المولدات حجم كبير الواحد 865 كيلو يعني يستهلك الديزل بشكل كبير وهذه أيضاً معضلة ومعاناة وأصبحت الميزانية لا تكفي لشراء ديزل بشكل مستمر لأجل تشغيل المولدات. وهذه تعتبر أبرز معاناتنا التي نعانيها في الدار ، وأيضا احتياج الدار إلى سيارة إسعاف وباص جديد لأنه الذي هنا تابع لـ( بسام المحضار) تغطي لنا بعض الأشياء ولكنه أصبح قديماً.
توصيات لرفع المعاناة عن الدار :
وأوضح الأستاذ علي عيدروس مدير دار رعاية العجزة والمسنين بأننا نريد رفع ميزانية الدار ويكون لها حل أو بند ضمن البنود الأخرى، أي أنه تتعدل الميزانية عندما يكون الصرف مرتفعا ، لأن كبار السن احتياجاتهم كثيرة ولا يوجد لديهم مكان بعد الله عز وجل غير هذا الدار والقائمين ، ويجب على الحكومة والجهات المعنية الاهتمام بهذه الفئة المستضعفة،وهذا يقع بدرجة أساسية على الحكومة ويكون الدار مثل بقية المرافق الحكومية الأخرى. واتمنى معالجة موضوع الميزانية وتسديد المديونية،وفتح حساب في المستشفيات لأنهم بحاجة إلى التطبيب والعلاجات أسوة ببعض المرافق.