تفشي العنوسة والبطالة بأوساط الشابات والشباب هاجس يؤرق أرباب الأسر.. “الأسباب والحلول”..
سمانيوز/تقرير/ فتحية علي
البطالة هي إحدى الظواهر المدمرة للمجتمعات بالبلدان النامية، خصوصًا بعض الأقطار العربية والإفريقية، فهي رديف للدورة الاقتصادية، تزداد حدتها عند الركود الاقتصادي وتختفي في حال الانتعاش. وتعرّف البطالة بأنها كل شخص قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه ويقبله بمستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى.
وللبطالة أخطار على الفرد والمجتمع، فهي تؤدي إلى تفكك المجتمع وانحلاله وتدهوره، من خلال زيادة معدلات الجريمة والانحراف الأخلاقي والسرقة والقتل. كما تؤدي البطالة إلى تأخر سن الزواج بالنسبة للشباب، وإن كان الشاب يمكنه تحمل التأخر في سن زواجه، فإن الفتاة إن تأخر بها السن تصل إلى مرحلة العنوسة، وتظل حبيسة البيت إلى أن يتوفاها الله.
ومن أسباب ظهور البطالة في المجتمعات النامية الفساد المالي والإداري وملحقاته، من الرشوة والمحسوبية والدحبشة والعبث بالمال العام، وتبديد إيرادات الدولة من قبل المسؤولين. كما توجد علاقة طردية بين تزايد نسبة البطالة وانتشار العنوسة في المجتمع.
فشبح العنوسة المخيف يلاحق الشباب والشابات بتلك المجتمعات النامية الفقيرة، حيث البطالة تؤدي إلى الفقر وعدم قدرة الشاب على الزواج.
المغالاة في المهور والمبالغة في الرسميات
إلى جانب الفساد الإداري والمالي الممسك بمفاصل الدولة والانهيار الاقتصادي وملحقاته من الفقر والبطالة، هناك ظواهر اجتماعية سلبية أخرى تؤدي إلى تفشي العنوسة بأوساط البنات، منها المغالات في المهور والمبالغة في الرسميات، كحجز قاعة للفرح وفستان وذبائح وغيرها من الرسميات التي تكسر ظهر العريس، وأصبحت عقبة أمام الشاب إذا ما فكر في الزواج.
عزوف اختياري
بالإضافة إلى ذلك، هناك أسباب ذاتية تؤدي إلى العنوسة تتمثل في رفض بعض الفتيات الزواج في سن مبكر قبل استكمال المراحل الدراسية، لأنه يحول بين طموحهن ويعتبرنه عائقاً وعقبة أمام النجاح وتحقيق الذات، ما يؤدي إلى سرقة سنين أعمارهن حتى يصلن إلى مرحلة العنوسة وهن لا يشعرن.
وفي الجانب الآخر، تلعب وسائل الإعلام دوراً سلبياً بنقلها صورة سيئة عن مشروع الزواج، عن مدى اضطهاد وظلم الزوج لزوجته، وسلبها حقوقها وتعرضها للعنف والتعدي على إنسانيتها، وغيرها من مشاهد العنف المأساوية، ما أدى إلى غرس فكرة سيئة في عقول بعض الفتيات ودفعهن إلى العزوف عن الزواج.
في المقابل، اضطر بعض الشباب الفقراء إلى الزواج من نساء غنيات كبيرات في السن. فيما سقط بعض الشباب والفتيات في مستنقع الرذيلة.
معالجات وحلول
تكمن الحلول في القضاء على البطالة، ولن يتحقق ذلك إلا بالقضاء على الفساد بكافة أشكاله، وإدارة موارد البلد بطريقة نزيهة سليمة، والذي بدوره سيؤدي إلى تحسن الوضع الاقتصادي للبلد، وما سيرافق ذلك من تحسن الوضع المعيشي للفرد. إلى جانب تفعيل المبادرات الاجتماعية الخيرية كالزواج الجماعي، ودعم ومساندة الشباب المقبل على الزواج بتخفيض المهر وإعفائه من بعض الملحقات، إلى جانب الدخول في جمعيات أو (هكبات) شهرية، وتشجيع ودعم إقامة المشاريع الأسرية الصغيرة.