تقارير

المرأة في الريف.. بين معركة التعليم وقيود المجتمع

سمانيوز/تقرير/ حنان فضل

أحيانا ينتابني الفضول عن كيفية حياة المرأة في الريف. فعلى الرغم من التطور الكبير الحاصل في العالم، إلا أنني مازالت أرى أن المرأة الريفية لم تأخذ حقها في التعليم بشكل كافٍ.. لقد تأكدت من هذا الأمر خاصة بعد ما رأيته في المناطق الريفية، المرأة تحتاج إلى يد العون والمساعدة أن تنتشلها من الظلام إلى النور، وليس الانفتاح كما يعتقد البعض، بل إلى تعليمها وإيصالها إلى مراكز عليا لكي تساعد أسرتها ومجتمعها. احتياجها إلى كل هذه الأشياء أصبحت أمنية، ولكن الواقع يختلف بسبب قيود المجتمع وتحديات مستمرة وسط غياب الدعم الحكومي.

يبقى السؤال: متى تتحرر المرأة الريفية من قيود المجتمع، وغياب دور الحكومة يزيد الأمر تعقيداً، وهذا يجعلها غير قادرة على العطاء من تعليم أطفالها وخدمة مجتمعها.

تمكينها أولاً:

قالت ندى حسن الصلاحي، رئيسة مؤسسة إنسان التنموية: تمكين الفتاة الريفية من التعليم ليس مجرد حق أساسي، بل هو استثمار في مستقبل المجتمع بأسره. الفتيات في المناطق الريفية يواجهن تحديات عديدة، من العادات التي تعيق تعليمهن إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تدفع الأسر إلى تفضيل تعليم الذكور. ومع ذلك، فإن حصول الفتاة على التعليم يمنحها الفرصة لبناء مستقبلها، وتعزيز استقلاليتها الاقتصادية، والمساهمة في تنمية مجتمعها.

وأضافت: إن كسر هذه القيود يحتاج إلى تكاتف الجهود لتوعية المجتمع بأهمية تعليم الفتيات، وتحسين البنية التحتية التعليمية، ودعم الأسر لضمان وصول الفتيات إلى فرص متساوية. عندما تتمكن الفتاة من التعليم، فإنها لا تحسن حياتها فقط، بل تلعب دورًا رئيسيًا في بناء جيل أكثر وعيًا وقدرة على مواجهة التحديات.

ضرورة حتمية لتحقيق التنمية:

وقالت نوال أحمد، عضو قيادة قسم المرأة والطفل بمديرية دار سعد: يُعد موضوع تحرير الفتاة الريفية من قيود المجتمع أحد القضايا الجوهرية ذات الأبعاد الإنسانية والتنموية، حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطوير المجتمعات الريفية بشكل عادل وفاعل. فهل يعد تحرير الفتاة الريفية مجرد شعار يُرفع في المنتديات والفعاليات، أم أنه ضرورة حتمية تقتضيها مصلحة المجتمع التنموية والاجتماعية؟

وتابعت قائلة: في ظل تذبذب السياسات التنموية وعدم فاعليتها على أرض الواقع، يتضح أن تحرير الفتاة الريفية من قيود المجتمع يمثل شرطًا أساسيًا لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتمكين المرأة الريفية من أداء دورها الكامل، والذي بدوره يعزز من عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. ل
ذلك، فإن هذا التحرير ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره ضرورة حتمية لا بديل عنها، تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وإستراتيجيات مدروسة، ووسائل تنفيذ فعالة.

واستطردت نوال بالقول: إن رفع شعار تحرير الفتاة الريفية، دون ترجمة فعلية وملموسة على أرض الواقع، يظل مجرد حديث نظري يفتقر إلى الجدوى. لذا، فإن العمل على وضع برامج ومبادرات تُعنى مباشرة بكسر قيود المجتمع وتحقيق تمكين الفتيات الريفيات، هو السبيل الوحيد لتحقيق تنمية مستدامة تراعي حقوق الإنسان وتحقق التوازن المجتمعي.

مختتمة حديثها قائلة: إن تحرير الفتاة الريفية من قيود المجتمع ليس فقط شعاراً يُرفع، بل ضرورة حتمية وأساسية لتحقيق تنمية مستدامة عادلة وشاملة، تضمن تمكين المرأة الريفية باعتبارها عنصرًا فاعلاً ومؤثرًا في بناء المجتمعات، ودفع مسيرة التنمية الشاملة للأمام.

الحصول على حقها المشروع:

كما أضافت الأستاذة ثريا سالم مجمل النسري، ناشطة سياسية ومجتمعية، قائلة: أهمية تحرر الفتاة الريفية من قيود المجتمع تكمن في حصولها على حقها المشروع في التعليم، لكي تكون قادرة على تعليم أطفالها وخدمة مجتمعها.

وقالت أيضاً: كانت الفتاة في الريف تعاني من قيود وإغلال قاسية، لأن الريف تحكمة عادات وتقاليد عرفية، وما على الفتاة في هذه المناطق إلا أن تحتكم لهذه العادات والتقاليد الاجتماعية والاعراف القبلية. لكن ريف اليوم غير ريف الأمس، حيث كانت الفتاة تتحمل مسؤولية كبيرة في الأسرة، حيث تقوم بالأعمال المنزلية كاملة، لكن مع تطور المناطق الريفية وتوفر مدارس قريبة من سكن هؤلاء الفتيات أتيحت لهن الفرصة للالتحاق بهذه المدارس.

وأردفت النسري قائلة: “تختلف المناطق من منطقة إلى أخرى، فبعض الفتيات يلتحقن بالثانوية العامة، والبعض الآخر بحكم عدم وجود مدارس قريبة فإنهن يدرسن إلى الصف التاسع فقط، وهذه ظروف مناطق الريف.
وهناك بعض الفتيات ممن يلتحقن بالثانوية العامة تجدها تمشي ساعة زمان حتى تصل إلى المدرسة، وبعد انتهاء الدوام تمشي نفس المسافة لتعود إلى المنزل، وتساهم في الأعمال المنزلية بشكل فعال. كذلك توجد قناعة الأهالي بتعليم بناتهم.

وتابعت: بعض المناطق الريفية توجد فيها جامعات، وهناك اقبال على الالتحاق بهذه الجامعات بدراسة منتظمة، مثلاً كلية التربية لبعوس هناك إقبال متزايد للفتاة عليها، رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه الأهالي والتي منها عدم تشجيع الفتاة على التوظيف، بالرغم أن عندهن القدرة على الدراسة والتدريس وتعليم أولادهن واخوانهن. بنت الريف عندها إصرار وإرادة قوية على مواصلة الدراسة.

تحية إجلال للفتاة في الريف على كل الجهود التي تبذلها كي تحافظ على مكانتها في الأسرة والمجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى