تقارير

قادة العالم يخشون دخوله… «البيت الأبيض في عهد ترامب» مسرح تشهير وجلد علني للضيوف أمام الكاميرات ..!

سمانيوز/ تقرير

يشهد البيت الأبيض بواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، في عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي عاد إليه في يناير 2025م، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري، سابقة غريبة غير مألوفة ولا أخلاقية تجاه زواره من قيادات الدول الصديقة، لا تتوافق مع الأدبيات والبروتوكولات الدبلوماسية المتعارف عليها. فبدلاً من حفاوة الاستقبال والاحترام المتبادل وإكرام الضيف، والتحفظ على بعض المسائل أو مناقشتها على حدة، بعيداً عن أعين كاميرات وسائل الإعلام، يتعمد الرئيس ترامب إحراج ضيوفه بفتح ملفات ينبغي أنها شبه سرية ليناقشها معهم بسلوك يميل إلى الوقاحة، بعيداً عن الحصافة أمام كاميرات وسائل الإعلام، أشبه بالفخ المعد مسبقاً واستخدامه عنصر المفاجأة الوقحة غير المتوقعة، لافتعال حالة من العداء والمشادات الكلامية مع الضيف.

بدورها، وسائل الإعلام تنقلها عبر بث حي إلى العالم، مثل ما حدث مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من مشادات كلامية، واستفزاز العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وتوجيه تهم علنية جسيمة تتعلق بعمليات تصفيات عرقية يتعرض لها البيض إلى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.

مع هكذا سلوك مستجد، تحولت اهتمامات وسائل الإعلام من تغطية الحدث الرسمي الاعتيادي وما يسفر عن زيارة الضيف من توقيع اتفاقيات أو شراكات وعقد صفقات تجارية أو عسكرية وغيرها، إلى مراقبة السلوك السلبي المتوقع أن يصدره ترامب ضد الضيف. الجميع يترقب لما سيفعله من أمور وشطحات مزعجة تحدث ضجيجاً إعلامياً.

توجس يسود قادة العالم:

مع هكذا سلوك غير سوي وتصرفات أفرغت البروتوكولات الدبلوماسية من مضمونها الأخلاقي داخل البيت الأبيض، أصبح زعماء العالم يتوجسون ويعيدون حساباتهم ألف مرة قبل زيارته. وأفادت تقارير إعلامية بعزم الكثير من قادة العالم تغيير مسار وجهاتهم صوب الصين لإبرام صفقات بديلة.

ترامب ينصب فخًا لرئيس جنوب إفريقيا:

وكانت آخر مواجهات ترامب المثيرة للجدل وللتساؤلات، مع رئيس جنوب أفريقيا يوم 21 مايو 2025م، الذي صُدم، وفقًا لتقرير شبكة “سي إن إن” مما فعله ترامب معه.

ووصفت الشبكة ما تعرض له رئيس جنوب إفريقيا افريقيا بـ “الكمين المدبر”، مشيرة إلى أنه قبل لحظات من لقاء الرئيسين كان مساعدو البيت الأبيض يضعون شاشتين تلفزيونيتين كبيرتين في الجناح الغربي.

ولم يكن رامافوزا مستعدًا لما كان على وشك رؤيته. فقد أمر ترامب بإطفاء الأنوار، وشن ما يشبه الكمين لضيفه، وعرض فيديو زعم – دون دليل – أنه يؤكد مزاعمه بتعرض البيض في جنوب إفريقيا للاضطهاد والإبادة الجماعية.

وشاهد رئيس جنوب إفريقيا المشهد الأشبه بالتمثيل المسرحي بصمت وأصيب بصدمة. ولم يستطع رامافوزا أن يخفى انزعاجه.
وقالت “سي إن إن” إن هذه اللحظة كانت مدبرة، حيث قام فريق ترامب فى البيت الأبيض أيضًا بطبع مقالات ليعرضها أمام الكاميرات، والتي تدعم مزاعمه حول تعرض البيض لإبادة جماعية.

ورأت الشبكة أنه كان من المحتم أن يستغل ترامب اجتماعه مع رئيس جنوب إفريقيا، للترويج لمزاعمه التي رددها على مدار أشهر، بأن المزارعين البيض فى جنوب إفريقيا يتعرضون لمصادرة أراضيهم وقتلهم بأعداد هائلة. وفي الآونة الاخيرة، استقبلت الولايات المتحدة 59 من الجنوب إفريقيين البيض بعد أن تم منحهم صفة اللجوء.

“ليس لديّ طائرة لأعطيك إياها”:

في السياق، كي يحافظ على ما تبقى من ماء وجهه، استغل الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، تفاعلاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد لقاء “حاد” جمعه بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في البيت الأبيض، لتبرز الطائرة الرئاسية المهداة من الحكومة القطرية على الواجهة مرة أخرى.

وأبدى ترامب انزعاجه بشكل واضح من أحد المراسلين الذي سأله عن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة قبلت طائرة من قطر يمكن استخدامها كطائرة رئاسية. وقال ترامب، مقاطعاً المراسل خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس جنوب إفريقيا: “ما الذي تتحدث عنه؟”، وتابع: “أتعلم؟ عليك الخروج من هنا. ما علاقة هذا بالطائرة القطرية؟”.
لاحقًا، مازح رامافوزا، ترامب قائلًا: “أنا آسف، ليس لديّ طائرة لأعطيك إياها”. فردّ ترامب قائلًا: “لو عرضت جنوب إفريقيا طائرة، فسأقبلها”.

اجتماعات ودية حولها ترامب إلى عداوة علنية:

وقالت وسائل إعلام دولية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه المنصب، لم يتردد في تحويل اجتماعاته فى البيت الأبيض إلى لحظات من العداء العلني. إلا أن المفاجأة الإعلامية تجاوزت أي شىء سبق أن قدمه في المكتب البيضاوى. فحتى المشادّة الكلامية مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي في فبراير الماضي 2025م التي رآها مراقبون فخًا مدبرًا، لم تشمل وسائل مساعدة بصرية كالتي حدثت مع رئيس جنوب إفريقيا.
مشيرين إلى أن البيت الأبيض في ولاية ترامب الثانية أصبح خطرًا وفخًا للزعماء والرؤساء والمسؤولين.

إهانة وجلد علني لزيلنسكي:

كما شهد البيت الأبيض في شهر فبراير 2025م مواجهة ومشادات كلامية بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، انتهت بمغادرة الأخير بشكل مبكر بعد تصاعد التوتر بين الطرفين. وقالت وسائل إعلام إن ترامب طرد زيلنسكي، حيث لم يدعه إلى تناول وجبة الغذاء.

وبدأت المواجهة عندما كان الرئيسان يتحدثان أمام وسائل الإعلام، قبل أن تتصاعد لهجتهما بشكل ملحوظ، تعرض زيلنسكي لإهانة وجلد لفظي علني، حيث طالب ترامب بعقد صفقة معادن مع أوكرانيا.
وكان ترامب ونائبه جيه دي فانس آنذاك يتبادلان الحديث مع زيلينسكي، قبل أن يتهم فانس الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات دعائية، فرد زيلينسكي بدعوة فانس لزيارة أوكرانيا، الأمر الذي لم يلقَ ترحيبًا من الأخير.

بعدها صعّد ترامب من حدة خطابه، قائلًا: “أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. إما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد”، مضيفًا: “أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفًا لطيفًا”.

ضغوط والتهديد بقطع المساعدات عن الأردن:

كما تعرض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لضغوط غير مسبوقة للقبول باستضافة أهالي غزة،زوتوفير وطن بديل لهم عن غزة داخل الأردن، وفي حال الرفض سيتم قطع المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للأردن البالغة حوالي 1.45 مليار دولار. يشمل هذا الدعم المساعدات الاقتصادية والعسكرية، وهي جزء من مذكرة التفاهم الرابعة بين الولايات المتحدة والأردن، والتي تغطي الفترة من 2023 إلى 2029، التي في حال قطعها يصاب الاقتصاد الأردني في مقتل.

ختاماً..

تكرار هكذا مشاهد غير لائقة مع زعماء دول صديقة لم يكن من باب الصدفة أو حالة شاذة عابرة، وإنما نهج سائد يسعى ترامب إلى ترسيخه وتطبيقه بصورة انتقائية ضد بعض قادة العالم، ظناً منه أن هكذا سلوك غير سوي يجعل شعاره السياسي الذي أطلقه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة “لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً” (Make America Great Again) الذي يختصر بـ “ماغا” (MAGA)، يصبح واقعاً معاشاً لو على حساب إهانة الغير علنًا، في ظل عجزه عن فعل شيء أو إيجاد ذلك الشيء الذي يجعل أمريكا عظيمة مجدداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى