أخبار عربيةالسلايدر الرئيسيتقارير

محاذير من تلوث بحري مستقبلي… الحوثي يعاود «حماقات» استهداف الملاحة الدولية

سمانيوز/ تقرير

وصفت تقارير دولية تصرفات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن كـ “شخص غبي يطلق النار على قدميه”، في إشارة واضحة إلى أن لا أحد خسران من تلك الاعتداءات الهمجية التي يقوم بها الحوثيون ضد خطوط الملاحة الدولية واستهداف سفن تجارية، غير الشعب اليمني ومليشيات الحوثي نفسها، خسرت الكثير من إيرادات الموانئ والمطارات، التي أغلقت بسبب حماقاتها تلك، وعرضت الشعب الواقع تحت رحمتها بمناطق سيطرتها إلى الهلاك، خسر مئات الصيادين مصدر دخلهم بسبب تلوث البحار والموانئ اليمنية، بسبب إغراق الحوثيين سفناً تجارية بعضها تحمل مواداً سامة، إلى جانب مخلفات القصف الذي تعرضت له الموانئ اليمنية بمحافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى).

حماقات فاقمت أزمة اليمنيين ولم تحقق أي نصر لقطاع غزة:

هجمات الحوثي على خطوط الملاحة الدولية لم تغير شيئاً في الوضع المأساوي القائم بقطاع غزة، الذي يدعي أنه يقاتل لأجله، بل ازدادت وطأته،
وكان آخر اعتداءات الحوثيين إغراق سفينتين تجاريتين خلال أسبوع.
حيث غرقت السفينة (إترنيتي سي) التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لليونان في التاسع من يوليو الجاري، بعد تعرضها لنيران زوارق مسيرة وصواريخ على مدى يومين. ويقول مسؤولون بحريون إن 4 بحارة قتلوا خلال الهجمات، وجرى إنقاذ 10 بحارة، في حين فقد 11 آخرون.
واتهمت البعثة الأمريكية في اليمن الحوثيين باختطاف عدد من أفراد الطاقم المفقودين، الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً.

وغرقت ناقلة أخرى ترفع علم ليبيريا وتديرها اليونان، وهي السفينة (ماجيك سيز) في 6 يوليو الجاري، بعد تعرضها لأضرار من إطلاق نار وصواريخ ومسيرات بحرية، و4 قوارب متفجرة يتم التحكم فيها عن بُعد. وتم إجلاء جميع أفراد الطاقم إلى جيبوتي على متن سفينة تجارية عابرة.
وكان الإعلام الحوثي قد وثق جرائمه ونشرها عبر قنواته.

3 ملايين شخص على حافة المجاعة:

في المقابل، دفعت حماقات الحوثي ما يقارب من ثلاثة ملايين شخص بمناطق سيطرتها نحو المجاعة، بسبب تعطيل الموانئ والمطارات، ومغادرة المنظمات الإنسانية العاملة بميناء الحديدة.
وكان تحليل خاص بوضع الأمن الغذائي في اليمن قد أظهر أن ما يقارب 3 ملايين يمني في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يعانون من سوء التغذية الحاد، نتيجة استمرار الصراع والتدهور الاقتصادي والصدمات المناخية وانخفاض المساعدات الإنسانية.

ونبّه التحليل الأممي إلى أن من بين هؤلاء 400 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، و1.3 مليون آخرين يعانون من سوء التغذية الحاد المتوسط أو المعتدل، إضافة إلى مليون امرأة حامل ومرضع.
البيانات الأممية أكدت أن 6 من مديريات محافظة الحديدة سجلت احتياجات غذائية عالية جداً، وتقترب من مرحلة المجاعة، وهي: الزهرة، والصليف، والمنيرة، والقناوص، والزيدية، والضحي.

كما ظهرت مثل هذه البؤر في 3 من مديريات محافظة الجوف، إضافة إلى مديرية دمت شمال محافظة الضالع. وأكدت أن ما بين 55 في المائة و70 في المائة من سكان هذه المديريات يعيشون في المرحلة الثالثة أو أعلى من سوء التغذية الحاد في التصنيف الدولي.

وتوقع التحليل أن تشهد تلك المناطق تدهوراً كبيراً في الوضع المعيشي لـ2.8 مليون شخص يعتمدون عليه، لا سيما النازحين والأسر التي تفتقر إلى مصادر دخل بديلة في عمران والجوف وحجة والحديدة ومأرب.

تحسن الوضع مشروط بوقف الأعمال العدائية:

ورأت المنظمات الإغاثية أن تحسّن الوضع الإنساني يتطلب وقف الأعمال العدائية، وتهدئة التوترات (محلياً وإقليمياً)، والاستئناف الفوري للمساعدات الغذائية، ودعم سبل العيش وتوسيع نطاقها، وتحسين بيئة العمل؛ بما فيها ضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني في تلك المناطق، حيث لا يزال العشرات من عمال الإغاثة في سجون مخابرات الحوثيين منذ عام.

واشترطت المنظمات إزالة القيود المفروضة، وتسريع الموافقات على اتفاقيات الشركاء، لأنها أولويات «حاسمة» لضمان حلول مستدامة لأزمة انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحوثيين، وضمان التعافي الاجتماعي والاقتصادي في عموم البلاد.

تلوث بحري ومخاطر وخسائر لا تحصى؛

بحسب تقارير دولية، توشك الاعتداءات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية، وما رافقها من إغراق عدد من سفن الشحن التجارية، على حدوث تلوث بحري مستقبلي يهدد مخزون الثروة السمكية اليمنية والحياة المائية بشكل عام، وتعطيل الحياة بالسواحل اليمنية، وتوقف عمل ألوف الصيادين.

شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر 2023، وأغرقوا أربع سفن واستولوا على أخرى، وقتلوا ثمانية بحارة على الأقل.
وفي ما يلي تفاصيل بعض الهجمات، وفق وكالة رويترز:
غرقت السفينة (إترنيتي سي) التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لليونان في التاسع من يوليو/ تموز 2025، بعد تعرضها لنيران زوارق مسيرة وصواريخ على مدى يومين.
غرقت ناقلة أخرى ترفع علم ليبيريا وتديرها اليونان، وهي السفينة (ماجيك سيز) في السادس من يوليو/ تموز 2025، بعد تعرضها لأضرار من إطلاق نار وصواريخ ومسيرات بحرية وأربعة قوارب متفجرة يتم التحكم فيها عن بُعد.
تعرضت الناقلة اليونانية المسجلة “سونيون”، والتي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام، لضربة بعدة صواريخ وطائرات مسيرة واشتعلت فيها النيران، في 21 أغسطس/ آب من 2024. وأثار ذلك مخاوف من تسرب نفطي قد يتسبب في أضرار بيئية كارثية، واستغرق الأمر شهوراً لحين إعلان سلامة السفينة وإزالة الشحنة.
غرقت ناقلة الفحم اليونانية “توتور” في يونيو/حزيران 2024، بعد أيام من قصفها بصواريخ وقارب محمل بالمتفجرات، يتحكم فيه الحوثيون عن بعد، بالقرب من ميناء الحديدة اليمني.
ولم يُعثر قط على أحد أفراد الطاقم الذي يُعتقد أنه كان يعمل في غرفة محرك السفينة، وأجلي الباقون وأعيدوا إلى أوطانهم.

في مارس/ آذار 2024، أدى هجوم صاروخي للحوثيين إلى مقتل ثلاثة بحارة على متن السفينة اليونانية (ترو كونفيدنس) التي ترفع علم باربادوس، في أول وفيات معروفة جراء هذه الهجمات. وأشعل الهجوم النيران في السفينة على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً من ساحل ميناء عدن.
تعرضت السفينة روبيمار المملوكة لبريطانيا لضربة بصواريخ متعددة في فبراير/ شباط 2024، لتصبح أول سفينة يغرقها الحوثيون.
كانت السفينة اليونانية زوغرافيا تبحر من فيتنام إلى إسرائيل وعلى متنها طاقم من 24 فرداً، وكانت فارغة من البضائع عندما تعرضت للهجوم قبالة ميناء الصليف اليمني في يناير/ كانون الثاني 2024. وتسبب الهجوم في ثقب كبير بجسم السفينة أسفل منسوب الماء.

احتجزت قوات خاصة من الحوثيين السفينة (غالاكسي ليدر)، التي ترفع علم جزر الباهاما، وطاقمها في المياه الدولية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. ولم يفرج الحوثيون عن أفراد الطاقم، وعددهم 25، إلا في يناير/ كانون الثاني 2025، أي بعد أكثر من عام من احتجازهم.

تحذير أممي من مجاعة قادمة غير مسبوقة:

في السياق، حذر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، توم فليتشر، مجلس الأمن الدولي من أن البلاد تتسارع نحو “مجاعة كارثية غير مسبوقة” قد تطال 18 مليون يمني بحلول سبتمبر المقبل، مع ارتفاع عدد الجوعى من 17 مليونًا حالياً، وتصاعد مخاوف من موت 1.2 مليون طفل دون الخامسة بسبب سوء التغذية الحاد بحلول 2026.

وأشار في إحاطته المرعبة إلى أن محافظات حجة والحديدة وعمران تنزلق إلى مستويات تشبه المجاعة، بينما تواجه 6.2 مليون امرأة وفتاة عنفاً متزايداً مع توقف برامج الحماية، في ظل انهيار التمويل الإنساني الذي لم يحقق سوى 16% من احتياجات اليمن، ما شل قدرة المنظمات على تقديم الغذاء والرعاية الصحية.

ورغم قتامة المشهد، سلط “فليتشر” الضوء على بصيص أمل من تعز، حيث مكّن اتفاق نادر بين الأطراف المتقاتلة من توصيل المياه إلى 90 ألف شخص للمرة الأولى منذ سنوات، وإعادة فتح طريق عدن-صنعاء الحيوي.
واختتم بصرخة عاجلة لمجلس الأمن تدعو إلى زيادة التمويل فوراً، والإفراج عن العاملين الإنسانيين المحتجزين، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، محذراً: “مصير جيل كامل على المحك.. هذه إدانة للعالم أمام أسوأ مجاعة في القرن الـ21”.

ختاماً..
حماقات الحوثي في البر والبحر لا يوجد لها تفسير منطقي. وأصبح من المنطقي إزالة تلك المليشيات لإزالة خطورتها وعبثها بمصالح المنطقة والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى