تقارير

جنوبيون: محاذير من استهداف كوادر المنظومة الأمنية وشق الصف الجنوبي عبر نافذة شخصنة التجسس واستراق السمع المباح

سمانيوز / تقرير

أثار التسجيل الصوتي الذي بثه الناشط مأمون الشيباني، ذو الأصول اليمنية، ردود أفعال متباينة في الشارع الجنوبي، وكان السواد الأعظم من الساسة والناشطين الجنوبيين على مواقع التواصل وفي الصحف والمواقع الإلكترونية، قد عبروا عن استيائهم واستنكارهم لما أقدم عليه الناشط اليمني الشيباني، مؤكدين أن ذلك العمل مبيت وتم التخطيط المسبق له، عمل استخباراتي انتقائي لاستهداف شخص الرائد أحمد الشاعري مدير عام شرطة خور مكسر بالعاصمة عدن، عبر استفزازه واستثارة ردود أفعاله في لحظة غضب، لتشويه صورته أمام الرأي العام المحلي والخارجي، وطمس تاريخه النضالي التحرري.

محذرين من عودة بقايا (فتاح) إلى صدارة المشهد بالعاصمة عدن، عبر نافذة شخصنة التجسس الانتقائي الناعم، واستراق السمع المباح، وإفساح المجال أمامهم لنشر ما يحلو لهم، وتقمص أدوار (المظلومين)، وإظهار رجال الأمن الجنوبيين بالظلمة، دون الخوض في المسبقات والمسببات الحقيقية لتلك الأحداث الدراماتيكية، التي لا يراد من خلفها دفع مظلومية حقيقية وإنما لهدف التشهير والإقالة من المنصب.

لافتين إلى أن الهدف من ذلك العمل الانتقائي هو إزاحة الشخصيات الجنوبية القوية المؤثرة، المؤمنة بمشروع استعادة الدولة الجنوبية، من هيكل المنظومة الأمنية.

وكانت إدارة أمن عدن قد أشارت إلى أن العاصمة عدن تشهد حملة إعلامية تستهدف المنظومة الأمنية، متخذة من الأخطاء الفردية ذريعة للتشكيك في جهود المؤسسة الأمنية. وإذ تؤكد أن الحملة تستهدف أمن العاصمة وكوادرها، وتعتبر أن الأخطاء الفردية لا تعبر عن التوجه الرسمي للمؤسسة الأمنية، وسيتم محاسبة أي تجاوزات.
كما تجدد التأكيد على العلاقة القوية والمبنية على الاحترام والثقة بين المواطن ورجل الأمن، وتعتبر أن من يسعى لتشويهها واهم.
تهدف الحملة إلى زعزعة ثقة المواطنين في الجهاز الأمني، والنيل من دوره الوطني في ترسيخ الاستقرار.

انتهاك الخصوصية والتشهير:

من جهته، خط الاكاديمي والباحث السياسي الجنوبي الدكتور عبدالرزاق عبدالله أحمد البكري، منشوراً إعلامياً، قال فيه: ليس من المقبول، بل هو من العار والنشار، بأن تترك إدارات الأمن الجاني طليقاً، بعد فعلته المتسخة والمتمثلة في انتهاك الخصوصية ونشرها للعلن، وهذا الأمر بجد خطير وسابقة تدق ناقوسها على جدران أمننا الجنوبي، عمل محرم إذ به تُوجَّه السهام نحو من هم حراس الأمن وحماة الاستقرار.

وتابع البكري: إن ما يتعرض له الرائد أحمد الشاعري، مدير شرطة خور مكسر، من حملات مقنّعة وإجراءات انتقائية، يفضح واقعاً مريضاً يسعى إلى تشويه صورة رجل أمني نزيه، قدّم وقته وجهده في خدمة الوطن، وجعل أمن المواطن فوق كل اعتبار. والمخزي أن هذا التواطؤ يتم عبر أصحاب المهنة والكلمة، مهنة المتاعب (الصحافة)، ومن قبل مفسبكين لا مبرر مهني لهم ولا ضرورة إجرائية. وبذلك، فإن ما جرى هو كسر إرادة الضباط الشرفاء ودفعهم إلى التراجع عن أداء واجبهم.

مضيفاً: إن التغطية على المدعو الشيباني ومن يقف خلفه، وتركه دون محاسبة أو تحقيق، هو رسالة خطيرة تُشجّع كل متربص على التطاول على رجال الأمن والقوات المسلحة، وتفتح الباب أمام اختراقات أشد وأخطر. وعلى الإدارات الأمنية أن تبادر فوراً إلى تقديم الشيباني للعدالة، وكشف الجهات التي تحميه ويعمل معها، وتقف خلف العمل الممنهج الذي قام به، ووضع حدٍّ لهذا المسار العبثي.
لو افترضنا أنه حصل خطأ من رجل أمني، فهل يحق للشاكي التسجيل داخل مرفق أمني؟! والأكثر جرماً، هل يحق له نشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمام العالم على قائد أمني؟! جل دساتير العالم تحرم الفعل المشين والقبيح الذي تعرض له مدير أمن شرطة خورمكسر.

وختم البكري قائلاً: الرائد أحمد الشاعري ليس مجرد ضابط، بل هو نموذج للضابط الذي يقف في الصفوف الأمامية دفاعاً عن أمن الجنوب وقضيته، ومن الخيانة أن نتركه فريسة للمؤامرات، بينما العيون مغمضة عن العابثين.

30 عاماً من العنصرية اليمنية ضد شعب الجنوب:

وقال المدون السياسي على منصة فيسبوك، الأستاذ علي ناجي سعيد: إذا كان اليمنيون في عدن يصرون على محاكمة الشاعري، فلنحاكم كل مسؤولي اليمن على أعمالهم العنصرية تجاه شعب الجنوب العربي طوال الثلاثة العقود الماضية.

وأضاف في منشور إعلامي: إذا كان لزاماً التحقيق مع مدير شرطة خورمكسر، لما يسمونه تصرفه العنصري تجاه ابن تعز اليمنية مؤمن الشيباني، فالواجب أيضاً إحالة كل القيادات اليمنية وغالبية الشعب اليمني، ليس فقط على ألفاظهم العنصرية، بل وممارساتهم بأقبح صورها على شعب الجنوب، طوال ثلاثة عقود من الاحتلال، إذا كنتم بالفعل تحاربون العنصرية، كما تدعون.

الكاتب الصحفي محمد ناصر العولقي قال في منشور إعلامي: سيبك من كلام الخرط والمثالية الزائفة والإنسانية العوراء، فحديث العنصرية الذي لا يظهر إلا عندما يكون المستهدف بتهمتها عنصراً جنوبياً، هو حديث لا يستحق أن نوليه اهتماماً سوى في حدود منع تكراره فقط، وليس اقتلاع من وقع فيه من جذوره.

وتابع قائلاً: لذلك، فإذا تمت محاسبة الضابط الشاعري مدير شرطة خورمكسر، في ظل هذا العبث والقمع والاعتداءات والتنكيل الذي تمارسه قوات المنطقة العسكرية الأولى، ضد المواطنين المحتجين السلميين العزل في تريم بحضرموت، دون أي مساءلة أو محاسبة لها، ولا اهتمام من شركاء السلطة (المهتمين جداً) بمطاردة الشاعري، وإذا تمت إقالته فإن على كل مناضل ومواطن جنوبي حر أن يتحسس رأسه استعداداً لحلاقته.. سيحلقون لنا كلنا واحداً واحداً، وبمقصاتنا كمان، ثم سيأتي الدور على المقصات نفسها وستكسر واحداً تلو الآخر، ثم سيأتي الدور لاحقاً على قطيع كباش بن سليم لتأخذ نصيبها.

من هو العنصري؟

الأستاذ ماجد الطاهري من جهته استنكر الحملة الإعلامية ضد المنظومة الأمنية الجنوبية، وقال في منشور إعلامي: العنصرية كلمة توحي إلى نوع من السلوك الإنساني الغجري وغير السوي، فالمجتمعات التي تنشأ وتدار بالعنصرية إنما هي مجتمعات طبقية مناطقية، مفككة الأوصال، ركيكة البنيان، والتاريخ والوقائع يؤكدان على ذلك، فما وجدت دعوات العنصرية في بلد أو جماعة من الناس، إلا كان وراؤها طامع جشع أو حاقد حاسد ومحتل غاصب، إذ أن العنصرية سلاح فعال في نشر الفرقة والكراهية بين الأوساط المجتمعية، وذلك بسبب التمييز العرقي والطبقي والمناطقي.

وتابع الطاهري قائلاً: شعب الجنوب لطالما اكتوى بنار العنصرية منذ عام 90م، وما زال حتى اليوم. أما قبل ذلك فالجميع يعلم أن نظام الاشتراكي الصارم كان ينبذ التمييز الطبقي والعنصري، بل ويحاربه ويجرمه ويعاقب عليه..
ثلاثون عاماً وشعبنا الجنوبي يتجرع كؤوس المرارة بسبب معاملته بعنصرية بحتة، حُورب، أُقصي، جوٍُّع، حُبس، قُتل وشُرّد خلالها من قبل نظام صنعاء القبلي الهمجي، دونما أن يزجره رادع ديني أو سلوك أخلاقي، وفي ظل صمت وخذلان دولي.

اليوم وبعد أن دارت الدائرة، وشاء الله أن يوالي الظالمون بعضهم بعضاً، إذ لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، قد انتصر الله للمظلومين، وها هو شعبنا الجنوبي المضطهد لأعوام يتنفس الصعداء ويشم عبير الحرية، حتى وإن كان لا يزال يعيش في ظل أوجاع هذا المخاض الأليم، لكنه في نفس الوقت صابر محتسب، ومؤمن أن عاقبة الصبر وطن يخلو من العنصرية ويتسع للجميع.

أخيراً، اسمحوا لي أن أطلق دعوة لشعبنا الجنوبي الثائر، لرجال القلم وحملة مشاعل النور، ولمن يملكون سلاح الوعي، يقاتلون في ميادين الإعلام وبمختلف جبهاتها بمواقع السوشل ميديا، بأن الحرب لم تنتهِ بعد والمهام الملقاة على عاتقكم عظيمة، ولا تقل أهمية عن معارك الخنادق والطعن بالنصال. بل ربما معارككم أشد خطراً إذ لا يزال الأعداء يتربصون بكم وبشعبكم الدوائر، ويتخذون من دعوى المناطقية ونشر الأحقاد بين الأوساط المجتمعية والمواقع الالكترونية وبأسماء جنوبية، بعضهم يدّعون النصح والإصلاح، والبعض الآخر لا يمت للهوية الجنوبية بصلة سوى اسم وهمي اقتبس من هنا أو هناك.
إن أولئك الشلة المرتزقة، أبو وجهين، أقرب ما يوصفون بالنائحة المستأجرة، يتلقفون بأفواههم كل عفن صادر من مطابخ إعلامية معادية، ثم ينفخون فيه ويخوضون زيادة من عند أنفسهم كذباً وتلفيقاً وافتراءً، ليجعلوا من كل ذرة حجم فيل، ومن كل مشكلة تافهة عارضة قضية رأي عام، هم أنفسهم يتجاهلون كل حادثة أو ظلم يرتكب بحق شعب الجنوب، ويعرضون عنه ويقللون من شأنه.

وختم الطاهري قائلاً: راقبوهم جيداً، واحذروهم وحذّروا منهم، وقفوا لهم بالمرصاد. وإياكم أن ترتكبوا حماقة الأولين ممن جرفتهم العاطفة وغرهم الكلام المعسول، فإن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فكيف إن كان لدغ من نفس ذاك الجحر عشرات المرات.

الشيباني لن يفلت من العقاب:

من جهته، الصحفي محمد الكلدي، وبه نختم التقرير، طالب بمعاقبة الناشط اليمني مأمون الشيباني، بتهمة التسلل والتجسس بمرفق أمني محصن.
وقال: سنتابع القضية، ولكن باعتقادي سيكون عبرة للآخرين، وستتخذ إجراءات صارمة ضده، تسلل وتشهير وجعل المنظومة الأمنية الجنوبية قضية رأي عام.
لقد ارتكب جريمة أمنية كبرى، تسجيل وتنصت بمرفق أمني لغرض التشهير والإساءة لرجال الأمن الجنوبيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى