غيضة البهيش بحضرموت.. مشاريع تنموية معدومة وعزلة دائمة

سمانيوز/تقرير / صبري باداكي
تعيش منطقة غيضة البهيش، بمديرية بروم ميفع محافظة حضرموت الساحل، معاناة كبيرة بسبب غياب البنية التحتية، حيث تعجز الطريق المتضررة والمتهالكة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، مما يجعل الوصول إلى المنطقة صعب المحال، خصوصاً في موسم الأمطار. كما أن انعدام المشاريع التنموية زاد من تفاقم المشكلة، مما جعل المنطقة تعيش في عزلة نسبية، وكل ذلك ينعكس سلبًا على الحياة اليومية لأهالي المنطقة الذين يعتمدون على هذه الطريق لتسيير أمورهم الحياتية، ناهيك عن معاناة الأهالي من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بسبب ساعات التشغيل اليومية المحددة (من الساعة 6 مساءً إلى 10 مساءً)، ولا تتجاوز مدة التشغيل في بعض الأحيان عشرة أيام شهريًا بسبب نقص وقود الديزل، كون المشروع أهلياً ويعتمد على دعم الأهالي، مما يضطر السكان للاعتماد على حلول بديلة مثل المولدات الكهربائية والطاقة الشمسية، والتي تكون بأسعار مرتفعة لا يستطيع الكثيرون تحمل تكلفتها. كما أن انعدام الشبكة الكهربائية الحكومية يزيد من معاناة الأهالي، خاصة في تشغيل المرافق الصحية والمدارس، مما جعل الحياة اليومية تواجه تحديًا كبيرًا في ظل الظروف الصعبة.
ولا تقل أزمة المياه معاناة عن غيرها من المشاكل، حيث تعاني المنطقة من شح في المياه بعد أن كانت تصل إليهم بشكل مستمر، مما يضطر السكان إلى شراء المياه من صهاريج النقل (البوز) بأسعار باهظة، لا تغطي احتياجاتهم الأساسية بالشكل المطلوب، خاصة للأسر محدودة الدخل التي تعجز عن تحمل هذه التكاليف يوميًا.
“حلول بديلة”
في ظل غياب الخدمات الأساسية، يبحث أهالي غيضة البهيش عن حلول بديلة لتخفيف معاناتهم، ومنها: توفير كميات كافية من وقود الديزل لتشغيل الكهرباء لساعات أطول طوال الشهر، صيانة المشروع الكهربائي الأهلي بشكل دوري لتجنب الأعطال المتكررة، وتحسين شبكة المياه وضمان وصولها إلى جميع المنازل، وتعبيد الطريق الرئيسي وإنشاء مجاري سيول لتجنب انقطاعه أثناء الأمطار، ويطالب الأهالي الجهات المعنية بالاستجابة السريعة لهذه المطالب وعدم تجاهل معاناتهم.
“إيضاحات”
عبّر أعيان وشخصيات اجتماعية في المنطقة عن استيائهم من الإهمال المستمر، قائلين: “نعيش على هذه الأرض ولنا الحق في حياة كريمة، بعيدًا عن المعاناة اليومية، ونطالب الحكومة والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل، وتوفير الكهرباء والمياه والطرق كأبسط حقوقنا”. كما دعوا المسؤولين إلى زيارة المنطقة للاطلاع على الأوضاع عن قرب.
ختاماً..
غيضة البهيش تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، وتتفاقم فيها الأزمات الصحية والتعليمية والاقتصادية يوما بعد يوم. فالمنطقة بحاجة إلى تدخل عاجل من الحكومة والمنظمات الإنسانية قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية. فبدون حلول جذرية، ستستمر المعاناة وتهدد مستقبل الأجيال القادمة.