تقارير

المليونيات الأكتوبرية الحاشدة في الضالع وحضرموت.. “أسمعت من به صممُ” هل تجبر العالم على التعاطي مع القضية السياسية لشعب الجنوب؟

سمانيوز / تقرير

شعب الجنوب رقم صعب في المعادلة السياسية، لديه العزيمة والقدرة على تغيير قواعد اللعبة لصالحه إذا ما اقتضت الضرورة.
الجنوب اليوم على اعتاب مرحلة تحرر جديدة ضد أشكال مختلفة من الاستحواذ والتآمر، رفضها ولفضها في الماضي والحاضر. فشعب الجنوب تربى على الحرية، لا يرضى بالوصاية بكل أشكالها، قدّم آلاف الشهداء والجرحى ولن يفرط في دمائهم، بل يدرك أن الوفاء لهم هو بالتمسك بالهدف والمشروع الكبير الذي قدموا أرواحهم في سبيله، وهو استعادة دولة الجنوب مكتملة السيادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

شعب الجنوب اليوم ينتزع دولته ويرسم خارطة مستقبلها. مشهد مهيب، خرج شعب الجنوب عن بكرة أبيه في مليونيات غير مسبوقة بمحافظتي الضالع وحضرموت. مليونيات لا تخفى على ذي بصر وبصيرة، بل وأسمعت من به صمم.
خرجت استجابة لدعوة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المفوض شعبياً وسياسياً من قبل شعب الجنوب في حمل قضيته ومشروعه السياسي. لاسيما وأبناء الجنوب يرون في فخامته الاستحقاق والكفاءة لقيادة الثورة الجنوبية، ويمثل رمز الثبات والإجماع الوطني الجنوبي، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي الوريث الشرعي الجامع لمكونات الثورة الجنوبية، المؤمنة بالتحرر واستعادة الدولة الجنوبية.

الضالع تزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة:

صباح يوم الإثنين 13 أكتوبر 2025م شهدت مدينة الضالع مليونية غير مسبوقة إحياءً للذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، تسابق الثوار للحضور والمشاركة في الفعالية قادمين من كافة محافظات الجنوب، متحملين عناء ومشقة السفر (بجيوب وبطون فارغة)، بالتآخي والتكافل كاسرين حاجز سياسة التجويع والإفقار، رافضين المساومة بالرغيف أو الخدمات مقابل التنازل عن قضيتهم أو عن كيانهم السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي، وأثبتوا للعالم أن شعب الجنوب لا يتخلى عن مبادئه وقيمه، ولا عن وطنه وحقوقه التي استعادها من المحتل البريطاني في الماضي بقوة السلاح، ولن يتركها اليوم فريسة للمحتل اليمني، بل سينتزعها بالقوة.

تزينت ساحة ومنصة الفعالية بأعلام دولة الجنوب وصور الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، وصور قادة التحالف العربي السعودية والإمارات، وصور شهداء الجنوب الأوائل واللاحقين. ورفع المشاركون لافتات مؤيدة للرئيس القائد الزبيدي ولمشروع استعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

بعثت الفعالية رسائل للداخل والخارج مفادها أن سياسات شق الصف وتأليب شعب الجنوب ضد بعضه، وضد المجلس الانتقالي الجنوبي، لا ولن تنجح، وبأن سياسة الضغوط والتجويع والأزمات المفتعلة إنما تزيد شعب الجنوب قوة وتلاحماً والتفافاً حول قيادته السياسية ومجلسه الانتقالي الجنوبي، وإصراراً على المضي قدماً نحو تحقيق الاستقلال الثاني.
أوصل شعب الجنوب رسالة للعالم بأنه صامد، وان قوته تنبع من داخله، ولديه من العزيمة والإرادة التي تغنيه عن استجداء الخارج وإثارة شفقته.

الرئيس الزُبيدي لا يغيب كعادته، ثائر في مقدمة الثوار:

قائد الثورة الجنوبية التحررية الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي، لا يتغيب بل حاضر لا يمنعه خوف ولا تردد، بل تجره الفطرة المكتسبة عن آبائه وأجداده الثوار والنزعة الثورية المغروسة بداخله للوقوف في مقدمة الثوار. حضر وشارك وأثبت وجوده، وألقى كلمة في الحشود استهلها بالتحية والإجلال لشعب الجنوب وأحراره في الداخل والخارج، مؤكداً أن ثورة 14 أكتوبر كانت وستظل شعلة النضال ومصدر الإلهام لكل الأحرار، باعتبارها محطة تاريخية جسّدت الوعي الوطني والتمسك بالحرية والسيادة.

وأضاف فخامته قائلاً: “من هنا، من الضالع مهد الثورة ومصنع الرجال، نُجدد العهد لشهدائنا وجرحانا وشعبنا العظيم بأننا ماضون بثباتٍ على درب استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، على أسس الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، وبإرادةٍ لا تلين”.
وتابع فخامته كلمته قائلاً: “إن محافظة الضالع ستظل رمزاً للنضال، وأيقونة للبطولة الجنوبية التي تحطمت على صخرتها أوهام الغزاة”، مشيراً إلى أن ثورة أكتوبر لم تكن حدثاً سياسياً عابراً، بل حالة وعي وطني عميق وإيمان بعدالة قضية شعب الجنوب.

وتطرق الرئيس القائد إلى مسار الحوار الوطني الجنوبي، موضحاً أنه شكّل محطة فاصلة في مسيرة النضال الوطني، تُوجت بإقرار الميثاق الوطني الجنوبي الذي أسس لمرحلة جديدة من التلاحم الجنوبي وبناء الدولة على قواعد صلبة من العدالة والمواطنة المتساوية.
وجدد فخامته التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يكون إلا نصيراً لقضايا شعب الجنوب، ومعبّراً عن تطلعاته نحو الاستقلال والتنمية والاستقرار، مشدداً على التمسك بحق الجنوب في استعادة دولته المستقلة وفق إرادة الشعب الجنوبي وخياراته الحرة.

كما وجّه فخامته رسالة إلى الشركاء في معركة التصدي للمشروع الحوثي الإرهابي، مؤكداً أن الجنوب كان وسيبقى رأس حربة في مواجهة هذا المشروع المدعوم من إيران، وأن المجلس الانتقالي سيظل شريكاً فاعلاً في جهود مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الدولية، بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وعبّر الرئيس القائد في سياق خطابه الجماهيري عن تقديره العميق للأشقاء في السعودية والإمارات، على دعمهم الصادق لشعب الجنوب، مؤكداً أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل شريكاً استراتيجياً مسؤولاً في دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.
ووجّه تحية إجلال وإكبار لأبطال القوات المسلحة الجنوبية والأمن، مثمّناً تضحياتهم وصمودهم في الدفاع عن الجنوب وكرامته وهويته، مؤكداً أن تضحياتهم ستظل مشاعل نور تهتدي بها الأجيال حتى يتحقق النصر الكامل ويُرفع علم الجنوب عالياً.

كما أشاد فخامته بالدور النضالي والوطني للمرأة الجنوبية ومكانتها في مسيرة النضال والبناء، وبروح الشباب الجنوبي الذي وصفه بأنه “شعلة الثورة وروح الأمل وعزيمة المستقبل”، مؤكداً أن رهان المجلس الحقيقي هو على الشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء الدولة الجنوبية المنشودة.

واختتم الرئيس القائد الزبيدي كلمته بتجديد العهد والوفاء لتضحيات الشهداء، قائلاً :”لن نحيد عن دربنا، ولن نخذل تضحيات شهدائنا، فالنصر قريب بإذن الله، والاستقلال قادم لا محالة بعون الله وتوفيقه، ثم بإرادة وعزيمة أحرار الجنوب.
وفي ختام الفعالية تمت تلاوة البيان الختامي.

رجال حضرموت الأبطال لبوا النداء:

رجال حضرموت الأبطال لبوا النداء، سارت قوافل الثوار باتجاه مدينة شبام التاريخية بمحافظة حضرموت، التي بدورها احتضنت يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025م، مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا هو الأكبر في تاريخها، مماثلاً لما حدث بمدينة الضالع الصمود بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة،
شارك في الفعاليةٍ غير العادية قيادات عسكرية وشخصيات سياسية ومجتمعية. استقبلت المدينة جموع الحشود القادمة إليها من مختلف محافظات الجنوب عامة ومديريات حضرموت خاصة، نحو ساحة الفعالية في قلب مدينة شبام، التي تزينت بالأعلام الجنوبية وصور الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي.

دُشنت الفعالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني الجنوبي، تخللها إلقاء عدد من الكلمات السياسية والاجتماعية، وإلقاء القصائد الشعرية.
ورددت الجماهير شعارات أكدت تمسكها بالهوية الجنوبية ورفض أي وصاية خارجية على حضرموت، إلى جانب التأكيد على دعم الحشود لقوات النخبة الحضرمية ورفض أية تشكيلات مسلحة أخرى، والمضي نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة.
وجدد المشاركون التأكيد أن احتشادهم رسالة واضحة بأن حضرموت جزء أصيل من الجنوب، وخياره الثابت هو استعادة دولته كاملة السيادة. حضرموت ليست كياناً منفصلاً، بل هي جوهر الهوية الجنوبية وعماد مشروع الدولة القادمة.
وكان الحشد بمثابة تجديد التفويض الجماهيري للرئيس الزبيدي، ودعم لقوات النخبة الحضرمية، ورفض قاطع لأية وصاية خارجية أو مشاريع صغيرة تسعى لعزل حضرموت عن محيطها الجنوبي.

الأستاذ محمد عبدالملك، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في وادي حضرموت، قال في كلمته التي ألقاها على مسامع الداخل والخارج: إن احتضان أبناء حضرموت لمهرجان شبام يحمل رسائل سياسية وتاريخية هامة، مشيراً إلى أن الاحتفال يشكل محطة جديدة للتصالح والتسامح بين أبناء وادي وصحراء حضرموت. وجدد التفويض للرئيس الزُبيدي، مشدداً على أن تحرير مديريات الوادي وتسليم شؤونها الأمنية لأبنائها مطلب لا تراجع عنه.

الاستاذ علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، من جهته أعاد بالذاكرة إلى الخلف قائلاً: انطلاق الثورة المسلحة عام 1924 من وادي حضرموت كان جزءاً من تراكمات النضال ضد الاحتلال البريطاني حتى ثورة 14 أكتوبر. وشدد أن الخلافات الحالية، مهما اشتدت، لا تبرر التفريط بوحدة الجنوب، داعياً إلى فتح الأبواب للحوار مع كل أطياف المجتمع الحضرمي، لكنه حسم الموقف بوضوح: حضرموت قد حسمت خيارها ولن نقبل العودة إلى ما يسمى باليمن الاتحادي، أو إعادة إنتاج الوحدة بأساليب أخرى.
وفي ختام الفعالية تمت تلاوة البيان الختامي على مسامع الحاضرين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى