العُنفُ المنزلي .. أسلوبٌ همجيٌّ ضحيته النساء المتزوجات
سمانيوز-شقائق / استطلاع / حنان فضل
العنف يبقى عنفاً بشتى أنواعه ولكن يختلف من بيئة لأخرى، فهناك العنف الجسدي والنفسي والاجتماعي، وأيضاً العنف المنزلي الذي أصبح ظاهرة تزايدت في الآونة الأخيرة وهو العنف المنزلي بمعنى العنف في المنازل من أهل الزوج عندما تُستخدم أساليب مختلفة قد تكون اللّفظ أو المعاملة السيئة مما يسبب الخناق على النساء المتزوجات بين أسرة أهل الزوج حتى يوصل الأمر إلى الطلاق.
الأكثر شيوعاً :
تقول الدكتورة رجاء الكازمي،استاذ مساعد بجامعة عدن : العنف الأُسري هو العنف الأكثر شيوعاً هو العنف أو الإساءة سواء بدنية أو نفسية موجّهة من شريك الحياة، وغالباً مايتم من قبل الرجال نحو المرأة، ويؤثر العنف المنزلي ضد المرأة على الأسرة بأسرها وهذا ينعكس على تصرفات مسيئة صادرة من الرجل في الأسرة وماتتعرّض له من ضرب وصفع والتخويف من الرجل، وبالتالي هذا ينعكس تلقائياً على نفسية المرأة ويعرِّضها للابتزاز للمشاعر وعدم التفكير والتعبير بتصرفاتها وسلوكياتها، وبالتالي ينعكس على الأطفال الذين يتعرّضون للعنف الأُسري في المنزل، فهم أكثر تعرُّضاً أن يكونوا هم أنفسهم ضحية الإساءة والمعاملة وأن يُحرموا من الرعاية الصحية وأن يعانوا من مشكلات سلوكية ونفسية ، وهذا ينعكس على دراستهم بالمدرسة وتصرفاتهم العنفية في المدرسة، وهناك المراهقون يكونون أكثر عرضة لتعاطي المخدرات لاسيما التصرُّفات المسيئة اللفظية والسلوكية مثل التدخين ومضغ القات ومضغ الشمة وغيرها، وهذا ينعكس تلقائياً على العنف الاجتماعي بالأسرة ويؤدي إلى ماتتعرّض له المرأة من قهر وظلم وأيضاً حرمانها من حقوقها الوظيفية والسياسية وهذا ينعكس على عدم قدرتها على تربية أطفالها بشكل صحيح.
انتشرت في المجتمع :
وتقول مدير إدارة السكرتارية بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة أبين،هناء الموقري : هي صفة وآفة وصارت منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا، ومن أهم وأول أسبابها :
1- عدم تفهُّم الأهل للحياة الزوجية هي أول الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق.
2 – العنف المنزلي الذي تتعرّض له كثير من النساء المتزوجات.
3 – (الايذاء الجسدي) بأشكاله٠
4 – العنف القائم على النوع الاجتماعي.
5 – العنف اللفظي من قبل أهل الزوج يشمل الإيذاء الجسدي.
ويؤدي العنف المنزلي الممارس من قبل الأهل أو الزوج بمختلف أشكاله إلى مشاكل نفسية وجسدية منها القلق والاكتئاب والتفكير حتى بالانتحار وغيرها من المشكلات النفسية، ومن الأسباب المهمة، السكن المشترك مع عائلة الزوج، لهذا نتمنى من كل امرأة عندما تقبل على الزواج أن يكون شرطها أولاً السكن،إذا توفر السكن الذي يجمع بينها وبين زوجها فهي في مأمن،
الزواج الآمن يحتاج لمنزل مستقل حتى تستطيع الأسرة الجديدة بناء حياتها كما تريد وليس كما يريد الآخرون.
على قولة المثل ،أبعد عن حبيبك يحبك.
المرأة هي عرضة لمثل هذه الأمور :
فيما تتحدث الأستاذة ثريا سالم مجمل النسري،ناشطة مجتمعية :
في هذه المرحلة والذي لاتوجد فيها دولة ولاقوانين تصون حقوق الجميع ، والمرأة هي عُرضة لمثل هذه الأمور والإهمال ،فيما كانت المرأة الجنوبية تحظى بأهمية مميّزة أيام قانون الأسرة الذي كان يمنع تعدُّد الزوجات إلا في حالات مرضية، وبهذا القانون يُعطى للمرأة حق الحضانة والسكن الآمن ، وبعد احتلال الجنوب في حرب 1994م تعرّضت المرأة الجنوبية إلى انتهاكات كثيرة وعلى سبيل المثال الزواج المبكّر وهذا يعتبر عنفاً أسرياً بحق الطفولة، وزواج القاصرات وهذا هو العنف المنزلي بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، حيث تقوم هذه المرأة بكل الأعمال المنزلية يعني أنها تقدِّم خدمة لكل أفراد الأسرة وحسب العادات والتقاليد يعتبر واجباً عليها، ويحصل العنف المنزلي في حالة تكون زوجة الأبن مقابلها واحدة من أخوات زوجها وإذا ماتوفقت واحدة منهن لو سمح الله وتم الطلاق لازم يتطلقون الاثنثين هذا جانب، وعندما تتطلق المرأة يحرمونها من حضانة أولادها حتى وإن كانوا صغاراً، كذلك يوجد عنف منزلي آخر إذا كانت المرأة بدون أولاد وتوفي زوجها بعد إكمال العدة يخرجونها من المنزل بحجة أنها بدون محرم وحتى الراتب إن وُجد يتقاسمه الأهل وهي تأخذ حصتها وتروح بيت أهلها وكأنها كانت خادمة يحاسبونها بالأجر اليومي حقها فقط، وهذه الأمور تحصل في الأرياف بسبب غياب الدولة الذي لا تحترم الإنسان ولا تصون حقوقه، كذلك المرأة لاتُعطى لها حق الحضانة ورعاية أطفالها،
وفي بعض مناطق الأرياف يستخدم العنف ضد المرأة بعدم إعطائها حق الميراث الشرعي ، أيضاً إذا حدث لها أي موقف أو تحرُّش جسدي ليس هناك أحد يكون بجانبها، ويتحوّل المجتمع الذكوري ضدها حتى وإن كانت بريئة، وهذا عنف بسبب العادات والتقاليد والتمييز العنصري ضد المرأة.
الأسرة تُبنى على الأدب والاحترام :
وتضيف الأستاذة ممتاز شكوى مدير إدارة المرأة والطفل بمديرية المعلا :
دائماً الأسرة تبنى على الأدب والاحترام وتحمل لبعضنا حتى تخسر بعضها البعض، فعلاً هذه المداخلة قوية جداً وحاصلة تقريباً في أغلبية المنازل مع أسرة أهل الزوج وزوجة ابنهم ونظراً لشحة المساكن والظروف الصعبة بهذه الأيام بعد الحروب والأزمات والمفروض أنا في رأيي أن لا يتدخل طرف ثالث بين الزوجين وإن حصل أي خلاف بين أي الأطراف الساكنة في المنزل كأن يدخل وسيطاً لحلّ الخلاف ويكون محايداً للأطراف عند حلِّ أي خلاف ويهدى أطراف النزاع دائماً ولا يتدخّل أحد من خارج الأسرة، لأن في هذه الحالة قد تتفاقم المشكلة وأي حل يكون الهدف فيه أساسه الصبر ولا يؤثر على الأطفال وتجنُّب الأطفال التدخُّل بين الأطراف ويكون أيضا أي مناقشة بعيداً عنهم، وأنا فعلاً أقول أن الحالة المعيشية الصعبة قد تجلب المشاكل والخلاف ولكن مع هذا يجب أن ننظر بعين العقل والحكمة والصبر دائماً حتى لا نتسرّع ونتهاون لتحطيم أسرة كانت مستقرة وتعيش عيشة كريمة، وهذا الأساس وكل فرد أو أسرة تبحث عن حياة كريمة قبل كل شيء والصبر مفتاح الفرج.
وكما وجّهت فيتنام صالح العلوي مدير إدارة المرأة والطفل للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية تُبن في محافظة لحج :
كن راقياً في كلّ صفاتك مع الجميع، وطنك بحاجة لعلمك أو أفكارك ومواهبك التي هي بداخلك، قد تكون وأنت لاتعلم فيها بسبب قساوتك وعنفك الذي لم يجعلك تنتبه له، وتحسه وتلتمسه في داخلك، أخي وأختي لا للعنف، نعم للعلم والوعي والرقي والثقافة والسلام الداخلي والخارجي، نعم للتصالح والتسامح مع أنفسنا ومع الآخرين، جبر الخواطر من أعظم الأعمال في الدنيا ويدلُّ على سموّ النفس ونظافة القلب وسلامة الصدر، ونبل الخُلق وأصالة المعدن وليس هناك أكرم ولا أنبل من شخص يجبر خواطر الناس.
وتواصل الأستاذة نزهة صالح حمود مشرف أنشطة بمجمع الممدارة التربوي :
من المؤسف أنه لا يوجد نص قانوني صريح يحمي المرأة المتزوجة من العنف الأسري، لذلك أكرر الوعي بمفهوم تكوين الأسرة بين الزوجين مهم جداً لتكوين أسرة مستقرة قائمة على المودّة والرحمة والتفاهم بين الطرفين لتجاوز العقبات والظروف القاسية التي قد تعترض الزوجين في حياتهم ،فالزوج عليه أن يتفهّم متطلبات زوجته من حياة هادئة مستقرة بعيدة عن تدخُّل الأهل كذلك الزوجة عليها أن تتفهّم متطلبات زوجها والتأقلم مع ظروفه.
وتختتم أمل المصلي رئيس مؤسسة أمل لرعاية الأيتام والفقراء والأعمال الإنسانية :
يدفع الوضع الاقتصادي المتدهور في حياة الأسرة الناتج عن فقدان الوظيفة أو تراكم الديون إلى ممارسة العنف تجاه أفراد أسرته وذلك نتيجة مشاعر الخيبة وارتفاع نسبة مستويات التوتُّر بسبب حالة الفقر التي تعيشها البلاد.