تقاريرصرخة وطن

في ذكرى تحريرها الثانية : حوطة لحج تغرق وسط أكوام القمامة وتدفق مياة المجاري

فؤاد داؤود

فؤاد داؤود

كاتب وناشط جنوبي
أسف وأي أسف قد أسفت عليك يا حوطة بلجفار !
كيف جحدك الجاحدون و تربص بك المتربصون دون وازع من دين أو وخزة من ضمير فآل بك المآل إلى ما صرتي عليه اليوم من بؤس وشقاء وافتقار إلى أبسط مقومات الحياة
فهاأنتي اليوم تستقبلين الذكرى الثانية لتحريرك وانتصارك العظيم المؤزر على القوى الظلامية الحاقدة وأنتي تغرقين وسط أكوام القمامة وتدفق مياة المجاري التي عكرت صفوة أجواء ابتهاجك بروائح النصر الزكية العاطرة بروائحها الكريهة النتنة
إلى متى هذا السكوت والخنوع يا موطن الثوار و المنبر المشع بالنور للثائرين — يا منبع العزة والكرامة والكبرياء والعنفوان ؛ يامن سطر أبناؤك أنصع الصفحات البطولية على مر التاريخ ليكتب مآثرهم بأحرف من نور
فقد كنتي حاضرة القمندان وعروس الزمان – بلاد الفل والكاذي والريحان والجناين الحسان — أرض الحلاوة والطراوة والمنظر الجميل ومهد الأدب والفكر والطرب الأصيل – قبلة الزائرين و موطن الغر الميامين — أم المساكين و الحضن الحنون للوافدين – ملاذ البائس المظلوم- و مأوى للسائل المحروم
فياترى ما الذي قد آل بها إلى ذلك الواقع المظلم المجهول ؟
أيكون هذا هو معنى الوفاء لتلك الدماء البريئة الطاهرة الزكية التي روى بها شبابها ترابها الطاهر دفاعآ عن الدين و الأرض والعرض فأبوا إلا أن تستقبل ذكراها الثانية لتحريرها وهي ترزح تحت ذلك العبث المقيت ؟
لقد قدمت الحوطة من خيرة شبابها الذين كانوا يحبون الحياة كما نحبها نحن ولكنهم آثروا التضحية والفداء وتقديم دماءهم وأرواحهم رخيصة لننعم نحن بالحرية والعزة والكرامة والحياة الهانئة — فهل هذا هو مقابلة الوفاء بالوفاء ؟
هل تززيين واجهات المحلات ورفع الأعلام وتنظيف الشوارع وإقامة الزينات ومظاهر الإبتهاج إعلانآ بقدوم هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعآ والتي ترمز إلى معاني التبجيل والتمجيد و التخليد لأولئك الذين سقطوا من أجلنا — من أجل رفعة ونهضة حوطتنا أم أن في مثل هذا الزمان الرديئ تكديس آ للقمامات و فتح بيارات الصرف الصحي في الشوارع و الطرقات وتعكير صفو حياة الناس و ماتسببه من روائح مقززة و عرقلة لحركة السير و ما تنشره من أمراض و أوبئة قد صار مظهرآ من مظاهر الإبتهاج
نقولها من قلوب مكلومة ونفوس مصدومة إن هذا لهو العجب العجاب
كلمة أخيرة صادقة صدوقة أقولها للأخ المحافظ والغصة تعتصر فؤادي وتزلزل كياني :
نعلم أن الحمل ثقيل و المسؤولية كبيرة — و لكن الأمانة أعظم و أخظر — فاعط القوس باريها — كافئ المحسن و حاسب المسيئ — أضرب بيد من حديد على رأس كل مفسد و متلاعب بمقدرات الشعب و إن كان من ذوي القربى ستجد أبناء الحوطة جميعآ معك و إلى جانبك — وهم لذلك أهله ورجاله !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى