فبرغم استبشار الشارع اللحجي بوصول العشرة ميجا وانبعاث الأمل في صدور المواطنين بالتخلص من تلك التركة الثقيلةو المعاناة التي كلفتهم الكثير و الكثير ممن قد تعرضوا للأزمات القلبية و الذبحات الصدرية وضيق التنفس بسبب الإنطفاءات المستمرة و التي تكاد أن تكون متعمدة في ذلك الصيف الجاثم على صدورنا جميعآ بحرارته الشديدة وقيضه القاتل الذي أزهق أرواحآ كثيرة وفتك بالعديد من المرضى و العجزة من كبار السن الذين لم يستطيعوا لانطفاء الكهرباء احتمالآ فصارت حياتهم و ما ينتابها من ويلات و عذاب لعبة سهلة يتسلى بها المتلاعبون و المستهترون التي انتزعت من دواخلهم الإنسانية و تجردوا من كل وازع من دين أو ولخزة من ضمير .
إن ما يحدث اليوم في مؤسسة الكهرباء بلحج لم يكن ليحدث بمحض الصدفة و لم يولد من الفراغ ولكنه جاء كثمرة يانعة ناضجة لسياسات الفساد و الإفساد المستشري في مؤسسة الكهرباء طيلة السنوات السابقة و المتلاحقة و ما مورس فيها من مضايقات و إهمال و حرب نفسية للكادر اللحجي المؤهل و القادر على خدمة أهله وذويه بكل أمانة واقتدار حتى تم تطفيشه من العمل ليذهب إلى المناطق المجاورة ليؤدي رسالته حيثما يشعر بالأمان و الإطمئنان و ينعم بالراحة و الهدوء لحصوله على حقوقه كاملة غير منقوصة بعيدآ عن المزايدات و المناكفات و تقديم الولاءات على الكفاءات و هنا وجد الوصوليون من ذوي المحسوبية و مقدمي الطاعة و الولاء ظالتهم المنشودة للوصول إلى غاياتهم التي يصبون إليها ليس عن خبرة و حنكة و فهم ودراية ولا عن تخصص ودراسة أو استحقاق وظيفي أو مهني أو خبرة عملية طويلة الأمد ولكنه الولاء و الطاعة العمياء و تنفيذ المخططات المرسومة على حساب المواطنين البسطاء و مايتلقونه من مشقة و عناء نتيجة للإنطفاء
هذا هو مادأبت عليه السلطات السابقة و توارثته سلطاتنا المتلاحقة دون أن تعمل شيئآ برغم درايتها الكاملة بما يعانيه المواطن بسبب هذه السياسات الخاطئة و سكوتها و تقاضيها عن ذلك برغم الأخطاء الكارثية التي باتت لا تطاق .
فالحل لمشكلة الكهرباء التي أصبحت عنوانآ بارزآ من العناوين المنغصة لحياتهم و عبئآ ثقيلآ يرهق كاهلهم لا يكمن في تغيير مدير بآخر فحسب ، فهناك اللوبي المتأصل و المستشري في جسم كهرباء لحج و المتحكم بمداميكها و كأنه اخطبوط مادآ ذراعيه في كل عضو من أعضائها يعبث بها كيف يشاء و متى يشاء بحسب الأمزجة و الأهواء وبعيدآ عن الخطط و الدراسات دون وازع أو رادع .
إن لحج ولادة وفيها الكثير من الخبرات و الكفاءات الشابة الناضجة و الواعدة التي بات الآخرون يستفيدون منها بينما لحج محرومة من عطاءاتهم و إبداعاتهم بسبب تطفيشهم منها و الجوء إلى ماعداها
الجدير ذكره هو ذلك الصمت المريع من مدير عام المؤسسة المحلية لكهرباء لحج عما يدور حوله برغم ما سمعناه عنه من النزاهة و الشفافية … فإن كان يدري فتلك مصيبة و إن كان لا يدري فالمصيبة أعظم … نأمل أن نرى إصلاحآ في الأيام القليلة القادمة .
باسم جميع ساكني حوطة لحج نضع هذا الملف على طاولة محافظ لحج ورائد تنميتها الدكتور الخبجي و نحن على ثقة كاملة أنه سيحظى بالعناية و الإهتمام
