صرخة وطن

و تحولت حوطة الفضائل إلى مقلب للنفايات على أيدي القائمين على صندوق تحسينها … أيرضيك هذا يا سيادة المحافظ ؟؟؟!!

فؤاد داؤود

فؤاد داؤود

كاتب وناشط اعلامي جنوبي
سنوات عجاف مرت على مدينة الحوطة و القمامات تترامى في كل زاروية من زواياها و تنهش في كل مفصل من مفاصلها دون أن يسمع أحد لشكاوى أهلها أو يكترث لصراخ و أنين أبنائها حتى بات لسان حالهم يؤمن تمام الإيمان أنهم ينادون أمواتٱ في مقابر مهجورة هيهات لهم أن يلبوا للنداء و كيف يلبي للنداء أموات ؟!!!!!
كل هذا ورغم ماتسببه هذه القمامات والنفايات و القاذورات من أمراض و أوبئة لأبناء هذه المدينة الصابرة المصابرة ظلت صامتة محتسبة لله عز وجل عله أن يأتي بالفرج في يوم من الأيام و يخلصهم من اولئك البغاة الذبن لا هم لهم إلا إشباع غرائزهم و نهم بطونهم و نفوسهم المريضة الجشعة التي لا تشبع فهو نعم المولى و نعم النصير
أضف إلى ذلك ما تكدست به قنوات و مجاري السيول في وادي دلتا تبن من قمامات و مخلفات و ماله من آثار بيئية خطيرة سيظل أثرها باقيٱ لمئات السنين إذا لم يجابه المجابهة الحقيقة … و هذا ما تحدثنا عنه في مواضيع سابقة و وضعناه ملفٱ كاملآ على طاولة المحافظ و الذي تفضل مشكورٱ بإصدار قرار يمنع من خلاله إدارة الصندوق من رمي المخلفات و الإمتنان في قنوات المياه و مجاري السيول و حذر فيه بمحاسبة كل من تسول له نفسه تكرار مثل هذه الأعمال أللا إنسانية أو أخلاقية … إلا أن ذلك القرار جاء على غير ما كان يتوقعه الكثيرون و لم يرق إلى طموحات و تطلعات الناس و ملبيٱ لما جاء في شكاويهم حيث لم يتطرق ذلك القرار إلى محاسبة مرتكبي ذلك العمل الشائن و الذي يعتبر جرمٱ في حق المحافظة و أبنائها أرضٱ و إنسانٱ و كذا لم يتحدث ذلك القرار إلى رفع الضرر لإزالة الخطر الأمر الذي أصاب المواطنين بالإحباط و خيبة الأمل و زاد القائمين على قيادة صندوق النظافة و تحسين المدينة بلحج تماديٱ في الإستهتار و اللا مبالاة و ساروا في غيهم يعمهون …
فهاهم اليوم حيث لم يجدوا آمر و لا رادع قد حولوا حوطة الفضائل كرمة الألحان و حاضرة القمندان و أرض الفل و الكاذي و الريحان و التي تناقل ذكرها الركبان و سارت سيرتها العطرة في العربان على مر الأزمان إلى ما لا يخطر على الأذهان و لا يقبله إنسان ….
فهل يرضيكم هذا يا سيادة المحافظ ؟!!!!
أيرضيكم أن تتحول حوطة الفضائل حاضرة لحج العبدلية و منبر الأدب و الفن و الفكر و الثقافة إلى مقلب للقمامات و المخلفات و النفايات دون اعتبار لأي شيئ ؟!!!
أجل يا سيادة المحافظ الذي نؤمل فيه كثيرٱ لعلمنا أنه من أشد المخلصين لهذه المحافظة و لأبنائها و لا يقبل لها أي مهانة أو إذلال !!!!!
ها هو اليوم صندوق النظافة و تحسين المدينة بلحج قد انحرف عن مساره مائة و ثمانين درجة فتغيرت عنده الموازين و بدلٱ من تنظيف الحوطة عاصمة محافظة لحج الإباء و الشموخ و تحسينها نراه اليوم قد حولها إلى مكب للنفايات و القاذورات فهل من رادع أو مجير ؟؟؟!!!!!
إستهتار ما بعده استهتار و صلف قد بلغ ذروة مداه و تجاوز للحدود لا يهدف إلا لممارسة سياسة الإبتزاز الممنهج للعودة إلى صرف العهد المالية و قيام الحملات التي تعد أم المفاسد التي يهدر من خلالها المال العام دون أن يحقق منفعة تذكر و هذا ما سنبحث فيه في موضوع قادم إن طالت بنا الأعمار بإذن الواحد الأحد !!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى