طب و صحة

السلوك العدواني عند الأطفال.. مظاهره، أنواعه، أسبابه، علاجه

سمانيوز/شقائق /إعداد / نوال باقطيان

السلوك العدواني عند الأطفال (العدوانية) من المظاهر السلوكية المنتشرة في مختلف المجتمعات، لذا أصبح من الظواهر الهامة التي توجه لها الدراسات والأبحاث، نظراً لارتفاع نسبة السلوك العدواني عند الأطفال، حيث انتشرت السلوكيات العنيفة والعدوانية مؤخراً بشكل ملحوظ، وكثيرًا ما يعاني الآباء من طفلهم العدواني ولا يستطيعون التعامل معه بطريقة صحيحة. لذلك سوف نعرض عليكم مفهوم السلوك العدواني عند الأطفال، أسبابه، مظاهره، أنواعه، الفرق بين الجنسين في العدوان، طرق ضبط وتعديل السلوك العدوانية.

ما هو السلوك العدواني؟

السلوك العدواني هو السلوك الذي يوجهه الطفل نحو الآخرين بهدف التسبب بالأذي لهم أو تخريب ممتلكاتهم، ويظهر في صورة عنف جسدي أو لغوي أو بشكل إيماءات وتعابير غير مقبولة من قبل الآخرين، وقد يكون العدوان أيضاً موجه نحو الذات فيؤذي الطفل نفسه.

مظاهر السلوك العدواني عند الأطفال

تتمثل مظاهر وأشكال العدوانية عند الأطفال في مجموعة السلوكيات التي قد يظهر بعضها أو كلها عند الأطفال، وهي كالآتي:
• الاعتداء علي الأقران بغرض الإزعاج باستخدام اليدين أو الأظافر أو الأسنان أو الرجلين أو الجسم بدافع الانتقام.
• الاعتداء على ممتلكات الآخرين والاحتفاظ بها أو إخفائها لمدة من الزمن بغرض الإزعاج.
• توجيه النقد اللاذع للآخرين، وتبادل الشتم والتلفظ بألفاظ قبيحة.
• سرعة الغضب والانفعال وكثرة الضجيج.

أنواع العدوانية عند الأطفال:

• العدوان اللفظي: هو سلوك مرفوض اجتماعياً يقوم به الطفل، ويتمثل في السب والسخرية والتخويف والتهديد للآخرين واتهامهم، ويقف عند حدود الكلام.
• العدوان الجسدي: هو إيذاء الطفل للآخرين باستخدام أعضاء جسمه، مثل أن يعض الآخرين أو يضربهم أو يدفعهم بقوة.
• العدوان الموجه نحو الأشياء: هو تدمير وإتلاف الأشياء والممتلكات، ويأخذ صوراً متعددة مثل التكسير، التقطيع، والرمي على الأرض.
• العدوان الموجه نحو الذات: هو إيذاء الطفل نفسه وإيقاع الضرر بها. ويتخذ إيذاء الذات أشكالاً مختلفة منها: (تمزيق الملابس، شد الشعر، أو رمي نفسه على الأرض).

الفرق بين الجنسين في السلوك العدواني:

أشارت العديد من الدراسات والأبحاث إلى أن السلوك العدواني لدى الذكور، وفي مختلف الأعمار يمارس بدرجة مرتفعة، أكثر منه لدى الإناث. ويظهر السلوك العدواني عند الذكور من خلال العدوان المباشر والعدوان الجسمي، وتلعب هرمونات الذكورة دوراً في ذلك، لذلك فالذكور أقوي جسمياً وأكثر إثارة للفوضي والعدوان من الإناث، بالإضافة أن التقاليد الاجتماعية والعرف تشجع الذكور على السلوك العدواني، في حين أنه غير مقبول اجتماعياً عندما تمارسه الإناث.

كيف تلعب الجينات دوراً مهماً في سلوك الطفل؟

قال الخبراء إن الجينات والعوامل البيولوجية الأخرى، بما في ذلك البيئة، تلعب دوراً مهماً في تأجيج العدوان.
كما أن الصدمات النفسية، واختلال التوازن الأسري، وبعض أنماط التربية – بما في ذلك السلوك القاسي والناجم عن العقاب من جانب الوالدين – تزيد من احتمالية إظهار الطفل للغضب.

وأكدت الدراسات أن الجينات تؤثر على مزاج الطفل، وهو ما يظهر في ميوله السلوكية المبكرة. وقد وجدت دراسات عدة أن الجينات مسؤولة عن 20-60 % من التباين في المزاج.

التمييز بين الطبيعي والمقلق:

تؤكد المستشارة النفسية والتربوية “رولي” أن الوقوف على الأسباب الكامنة وراء الرغبة في التدمير أمر ضروري للتدخل الفعال، ويمكن أن يعزا هذا السلوك في كثير من الأحيان إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:
• الفضول خلال بعض مراحل النمو.
• الضيق العاطفي.
• صعوبات التواصل.
• الصدمات النفسية.
• الضغوطات البيئية.

ويمكن اعتبار الانفجارات العرضية وبعض الأفعال المدمرة جزءًا طبيعيًا من مراحل نمو الطفل، إلا أن السلوك المستمر والمتصاعد قد يشير إلى مشكلات أساسية أعمق تتطلب الاهتمام، “ومن الضروري أن يتناغم الآباء مع مشاعر أطفالهم، وأن يأخذوا في الاعتبار السياق الذي يحدث فيه السلوك”.

وتقول المستشارة النفسية “يعد التمييز بين السلوك الطبيعي والسلوك المقلق أمرًا أساسيًا للآباء في تحديد متى يكون التدخل ضروريًا، في حين يمكن توقع درجة معينة من السلوك المدمر خلال مراحل معينة من النمو، مثل مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة”.
وتضيف “في بعض المراحل، يرغب الطفل في التعبير عن استقلاليته دون أن يحسن التعبير، وقد يكون هذا السلوك ناجماً عن الحاجة إلى الاهتمام، أو لحاجة نفسية غير مشبعة من حب وتعاطف وتقدير، إلى جانب حب الاستطلاع والرغبة في التعرف على الأشياء، مما قد يدفعه إلى العبث والتخريب”.

وتشدد المستشارة النفسية والتربوية على “ضرورة أن يتوخى الآباء الحذر من العلامات التي تشير إلى أن السلوك أصبح مفرطًا أو ضارًا، من العدوان المستمر، والانفجارات المتكررة، والتدمير المتعمد للممتلكات، وإيذاء النفس أو الآخرين. ويمكن أن تساعد استشارة طبيب الأطفال أو المعالج في معرفة الأسباب”.

أسباب تجعل طفلك عدوانياً: الإفراط في القسوة

الإفراط في القسوة من قبل الوالدين والعقاب البدني والإيذاء من قبل الوالدين، من الممكن أن يكون سبباً قوياً في أن يكون سلوك الطفل عدوانياً، بسبب تعامل بعض الآباء بقسوة مفرطة ويتخذون من الضرب وسيلة للتأديب، في اعتقادهم أن الضرب وسيلة مجدية للتربية والسيطرة على سلوك الطفل، على العكس تكون نتيجة سلبية فيكون الطفل أكثر عدوانية.

التدليل الزائد وتلبية رغبات الطفل:

يتعامل بعض الآباء بالإفراط في التدليل وإعطاء الطفل كل ما يريد دون قيد، بل ويزيد بشرائهم بعض الأشياء الزائدة عن حاجته، وأيضاً عدم عقابه على أي سلوك خطأ خوفاً من غضب الطفل أو حرمانه.

وتقول المستشارة رولي: “قد يلجأ الطفل إلى العدوان والعنف للفت الانتباه لافتقاده الحب والدفء من قبل الوالدين، حينما يشعر الطفل بافتقاره للاحتواء والحب من قبل الوالدين والأسرة يقوم ببعض السلوكيات العدوانية تجاه الأشياء من حوله، وتكسير بعض أدواته، أو يقوم بضرب وإيذاء إخوته أو زملائه لجذب انتباه الوالدين وإعادة الاهتمام به من جديد.

نصائح للتخلص من السلوك العدواني لدى طفلك:

-تكوين صداقة بين الآباء والأطفال:
وتوضح المستشارة النفسية والتربوية: “لابد من العمل على تكوين الصداقة مع الطفل، فهو أمر صحي يجعل طفلك في حالة جيدة”.

-تعزيز السلوك الإيجابي:
كلما قام الطفل بعمل جيد عزز سلوكه بالمكافأة، حتى لو بسيطة ولكنها ستشجع الطفل على تكرار السلوك الإيجابي، كلمات الشكر والثناء والمدح أمور ضرورية في كف سلوكيات العنف، تعلم أن تشكر الطفل وتمدحه وتثني عليه، وتعمد أن تشكره أمام الآخرين، وتذكر أفعاله ومواقفه الجيدة.

-يجب أن يكون هناك نموذج القدوة:
ضروري أن يجد الطفل نموذجاً جيداً يحتذى به ويقلده، فعلى الآباء أن يكونوا قدوة لأطفالهم عند حدوث موقف يكون فيه الطفل عدوانياً، عليك أن تحتوي الطفل وتهدئ منه ولا تعاقبه أثناء غضبه، بل عليك أن تجعله يهدأ أولا ثم ابدأ في مناقشته حول تصرفه، ودرب الطفل على ضبط غضبه.

-تقليل وقت الشاشات:

من الضروري ألا يقضي الطفل الكثير من الوقت أمام الشاشات، سواء التلفزيون أو التابلت أو الموبايل، واستثمار الوقت فيما يفيد، فزيادة الساعات أمام الشاشات تجعل الطفل أكثر ميلاً للعنف والعدوانية.

-ممارسة الرياضة بشكل منتظم:
من المفيد تنمية مهارات الطفل وضبط سلوكه في اتجاه آخر غير العدوانية، بممارسة الرياضة والدفاع عن النفس.

-التوازن بين الثواب والعقاب:
التوازن بين العقاب والثواب أي عدم الإفراط في أساليب العقاب والقسوة من الأبناء، وعدم التهاون والتفريط والمبالغة في الثواب، أو عند استحسان سلوك قام به الطفل بالتوازن، فذلك يعيد إعداد الطفل بشكل يحقق له أقل عدوانية وعنف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى