كيف تعودين طفلك على صيام رمضان ؟

سمانيوز/إعداد/نوال باقطيان
مع بداية شهر رمضان المبارك، يتساءل كثير من الأمهات عن السن المناسبة للبدء في تعويد الأطفال على الصيام كما الكبار، وكذلك الطريقة الصحيحة لتدريبه على الصيام دون الإضرار بصحته يجيبك باب طفلي في هذا المقال عن جميع تساؤلاتكِ بشأن تعويد الطفل على الصيام.
•السن المناسبة لتعويد الطفل على الصيام
•يمكنكِ البدء بتعويد طفلكِ على الصيام من سن سبع سنوات، بشكل تدريجي حسب استعداده للأمر، مع ضرورة تهيئته نفسيًا للصيام من قبلها، وتحفيزه وتشجيعه لخوض تجربة الصيام بطرق مختلفة دون إجبار، بشرط أن يكون الطفل في حالة صحية جيدة، ولا يعاني أي أمراض مزمنة أو نقص في الوزن
•كيف تهيئين جسم طفلك للصيام؟
قد يرغب بعض الأطفال في الصيام لساعات معدودة قبل بلوغ سن الصيام، فينصح الأطباء بأن يتناول الطفل وجبة الإفطار لأنها من أهم الوجبات لصحته خلال اليوم، ثم يصوم لساعات معدودة ويتوقف عن الصيام فور أن يقرر ذلك. وعندما يصل طفلك لسن البلوغ، يجب أن تتأكدي ما إذا كان مستعدًا للصيام أم لا، لاحظي وزنه الحالي ونموه وحالته الصحية، فإذا كان وزنه أقل مما ينبغي أو كان يعاني من مرض ما، فيجب استشارة الطبيب أو إخصائي التغذية قبل اتخاذ قرار الصيام.
•كيف تهيئين طفلك نفسيًّا لرمضان قبل بلوغ سن الصيام؟
انتهزي فرصة زيارة أحد أقاربكم المفضلين لطفلك، وشبهي قدوم رمضان بقدوم هذا الضيف العزيز، وأخبريه بأنه يجب عليه أن يتهيأ لاستقباله.
استرجعي ذكريات الطفولة مع طفلك وقومي بعمل الزينة والأعمال اليدوية الجميلة، وتعليق المصابيح والفوانيس والبالونات على الأبواب وفي البلكونات. يمكنك الاستعانة بمواقع الإنترنت فهي زاخرة بالأفكار المناسبة لذلك.
فاجئي طفلك بصندوق هدايا به أشياء كثيرة محببة له وتنقل له فكرة أو مفهومًا خاصًّا برمضان، مثل قصص رمضان أو البلح أو الأذكار ومعها بعض الحلوى والدمى والفوانيس الصغيرة.
ما رأيك في عمل إفطار جماعي للأطفال؟ ويُمكنك من خلال ذلك توضيح فضل إفطار الصائم. اصنعا كروت دعوة لإفطار جماعي لكل أقاربه وأصدقائه الأطفال المحببين للإفطار معكم في المنزل، واجعليه يشاركك في عمل الإفطار كأن يُجهز السفرة ويحضر الأطباق، لكن احذري من أن يلمس الفرن أو يجرح يده بالسكين.
تحدثا معًا عن فضل رمضان وفتح أبواب الجنة فيه وأن هدفنا في كل شيء هو إرضاء الله، واشرحي له بعض المعلومات البسيطة عن مسألة دفع الزكاة وشجعيه على القيام بالأعمال الحسنة، واصنعا معًا نتيجة لرسم أو تدوين ما يقوم به يوميًّا من أعمال الإحسان مثل البر بالوالدين والصدقة.
احكي له قصصًا متعلقة برمضان وقصص الأنبياء وقصصًا أخرى يكون فيها هو البطل، وسميها مثلًا مغامرات حمزة في رمضان ليشعر بالأجواء الروحانية التي تميز هذا الشهر الكريم، وشجعيه أيضًا على تأليف القصص الخاصة به.
شجعيه على تحضير شنطة رمضان، أو تحضير العصائر لإفطار المساكين والفقراء.
اصطحبيه إلى صلاة التراويح لتنمية الجانب الديني والروحاني. كذلك يُمكنك تقديم مفهوم الوحدة من خلال اصطفاف المسلمين وصلاتهم في جماعة.
العبا معًا لعبة فوازير ذات صلة برمضان والقرآن.
اجتمعي مع الأجداد وغيرهم من الأجيال المختلفة ليحكوا لكم كيف كان رمضان في أيامهم وما طقوسه، وكيف كانوا يرون الهلال والأشياء التي كانوا يحبون فعلها في أثناء رمضان.
•خطوات تعويد الطفل على الصيام:
اتبعي هذه الخطوات لترسيخ مبادئ الصيام لدى طفلكِ، وتعويده على صوم شهر رمضان، بما يناسب عمره وقدرته.
احرصي على تعويد طفلكِ على الصيام تدريجيًا، فلا يجب الانتظار حتى يصبح الصيام واجبًا، ويتفاجأ الصغير بأن عليه الصوم لمدة تزيد على 15 ساعة متواصلة، لذا فإن التدرج في تعريف الطفل بالصيام أمر ضروري، لمساعدته على تقبل الفكرة وتطبيقها دون تذمر.
ابدئي بتعويد طفلكِ على الصيام من العصر إلى المغرب أولًا، فهي فترة قصيرة ومناسبة له في البداية، فمن ناحية لا تضيع عليه وجبة الإفطار في الصباح التي يحتاجها جسمه الصغير للنمو، ومن ناحية أخرى، يشارك الكبار لحظة الإفطار عند المغرب ويزيد حماسه، ثم زيادة المدة تدريجيًا لتكون من الظهر إلى المغرب، وهكذا حتى يصبح الطفل قادرًا على الصيام يومًا كاملًا.
اتفقي مع طفلكِ في البداية على الصيام عن الطعام فقط، مع إمكانية شرب الماء والعصائر، ثم امنعي العصائر تدريجيًا، وفي النهاية امنعي الماء.
حدثي طفلكِ عن شهر رمضان، واشرحي له معنى الصيام وفضائله الدينية والصحية، واقرئي له قصصًا لأبطال خاضوا حروبًا في أثناء الصيام وانتصروا.
احرصي على إلزامه بالمشاركة في تناول السحور في موعده، ليستشعر الأجواء الرمضانية، ويكون أكثر قابلية لفهم فكرة الصيام والتعود عليها.
احرصي على أن يكون السحور منوّعًا، وغير دسم وقليل الملح، فيجمع بين البروتينات والنشويات والفيتامينات والسكريات الخفيفة، وكذلك من المهم شرب المياه وتناول الزبادي.
شجعي طفلكِ أمام أخوته الأكبر وجديه وجدتيه، وكافئيه عند الإفطار بهدية بسيطة أو بالتصفيق الحار والثناء عليه أمام الجميع، أو مثلًا يمكن أن يبدأ الطفل الأصغر الذي يتعود على الصيام، بافتتاح المائدة وقت الإفطار لأنه نجم العائلة هذا الشهر، وهكذا في كل عام حسب الابن الذي يتدرب على الصيام.
تجنبي أي نوع من العقاب للطفل تمامًا، فهو في مرحلة التدريب على أمر مرهق بالنسبة له، فلا يجب الترهيب أبدًا، تذكري أنكِ تريدين تنشئة طفل يحب الصيام ويدرك معانيه، وليس طفلًا يصوم رغمًا عنه، وينتظر وقت الإفطار بفارغ الصبر.
احرصي على عدم إرهاق الطفل في أثناء الصيام باللعب لوقت طويل أو الخروج في الشمس أو ما إلى ذلك، حتى لا يفقد طاقته ويشعر بالجوع الشديد والإجهاد.
علمي طفلكِ أن يتناول وجبة إفطاره تدريجيًا، فيبدأ بالتمر والمشروبات أولًا ولا يكثر من تناولها، ثم يصلي المغرب مثلًا مع جده أو أبيه، ويعود ليتناول وجبته، وما بين الإفطار والسحور احرصي على تقديم الفاكهة والعصائر والمياه إليه على فترات.
•نصائح لتمر فترة صيام طفلك بأمان:
احرصي على أن يتناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات، حيث تسهم الكربوهيدرات المعقدة في حرق الطاقة ببطء خلال ساعات الصيام الطويلة. كذلك فالبروتينات تعين جسم الطفل على الصيام، لذا أنصحك بأن يتكون السحور بشكل أساسي من البيض والجبن والحبوب الكاملة والخضروات الطازجة.
تجنبي المقليات خلال الإفطار والسحور، فهي تضر بصحة طفلك.
راقبي علامات الجفاف لدى طفلك، فإذا لاحظتِ أيًّا من هذه الأعراض: الإرهاق أو العطش الزائد أو قلة الطاقة، أو العصبية، أو الجفاف، أو الرغبة في النوم وعدم الرغبة في اللعب لساعات عدة، فيجب أن يكسر طفلك صيامه بكوب ماء فورًا.