ماهي الطرق التي يجب اتخاذها للمراهق في كيفية الفهم والتوجيه له«2»؟

سمانيوز /إعداد / نوال باقطيان
تناولنا في العدد السابق من صحيفة شقائق ملامح المراهقة ،كما تحدثنا عن علاقة الأبوين بالمراهق ، وعن طرق وأساليب تقوية علاقة الأبوين بالمراهق ، في هذا العدد نستكمل طرق وأساليب تقوية علاقة الأبوين بالمراهق
• الحيلولة دون تفاقم غضب المراهق :
لدى المراهقين أسباب دائمة ومستمرة للغضب ومع ذلك فإن الكبير يستطيع استيعاب الصغير ، وجعل الغضب لديه يقف عند حدود معينة بشرط الاهتمام بذلك، حيث يستطيع الآباء والأمهات أن يقللوا من حدة غضب أولادهم ، بعدد من أساليب التعامل منها :
أ_ السماح للمراهقين بالتعبير عما يجول في صدورهم من الاعتراضات والانتقادات بشرط أن يعبروا عنه بطريقة صحيحة.
ب _ كثيراً مايكتسب المراهقون الجرأة على الكلام الخشن والمواقف الحادة ممايشاهدونه في بيوتهم ، فإذا كانت الأم كثيرة الغضب أو كان الأب كثير النزق
فإن الأبناء يقلدونهم.
ج _ نحن كثيراً ما نقع في خطأ فادح وهو متابعة الأبناء وتوجيه الملاحظات المستمرة لهم ، وحيث يكون هناك شيء إيجابي ،فإننا لا نجد في معظم الأحيان الحماسة لتشجيعه والثناء عليه ،وهذا يجعل المراهق يشعر بالغضب والضيق وشيء من الظلم.
• لايستغني الآباء عن شيء من المسايرة لأبنائهم :
بين الآباء والأبناء فجوة ثقافية تجعل رؤية هؤلاء تختلف قليلاً أو كثيراً عن رؤية أولئك ،كما أن الهموم المسيطرة على المراهقين تختلف اختلافاً بيناً عن الهموم المسيطرة على آبائهم وأمهاتهم، لهذا فإنه لابد للآباء والأمهات من مسايرة ومجاراة أبنائهم في بعض الأمور، ومن هنا أود الإشارة لمسألة مجاراة المراهقين إلى الأمور التالية :
أ_ لا بأس أن نغض الطرف عن أي مظهر أو سلوك مادام في دائرة المباح وأن لا يكون مرفوضاً لدى بعض الناس أو مستنكراً في بعض الأعراف.
ب _ ينبغي ألا يلحق سلوك المراهق الضرر بأي شخص من الأشخاص ولا يعكر صفو أي إنسان صغيراً أو كبيراً ،إذ أن مايمتع المراهقين هو العمل على إثبات الذات وعن أهمية الشخصية من خلال الاستخفاف بمشاعر الآخرين.
ج_ مايمكن أن نأخذه على المراهق كثير ومتنوع ومن غير الملائم أن ننبهه على كل صغيرة وكبيرة ، لهذا نؤكد على الأشياء الفاقعة ، ومن أهمها ماكان يدخل في حيز الحرام ، أما الجنح والانحرافات الصغيرة ، فالاولى أن نفكر في علاجها على المدى البعيد.
• علاقة أساسها الثقة المتبادلة بين الناس عامة وبين الآباء والابناء خاصة :
ومع ذلك قد تعلم الآباء من خلال تجاربهم من أبنائهم المراهقين أن الثقة المطلقة بهم لاتكون عاقبتها سوى المفاجآت المحزنة والصدمات المزعجة وأحياناً المدمرة ، وليس مطلوب من الأبناء وحدهم أن يكون الآباء والأمهات كذلك أن يقدموا القدوة لهم، وأشير بإيجاز إلى ماهو مطلوب لهذا وذاك عبر المفردات الآتية :
أ_ من المهم قبل تعلُّم المراهق كيف يكون موثوقاً هو أن نكون نحن موضع ثقته، وهذا يكون من خلال :
_ الصدق في التعامل ، وتنفيذ الوعود التي نقطعها.
_ حفظ أسراره ،وعدم إفشائها لا تصريحاً ولا تلميحاً.
_ اعتماد المصارحة مبدأ ثابتاً ، في مناقشته في شؤون الأسرة.
_ ابتعاد الآباء عن الادعاء والمبالغة في الفضائل والإنجازات الشخصية.
_ الاعتذار للمراهق عن الوقوع في خطأ لا يقبل الجدل.
_ الاستقامة الأخلاقية العامة تجعل الشخص ذا مصداقية حسنة ، ومن المصداقية تولد الثقة.
ب_ يتم بناء ثقة الآباء بالأبناء على نحو تدريجي فابن السابعة مثلا لا يكون أهلاً للثقة بسبب ضآلة إمكانياته وبسبب قصور في فهم مسؤولياته وضعفه في التفريق بين الصواب والخطأ لكن مع الأيام ينمو ذلك ويتحسن.
ج_ من المهم أن نتذاكر في الأمور التي تقوِّي صلتنا بأبنائنا المراهقين ، ومن المهم أن نشرح لهم مالذي عليهم أن يفعلوه حتى تعاملهم على أنهم موثوقون وحتى يصبحوا، بالتالي في نظر الكبار موثوقين لابد من الإشارة إلى الأمور التالية :
_ العشوائية مؤذية جداً في التعامل مع المراهق ، فمن المهم أن تكون العلاقة واضحة ومنظمة.
_ المبالغة في تدليل المراهق وتلبية كل طلباته تجعل منه شخصاً اتكالياً.
•إكرام أصدقائه :
الكرم واللطف والاهتمام أمور جميلة في عيون الناس، لكن المراهقين ينظرون إليها بحفاوة أكبر ،ولاسيما حين توجه إلى أصدقائهم من قبل أسرهم ،فالصداقة لدى المراهقين معنى أعمق.
كل علاقات المسلمين فرع عن علاقتهم بخالقهم ، إذاً ابني المراهق أخي في الإسلام ،مهما كانت درجة بره بي فهذا يعني أن علي أن أعامله بأخلاق الأخوة الإسلامية.
•توجيه المراهق :
من المهم أن ندرك معاشر الآباء أننا نوجه ونربي في ظروف مختلفة عن الظروف التي نشأنا فيها ؛ فالمراهق اليوم يشاهد سلوكيات المراهقين الغربيين ومساحات الحرية التي يتحركون بها،
لذا إذا نظرت إلى ذلك أدركت أن الخطاب المطلوب توجيهه اليوم لأبنائنا مختلف عن الخطاب الذي خاطبنا به آباؤنا ،مالذي علينا ياترى أن نقوله للمراهق ، وكيف نقوله ؟ وما الأوضاع التي يجب أن تسود حتى تؤتي توجيهاتنا ثمارها اليانعة ؟
هذا ما نحاول توضيحه عبر المفردات الآتية :
١_ ماهو أهم من الكلام ؟
يشكون المراهقون من كثرة وإسراف الآباء في وعظهم ونصحهم وبدل توجيه النصح لهم، لابد من توفير الجو الأسري الجيد يجعل الذي يحيون فيه الصغار يتشربون المبادئ والقيم التي يحملها الكبار عن طريق المعايشة اليومية.
الآن علي أن أوضح لكم ملامح الجو الأسري الصحي :
أ_ استقامة عامة على أمر الله ، الحرص على أداء الفرائض.
ب_ يشكل الأبوان في نظر المراهقين قدوة حسنة ، وعليه أن يكون كذلك.
ج_ تفاهم عام بين الأبوين على أسلوب تربية الأبناء.
د_ مسكن ملائم في مساحته لعدد أفراد الأسرة
ه_ انجذاب الأبناء إلى المنزل
و_ الحرص على التفوق والنجاح.
ز_ الانشغال بالشأن الخاص عن التحدث في شئون الناس.
ح_ درجة حسنة من التعاطف والاهتمام المتبادل بين جميع أفراد الأسرة.
ط_ استعداد عام للاعتذار عن الخطأ.
ي_ التشجيع والتحفيز ، والشد على أيدي المحسن.
٢_ الإنصات أساس التواصل.
لا يستغني المراهق عن التوجيهات لكن مع القطيعة الشعورية تكون غير ذات جدوى ،لذا فأن العلاقة الودودة بين الأب وابنه تمهِّد الطريق للإصغاء والتقبل.