المراهق .. كيف نفهمه ؟وكيف نوجهه «3»؟

سمانيوز / إعداد / نوال باقطيان
تناولنا في العدد السابق من صحيفة شقائق ،عن أسباب غضب المراهق ،وضرورة مسايرة الآباء لأبنائهم المراهقين ،وملامح علاقة الآباء بابنائهم المراهقين ، وفي هذا العدد نستكمل أساليب مسايرة وتوجيه المراهقين ، وكذلك طرق حماية المراهقين من المخاطر المحدقة به.
3_ التشجيع غذاء الروح :
إن من مفردات الضعف البشري ذلك الشعور الملح بالافتقار إلى تقدير الآخرين واحترامهم وتشجيعهم ، فإن حاجة ابن الخامسة عشرة أكبر بكثير للتشجيع.
٤_ تثقيفه بالأحكام والآداب الشرعية :
فمن المهم أن يفاتح الأب ابنه ، والأم ابنتها فيما يتعلق بشؤون الاحتلام والدورة الشهرية وكيفية التطهر ، بالإضافة إلى شرح مايتعلق بأمر الصلاة والعمرة والحجاب ، ومن المهم كذلك أن تكون هناك متابعة بالقدر المناسب حول مسائل الغريزة ، وميل كل واحد من أفراد الجنسين لبعضهم البعض ، وأن ذلك شي طبيعي حتى يستمر الوجود البشري.
• مساعدته على اكتشاف ذاته :
لابد من أن يعرف المراهق قدراته ونقاط ضعفه وقوته، كما يعرف ميوله وهواياته، بحيث يستطيع أن يدير ذاته ، و استثمار طاقاته بشكل جيد.
• كيف نساعد المراهق ؟
يحتاج المراهق إلى أشكال من مساعدتنا وحمايتنا ، لعل أهمها الآتي :
١_ الأمن الشخصي للمراهق :
كثيراً ما يقع المراهقون في مشكلات كبرى ويتعرضون لمخاطر جمة ،لأنهم يعتقدون أنهم لا ينخدعون ، ولهذا فإن علينا أن نرسخ في وعيهم أن هناك مجرمين محترفين ، وعلينا أن نشرح لهم بعض القواعد والملاحظات التي يتبعوها في تعاملهم مع الناس والأشياء حتى يكونوا بعيدين عنها ، ومنها :
أ_ عدم الموافقة على الركوب مع أي شخص
ب _ إذا غلب على ظنه أن يواجه خطراً ، فليستجب لحدسه ، ويطلب المساعدة من الشرطة أو أقرب شخص إليه.
ج_ الحذر من الركوب مع صديق يقود سيارته وهو ناعس أو يقود سيارته بتهور أو بطريقة استعراضية كما نشاهد كثيراً في هذه الأيام.
د_ حث ابنك حين يسير في منطقة خالية من الناس ولاسيما في الليل على أن ينتبه إلى مايحيط به.
ه_ السير في الأماكن المزدحمة المضاءة، يكون في العادة أكثر من الشوارع الضيقة والمظلمة.
و_ إذا وجد الابن أن هناك من يتبعه ، فليحاول دق جرس أحد الأبواب القريبة ، وطلب المساعدة أو فليسرع الخُطى إلى منطقة مزدحمة.
ز_ إذا كان ابنك يسير في الشارع ومعه شي ثمين أو مبلغ كبير من المال فليحاول إخفاءه عن الأعين، وإذا تعرض للسرقة من شخص اقوى منه فالأفضل ألاّ يقاوم ، وحذره من يعطي تفاصيل عنوان منزله أو أي معلومات مهمة لأي شخص.
ح_ يجب أن يكون لدى الأسرة علم بالمكان الذي توجه إليه.
ط_ أعطه أكثر من خيار للاتصال بالأسرة أو الأصدقاء في حالة الخطر.
ي_ تعلم ابنك لبعض أنواع الرياضة ومهارات الدفاع عن النفس.
٢_ حماية المراهق من الأشخاص العدوانين :
قد يتعرض ابنك للتنمر بسبب شكله أو ملابسه أو فشله أو بأي سبب آخر ممايدفع به إلى الانطواء واحتقار الذات ، وقد يجعله يصاب بالاكتئاب ، ويصبح معوقاً نفسياً.
• كيف تستطيع حماية ابنك من المتنمرين ؟
أ_ حاول أن تعرف بالضبط أسلوب العدوان أو التذمر الذي يتعرض له ابنك.
ب _ اكتب قائمة بأسماء الذين يتنمرون عليه
ج_ إذا كان المتنمر من أبناء الجيران ، فكلم والده وقل له : ساتصل بك بعد ثلاثة أيام لاعرف الإجراءات التي قمت بها لمعالجة شكواي.
د_ إذا كان المتنمر من زملاء ابنك في المدرسة ، فاذهب إلى المرشد الاجتماعي أو الطلابي أو مدير المدرسة واطلب منه التحقيق في الموضوع.
ه_ قبل أن تغادر المدرسة خذ موعد ممن شكوت إليه كي تسأله عن الإجراء الذي اتخذه.
ز_ أجعل ابنك يعود من المدرسة مع أثنين أو ثلاثة من الزملاء والأصدقاء المخلصين حتى يوفروا له نوعاً من الحماية.
ح_ عزز ثقته بنفسه وقل له أنت تملك الكثير من الصفات الجيدة التي يفتقدها الذين يسيئون إليك ، والأيام سوف تكشف ذلك.
ط_ ساعده على أن يتجاهل التعليقات والتعبيرات السيئة وليكتفي بنظرة استهجان.
ي_ إذا تعرض لأذىً مفاجئ ، فينبغي أن يكون مستعداً للصراخ وطلب المساعدة أو الهرب عند الحاجة.
ك_ الروية والتأني والهدوء والتأمل أمور مطلوبة في معالجة كل المشكلات.
٣_ حماية المراهق من مخاطر شبكة الإنترنت :
لن نكون مبالغين إذا قلنا إن شبكة الإنترنت هي أهم منجزات القرن العشرين وأعظمها شأنا ، وهي خطيرة ومخيفة بمقدار ماهي نافعة ومفيدة.
إن على صفحات المواقع مليارات الصور الفاضحة ،ومئات الألوف من المتجولين الذين يبحثون عن فريسة يصطادونها ، قد كنا في الماضي نخاف على الطفل إذا خرج من المنزل أما اليوم فإن المخاوف صارت في كل ركن من أركان منازلنا.
مبادئ وقواعد أولية يمكن أن تساعدنا في حماية المراهقين من مخاطر الإنترنت .
أ_ إن نجاحنا في حماية ابنائنا من الشبكة سيتوقف دائما على استجابتهم لإرشاداتنا ، وستظل هذه الاستجابة مرتبطة بما زرعنا في نفوسهم من تقوىً وورع.
ب_ بعض الأسر المثقفة والواعية وجدت طريقة لحماية أبنائها في كتابة عقد بين الأبوين وبين الأبناء ، تنص مواده على شروط وآداب استخدام شبكة الإنترنت ،حيث يعطي الأبناء العهد والالتزام بها على نحو مطلق ، ومن أهم تلك العقود الآتي :
_ التواصل المستمر مع الأبوين أو أحدهما بشأن المواقع التي يمكن أن أدخلها ، والالتزام بالوقت المحدد يوميا لتصفح تلك المواقع.
_ عدم إعطاء معلومات شخصية مثل اسم موقع مدرسي أو أرقام بطاقات ائتمان أو عنوان عمل الوالدين أو المنزل لأي شخص.
_ إعلام والدي بأي شي سيء أو فيه تهديد ، يأتي عبر البريد الإلكتروني.
_ الامتناع عن عمل أي شي يكلف مالاً دون إذن سابق
_ عدم إرسال صور لي أو لأي فرد من أفراد العائلة إلى أشخاص آخرين دون معرفة ابويه.
_ عدم الموافقة على مقابلة أي شخص تعرفت عليه عبر الانترنت إلا بعد أخبار أبويه
_ التصرف بشكل جيد على شبكة الإنترنت وعدم القيام بأمر عمل يسيء إلى الآخرين ، أو يخالف القانون
_ شجع الابن أو البنت على استخدام اسم محايد في المنتديات لا يدل على أنه ذكر أو أنثى ، مثل نور الصدق ، الضوء الخافت ، طريق الفلاح.
و_ وضع الأجهزة التي فيها إمكانية الاتصال بالإنترنت في غرفة عامة ، وليس في الغرف الخاصة ، حتى يسهل الاطلاع على مايتصفحه المراهق.
حمايته من قرناء السوء :
المراهقون ينجذب بعضهم إلى بعض بطريقة عجيبة والقاعدة العامة في هذا هي :
كلما ضعفت رابطة المراهق بأسرته قويت رابطته بأصدقائه ، وكلما ضعفت رابطة المراهق بأسرته ، قويت رابطته بأصدقائه.
الحقيقة أن التأثيرات السلبية لرفقاء السوء كبيرة للغاية ، وهي تتجلى في عدد من الأمور منها :
أ_ يؤثر الرفاق السيئون في إدراك المراهق للأشياء ، وهذا التأثير يكون متدرجاً ومتعاضداً.
ب_ يقول أحد الشباب حين انظر في سلوكي وأحوالي في الثانوية والجامعة يتبين لي أن كل الأخطاء السلوكية التي وقعت فيها بسبب قرناء السوء الذين ابتليت بهم ، على الرغم من التحذيرات الشديدة ، التي يقدمها لي أخي الكبير.
ج _ الإخفاق في المدرسة والانسحاب من الدراسة مظهر آخر من مظاهر تأثير الرفاق.
د_ إدمان المراهقين للدخان والكحول والمسكرات وما يصاب من انحطاط في الخلق وضعف في التدين ، كثيراً مايكون بسبب قرناء السوء.
كيف تحمي الأرض أبناءها من رفاق السوء ؟
أ_ من المهم ونحن ننظر في أحوال اصدقاء ابنائنا ألاّ نبالغ في سوء الظن ، لذا علينا ونحن نحاول حماية ابنائنا من الأشخاص السيئين، الاّ نتشدد في المعايير إلى درجة أن يجد الولد نفسه من غير صديق.
ب _ أن أفضل طريقة لحماية المراهق من الرفاق السيئين هي أن نبحث له عن أصدقاء صالحين ومتفوقين.
حيث ثبُت أن العثور على صديق جيد لابنك أسهل بكثير من تخليصه من شلة سيئة وقع في شباكها.
ج_ إن كثيراً من الآباء يبحثون لأبنائهم عن مرشد ومؤدب صالح يتولى تأديبهم والارتقاء بشخصايتهم ، وهذا الشي حسن ، لكن وجود المؤدب لا يغني عن وجود أصحاب أخيار.
د_ قد يكون من الصواب أن نشجع المراهق على توسيع صداقاته بما لا يؤثر في دراسته.
ه_ إن بعض المراهقين يلجأون إلى قرناء السوء ، أو يقعون في مصيدتهم بسبب الفراغ الذي يشعرون به ،ومن هنا فإن شغل أوقات فراغ المراهق واستهلاك طاقته بشيء نافع يعد شيئاً مهماً.
و_ حاول أن تسأل ابناءك عن ردود أفعالهم على بعض تصرفات أصدقائهم ، لتكتشف مواقفهم تجاه أخطاء الرفاق ، ولترسيخ القيم والمبادئ الأساسية.
وبعد سماع الأجوبة يمكن إجراء شيء من النقاش حولها ، وتوضيح مايحتاج إلى توضيح ، ومن تلك الأسئلة :
_ مارد فعلك إذا تبين لك أو صديقك يدخن ؟
_ كيف تكون نظرتك إلى صديقك إذا وجدته يدخل إلى مواقع إباحية ؟
_ إذا طلب منك صديقك مساعدته على الغش في الامتحان فما جوابك على طلبه ؟
_ إذا طلب منك صديقك أن تقترض من أبيك مبلغاً كبيراً من المال وتعطيه إياه دون علم ابوك أن المبلغ لصديقك ؟
_ إذا طلب منك صديقك مقاطعة بقية الأصدقاء ، أو كان ينم عليهم بصورة دائمة ، كيف تتصرف ؟
٥ _ حماية المراهقين من الانحلال الخلقي :
أ_ حماية المراهقين يكون أولاً بتوفير جو أسري يعبق بالحب والحنان والتواصل والإحساس المشترك حتى يشعر المراهق بالثراء الروحي والعاطفي.
ب _ لابد من الحذر الشديد من إيراد النكت والتلميحات الجنسية أمامهم.
ج_”المراهقون يعانون من فراغ روحي وفكري كبير ، لذلك لابد من تدعيم جانبهم الفكري إلى جانب اشغالهم بالأمور السامية ، مما يقلل من مخاطر تعرضهم للتلوث الخلقي.
ه _ راقب حركة ابنك خارج المنزل ، فالأماكن الموبؤة والفاسدة تتكاثر باستمرار ، لابد من اليقظة وشيء من المتابعة.
ومن الأفضل ألا يكون في غرفة نوم المراهق مذياع أو تلفاز أو حاسوب موصول بالإنترنت.