عام

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

فؤاد داؤود

فؤاد داؤود

كاتب وناشط جنوبي
قبل أن نخوض في الموضوع الذي نحن بصدد الحديث عنه علينا أن نضع نصب أعيننا الحقيقة التالية وهي أن المجلس الأنتقالي الجنوبي ليس كيانآ أو مجلسآ سياسيآ مهمته الحوار والتفاوض لكنه ونتيجة للتفويض الشعبي الذي ناله في مليونيتي 4 و21 مايو 2017 م يعتبر مجلس حكم لإدارة شؤون البلاد في جنوبنا العربي الصامد خلال الفترة الراهنة حتى تأتي الإنتخابات الحرة المباشرة بعد تطبيع الحياة السياسية وبهذا علينا جميعآ ألا نتباكى أو نتحسر من الإجراءات والتغييرات التي يقوم بها هادي ومن لف لفه في حكومته الفاقدة للشرعية والأهلية فهم لم ولن يرضوا في يوم من الأيام عن حق شعبنا في الجنوب العربي الصابر في تقرير مصيره و إقامة دولته الحرة المستقلة على كافة أراضيه بجغرافيتها المعروفة عام 1990 م فتلك حكومة اعتادت الإسترزاق على حساب قهر و معاناة شعوبها مهما كلفها ذلك من رضوخ وابتذال ومتاجرة بشعوبهم وأوطانهم فإرضائهم لجشعهم ونهمهم يفوق في حساباتهم كل شيئ مهما سبب ذلك من مآس وويلات للآخرين
ومن هذا المنطلق كان لزامآ على مجلسنا الإنتقالي الجنوبي وبإرادته الشعبية الشعبية الصلبة التي اكتسبها من الجماهير الغفيرة التي هبت من كل حدب و صوب على طول وعرض الساحة الجنوبية من المهرة إلى المندب وأعطته التفويض الكامل لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الراهنة باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي المكافح والحامل السياسي المعلقة عليه آمال وتطلعات شعبنا في الإنعتاق والخلاص من كابوسه المقيت وحكم القوى الظلامية التي عانى منها الأمرين فقد كان عليه وبحسب منظورنا أن يكون أكثر قوة وصرامة بحجم المكانة التي يمتلكها بالإرادة الشعبية الهائلة ويتخذ إجراءات قوية ومتسارعة تمكنه من ممارسة مهامه وفقآ للقوة الفولاذية التي منحته إياها الجماهير الشعبية
فالعالم ينظر إلى الشعوب بمنظارالقوة لا الضعف وبمقدار حجمك على الأرض تفرض رؤاك و أفكارك ويحترمك ويقدرك الآخرين
فاللعبة مع العالم هي لعبة المصالح لا الأهواء ولهذا تجدهم مع الأقوى
ومجلسنا الإنتقالي الجنوبي يمتلك القوة الشعبية الجبارة التي ستجعل العالم ينظر إليه بعين الإعتبار ويحترمه ويقدره متى ماقام بواجباته بخطا حثيثة ومتسارعة وبطرق سليمة ومدروسة تجعل منه نموذجآ حيآ لدى الكثيرين من قادة شعوب العالم والتي من خلالها يمكن له تغيير المعادلة السياسية في زمن قياسي كعامل حيوي قادر على الشراكة الحقيقية مع العالم ومواكبة المستجدات الراهنة
ومن الخطوات العملية الحساسة والهامة في هذه المرحلة الحرجة إعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي الفوري للمجلس العسكري الذي سيكون رديفآ أسياسيآ له في هذه الظروف الحرجة وداعمآ رئيسيآ لمسيرته الإجرائية الحاسمة
أعطاء دول التحالف العربي و دول العالم الضمانات الكافية وبكل الطرق والوسائل التي يراها بوقوفه معهم في محربة التمدد الحوثي الإيراني ومكافحة الإرهاب
مطالبة دول مجلس التعاون والتحالف العربي ومجلس الأمن إعطاء شعب الجنوب العربي حقه في إدارة شؤون بلاده المحررة منذ عامين وفقآ للقوانين والأعراف الدولية المعمول بها في كل بقاع العالم التي توجد فيها الحروب فمن غير المعقول أو المنطقي أن يربط مصيرنا وقد تحررنا منذ عامين بمصير تلك المناطق التي تدار فيها معارك التباب ولا ندر ي إلى أين سيؤول مصيرها
الإسراع في تشكيل اللجان العاملة والهيئات في المحافظات ليتسنى لها العمل الجاد والمثمر في إدارة شؤون مناطقها وفقآ للرؤى والإستراتيجيات التي تحددها لها هيئة رئاسة المجلس
والعمل على بلورة الضغط الشعبي وتقوية فاعليته أمام دول الإقليم والعالم لما منشأنه تحقيق آمال وطموحات شعبنا في الجنوب العربي الحر النتصر وتأتي على قدر الكرام المكارم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى