تقاريرطب و صحةقضايا عامة

أجيال تتناقل نفس الصفات الوراثية .. (زواج الأقارب) بين السلب والإيجاب ..!

سمانيوز-شقائق/ تقرير

بحسب دراسات يتسبب زواج الأقارب لو استمر لعدة أجيال في تراكم الصفات الوراثية غير المستحبة ما يؤدي إلى ضعف النسل وتوارث الأمراض الوراثية أغلبها شيوعا تكسرات الدم ، وبعض الأمراض العقلية ،

وزواج الأقارب أو التزاوج اللُّحمِي هو زواج بين اثنين تجمعهما رابطة الدم. أو بالعامية ينتمي كل من الأزواج والزوجات لنفس شجرة العائلة لعدة أجيال متتالية ، ورغم أن لا موانع شرعية من زواج الأقارب إلا أن بعض أطباء الوراثة ينصحون بتجنب زواج الأقارب كما أن بعض الدراسات الطبية توصي بإجراء فحوصات ماقبل الزواج في الحالات المشتبه أو المؤكد حملها للطفرة الجينية الناقلة للمرض الوراثي في إطار شجرة الأسرة .

وبحسب بعض الدراسات فإن زواج الأقارب يورث 82 مرضاً مثل الإجهاض المتكرر الإعاقات المتعددة مرض الحويصلات المتعددة بالكلية مرض الثلاسيميا (تكسرات الدم باللهجة العامية) مرض زيادة الحديد بالدم مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين مرض الأورام المتعددة بالقولون ، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وكذا الإصابة بالإعاقات الفكرية والعقلية وغيرها، فبحسب دراسات يتشارك كل إنسان أخاه أو أخته في نصف عدد الموروثات التي يحملها بداخله ويشارك أعمامه وأخواله في ربع عدد المورثات ويشارك أبناء وبنات عمه أو خاله في ثمن عدد الموروثات العامل الوراثي المتنحي في أحد الوالدين أو كليهما ليس له القدرة على التعبير عن نفسه إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل له حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معاً في المولود على هيئة المرض المعني.

فمثلاً إذا تزوج إنسان بابنة عمته أو خالته أو ابنة عمه أو خاله ، وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثي المتنحي لمرض ما فهناك احتمال أن 25% من أولادهما ستظهر عليهم تلك الصفة و50% منهم يحملون العامل الوراثي المتنحي بدون ظهور أي أعراض، 25% منهم لن يحملوا هذه الصفة. أما إذا كانت درجة القرابة بعيدة ، فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة أقل وبالتالي يكون احتمال حدوث المرض في الأولاد أقل.

أمراض زواج الأقارب المنتشرة في العالم العربي : 

بحسب مراجع ومختصين يصعب معرفة وحصر الأمراض الناجمة عن زواج الأقارب المنتشرة في الوطن العربي ، وذلك نتيجة شح المعلومات الموثقة عن هذه الأمراض كما أن بعض نسبة انتشار هذه الأمراض تختلف من دولة لأخرى ولكن وبشكل عام نقسم الأمراض الأكثر شيوعًا في العالم العربي إلى عدة أقسام :

أولاً أمراض الدم الوراثية مثال فقر الدم المنجلي و فقر دم البحر المتوسط وأنيميا الفول

القسم الثاني أمراض الجهاز العصبي كمرض ضمور العضلات الجذعي وأمراض ضمور العضلات باختلاف أنواعها وضمور المخ والمخيخ.

القسم الثالث هي أمراض التمثيل الغذائي المعروفة بالأمراض الاستقلابية التي تنتج بسبب نقص أنزيمات معينة.

القسم الرابع أمراض الغدد الصماء خاصة أمراض الغدة الكظرية والغدة الدرقية و معظم هذه الأمراض تنتقل بالوراثة المتنحية والتي يلعب زواج الأقارب دورا كبيرا فيها بزيادة أعدادها. وبحسب مختصين تحتل دول الخليج العربي خصوصًا السعودية والكويت مرتبة متقدمة في تفشي الأمراض الناجمة عن زواج الاقارب. 

فوارق طبقية عنصرية ساهمت سلبا : 

وتلعب العادات والتقاليد والفوارق الطبقية بين أجناس البشر عاملا مهما في تفشي بعض الأمراض الوراثية الناجمة عن زواج الأقارب ببعض الأسر خصوصًا في المجتمعات العربية فبعض الأسر ترى أنها تتمتع بميزات ترفعها درجة عن عامة الناس كطبقة السادة أو الأشراف أو الشيوخ أو الأمراء أو السلاطين وما شابه، فتلك الأسر لايحبذون تزويج بناتهم إلا لأقاربهم من أبناء العمومة، كما يفضلون أن يتزوج الشاب من بنات عمومته ما يؤدي مستقبلاً إلى انتشار بعض الأمراض الوراثية في أوساط مواليد الأجيال القادمة ، وتتركز بشكل كبير بدول مجلس التعاون الخليجي ، ولقد تم القضاء على تلك الظواهر العنصرية والفوارق الطبقية إبان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاش المجتمع الجنوبي في محبة ورخاء وسلام ووئام وعمت الصحة الجميع قبل الزج بها في أتون وحدة يمنية فاشلة غير متكافئة مع الجمهورية العربية اليمنية أعادت عجلة الدولة الجنوبية إلى الخلف ، فنبشت تلك الظواهر السلبية ومارستها بعض الأسر سلبًا، من ناحية أخرى يمتنع البعض من تزويج بناتهم لأشخاص من خارج القبيلة أو من خارج شجرة العائلة لأمور تتعلق بالميراث، حيث تحرم بعض الإناث من الميراث. 

جوانب إيجابية : 

ولكن في بعض الحالات يصبح زواج الأقارب مستحبا وإيجابيا من عدة جوانب خصوصًا إذا كان بالأسرة عوامل وراثية صحية مرغوب فيها ليست في غيرها من الأسر مثل صفات الجمال والذكاء والقوة والسلامة البدنية والعقلية والألفة والمحبة والتعاضد وغيرها، حينئذ يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأباعد شريطة ألا يستمر الزواج بين الأقارب جيلًا حتى لا تتحول الأسر إلى مجتمعات صغيرة مغلقة ، وهو ما ثبت وراثيا أنه مضر ، وبشكل عام فإن زواج الأقارب لم يرد النهي في الشرع عنه ، ولا الأمر به  وإنما ترك الأمر للإباحة حتى تدرس كل حالة على حدتها ، فربما كان الأنسب أن يتزوج الرجل من قريبته ، فربما كانت هناك اعتبارات اجتماعية ترجح الزواج مع القرابة، وربما كان الزواج من الأقارب يفضي إلى مشاكل أسرية وقطع الرحم أو زيادة المشاحنات بين الأقارب، إن كان يعرف عن العائلة أن الود بينهم غير مستقر.

ختامًا .. الشريعة الاسلامية لم تمنع ولم تأمر بزواج الأقارب وتركت الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام البشر ، فالبشر سواسية ولا أحد أفضل من الثاني إلا بالتقوى وبالقرب من اللّه وفي كلا الحالتين تظل قدرة اللّه فوق كل شيئ فهو القادر على تغيير الأحوال من حالٍ إلى حال وإنّنا نعلم أن اللّه تعالىٰ يقول للشيئ كن فيكون سبحانه تعالى

(إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى