طب و صحةقضايا عامة

كيف اعلّم طفلي الكلام؟

سمانيوز – شقائق / إعداد / نوال باقطيان

يعتبر التطور اللغوي عند الطفل جزءاً حيوياً جداً من تطور الطفل بشكل عام، فتطور اللغة والكلام هو ما يمكن الطفل من التواصل والتعبير عن المشاعر وفهمها، وأيضًا يمكنه من التفكير ، وحل المشكلات وعمل علاقات مع الآخرين.

تعلم فهم الكلام واستخدامه هو أول خطوة في تعلم الطفل القراءة والكتابة فيما بعد. فأول ثلاث سنوات من عمر الطفل ينمو ويتطور فيها دماغه بشكل كبير، وهي أهم فترة يكتسب فيها الطفل مهارات الكلام واللغة والتواصل. ولذلك فهي أهم فترة يجب علينا فيها توفير بيئة ثرية لغويًا للطفل حتى نستفيد الاستفادة القصوى منها، ونتفادى مشاكل التأخر في الكلام أو أي اضطرابات.

هيا نعرف أولًا ما هي مراحل تطور اللغة والكلام عند الأطفال، ثم نعرف بعد ذلك كيف نساعد في هذا التطور الطبيعي وتنمية مهارات اللغة والكلام عند الأطفال منذ الولادة :

ينتقل الأطفال حديثو الولادة من البكاء إلى الثرثرة غير المفهومة خلال الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، وقد يلاحظ الآباء أن أطفالهم يقلدون الأصوات أو الضوضاء من حولهم، وهذه علامة أن الطفل يستمع ويتعلم.

ويمكن للأطفال التقليد لأن أول مكون لغوي ينتبهون إليه هو اللحن ويختبر الطفل هذه المهارة بأحاديثه المغناة وهي المرحلة الأولى من تطور اللغة وأنه يستعد للكلام.

كيف يتعلم الأطفال اللغة؟

على الرغم من أنك لا تجلس وتعلم طفلك كيفية الكلام إلا أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لمساعدته على تطوير اللغة، والأهم بحسب المتخصصين هو التحدث إليه بشكل متكرر ومنتظم.

ووجدت دراسة نُشرت في المجلة الطبية (سيكولوجي ساينس) أن الأطفال الذين قضى آباؤهم وقتًا أطول في التحدث والتفاعل معهم لديهم مفردات أكثر من غيرهم، وحددت الدراسة بأن الأمر يعطي نتيجة بتفاعل الكبار مباشرة مع الأطفال وليس عندما يسمع الأطفال اللغة.

وأوصت مجلة (فيري ويل فاميلي) بسرد يومك أثناء الإشارة إلى الأشياء وتسميتها، وهي واحدة من الطرق الجيدة للتعود على التحدث إلى الطفل الصغير.

وقالت إن القراءة بصوت عالٍ لطفلك منذ ولادته هي طريقة أخرى للتأكد من أنك تمكنه من اللغة، وقد أكد إخصائيون أن قراءة الكتب على مسمع الطفل في مرحلة الطفولة تمكنه من مفردات أكثر في سنوات ما قبل المدرسة.

أهمية اللحن :

يقول إختصاصي أمراض النطق واللغة شيلبي ستانغل إن اللحن مهم لاكتساب اللغة إذ يبدأ الأطفال بتقليد نغمات لغتهم الأم خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
ويمكن للأطفال الصغار التعرف على إيقاع ونغمة لغتهم عند تقديمهم بالعديد من الألحان اللغوية قبل فترة طويلة من تمكنهم من فهم الكلمات أو نطقها.
وينصح  ستانغل بتسهيل الكلام مع الطفل عبر استخدام لحن معين حتى يتمكنوا من البدء في تجربتها بأنفسهم.
واستطرد الإختصاصي بأن الأمر غريزي لدى الآباء إذ يكون كلامهم للطفل مليئا بإيقاعات وألحان مختلفة، وهذا هو ما يفهمه الأطفال.

وتظهر الأبحاث أن الأطفال يربطون معاني الكلمات بسهولة أكثر عندما يستخدم الكبار اللحن مقابل الكلام الموجه للبالغين.

إنذار التوحد :

يعتبر الاختصاصيون أن التركيز في الأحرف المتقطعة التي يكررها الطفل خلال 6 أشهر الأولى من حياته قد تبين إن كان سيواجه مشكلة في المستقبل، وإذا كان الرضيع لا يسجل أي تقدم فقد يشير ذلك إلى اضطرابات الكلام أو اللغة في المستقبل.

اكتشف الباحثون أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم أنماط بكاء مختلفة عن المعتاد منذ الشهر الأول.

وقالت أختصاصية علم النفس العصبي للأطفال سارة ألين “يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في نطق تلك الأحرف التي يكررها باقي الأطفال”.

وأوضحت الأخصائية بأنهم “لا يقلدون الآخرين بشكل طبيعي في السلوك أو الإيماءات الاجتماعية أو النغمة، فغالبًا ما يكون لأصواتهم صوت غناء ويواجهون صعوبة في فهم اللغة”.
وأشارت بعض الدراسات إلى وجود اختلافات في البكاء بين ذوي النمو الطبيعي والأطفال المصابين بالتوحد ، لكن الاختصاصيين لم يتمكنوا بعد من تشخيص اضطرابات الكلام أو اللغة في هذه المرحلة المبكرة.

أولًا مراحل تطور اللغة والكلام،
أول 3 شهور

• يتفاعل الطفل مع الأصوات المرتفعة.
• يهدأ أو يبتسم عند التحدث إليه.
• يتعرف على صوت أهله ويهدأ عندما يسمعه.
من 4 إلى 6 شهور
• يتبع بعينه الأصوات المختلفة.
• يلاحظ اللعب التي تصدر صوتًا.
• يصدر أصواتًا كأنه يتكلم «بببب».

• يضحك.

من 7 شهور لعام
• يركز في الحديث عند التحدث معه.
• يفهم الكلمات المستخدمة كثيرًا، مثل : الكوب، الطبق، الحذاء.
• يفهم ويستجيب للطلبات «تعال هنا»، «خذ هذه».
• يَنْغَرُ بأصوات مختلفة «تتتت، دددد، …».

• يَنْغَرُ ليجذب الانتباه.
• يتواصل باستخدام الإيماءات مثل رفع الأيدي.
• يقلد الأصوات المختلفة.
• قد يقول كلمة أو كلمتين، مثل: «بابا، ماما، …».
من عام إلى عامين.
• يعرف بعض أجزاء من جسمه ويشير إليها عند سؤاله.
• يتبع الأوامر البسيطة، مثل «اقذف الكرة»، ويفهم الأسئلة البسيطة، مثل «أين الحذاء؟».

• يستمتع بالقصص البسيطة والأغاني والأناشيد.

• يشير إلى الصور في الكتب إذا ذُكر اسمها.

• يكتسب كلمات جديدة بشكل منتظم.

• يبدأ في وضع كلمتين في جملة.

من عامين إلى ثلاثة..

• ينطق أسماء جميع الأشياء تقريبًا.
• يركب جملة من كلمتين أو ثلاث لطلب شيء أو السؤال عن شيء.

• يتكلم بطريقة يفهمها الآخرون.
ما الذي يمكننا فعله كآباء لدعم هذا التطور الطبيعي وتنميته؟
1. تكلم طوال الوقت وعن كل شيء تفعله على مدى اليوم مع طفلك منذ ولادته، انطق أسماء كل الأشياء أثناء تفاعلك اليومي معه، هيا نغسل وجهنا، حان وقت الإفطار، الآن نهرس البطاطس بالشوكة ونخلطها بالجزر، هيا نذهب للمطبخ لغسل الأطباق، نضع الصابون هكذا ونغسل الطبق هكذا، لنغسل تلك الملعقة الزرقاء أيضًا.

2. ابدأ الاستماع إليه، أعطه فرصة ووقتًا للتعبير عما يريد قوله، عندما تنتهي مما تقول أنظر إليه وانتظر رده حتى لو كان مجرد همهمات، فهو يحاول التعبير عن نفسه، استمع جيدًا.

3. تجاوب معه عندما يبدأ استخدام الكلمات، أعد الكلمة وأضف عليها، مثل : تفاحة، «هل تريد تفاحة حمراء؟»، فهو يتشجع على التواصل والتعبير عندما يشعر أنك تسمعه وتستجيب له.

4. يمكنك البدء في القراءة لطفلك منذ شهوره الأولى، وتدرج في صعوبة الكتب مع تدرج العمر. تمكن القراءة لطفلك من الاستماع إلى الكلمات في سياقات مختلفة، ويساعده هذا على فهم الكلمات واستخداماتها.

احكِ الكثير من القصص وتفاعل معها ومع الأحداث المختلفة بشكل لطيف ومحبب للطفل، خاصة القصص حول الأشياء التي يهتم بها، مثل الحيوانات والسيارات وما إلى ذلك، وعند القراءة مع طفلك يمكنك الإشارة إلى الكلمات المكتوبة، فهذا يوضح للطفل العلاقة بين الكلمات المنطوقة والمكتوبة، وطبعًا لا تنسَ الإشارة إلى الصور المختلفة.

6_اتبع اهتمام طفلك، عندما ترى طفلك مهتمًا بشيء ما استمر في الكلام عنه، وبأشكال مختلفة، وتفاعل معه وتجاوب مع تفاعله عن الأمر.

7_ استخدام اللغة الصحيحة مع الأطفال، فلا يعني استخدام لغة بسيطة أن نستخدم لغة الأطفال، أو تحريف الكلمات عن ألفاظها الحقيقية.

8_ لا تنتقد نطق الطفل أو طريقة كلامه أبدًا، حتى إن أخطأ، فلا تحاول تصحيح الكلمة بشكل مباشر معه، ولا تقل له : لا ليست هكذا، أو قل هكذا، فقط انطق الكلمة الصحيحة أمامه مرة أخرى بدون انتقاد أو تصحيح مباشر.

9_تحديد وقت الشاشة، فقد أوصى العديد من الأبحاث أنه يجب ألا يتعرض الطفل للشاشات أبدًا قبل سن الثانية، وبعد الثانية يكون الوقت محدودًا جدًا، وبالتدريج حسب العمر، مهما كان المحتوى الذي يعرض، فهو غير تفاعلي ولا يتجاوب مع الطفل، وهذه عوامل تقتل نمو وتطور اللغة عند الأطفال.

10_عرّض الطفل لبيئات ثرية مختلفة متنوعة بشكل منتظم، مثل الرحلات الميدانية لحديقة الحيوانات والحدائق العامة والمتاحف، وأيضًا الزيارات البسيطة للسوق والمخبز والصيدلية وغيرها، وتكلم عن الأشياء في تلك الأماكن المختلفة، وعرفه على أسمائها، والأنشطة المختلفة التي تقومون بها في كل مكان، الأهم أن يكون الكلام وسط السياق وبشكل بسيط لا بشكل مباشر، كأننا نتعامل مع آلات ندخل بها بيانات بشكل جاف.

11_ اسأله دائمًا أسئلة بها خيارات حتى يتشجع على استخدام الكلمات بدون ضغط، مثل «هل تريد تفاحة أم موزة؟»، « ترتدي القميص الأزرق أم الأصفر؟»

12_ غن الأناشيد البسيطة التي تتضمن حركات وإشارات مختلفة.

13_ شاهد معه الصور العائلية المختلفة وتكلم عن الأشخاص في الصورة وماذا كانوا يفعلون.

14_ مع تدرج العمر ابدأ مثلاً في تعليم كلمات جديدة وعلمه معناها واستخدمها في سياقات مختلفة أثناء الحديث.

15_ العب ألعابا مختلفة تشجعه على استخدام الكلمات، مثل لعبة التخمين : يوصف أحدكم شيئا ويخمن الآخر ما هو، أو لعبة تكملة الكلمة فتقول أول حرف أو اثنين من الكلمة وهو يخمن ويكملها، وألعاب التصنيف وإيجاد العنصر المختلف داخل مجموعة وغيرها من ألعاب الكلمات.

16_ شاركه في اللعب واطلب منه أن يكون القائد ويعلمك ويرشدك.

17_ تعتبر الألعاب التمثيلية التخيلية من أهم الألعاب التي تطور مهارات الكلام والتحدث عند طفلك وهم يعشقونها كثيرًا، استغل هذه الفرصة الرائعة والعبوا العديد من الشخصيات والحوارات والمواقف المختلفة.

وأخيرًا، من ضمن العوامل المهمة أن نعلم أطفالنا آداب الحديث المختلفة بأن نطبقها معهم حتى يكتسبوها بشكل طبيعي دون وعظ مباشر، فمثلًا النظر في أعينهم عند الاستماع إليهم، وإعطائهم فرصة لإكمال كلامهم دون مقاطعة، استمع إليهم باهتمام، تفاعل مع مشاعرهم أثناء الحديث بشكل يليق بها دون استهزاء أو إنكار أو تبرير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى